محمد بن محمد بن معان النظاري عالم يمني كان أحد أهم أمراء الدولة الطاهرية،من مواليد قرية النظاري في محافظة إب اليمنية توفي في 22 جمادى الأولى 921 هـ الموافق 3 يوليو 1515م، كان من وزراء السلطان عامر بن عبد الوهاب الطاهري، وله آثار خيرية كثيرة؛ منها: بناء المدرسة النظارية في مدينة إب، المعروفة بـ(المشنَّة)، وقد وقف عليها أوقافًا جليلة وكتبًا نفيسة. كما قام ببناء مسجد جامع في مدينة (بيت الفقيه)، شمالي مدينة زبيد من تهامة.[1]
محمد بن محمد بن معان النظاري | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | ؟؟؟؟ إب، الدولة الطاهرية |
تاريخ الوفاة | 3 يوليو 1515 |
الحياة العملية | |
المدرسة الأم | المدرسة النظارية |
أمير
لم تذكر المصادر تاريخ مولده، وقد كان محمد بن محمد النظاري أحد أهم أمراء الدولة الطاهرية حيث يقول عنه العلامة عبد القادر بن شيخ بن عبد الله العيدروس صاحب كتاب النور السافر في أخبار القرن العاشر مانصه { كان قطب رحى المملكة السلطانية الظافرية وعين الأعيان في الجهة اليمانية، فنعم الرجل كان عقلا وصيانة ودينا وأمانة، باذلا للمعروف، كافا للأذى، معينا للملهوف، له صدقات جليلة سرا وعلانية، ومن أثاره المخلدة لذكره بناؤه للجامع ببيت الفقيه ابن عجيل (مدينة بيت الفقيه حاليا)، ومدرسة بمدينة إب ووقف عليها وقفا جليلا وجملة من الكتب النفيسة، وله من الأثار الحسنة ما يجل عن الوصف }. وقد كان له من الأولاد : عبد الحق، وعبد الباقي الذي توفي في حياة أبيه في ذي القعدة العام 910 هـ، وله أيضا علي وعبد الواحد وعبد الرحمن وهو أصغرهم. ولمحمد بن محمد النظاري أخ اسمه عبد العليم بن محمد بن معان النظاري توفي في شعبان عام 909 هـ، لم تذكر المصادر التاريخية الكثير عنه
معاركه وقتاله
قاد محمد بن محمد النظاري العديد من جيوش الدولة الطاهرية في العديد من الحملات العسكرية فقد كان على رأس الجيش الذي أرسله الملك الظافر عامر بن عبد الوهاب في شعبان من العام 895 الهجري لقتال قبائل تهامة الذين كانوا يغيرون على مدينة زبيد حيث هزمهم ومن ثم عاد ليحكم مدينة زبيد باسم الملك الظافر في شوال من نفس العام، ثم عاد إلى مدينة جبن بعد أن استدعاه الملك الظافر إليها. ثم أرسله مرة أخرى إلى يافع لقتال من خرجوا على الملك الظافر فهزمهم واستلم حصن المعفاري في ربيع الأول من العام 898 الهجري برفقة عبد الملك بن عبد الوهاب أخو الملك الظافر عامر بن عبد الوهاب. وفي صفر من العام 903 الهجري أرسله الملك الظافر مرة أخرى إلى بني سليمان في وادي زبيد لقتالهم حيث كانوا قد خرجوا عن طاعة الملك عامر بن عبد الوهاب فهزمهم وخرب حصونهم وأعاد المنطقة للدولة الطاهرية. وفي جمادى الأولى من نفس العام (903 هـ) أرسله بجيش أخر إلى يافع كمقدمة للجيش الذي يقوده الملك عامر بن عبد الوهاب لقتال الخارجين عن طاعته، وقد صحب محمد بن محمد النظاري في هذا الجيش ابنه علي بن محمد بن محمد النظاري الذي قاد جيشا أخر للاستيلاء على حصن حبطان، وبعد أن سيطر على الحصن أتى اليه أهل يافع تائبين معتذرين فقبل منهم وعفى عنهم.
