الرئيسيةعريقبحث

محمد رمضان محمد الجربي


☰ جدول المحتويات


محمد حمدي محمد عبدالحميد
معلومات شخصية
الميلاد 1940
مسلاتة،  ليبيا
الوفاة 2008
مسلاتة،  ليبيا
الجنسية  ليبيا
اللقب الجربي
أبناء أحمد ،رمضان، عبد الله، عبد السلام، طارق
الحياة العملية
التعلّم استاذ جامعي
المهنة عضو هيئة تدريس جامعي
سبب الشهرة علم من أعلام البلاغة في ليبيا

علم من أعلام مدينة مسلاتة

من أشهر علماء مسلاته المجتهدين الورعين المشهود لهم بالصلاح "" العالم المسلاتي الجليل د/محمد رمضان محمد الجربي علم من أعلام البلاغة في الجامعات الليبية. الأستاذ الدكتور: محمد رمضان محمد الجربي

مولده ونشأته

أستاذنا ولد في مدينة القصبات سنة 1940 م وتربى في كنف أسرة معروفة بالعلم، وبخاصة والده الشيخ الجليل:رمضان محمد الجربي الذي قضى غالب عمره في تدريس القرآن الكريم، والمشهود له في المنطقة وكل المناطق التي زارها بالصلاح، حيث تربى في أسرة عرفت بحفظ القرآن، وحب تعلم العلوم الشرعية والعربية، وكذا تربى أخوه الدكتورعلي رمضان الجربي, حيث رُبوا جميعهم ووربّوا أبناءهم على ما تربوا عليه، فكانوا خلف لخير سلف.

مصادر المقال

د.محمد رمضان الجربي، في لقاء معه اجراه نخبة من طلبة العلم في مدينة مسلاتة ولقاه أحد تلاميذه في مهرجان لتكريم علماء مسلاتة اجري في المعهد العالي للمهن الشاملة 2011

طلبه العلم وأساتذته ودرجاته العلمية

حفظ شيخينا القرآن الكريم على والده الشيخ رمضان محمد الجربي، ثم على يد الفقيه الشيخ/ منصور السنوسي، بزاوية سيدي عبد الواحد الدوكالي بـ مسلاتة سنة: 1956 م. ثم التحق بمعهد سيدي عبد السلام الأسمري الديني بزليتن لمواصلة تعليمه في العلوم اللغوية والشرعية: فنال الشهادة الابتدائية سنة: 1959 م.ثم الشهادة الإعدادية سنة: 1962 م.فالشهادة الثانوية سنة: 1965 م بتقدير عام: ممتاز. رغبة منه في الحصول على مزيد من العلم رغم مشقته التحق بكلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية بالبيضاء سنة: 1965 م، ودرس على كبار الأساتذة والعلماء، والأدباء أمثال: د.كامل إمام الخولي، د.عبد العظيم الشناوي د.عبد السلام سرحان، د.محمود رزق، د.محمد البصار، حيث نال درجة الإجازة التخصصية (الليسانس) بمرتبة الشرف الأولى بتقدير عام: (ممتاز) سنة: 1969 م.فعين معيدًا بكلية اللغة العربية، ومن تم أُفد إلى القاهرة لمواصلة الدراسات العليا بكلية اللغــة العربية جامعة الأزهر سنة 1971 م، ودرس على كبار الأساتذة والعلماء في ذلك الوقت فنال درجة الإجازة العالية (الماجستير) في البلاغة، والنقد، بتقدير عام: ممتاز سنة: 1973 م.وعين محاضر مساعد بكلية اللغة العربية جامعة بنغازي (قايونس سابقاً) ولم يكتفي "" فواصل طلبه للعلم حيث التحق بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر بالقاهرة سنة: 1974 م، ونال درجة الإجازة الدقيقة (الدكتوراه) في البلاغة، والنقد بمرتبة الشرف الأولى، بتقدير عام: (ممتاز) سنة:1978 م، وبإشراف علم من أعلام البلاغة الأستاذ الدكتور: كامل إمام الخولي"".فعين أستاذنا محاضراً بكلية اللغة العربية بمدينة البيضاء ثم انتقل إلى كلية التربية جامعة طرابلس (الفاتح سابقاً) سنة 1979 م وواصل مسيرة حياته العلمية من إعداد للبحوث العلمية والحصول على الدرجات العلمية فنال درجة أستاذ مساعد سنة 1979 م ثم أستاذ مشارك سنة 1983 م فأستاذ سنة 1988 وواصل مسيرته العلمية في هذه القلعة من تدريس لطلابه والإشراف على بحوثهم للحصول على الإجازات العلمية والمشاركة في المناقشات العلمية والمؤتمرات العلمية إلى سنة 2004 م أي زهاء 25 عاماً من العطا في مجال البحث العلمي حيث انتقل إلى [[كلية العلوم الشرعية مسلاتة]] وواصل مسيرته العلمية إلى أن وصل إلى سن التقاعد ومن أجل الاستفادة من خبرته وعلمه عين بدرجة "أستاذ شرف" بـكلية العلوم الشرعية مسلاتة سنة 2006 م. وكرم أستاذنا الفاضل في يوم الأستاذ الجامعي على مستوي البلاد ليبيا من النقابة العامة لأعضاء هيئة التدريس الجامعي سنة 2007 تقديراً لجهوده المبذولة للرفع من مستوى التعليم الجامعي والدراسات العليا بليبيا.

