نسبه
هو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن البشير بن المصطفى بن محمذن بن اخيار بن أحمد بن علي بن أحمد بن علي (اعديجه) التندغي المالكي .الاعديجي رحم الله الجميع. حسب النسب المتداول عندنا.
أمه هي الفاضلة بنت الفضلاء وأم الفضلاء بنت الرسول بنت المختار فال ( اندفال ) بن محمد (جد) بن محمذن ( بي) بن عبد الله بن محمدو مبروك بن أحمد بن علي (اعديجه) التندغية المالكية.
ولد العلامة محمد عبد الله بن البشير سنة 1320 هـ / 1902م ولاية الترارزة موريتانيا ونشأ يتيما بين عمه محمدا ووالدته بنت الرسول - رحمهم الله تعالى- وكانت إمارات الذكاء وعلامات النبوغ واضحة عليه [1].
بيئته
امتاز محيطه الأسري بوفرة العلماء والفضلاء والكرماء فمنهم:
- أخوال والديه إخوة جدتيه رائعة وأمة الله بنتي المختار بن الأمين بن اخيار:
- الكريم النبيل المنفق محمدُّ بن المختار (ت: حوالي 1320 هـ) وهو والد شيخه الشيخ محمد باب خي والد الشيخ محمدن .
- صاحب التصانيف المفيدة شارح غزوات البدوي ووسيلة ابن بونه وألفية السيوطي في البلاغة العلامة: أحمد بن المختار [المعروف بالشدُّو] (ت: 1324 هـ) وهو والد العلامة محمد عبد الرحمن بن أحمدو بن المختار.
- محمد عبد الله بن المختار (ت: 1328 هـ). الفاضل السني الورع. وولده الأديب الجواد محمدو (إدي) بن محمد عبد الله (داه) .
- عمه العلامة محمدا بن البشير وهو والد العلامة أحمدو بن محمدا بن البشير
- جده الصالح الفاضل المختار فال بن جدَ .
ومنهم من أخوال والدته:
- العلامة محمد محمود بن أحمدو الواثق
- العلامة محمد عبد الله بن أحمدو الواثق.
- السيد محنض أحمد بن أحمد الفائق .
- المقرئ الإمام محمدن الملقب (ادِّنَّ ) ابن محمدو بن تفرنت
وغيرهم.
كما أن من محيطه القريب :
- ابن خالته المختار السالم بن علي.
- القارئ ماء العينين بن علي
- ابن خالته القارئ المصطفى (إداه ) ولد إماه.
ومنهم :
- الشيخ محمد يحظيه بن العباس.
- المقرئ عبد الرحمن ولد بيبيه.
- القارئ أحمدو بن إباه.
- السيد الجواد محمدن بن عبد الهادي بن (ابنو) بن سبيويه
غيرهم بحمد الله ويمن بركته كثير.
رحم الله السلف وبارك في الخلف.
هذه هي بيئة الرجل الأصلية من أهلية وأقاربه الأدنين لكن يمكن أن نجد بيئة ثانية أوجدها معايشة الرجل لطلاب العلم وتلامذته وشيوخه ومراسلاته لهم ورحلاته إليهم.
تلامذته
أخذ عن العلامة محمد عبد الله بن البشير علماء وطلاب علم أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر:
- العلامة ألمين ولد أبي، والد القاضي الشهير حيمد بن ألمين أطال الله بقاءه.
- محمد ولد محمد المامي اليعقوبي رحمه الله تعالى.
- ابني الشيخ أحمدو بمب: الخليفة صالحُ وإبراهيم رحمهما الله تعالى.
- الشيخ محمدن بن الشيخ محمد باب خي رحمه الله تعالى.
- الأديب البارع محمدن بن الشيخ محمد يحظيه رحمة الله عليه.
- العلامة أحمدو بن محمدا بن البشير.رحمه الله تعالى
- والأديب أحمدو ولد اباه.رحمه الله تعالى
- الأديب كبد ولد لمرابط.رحمه الله تعالى.
- الأديب محمدو بن صلاح.رحمه الله تعالى.
وغيرهم كثيرون.
