مدارس أشبال الأمة[1]، التابعة للجيش الجزائري، والتي أعيد افتتاحها في 2008، إقبالا كبيرا من العائلات الراغبة في إعداد أبنائها وبناتها للالتحاق بالكليات العسكرية، ما يجعلها حسب مراقبين أهم خزانات المؤسسة العسكرية لخلق جيل من الكوادر بمنشأ عسكري مبكر.
وتضم الجزائر حاليا عشر مدارس لأشبال الأمة تتبع وزارة الدفاع الجزائرية موزعة على مختلف مناطق البلاد منها ثلاثة لتلاميذ الطور الثانوي مفتوحة للإناث أيضا وسبعة أخرى للطور المتوسط (ما بعد الابتدائي) وتقتصر على الذكور فقط.
وبحسب موقع وزارة الدفاع الجزائرية، "تم إحداث مدارس أشبال الأمة بهدف تأسيس قطب امتياز لتكوين إطارات المستقبل لفائدة الجيش الوطني الشعبي".
ويلتحق الأطفال أقل من 15 عاما بمدارس أشبال الأمة بشروط مشددة حددتها القوانين المنظمة لهذه المدارس، كالتفوق الدراسي والتمتع باللياقة البدنية.
ويتكون النظام الدراسي في هذه المدارس من خليط بين المنهج التعليمي الرسمي في الجزائر وبين التدريب العسكري للطلبة، وبعد 3 سنوات يجتاز التلاميذ امتحان البكالوريا (الثانوية العامة) الذي يسمح لهم في حال اجتيازه بالالتحاق بالأكاديمية العسكرية المتخصصة في تكوين ضباط الجيش والقوات الجوية والبحرية الجزائرية.
ونفس النتيجة تحقق سنويا بالنسبة لتلاميذ الطور المتوسط حيث تصل نسبة النجاح مائة بالمائة أو قريبة منها في وقت يتراوح المتوسط السنوي لنسب النجاح في مؤسسات "وزارة التعليم الجزائرية" بين 48 و 50 بالمائة.
ويلتحق أغلب الناجحين في شهادة البكالوريا من منتسبي مدارس أشبال الأمة في الجزائر بمدارس عسكرية متخصصة في تخريج الضباط، أما الناجحين في الطور المتوسط فيكملون الدراسة الثانوية بهذه المدارس.
ويعود تأسيس مدارس أشبال الأمة العسكرية إلى 1963، أي بعد عام واحد من استقلال الجزائر في 1962م.
ويقدر عدد ضباط الجيش من المتخرجين من مدارس أشبال الأمة، التي كانت تسمى قبل التسعينيات أشبال الثورة، أكثر من 4 آلاف ضابط بعضهم أحيل على التقاعد، والبعض الآخر يحتل مواقع قيادية مهمة حاليا في الجيش. "كان إنشاء «مدرسة أشبال الثورة» (الاسم القديم للمدرسة) بعد الاستقلال ضروريا بسبب العدد الكبير والضخم من اليتامى الذين خلفتهم ثورة التحرير ضد الاستعمار الفرنسي (1962 -1954)". لكن هذه المدارس تحولت لاحقا إلى تقليد حافظت المؤسسة العسكرية عليه إلى غاية 1989، عندما أمر الرئيس الجزائري الراحل الشاذلي بن جديد (1979 -1992) بغلقها لأسباب مجهولة. قرر الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، إعادة بعث هذه المدارس مع تغيير اسمها في 2008، حيث باتت تسمى «مدارس أشبال الأمة». جاء قرار إعادة بعث مدارس أشبال الأمة بعد زيادة الطلب عليها من قبل فئات الشعب. في المناطق الريفية في الجزائر، يرتبط السكان بشكل كبير بالمؤسسة العسكرية وبالخدمة في الجيش، لهذا نجد أن 90 بالمائة تقريبا من جنود وضباط الجيش هم من أبناء القرى، وقد تزايدت المطالبات بإعادة فتح هذه المدارس.
مراجع
- مدارس أشبال الأمة.. خزان ضباط الجيش الجزائري (تقرير) افتتحت في 1963 وأغلقت في 1989 قبل أن يعيد الرئيس بوتفليقة افتتاحها في 2008 - تصفح: نسخة محفوظة 16 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.