مشاركاته العلمية، والأدبية

- أسهم أستاذنا في تأسيس الدراسات العليا في: جامعة طرابلس, والجامعة الأسمرية, وجامعة المرقب. - أشرف على العديد من الرسائل العلمية (الماجستير –الدكتوراه) وشارك في مناقشتها بمعظم الجامعات الليبية، ويقدر عددها بما يزيد عن مائة رسالة - أسهم في تحقيق المخطوطات وتأليف العديد من الكتب المنهجية في: البلاغة والنقد، وتفسير القرآن الكريم. - ألقى العديد من المحاضرات، وشارك في الندوات في المواسم الأدبية، والدينية بالمنطقة، والإعداد والتحضير للندوات العلمية. - نشر عدة بحوث أدبية، لغوية في المجلات والدوريات العلمية أمثال: مجلة الفصول الأربعة ،مجلة تراث الشعب، مجلة مركز الجهاد الليبي. - شارك في اللجان العلمية لتقويم البحوث في الجامعات الليبية، لغرض الترقية للدرجات العلمية المختلفة. - شارك في إعداد اللوائح التنظيمية للدراسة للمرحلتين: الجامعية، والدراسات العليا، في العديد من الكليات بالجامعات الليبية ومن بينها: جامعة طرابلس-الجامعة الأسمرية-جامعة المرقب. - أسهم في إعداد مفردات المناهج في العديد من الكليات بالجامعات الليبية. - أسهم في الحفاظ على دور المساجد في أداء رسالتها بإلقاء الخطب، وافتتاح المساجد، وأم المصلين فترة طويلة في مسجد عتيق بمدينة مسلاتة مسجد أبي تركية بالإضافة إلى دروس الوعظ والإرشاد في المواسم الثقافية بالمنطقة. - كما كان لشيخنا دور بارز من الناحية الاجتماعية حيث شارك في العديد من اللجان داخل المنطقة للصلح، وفض المنازعات، وتسوية المنازعات كما شارك في تسوية أملاك ووقف سيدي عبد الواحد الدوكالي.

كتبه ومؤلفاته

خلّف أستاذنا إرثًا علميًا يتمثل في مجموعة من المؤلفات وهي:

- كتاب جامع العبارات في تحقيق الاستعارات تأليف: أحمد مصطفى الطرودي تحقيق:د/ محمد رمضان محمد الجربي، منشورات المؤسسة العامة للنشر والتوزيع. ونشر مرة أخرى في القاهرة بـ مكتبة الآداب سنة:2010 م.