مراسلاته العلمية
إن رجلا بهذه المكانة العلمية درس على أفذاذ العلماء وخالط مختلف الطلاب والتلاميذ وله كم كبير من الفتاوى والأجوبة على الأسئلة يستبعد أن لا يراسل العلماء ويراسلوه ويدارسهم المسائل العلمية ويدارسوه خاصة إذا وضعنا في الاعتبار ندرة الكتب يومذاك و نفرة العلماء وخوفهم من القول في الدين بالرأي ، وهو كذلك فالرجل له كم هائل من المراسلات مع أنداده ونظرائه وكان بودنا لو جئنا بنماذج منها لكن حال دون ذلك أنها تحت يد السيد القاضي محمد عبد الرحمن بن الشدو في مكان ناء عن التناول ولم يتيسر الوقوف عليها .
رحلاته:
تحدثنا الروايات أن محمد عبد الله ولد البشير لم يسمع قط بأحد من أهل الفضل ثم أمكنه أن يأتيه إلا أتاه، فقادته تلك الرغبة إلى الوفادة على وجوه علمية داخل البلاد وخارجها فوفد على:- قاضي بوتلميت إسماعيل بن الشيخ سيديا وناظر بحضرته العلامة محمد عبد الله بن أحمذي في مسألة معية العلم، حيث أصر ولد أحمذي على معية العلم وتشبث ولد البشير بمذهب التفويض في المعية وفي غيرها من الصفات واستظهر العلامة محمد عبد الله رحمه الله تعالى بنظم لبابه ولد الشيخ سيديا.
مراحل دراسته
كان عم العلامة محمد عبد الله ووالدته حريصين على تعليمه حيث وجهاه إلى القارئ أحمد سالم بن عبد الرحمن التاكاطي فدرسه القرآن حتى حفظه وهو ابن سبع سنين .
درس صغار الفنون في محيطه فأتقن اللغة وهو فتى يافع فأذكى ذلك ملكته الشعرية وشحذ عبقريته الفذة فقال الشعر في سن مبكرة ، يشهد لذلك قصائد جزلة قالها وهو في ريعان شبابه وهي من بواكير شعره الراقي كمديحيتيه في الشيخ محمد عبد الحي بن الصبار شيخ أمه المتوفي سنة 1925م و لا يحفظ عنه أنه ربطته به علاقة أكثر من ذلك.
الأولى من خمسة وثلاثين بيتا ومطلعها:
ما بال دمعك إن نهنهته سكبا ***وما لقلبك من بعد السلو صبا
أم من بكاء حمامات بكين على*** أفنان أيك النقى رأد الضحى طربا
الثانية من واحد وأربعين بيتا ومطلعها:
تأوب قلبي من جمانة عيد ****وشاقته منها بالجواء عهود
وأضنته أسراب من الدمع واكف*** ووجد مقيم بالحشا وسهود
وكمرثيته لجدته "أمة الله بنت المختار بن أحمد المصطفى بن عبد الله بن المبروك" المتوفاة في منتصف العشر الأول من القرن العشرين وهي من ثلاثة وعشرين بيتا ومطلعها :
قضاء العزيز الفرد ليس له رد ***وليس لنا إلا رضى ما قضى الفرد
أرى الموت يستقصي الأنام فكلهم ***إلى حوضه المورود حم له الورد
ولم ينج منه ذو الزعامة منهم ***ولا البطل الصنديد ناج ولا الوغد
ولم تنج عدنان وبكر بن وائل ***وسعد وعبس قوم عنترة الأسد
وكما تشهد هذه القصائد على تكوُّن ملكته الشعرية في وقت مبكر من جانب فإنها تشهد من جانب آخر على المبلغ الذي وصل إليه في اللغة يافعا بدليل تقدم وفاة جدته .
ثم درس فنون العلم على علماء أفذاذ منهم :
- - عمه: محمدا بن البشير .
- العلامة حامدن بن محنض باب بن اعبيد.ويروي الذين عايشوا دراسته عليه أنه درس عليه سلم الأخضري في المنطق ؛ وأن العلامة حامدا كان قليل الكلام وكان يقرأ عليه محمد عبد الله البيت ثم ينظر إليه حامد قائلا [ ما معناه بالعامية ] نعم: فيتبسم محمد عبد الله ويعلم حامد أنه قد فهم البيت فيتجاوز إلى الذي يليه.
- العلامة محمد سالم ولد ألما [2].
- العلامة حبيب بن الزائد .
- العلامة يحظيه ولد عبد الودود .
- العلامة المختار السالم بن عبد الله ولد محمذن ولد عباس .
- وغيرهم .
تتلمذ في الطريقة القادرية على شيخه وابن عمه الشيخ محمد باب خي.
شهد له غير واحد بالتصدر والانتهاء في المنقول والمعقول وبالذكاء المفرط والطموح وعلو الهمة وسعة الاطلاع.
