محمود عوض (28 ديسمبر 1942 - 28 أغسطس 2009) كاتب وصحفي مصري، ولد في مدينة طلخا بالدقهلية.
محمود عوض | |
---|---|
معلومات شخصية | |
تاريخ الميلاد | 28 ديسمبر 1942 |
تاريخ الوفاة | 28 أغسطس 2009 (66 سنة) |
مواطنة | مصر |
الحياة العملية | |
المهنة | صحفي |
دراسته
كان محبا للقراءة منذ الصغر، وكادت تتسبب في رسوبه في دراسته، لولا قطعه عهداً لأبيه بأن يصير تلميذا متفوقا، تلقى برهانه خطابا أرسله كمال الدين حسين، وزير التعليم آنذاك، لوالده يضم شيكا بمبلغ 25 جنيها لابنه المتفوق، سلمه الوالد لـ«محمود» ورحل بعدها بيومين مطمئنا على مصير ابنه.
التحق بكلية الحقوق حتى أقرنها بممارسة هوايته المفضلة للأدب، فالتحق بكتيبة «أخبار اليوم»، وأبلى بلاءً حسناً في الدراسة والصحافة، تخرج عام 1964.
مسيرته
بعد تخرجه واجه أول اختبار عملى له عندما رفض العمل بالنيابة العامة مفضلا الاشتغال بالصحافة، وبعد 8 أعوام أصبح نائبا لرئيس تحرير الأخبار، وهو لم يكمل عامه الثلاثين بعد.
اختاره له إحسان عبد القدوس لقب عندليب الصحافة المصرية مراهنا عليه بأن يكون واحداً من أبرز كتاب الستينيات وظهر ذلك عندما تأخر أنيس منصور عن إرسال مقاله اليومى، الذي ينشر في الصفحة الأخيرة من «أخبار اليوم»، وقرر عبد القدوس - وهو رئيس تحرير آنذاك - تكليف محمود عوض بكتابة الصفحة الأخيرة وحده، كان عقابا لـ«منصور»، الذي تسبب تأخره المتكرر في عدم إرسال الجريدة للمطبعة في الوقت المحدد، وثقة من إحسان في الشاب الواعد، فكتب مقالا رائعا عن أم كلثوم أثار حفيظة وغيظ الكثيرين من أقرانه، فصار أنيس منصور يرسل مقاله قبل موعده بـ 3 أيام، وأوكل إليه إحسان كتابة صفحة أسبوعية في «أخبار اليوم» بعنوان «شخصيات»، يحاور فيها رموز الفكر والثقافة والسياسة والدين والفن في مصر، بطريقته الخاصة وبشكل لم يعهدوه من قبل.
و عن هذه التجربة يحكى محمود عوض في كتابه (شخصيات) : " كان إحسان كبيرا في ثقته فنانا في أفكاره رقيقا في لهجته إنه لا يطلب ولكن يقترح لا يفرض ولكن يثير الحماس لا يقرر ولكن يوحى، هذا رجل فنان يريد منك أن تسمو وتكتشف!".
خلال مشواره الصحفي اقترب من نجوم الفن والسينما بشكل أثار حوله الكثير من التساؤلات، حتى إن هؤلاء النجوم كانوا يتكالبون عليه ليكتب عنهم، وعندما طلبت أم كلثوم من مصطفى أمين أن يؤلف كتابا عنها، اعتذر ورشح لها عوض الذي لم تتفاءل كوكب الشرق بالعمل معه في البداية، وما إن قرأت كتابه «أم كلثوم التي لا يعرفها أحد» حتى أبدت إعجابا به. وللتعرف على
كتاباته
كتابته عن أم كلثوم، حكاية رواها هو بنفسه فيما بعد، قال إنه حاول في البداية أن يجرى معها حواراً عبر التليفون، وبعد عدة مكالمات ظفر أخيراً بالحوار المنشود، وقبل أن ينشره سأله إحسان عبد القدوس، رئيس تحرير «أخبار اليوم» في ذلك الوقت: «هل أطلعت أم كلثوم على الحوار قبل نشره؟»، فردّ على الفور: «منذ متى نسمح لأحد بالتدخل في عملنا؟»، غير أن إحسان عاجله بسرعة: «إنها ليست أى أحد، إنها أم كلثوم».
