مخطوطة القرآن بجامعة برمنغهام تضم صفحتين من القرآن الكريم، عُثر عليها في جامعة برمنغهام؛ وتبيّن بفحصها بتقنية الكربون المشع أن عمرها يبلغ نحو 1370 عاماً؛ أي ربما منذ ما بعد الهجرة النبوية ب70 عام، وهو ما قد يجعلها من أقدم نسخ المصحف في العالم.[1] عثرت الدكتورة ألبا فيديلي، والتي كانت تدرس العناصر في مجموعة من مخطوطات الشرق الأوسط كجزء من بحثها للحصول على درجة الدكتوراة، على صفحتين من مصحف غير معرّفتين تعودان لأواخر القرن السابع الميلادي. وقد رتبت لفحصهما باستخدام الكربون المشع في وحدة مسارع الكربون المشع في جامعة أكسفورد. قُدّر أن تاريخ المخطوطة يعود للفترة بين عامي 568 و645 ميلادي بنسبة دقة 95.4%.[2]
مخطوطة القرآن بجامعة برمنجهام | |
---|---|
مخطوطة للقرآن الكريم | |
مخطوطة القرآن بجامعة برمنغهام.
| |
معلومات الكتاب | |
المؤلف | الناسخ مجهول |
البلد | موجودة في مكتبة جامعة برمنغهام |
اللغة | عربية |
تاريخ النشر | ~ 645 م |
التقديم | |
نوع الطباعة | برشمان، رق الكتابة الحبر خط حجازي |
وقال الدكتور والي، المتخصص البارز في المخطوطات الفارسية والتركية في المكتبة البريطانية (إن هاتين اللفافتين المكتوبتين بخط يد حجازي جميل ومقروء بشكل مدهش، تعودان بكل تأكيد إلى زمن الخلفاء الثلاثة الأوائل)، والخط الحجازي هو من الخطوط العربية التي كان يُكتب بها القرآن في القرن الأول الهجري، وهو ما يجعل الوثيقة إحدى أقدم نسخ القرآن في العالم، وقال الدكتور والي أيضا (العثور على هذه المخطوطة، بجمال محتواها الخالص وخطها الحجازي الواضح بشكل مثير، خبر يدخل السعادة إلى قلوب المسلمين).[3] المخطوطة تتكون من صفحتين من المصحف الشريف وتحتوى الصفحة الأولى من المخطوطة على الآيات من الآية رقم 22 إلى الآية رقم 31 من سورة الكهف، أما الصفحة الثانية من المخطوطة فتشتمل على جزئين من النصوص بينهما فاصل أما الجزء الأول فهو عبارة عن الآيات الخمس الأخيرة من سورة مريم، والجزء الثاني من نفس الصفحة يحتوي على بدايات سورة طه.
إن هذه المخطوطة النادرة موجودة في مكتبة الجامعة منذ قرن تقريباً ولم يدرك العلماء أهميتها إلا في الوقت الحالي بعد أن قاموا بتحليلها، ويقول الباحثون في هذه الجامعة إن هذه المخطوطة قد كُتبت في عهد النبي محمد، ويؤكد الباحثون في الجامعة أن هذه المخطوطة هي أقدم نص قرآني يتم العثور عليه حتى الآن.
يقول البروفسور ديفيد توماس David Thomas أستاذ اللاهوت في جامعة برمنغهام: ((إنني منصدم ومندهش جداً أن نجد جزءاً من مخطوطة للقرآن (تتألف من صفحتين) كتبت قبل أكثر من 1370 سنة ميلادية على الأقل (وهذا يعادل 1411 سنة هجرية). إن هذه المخطوطة تؤكد أن القرآن كتب في زمن النبي محمد وليس كما كنا نعتقد أنه تم تجميعه والإضافة عليه بعد وفاة النبي الكريم)).