قالوا قديما: "على قدر فتح الشيخ يكون فتح المريد"، وما زلنا نسمع ونرى تقدير الأساتذة والأطباء بحسب الأساتذة الذين كونوهم والمدارس التي تخرجوا منها، وأثر المدربين في فوز الفرق الرياضية وإخفاقها. وقد عرفنا مما سبق الوسائل والأسباب التي تهيأت للرجل في صغره وأيام تعلمه وهيأته لتبوإ مكانته في حرص مربيه عليه واستعداده الذاتي من ذكاء ونبوغ وهمة عالية وعلماء وأساتذة أفذاذ.
ولا يمكن أن ننسى أن للأساتذة والمعلمين عناية خاصة بمن رأوا فيه أهلية للعلم واهتماما بالتعلم حيث يأملون فيه أن يكون عونا و امتدادا لهم في مهامهم. فهل كان لذلك كله أثر في تكوين الرجل ؟ لا شك في ذلك ، ولكن ذلك الأثر يقاس بما تركه هذا الرجل من تآليف و تلامذة وأشعار وبالمراسلات العلمية.
فمن تلك الآثار شعره وقد قدمنا منه نماذج وإن كانت قليلة كما أن منها أنه كانت له مناظرات انتصر فيها على خصومه انتصارات مشهودة شهيرة.
مؤلفاته
تضلع العلامة محمد عبد الله بن البشير من العلوم الشرعية وهو لما يبلغ العشرين من عمره بدليل أنه فرغ من تأليف كتابه الفصول المهمة في مسائل ملمة سنة 1342 ( وعمره يومئذ 22 سنة)
وتبحر في علوم شتى منها :
أصول الدين :
وقد ألف فيه قرابة العشرة من التآليف في العقيدة جنح في آخرها إلى مذهب التفويض ونصره منها:
ــ المنزع النبيل في التفويض في آيات الصفات.
- كشف الغمة ومقباس الدجنة في أن المفوض في جميع المتشابه هو المتبع للسنة. وهو آخر تآليفه، انتهى من تأليفه سنة 1346هــ وقد نحا فيه منحى تجديديا وأنهاه في عام وفاته .
الفقه المالكي
ومن تآليفه فيه :
- كشف اللبس والشبهات فيما يتعلق بالآبار وإحياء الموات :
- شرح لكفاف المبتدي .
ـ نظم النصف الأول من الزواجر للعسقلاني متما به نظم نصفها الثاني للعلامة محمد سالم بن ألما أحد شيوخه.
ــ نظم في بيان من تجوز لهن زيارة المقابر من النساء.
ــ تأليف في منع وصل النساء رؤوسهن.
ــ شرح فصول من خليل.
البلاغة:
وله فيها
ـ شرح نظم العلامة محنض بابه في البلاغة .
النحو : وله فيه:
ـ شرح سلم الطالبين [مقدمة ابن بون في النحو] .
ــ مكتوب في الصفة المشبهة باسم الفاعل.
المنطق: وله فيه:
ــ شرح لنظم سلم الأخضري .
التصوف :
وله فيه :
ــ إلجام الأفواه عن أهل الله.
ــ تأليف في التعريف بسلسلة مشايخه في الطريقة القادرية.
ــ رفع العتاب والوزر عن رافعات أصواتهن بالذكر.(نظم وشرح).
- فتاوى كثيرة في مختلف فنون العلم.
- ديوان شعر: يقرب من الثلاثين قصيدة أي بمعدل قصيدة واحدة تقريبا لكل سنتين .
ولم نجد لذلك تفسيرا سوى أنه لم يشتغل في حياته بالتكسب بشعره كما يفعله غيره من الشعراء وإذا كان عزف عن ذلك فمن باب أولى اشتغاله بالمجون واللهو وكل ما هو مفضول بل صرف وقته في المهم والأهم ويدل لذلك - زيادة على قلة شعره - كثرة آثاره العلمية.
وفاته رحمه الله تعالى
توفي رحمه الله تعالى سنة 1373 هـ / 1953م.
ونود هنا أن نعلق على عمر المؤلف حيث أنه كان عمرا عامرا بالأخذ والعطاء بالتحصيل والتأليف - رغم قصره نسبيا (53 سنة فقط)- كما نود أن ننبه على أن العوامل التي ذكرنا سابقا تأثيرها في تعليمه، الذي نراه أنها آتت أكلها وفعلت فعلها .