- ابن قتيبة الدينوري ومقاييسه البلاغية، والنقدية , تأليف: د/محمد رمضان الجربي منشورات المؤسسة العامة للنشر والتوزيع طرابلس. ونشر مرة أخرى في القاهرة بـ مكتبة الآداب سنة:2010 م.

- كتاب في تفسير القرآن الكريم تفسيراً لغوياً موجزاً، (معاني القرآن الكريم- تفسير لغوي موجز) وقد تعاون في تأليف هذا التفسير اللغوي مع خمسة من أهل العلم صدر عن جمعية الدعوة الإسلامية العالمية بليبيا عام 2001 م

- البلاغة التطبيقية دراسة تحليلية في (علم البيان) تأليف د/محمد رمضان محمد الجربي منشورات دار إلجا مالطا. ونشر مرة أخرى في القاهرة ب مكتبة الآداب سنة:2009 م.

- البلاغة التطبيقية دراسة تحليلية في (علم البديع) تأليف د/محمد رمضان محمد الجربي منشورات دار إلجا مالطا. ونشر مرة أخرى في القاهرة ب مكتبة الآداب سنة:2009 م.

- الأدب المقارن تأليف د/محمد رمضان محمد الجربي منشورات دار إلجا مالطا. ونشر مرة أخرى في القاهرة بمكتبة الآداب سنة:2010 م.

- الأسلوب والأسلوبية تأليف د/محمد رمضان الجربي منشورات دار إلجا مالطا. ونشر مرة أخرى في القاهرة ب مكتبة الآداب سنة:2009 م.

- النقد الأدبي تأليف: الدكتور/محمد رمضان محمد الجربي، والدكتور/علي رمضان الجربي منشورات المؤسسة العامة للنشر والتوزيع طرابلس.

بالإضافة لبعض المخطوطات في البلاغة ومنها أجزاء من كتاب البلاغة التطبيقية دراسة تحليلية في (علم المعاني) والمحاضرات التي ألقاها على طلبته خلال مراحل حياته العلمية التي تزخر مكتبته الخاصة بها.