وافق عوض على عرض الحوار على أم كلثوم، وعندما زارها في منزلها أبدت اعتراضاً على جملة يفتتح بها مقدمة حواره معها، فغضب وسألها: «من منا يفهم في الغناء أكثر.. أنا أم أنت؟»، ردت أم كلثوم: «أنا طبعاً»، فقال بسرعة: «إذن فالكتابة هي عملى، وأنا أفهمه جيداً، ولن أغير المقدمة». تجاوزت أم كلثوم الموقف، ونشر الحوار بالطريقة التي كتبه بها عوض، ولم يكد الحوار ينشر حتى فاجأته أم كلثوم باتصال هاتفى تخبره فيه أن سعيد فريحة صاحب دار الصياد معجب بالحوار، ويطلب نشره في إحدى مطبوعاته، غير أنها أبلغته أن صاحب الحق الوحيد في الموافقة هو محمود عوض، لأنه صاحب الحوار، وليست هي.
فهم عوض بالطبع الغرض من المكالمة، وهو أن أم كلثوم تسترضيه، وتحاول أن تعتذر عن موقفها الأول، وحتى عندما منح كتابه عنها عنوان «أم كلثوم التي لا يعرفها أحد»، وبلغه غضب بعض أقاربها من العنوان، جاء رضاها هي، كنوع من إعلان الاعتراف بكاتب متميز، حتى إن اختلف معه الآخرون.
ثم الف كتابه «عبد الوهاب الذي لا يعرفه أحد» وهذا الكتاب كاد أن يتسبب في فقدان لصداقته مع الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب، ولكن لما طلب «عبد الحليم حافظ» أن يكتب عنه في حياته، رفض بأدب، والحال نفسها تكررت مع فريد الأطرش، ليعلن للجميع أنه كاتب سياسي، وسوف يتفرغ لهذا المضمار، محتفظا بصداقة واحترام كل من عرفوه ولمسوا الصدق في أقواله وتصرفاته.
خلال فترة عمله في «الأخبار» حقق سبقاً صحفياً كبيراً بكونه الصحفى العربي الوحيد، الذي شهد إصدار قرار الأمم المتحدة الشهير 242 عام 67، ثم حلوله ضيفا على الملك الحسن الثاني أثناء محاولة انقلاب «محمد أوفقير»، وعُرف عنه علاقته الوطيدة برموز الأدب والفكر، أمثال طه حسين، وتوفيق الحكيم، والشيخ أحمد حسن الباقورى، والصداقة التي جمعته بالفنان العالمي «أنتونى كوين»، وضمن تجاربه مع هؤلاء الرموز مؤلفاته التي تجاوزت الـ 15 كتابا.
بعد منعه من الكتابة في مصر بدأ عوض يكتب لبعض الصحف العربية المعروفة مثل «الحياة» اللندنية و«القبس» الكويتية و«الرياض» السعودية، حتى ترأس تحرير جريدة «الأحرار» الحزبية عام 1986، ونجح في رفع أرقام توزيعها من 3 آلاف نسخة إلى 160 ألفاً خلال 3 أشهر هي عمر هذه التجربة، التي سرعان ما وئدت، إذ لم يحتمل الحزب استقلال عوض عن الحسابات السياسية، ليقرر بعدها أن يفرض عزلة ذاتية على نفسه، بعد أن تمكن منه المرض.
انضم إلى مجلس نقابة الصحفيين مقدما أنشطة وجوائز لتحفيز الصحفيين الشبان مكونا اللبنة الأولى لهذا الصرح النقابى، رغم استمرار منعه من الكتابة وإصدار إبراهيم سعدة قرارا استثنائيا بإحالته إلى المعاش فور وصوله سن الستين، إذ كانت القاعدة آنذاك مد الخدمة حتى سن 65 عاماً. ورغم هذه الحياة الحافلة، رفض عوض الانضمام إلى أى تيار أو حزب سياسي، لعل آخر هذه المحاولات دعوة الدكتور عزيز صدقى، رئيس الوزراء الأسبق، إياه للانضمام للجبهة الوطنية، ورد على إلحاح صدقى قائلا: «أنتم ناس تودون حكم مصر.. أما أنا فلا أود حتى أن أحكم شارعنا».
وفاته
توفي في 28 أغسطس عام 2009 عن عمر ناهز السبعين عاما بعد صراع مع المرض.
من أشهر كتبه
- أفكار إسرائيلية
- ممنوع من التداول
- أفكار ضد الرصاص
- وعليكم السلام
- بالعربي الجريح
- متمردون لوجه الله
مصادر خارجية
- وفاة الكاتب المصري محمد عوض عن الجزيرة بتاريخ 30.8.2009
- وفاة الصحفي المصري محمود عوض عن البي بي سي بتاريخ 30.8.2009.