هو فضيلة الشيخ العلامة / محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب ولد عام 1254 هجرية في القاهرة فنشأ وترعرع في أول شبابه فيها وتربى في حجر والده الشيخ عبد الرحمن فحرص على تعليمه وحفظه القرآن الكريم غيباً ثم التحق بالمدارس الحكومية في القاهرة وتخرج منها وكان في غاية الذكاء والنباهة ودخل كلية الطب في القاهرة ولم يكمل حيث تضايق من وفاة والده عام 1272 هجرية . رغب الخروج إلى نجد وعمره ثمانية عشر سنة واستقر بمدينة الرياض وطلب العلم فيها فلازم الشيخ العلامة عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ ودرس التوحيد والفقه والحديث والنحو والصرف والفرائض حتى أدرك وتخرج وكان له معرفة جيدة بالحديث ورجاله .
محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله آل الشيخ | |
---|---|
معلومات شخصية | |
مكان الدفن | مقبرة العود |
سبب ولادته بالقاهرة
أن جده الشيخ الإمام عبد الله ووالده الشيخ عبد الرحمن ممن ذهب بهم إبراهيم باشا من آل الشيخ وآل سعود إلى مصر عام 1234 هجرية بعد احتلال الدرعية وهدمها . وفي اليوم الثاني من مجيئه من مصر قدم على الإمام فيصل بن تركي رحمه اله ففرح به واستبشر بقدمه وأمر له بما يلزم من السكن والمصروف وأهدى الشيخ محمد إلى الإمام فيصل " سيف أبو المفاتيح " وهو من سيوف الإمام عبد الله بن سعود بن عبد العزيز رحمهم الله الذي قيل أنه ضرب بهذا السيف الحجر ففلقها نصفين ولم يتأثر السيف بتلك الضربة .
نباغته في تأول الأحلام
كان نابغة وله معرفة عظيمة بتأويل الأحلام وله اليد الطولى في ذلك وقل ما يخطئ في تفسيرها وغالباً إذا أول الرؤيا تأتي كفلق الصبح وكانت معرفته في تعبير الرؤى في حصره كمعرفة محمد بن سيرين في زمنه وقد أثنى عليه العلماء ومنهم الشيخ العلامة حمود بن عبد الله التويجري والشيخ عبد الله بن إبراهيم بن عبد العزيز آل الشيخ وغيرهم .
نماذج من تأويل الرؤيا
- أن الملك عبد العزيز كان مدعواً عند الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ وكان الشيخ محمد بجانبه فقال له الملك عبد العزيز إني رأيت رؤيا وسأخبرك بها سراً وبعد قليل قال لست بصابر سأخبرك بها حيث رأيت في المنام أني أمسكت بإمراءة فلم أدعها حتى جردتها من ثيابها وتركتها عريانة فقال الشيخ محمد هل فعلت بها شيئاً ؟ قال لا فقال الشيخ محمد للملك إن صدقت رؤياك فأنت تتولى حائل وقد وقع ما عبر به الشيخ واستولى الملك عبد العزيز على حائل .
- أن الأمير تركي بن الملك عبد العزيز رأى رؤيا في المنام قصها على الشيخ محمد فقال أني رأيت رؤيا كأني قريب من ربي وأخي فهد قريب مني فقال له خير إن شاء الله فلما خرج قال له ابنه عبد الحميد تقصيرك في هذا الليل يطلب منك الإفادة ولم تفده فقال له الشيخ أخبره أن رؤياه تدل على أن أجله قريب وأخوه من بعده فتوفي الأمير تركي بعد مدة قريبة وتوفي أخوه من بعده وذلك في سنة الرحمة المعروفة عند الناس ويوجد تعابير كثيرة غيرها
صفاته
كان الشيخ طويل القامة متوسط شعر اللحية أبيض اللون مشرباً بحمرة . وكان عريض الصدر بعيد ما بين المنكبين طويل الخطى كثير الصمت مهاب الهيئة جميل المنظر حسن الثياب يحب الطيب والرائحة الزكية وكان لا يتكلم إلا باللغة العربية الفصحاء صالحاً تقياً أمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر كثير العبادة والخشية من الله يقوم للتهجد أخر الليل لا يفتر لسانه عن ذكر الله كثير الصدقة ومحباً للفقراء .
وفاته
توفي عام 1344 هجرية في مدينة الرياض عن عمر يناهز التسعين عاماً وقد صلى عليه الشيخ العلامة المحدث / سعد بن حمد بن عتيق قاضي الرياض في الجامع الكبير وحضر جنازته خلقٌ كثير ودفن في مقبرة العود بالرياض رحمة واسعة وغفر له .
مراجع
- المصدر : كتاب التراجم المختارة للإمام عبد الله تأليف الشيخ / عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ متوفر لدى مكتبة القاسم ومكتبة العبيكان للنشر