منهجه العلمي

نهج أستاذنا منهجًا علميًا سار فيه على وثيرة واحدة في محاضراته في المراحل الجامعية والدراسات العليا، والمحاضرات المفتوحة في المواسم الدينية، وفي تأليفه لمؤلفاته البلاغية مزج فيه بين القاعدة والنص، لكنه التزم منهج الأدباء ـ الذي بذر أبو هلال العسكري المتوفى 395 هـ بذوره ـ في الدرس البلاغي؛ فهو كبير الحفاوة بالشاهد: يقدمه على القاعدة، ويضعه في صدارة مباحثه، ويغوص في أحشائه كاشفًا عما فيه من قيم جمالية فاتنة؛ لوعيه بأن الشواهد – لا القواعد – هي التي ترفع مستوى الوعي الجمالي للمتلقي. حقًا إنه يُعنى بالأقسام والأنواع بوصفهما ضوابط منهجية لا مفر منها، لكنه لا يبدد طاقته البحثية في استقصاء الفروق وتتبع الخلافات التي تكد الذهن وتصيب المتلقي بالملل. إن الفرق كبير بين مبحث التشبيه عند الرازي في كتابه روضة الفصاحة، وما كتبه أستاذنا في مبحث التشبيه في كتاب البلاغة التطبيقية (علم البيان)؛ فالكلف بالتقسيم عند الرازي يقابله الكلف بالتحليل عند أستاذنا الدكتور. ونصّب نفسه ذائدًا عن تراثنا البلاغي ضد معاول الهدم المشرّعة في وجهه فحسب، بل في إغناء مادة كتبه بالشواهد التي تجمع بين الوفرة والتنوع والجودة؛ فالشاهد القرآني يجاور الشاهد الحديثي والشعري والنثري، وشواهد أحمد شوقي ونزار قباني تجاور شواهد امرئ القيس وأبي نواس والمتنبي، في إشارة بالغة الدلالة على أن البلاغة العربية أوثق وشائج الارتباط، بين المتحدثين بالضاد، على اختلاف عصورهم، هذا إلى دلالتها على أن الذوق العربي سلسلة تتصل حلقاتها ولا تنفصم، وهذا ما جعل شواهد القدامى قادرة على تربية أذواق المعاصرين من طلاب العلم، قادرة على مقاومة عوامل الفناء الأدبي. وذوده عن تراثنا البلاغي لا يعني قط أنه يغض النظر عما شاب مواقف بعض علماء البلاغة العربية من مثالب، بل لقد كان قادرًا على إدارة نقاش نقدي جاد مع بلاغيين ونقاد قدامى ومحدثين، قادرًا على تعزيز نقاشه بالرأي والرأي المضاد؛ فهو يعرض لمفهوم البيان عند الجاحظ مبرزًا ما فيه من تناقض. ومعروف أن الجاحظ عرَّف البيان بأنه الدلالة الظاهرة على المعنى الخفي، ثم عاد فعرفه بأنه الفهم والإفهام، وهما تعريفان متناقضان من ناحية، متآزران على خدمة هدف الوضوح وتدليل المتلقي وإعفائه من أية مسئولية من ناحية أخرى إن جزءًا من عملية الإفهام راجع إلى ثقافة المتلقي، ولا يعيب المبدع في شيءٍ إذا كان المتلقي غير مؤهل لاستقبال إبداع المبدعين وفهمه والتمتع به. وقديمًا سأل أبو العميثل وأبو سعيد الضرير أبا تمام: يا هذا لم تقول من الشعر ما لا يفهم؟، فكان رد أبي تمام مفحمًا، مع علمه بالقيمة العلمية للسائِلَين. كان رد أبي تمام: ولم لا تفهمان ما يقال؟