لقد استخدم الخبراء في علم المخطوطات معجل جامعة أكسفورد الإشعاعي والذي يحلل عمر المخطوطات بواسطة عنصر الكربون المشع، واستنتج أن المخطوطة قد دونت في فترة السنوات 568-645 م، مع العلم أن فترة نبوة النبي محمد قد كانت بين السنوات 610-632 م، وهذا يعني أن المخطوط دون من قبل شخص عاصر فترة النبي محمد وعاش معه.
مضمون المخطوطة
تحتوي المخطوطة على أجزاء من السور القرآنية وهي:
- سورة الكهف – الآيات 17 – 23
- سورة الكهف – الآيات 23 – 31
- سورة مريم – الآيات 91 – 98
- سورة طه – الآيات 1 -13
- سورة طه – الآيات 13 -40
وأدناه جزء من المخطوط الذي تم تحليله بالطريقة الإشعاعية وتبين أنه يعود لزمن النبي محمد قد كتبت فيه أول سورة طه بخط جميل: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى (2) إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3) تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا (4) الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6) وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى (7) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى (8) وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9) إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى) [طه: 1-13].[4]
موافقتها للقرآن الكريم
أكّد الشيخ محمد بن شمس الدين أن المخطوطة موافقة للمصحف الذي بين أيدينا، كما أكّد أن المصحف الذي بين أيدينا هو الأصل الذي نبني المقارنة عليه لأنّه نُقل إلينا بالتواتر -أي جيل عن جيل- ثم كان ولا يزال كل من يحفظ أو يكتب القرآن يقرأه على شيخه ليتأكد من سلامته كلمة بكلمة وحرفاً بحرف، أمّا المخطوطات -فقال- أنها معرّضة للخطأ وذلك لأننا نجهل كاتبها ونجهل دينه وعلمه ولا نعلم إذا كان قد قرأها على شيخه أم لا، لكن هذه المخطوطة موافقة لما عندنا فهي صحيحة وجيّدة [5]
محاکاة أقدم مخطوطة قرآنية عالمیاً في إیران
إن أقدم مخطوطة قرآنية في العالم والتي يتم الاحتفاظ بها في مکتبة «cadbury» التابعة الی جامعة "برمنغهام" البریطانیة، تمّت محاكاتها علی ید مکتبة العتبة الرضویة المقدسة في إیران.أن هذه النسخة تعدّ من أقدم مصحف فی العالم ویوجد فی مکتبة جامعة برمنغهام مسجل برقم 1572 .وقامت المکتبة المركية التابعة للعتبة الرضویة الشریفة بمحاكاة هذه المخطوطة القرآنية.وإن مکتبة «cadbury» التابعة الی جامعة "برمنعهام" البریطانیة تحتفظ بهذه المخطوطة القرآنية منذ سنوات طویلة وکشفت عن أهمیته الباحثة الإیطالیة "ألبا فيديلی".6
تاريخ المخطوطة
لا أحد يعرف من أي بلد جاء بها اللاهوتي العراقي ألفونس منغنا الذي دعمه أحد أعضاء جمعية الأصدقاء الدينية والخيرية في برمنغهام إدوارد كادبوري عام 1930م، حيث كان، منغنا، يعمل على بناء مجموعة من المخطوطات من الطراز العالمي في برمنغهام. ووصلت إلى الجامعة عندما تم دمج جامعة سيلي أوك في أواخر عام 1990.[5]
مقالات ذات صلة
مراجع
- بي بي سي (العربية):العثور على صفحات من إحدى "أقدم" نسخ المصحف في جامعة برمنغهام شون كوغلان بي بي سي 22 يوليو/ تموز 2015 نسخة محفوظة 11 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
- name="UoB"
- بي بي سي (العربية): العثور على صفحات من إحدى "أقدم" نسخ المصحف في جامعة برمنغهام شون كوغلان بي بي سي 22 يوليو/ تموز 2015 نسخة محفوظة 11 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
- برمنجهام تكشف سر علاقة العراقي منغانا بالمخطوطة القرآنية - صحيفة مكة - تصفح: نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- "موقع الشيخ محمد بن شمس الدين". فتوى.com. مؤرشف من الأصل في 13 يناير 201823 يوليو 2015.