ضم صنعاء
وفي نهاية ربيع الأول من العام 910 الهجري توجه الملك عامر بن عبد الوهاب على رأس جيوشه بقيادة أخيه عبد الملك بن عبد الوهاب ومحمد بن محمد النظاري لحصار صنعاء وضمها لمملكته حيث كانت في ذلك الوقت تحت سيطرة الأمير محمد بن الحسين البهال لحساب محمد بن علي الوشلي إمام الدولة الزيدية في تلك الفترة، فحاصرها لمدة 3 أشهر ثم وقعت المعركة الفاصلة بينهم في 28 رمضان الموافق للخامس من مارس عام 1505 ميلادية خارج مدينة صنعاء وتم أسر البهال والوشلي، ودخل محمد بن محمد النظاري مدينة صنعاء يوم الأثنين الرابع من شوال ذلك العام الموافق للعاشر من مارس 1505 ميلادية ليوطد سيطرة الدولة الطاهرية عليها ومن ثم دخلها الملك عامر يوم الخميس في السابع من شوال. وفي يوم الخميس الثالث عشر من ذي القعدة من نفس العام الموافق الثامن عشر من أبريل 1505 ميلادية توفي عبد الباقي بن محمد بن محمد النظاري في صنعاء حيث كان مرافقا لأبيه في الجيش الذي استولى عليها ودفن فيها، ثم في يوم الثامن عشر من محرم عام 911 الهجري الموافق للحادي والعشرين من يونيو 1505 ميلادية غادر الملك عامر بن عبد الوهاب صنعاء مستخلفامحمد بن محمد النظاري أميرا عليها في ألف راجل وثلاثمائة فارس، يقول عنه ابن الديبع في كتابه بغية المستفيد في أخبار زبيد ما نصه :{ فضبط البلد وأحسن تدبيرها وسياستها، ورتب على كل باب من أبوابها مائة رجل وجعل في القصر ثلاثمائة راجل }. ثم في الرابع عشر من رجب عام 911 هجرية الموافق العاشر من ديسمبر 1505 ميلادية استخلف محمد بن محمد النظاري أحد ابنائه على صنعاء وتوجه إلى المقرانة في موكب عظيم للقاء الملك عامر الذي خرج لاستقباله إلى بعض الطريق لمواجهته والسلام عليه إكراما له كما يذكر ذلك ابن الديبع في كتابه المذكور آنفا.
إمارته لزبيد
وفي أواخر صفر من العام 919 الهجري الموافق لبداية مايو 1513 ميلادية استولى البرتغاليين (الفرنج كما يسميهم ابن الديبع في كتابه) على جزيرة كمران وبدأوا في الإغارة على بعض المدن اليمنية الساحلية ومنها عدن لذلك استدعى الملك عامر بن عبد الوهاب محمد بن محمد النظاري إلى زبيد حيث كان آنذاك في تعز حاكما عليها في ربيع الآخر عام 919 هجرية الموافق لشهر يونيو 1513 ميلادية واستخلفه في زبيد أميرا وحاكما عليها ليدرأ مخاطرهم وتوجه الملك عامر بعد ذلك إلى تعز حيث بقي محمد بن محمد النظاري أميرا وحاكما في زبيد حتى صفر 921 هجرية الموافق أبريل 1515 ميلادية عندما بدأ يشعر بثقل المرض عليه فاستدعى ابنه عبد الحق بن محمد بن محمد النظاري الذي كان بصحبة الملك عامر بن عبد الوهاب في تعز، حيث وصل عبد الحق بن محمد النظاري إلى زبيد في التاسع والعشرين من صفر 921 هجرية الموافق للرابع عشر من أبريل عام 1515 ميلادية.
وفاته
غادر محمد بن محمد النظاري زبيد بعد تماثله للشفاء متوجها إلى إب ومستخلفا ابنه عبد الحق بن محمد النظاري حاكما على زبيد، وبقي محمد بن محمد النظاري متنقلا بين إب وحصنه (حصن حب) خلال تلك الفترة حتى انتقل إلى رحمة الله يوم الخميس الثاني والعشرين من جمادى الأولى عام 921 هجرية الموافق الخامس من يوليو عام 1515 ميلادية ودفن في مدينة إب.
المصادر
- محمد بن محمد بن معان النظاري. موسوعة الأعلام - تصفح: نسخة محفوظة 8 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
- بغية المستفيد في أخبار زبيد للعلامة عبد الرحمن بن علي الديبع الشيباني.
- النور السافر في أخبار القرن العاشر للعلامة عبد القادر بن شيخ بن عبد الله العيدروس.
- شذرات الذهب في أخبار من ذهب.