، وهو رد يؤشر على أن التلقي ليس استرخاء، بل هو تفاعل مثمر واستنطاق للنص. ويضَعِّف أستاذنا -كما هو منهجه في النقاش النقدي- رأي ابن رشيق في كون التمثيل مجازًا وضربًا من الاستعارة. ويناقش ابن قتيبة في تهوينه من شأن المعنى في أبيات كثير: ولما قضينا من منى كل حاجـة ومسح بالأركان من هو ماسـح وشدَّت على دهم المهارى رحالنا ولم ينظر الغادي الذي هو رائح أخذنا بأطــراف الأحاديث بيننا وسالت بأعناق المطي الأباطـح وهو في مناقشته يغوص في أعماق الأبيات الثلاثة كاشفًا عن جمالياتها سواء في إيجازها أم في مجازاتها وبراعة تصويرها، وجمال الكناية: "أطراف الأحاديث" ثم يعزز رأيه برأي قدامة الذي أشاد فيه بالأبيات نفسها. وفي حديثه عن أصالة الدرس البلاغي عند العرب، استوقف المؤلف الدكتور طه حسين مفندًا رأيه في تأثر البلاغة العربية ببلاغة اليونان، ودلل على تهافت رأي طه حسين بدليل تاريخي، وهو أن الجاحظ توفى" 255 هـ" أي قبل أن يترجم حنين بن إسحق "ت نحو298 هـ" كتب أرسطو إلى اللغة العربية، وحتى ولو ثبت أن حنين بن اسحق ترجم كتب أرسطو في حياة الجاحظ فإن هذا لا ينهض دليلاً كافيًا على تأثير بلاغة العرب ببلاغة أرسطو؛ لسبب بسيط هو أن حركة المؤلفات وتداولها لم يكن بالأمر الهين؛ ولكي تنتشر أفكار أرسطو وتهضم وتحقق التأثير المدعى فإن ذلك يحتاج فترة طويلة من السنوات. وسار على هذا المنهج في مؤلفاته العديدة في البلاغة العربية مقتفيًا أثر عبد القاهر الجرجاني في كتابيه:(دلائل الإعجاز، وأسرار البلاغة), منتصرًا لقضية النظم مؤكدًا على أصالتها، وأنها من مبتكرات الأدب العربي، وأن جذورها متأصلة في أدبنا العربي منذ عصر الجاحظ، ثم جاء عبد القاهر الجرجاني وأرسى دعائمها، وبذلك يفند أستاذنا ما ادعاه علماء الغرب من ابتكارهم لهذه النظرية التي يسمونها: نظرية النظم أو نظرية العلاقات. هذه النظرية التي يؤكد أستاذنا أنها الطريق الموصل إلى إدراك سر الإعجاز في القرآن الكريم، وسر عجز فصحاء قريش عن معارضة القرآن الكريم متحديًا لهم. ورأى أستاذنا أن رسالته ومنهجه في التأصيل والذود عن أدبنا العربي لم تكتمل فألف كتابه:(الأدب المقارن) ذائدًا عن أدبنا العربي مثبتًا بالأدلة والبراهين أصالته، وأنه عربي أصيل، هذا العلم الذي يعد من مبتكرات العصر الحديث، غير أن جذوره متوغلة في أدبنا العربي منذ عصره العباسي، فقد ألف الحاتمي رسالته(الحاتمية) مستهدفًا بيان أثر أرسطو في شعر المتنبي، باحثًا عن أصول حكمه في فلسفة أرسطو، وأثبت بالدليل تأثر المتنبي بأرسطو، ردًا على خصومه الذين نفوا هذه الصلة بينهما، فكانت دراسة الحاتمي أول دراسة عربية في مجال الأدب المقارن، تُعد اللبنة الأولى في هذا الحقل الخصيب ؛ لنؤكد فضل سبق الأدب العربي عن الآداب العالمية في هذا المضمار. وكذا فنونه المسرحية، والقصصية, التي ادعى الغربيون أنها من صنع أيديهم، أكد لنا أصالتها وأنها عربية أصيلة، مع عدم إغفاله مبدأ التأثير والتأثر الذي يعد من دعائم الأدب المقارن الذي تتعانق فيه الآداب سلبًا وإيجابًا.

مشاركته للعلماء في تفسير القرآن الكريم (معاني القرآن الكريم - تفسير لغوي موجز)

ويعد منهجه في التحليل منهج متأصل الغرض منه الإمتاع والإقناع، وظهر هذا في العديد من مؤلفاته التي من بينها كتابه:(معاني القرآن الكريم - تفسير لغوي موجز) الذي ألفه بالمشاركة مع نخبة من علماء اللغة والتفسير بليبيا، وقد وفقوا في اختيار هذا العنوان المعروف في التراث الإسلامي، الذي صنف تحته عدد من كبار العلماء كالفراء(207 هـ) وأبي عبيدة(211 هـ)، والأخفش(215 هـ)، والزجاج(311 هـ)، وأبي جعفر النحاس(338 هـ) رحمهم الله جميعاً. ولذلك قال المؤلفون في اختيارهم للاسم: (فهذا العنوان (معاني القرآن) قديم في الفكر اللغوي الإسلامي، نشأ وترعرع في أعز أيامه وأشرقها وأدلها على القدرة والابتكار، وقد كتب تحته أئمة كبار، وهم وإن اتفقوا في الروح والمنهج العام تظهر بينهم اختلافات كثيرة في تنفيذه واهتمامهم بمفرداته وتناولهم لها، وكل منهم يمثل عصره الذي كتب فيه، ومذهبه النحوي الذي يميل إليه، فعودتنا إلى هذا العنوان لدلالته التاريخية والموضوعية، لا للكتابة بأسلوب الأقدمين ومنهجهم، فمن الضروري جداً أن تختلف محاولتنا التي نقدمها للقراء الكرام عما سبقها من تأليف الأئمة الكبار، فهي تكتب للقراء المسلمين أجمعين في العصر الحديث لتيسير فهم القرآن الكريم عليهم وإيضاح معانيه). وقد رسم المؤلفون للكتاب منهجاً التزموا به/ قالوا فيه: - تناول الآيات آية آية دون ترك شيء منها. وبهذا افترقوا عن كتب معاني القرآن المتقدمة لأنها لم تستوعب جميع الآيات - تناول المفردات حتى السهل منها، ببيان معاني الكلمات، وتحليل التراكيب والأساليب إما تفصيلاً وإما إجمالا إذا كان المعنى واضحاً جلياً، أو تكررت الكلمة أو التركيب أو الأسلوب أو الآية كلها. - البعد عن الخلاف، وعن الخوض في الأقوال والآراء والمذاهب أياً كان لونها. -عدم ذكر نصوص أخرى من الآثار أو الأقوال الفصيحة، والأشعار التي امتلأت بها كتب التراث، لبيان المعاني، وتأصيل الألفاظ، وإيضاح المراد، وعدم التأويل ؛ لأن هذه المحاولة موجهة لجمهور المسلمين، والنصوص الإضافية ترهقهم وتستدعي منهم جهداً لفهمها قد يعجزون عنه، أو يقصرون عن إدراكه فتثقل عليهم وتصعب وبذلك تزداد صعوبة فهم النص القرآني عليهم، وقد ينصرفون عنه ويتركونه، ومنهجنا التيسير والإيجاز. - وهذا المنهج للتفسير يقوم على بيان المعاني اللغوية للكلمات، وتحليل الجمل، والأساليب، والإشارة إلى المعاني المجازية، والأسرار البلاغية، بين الحين والآخر، والاستعانة الإعراب عند الحاجة دون الإكثار منه، والبعد عن المصطلحات اللغوية أو النحوية أو البلاغية المعقدة، مع الإيجاز في ذلك كله، وهو أمر ضروري في مثل هذا التأليف المقصود به جمهور المسلمين، وإلا خرج عن الإطار المرسوم له، وطال طولاً غير محمود، وأتعب غير المتخصصين. - الالتزام فيه بقراءة نافع برواية قالون، وهي القراءة المتبعة في ليبيا، ولعله أول تفسير يقدم على هذه القراءة ويلتزم بها فيه، تسهيلاً على القراء دون التعرض للقراءات الأخرى، وتوجيهها، والفرق بينها إلا قليلاً، عند الضرورة لبيان معنى لا بد منه، وهذا النوع من العلم مهم وشائق جداً، ولكن مثل هذا التأليف لا يتحمل الإيغال فيه ولا التوسع في مسائله وفروعه. - ومن خلال ما تقدم كله يتحدد منهجنا الذي سرنا عليه، وغرضنا الذي هدفنا إليه والضرورة التي دعتنا إلى ذلك، لنختار هذا المنهج، لنعتمد على المعاجم اللغوية، وكتب التفسير اللغوي والإعراب، مثل: أ - المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني. ب- معجم ألفاظ القرآن الكريم لمجمع اللغة العربية المصري

ج- القاموس المحيط لمجد الدين الفيروزأبادي، والمصباح المنير للفيومي، والمعجم الوسيط لمجمع اللغة العربية. د - البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي. هـ- الفتوحات الإلهية المعروفة بحاشية الجمل على تفسير الجلالين. و- الكشاف لأبي القاسم محمود الزمخشري. ز- إملاء ما من به الرحمن من إعراب القرآن لأبي البقاء العكبري. ح- الجانب اللغوي في مثل تفسير القرطبي، وتفسير البيضاوي، وتفسير أبي السعود، وتفسير ابن عاشور(التحرير والتنوير) ومن أقدار الله التي قضاها في تأليف هذا الكتاب أن شارك فيه مجموعة من علماء ليبيا مع استاذنا وهم علماء معرفون بالجامعات الليبية، أشرفوا على كثير من الرسائل العلمية في مرحلتي الماجستير والدكتوراه، وشاركوا في كثير من الندوات، والمؤتمرات داخل ليبيا وخارجها، وألفوا مجموعة من الكتب ولهم بعض الاثر في اللغة، والنحو، الصرف، والتفسير والبلاغة العربية. واشتركوا في هذا التفسير بصورة فعالة في الإعداد له وفي كتابته، ومراجعته وإخراجه بهذه الصورة مما يدل على روح الجماعة المغروسة فيهم رحم الله المتوفى منهم رحمة واسعة. ومتع الباقين بالصحة والعافية وقد طبع الكتاب في أربعة مجلدات كبار فاخرة التجليد، جيدة الطباعة، في أعلى الصفحة يكتب النص القرآن بالرسم العثماني على وفق رواية قالون عن نافع المدني، وتحت النص القرآني خط دقيق، ثم يأتي متن الكتاب والتفسير تحته تكتب الكلمة القرآنية أو الكلمات بخط أخضر ويأتي التفسير بالخط الأسود، مع العناية بعلامات الترقيم، وترقيم الآيات أثناء التفسير لتسهيل البحث عن الآية المقصودة بالتفسير. وفي الحق إنه عمل علمي جليل، وإحياء للتأليف في معاني القرآن الكريم بأسلوب مناسب لعصرنا هذا، وإحياء لاستخدام عبارة (معاني القرآن) مرة أخرى للدلالة على التفسير اللغوي للقرآن الكريم بفروعه. جزى الله المؤلفين والقائمين على أمر نشره وطباعته خير الجزاء. لقد أفاد طلاب العلم بهذه الكتب التي يؤلفها المخلصون لتراث أمتنا، فلن تموت بلاغة العرب خاصة، ولن يموت تراثنا العربي عامة، مادامت فيه كتب ومؤلفات مثل مؤلفات أستاذنا ومنهجه الذي يؤكد أصالته، وغيرته على تراثنا العربي الأصيل، واقتفى تلاميذه أثره بعد وفاته—وساروا على منهجه في تدريسهم، وكتاباتهم, فهو في أنظارهم مثلاً أعلى يحتذى به، فهو بحق جرجاني ليبيا منهجًا، وتطبيقًا, فأثاره وما خلفه من علم يُنتفع به، وتلاميذه المخلصون له وأبناؤه نسبًا وعلّمًا خير شاهد على ذلك.

تلاوته للقرآن الكريم اناء الليل وأطراف النهار

تلاوة الشيخ محمد الجربي بجامع الزيتونة رحم الله شيخنا وأسكنه فسيح جنانه وهذ جزء من تلاوته للقرآن بجامع الزيتونة بتونس العاصمة أثناء علاجه http://www.youtube.com/watch?v=8ibaYaP-zBk&feature=share]] [[www.youtube.com

وفاته

استمر أستاذنا وشيخنا الجليل في كفاحه في سبيل العلم وتلاوة القرآن الكريم أناء الليل وأطراف النهار، وإلقاء المحاضرات بكلية العلوم الشرعية مسلاتة إلى أن توفاه العلي القدير فجر يوم الثلاثاء23/12/2008 م الموافق 25/محرم/1430 هـ، ووري جسده الطاهر التراب عصر ذلك اليوم تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، وجعل قبره عليه روضة من رياض الجنة، ونسأل الله أن يجعله في أعلى عليين بجوار النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا، ونسأله سبحانه أن يؤجرنا في مصيبتنا ويخلفنا لنا خيرًا منها. وأستاذنا—وإن وري جسده الطاهر الثرى فهو حيٌ في قلوبنا، وبما خلفه من إرث يخلّد ذكراه، مصداقًا لقول الرسول الكريم:(إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةِ: إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ)[1], فاستكثروا من توريث العلم: بالتصنيف، والتعليم, والإيضاح، وتخيروا من العلوم الأنفع فالأنفع، ونسألكم الدعاء له، والله من وراء القصد. وختامًا نقول: إنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ والقَلب يَحْزنُ، وَلاَ نَقُولُ إِلاَّ مَا يُرْضِي رَبَّنَا، وَإنَّا لِفِرَاقِكَ يَا أُستَإذَنَا لَمَحزُونُونَ. حرر بتاريخ:30/6/2010. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته [1] - صحيح مسلم بشرح النووي:11/85، المطبعة المصرية بالأزهر، الطبعة الأولى:1930 م.

مصادر المقال

د. محمد رمضان محمد الجربي، من سيرته الذاتية اتي تزخر في مؤلفاته

موسوعات ذات صلة :