الرئيسيةعريقبحث

مروي له


مرويّ له Narrataire / Narrataire استنّ جونات (1972Genette,)هذا المصطلح للدلالة على صورة قارئ/ Reader Lecteur Reader/ Lecteur استقلال الراوي Narrateur/ Narrator وللمرويّ له علامات وأصناف ووظائف: ـ أمّاعلاماته [1] فمنها ما يُحيل عليه مُباشرة من قبيل صيغ المُخاطب والصيغ الدالّة على مرويّ له خصوصيّ وغيرها. ومنها ما يُحيل عليه بصفة غير مُباشرة مثل ضميريْ المُتكلّم والغائب والمُشيرات وصيغ النداء والاستفهام والتعجّب والنفي والإثبات (Prince,1973).

ـ وأمّاأصنافه [2] فتتعيّن حسب "جونات" (1972Genette) من جهة بالمستوى الذي يحتلّه: ـ فإمّا أن يكون مرويّا له من خارج الحكاية بإمكانه التماهي القارئ المُفترض/ Virtual Reader Lecteur virtuel. ـ وإمّا أن يكون مرويّا له مضمّنا في الحكاية. وتتعيّن أصنافه من جهة أخرى بعلاقته بالحكاية: كأن يكون مشاركا فيها (من قبيل شهريار في "ألف ليلة وليلة" وهو ينصت إلى قصّ* شهرزاد) أو أن يكون غير مشارك. ويكون قارّا على امتداد النصّ السرديّ وقد يتغيّر من فصل إلى آخر، وقد يكون فردا أو جماعة.

وإذا كان جونات قد خصّ المرويّ له بهذين الصنفين دون سواهما فإنّ بعض الدارسين كـ "جوف" (1993Vincent Jouve,) مثلا قد حاول تمييز وجوه ثلاثة للمروي له تتجلّى من خلال مستوييْ الحكاية والخطاب السرديّ. أوّلها "المرويّ له ـ الشخصية" الذي يضطلع بدور في الحكاية وهو الذي يوافق لدى جونات (نفسه)المرويّ له المضمّن في الحكاية. وأمّا ثانيها فهو "مرويّ له مستدعى"(Narrataire invoqué) يحيل على قارئ غفل، دون هوية حقيقية، يتوجّه إليه الراوي وهو يسرد. وهو ليس شخصية في الحكاية ولا القارئ المفترض في النصّ وإنّما هو مطيّة تستخدم للفت انتباه القارئ ورسم أفق انتظار مخصوص. أمّا الوجه الثالث فهو "مرويّ له ممحوّ"(Narrataire effacé) لا يوصف ولا يسمّى إلاّ أنّه حاضر ضمنيا من خلال ما يفترضه الراوي من معرفة وقيم لدى متلقّي نصّه. وإنّ هذا المرويّ له الممحوّ ليطابق المرويّ له من خارج الحكاية لدى "جونات" (نفسه)[3]. وإذا كان المرويّ له ـ الشخصية حسب "جوف" مكوّنا من مكوّنات الحكاية فإنّ المرويّ له المستدعى لا يعدو أن يكون خلقا روائيا بإمكان القارئ الواقعي إن شاء ألاّ يتماهى معه. وتبعا لذلك يكون المرويّ له من خارج الحكاية دورا يقترحه النصّ على القارئ وهو بالتالي نموذج لكلّ قارئ مجرد / Abstract Reader Lecteur abstrait

ـ وأمّا وظائفه[4]، فيضطلع بوظيفة الوساطة (Fonction de médiation) التي يكون فيها همزة وصل بين الراوي والقارئ، ويؤدّي أيضا وظائف أخرى من قبيل وظيفة التمييز (Fonction de caractérisation) التي تتجلّى من خلال إسهامه في بلورة صورة الراوي ووظيفة السرد، كأن ينقلب راويا أو شخصيّة (مثلما هي الحال في القصّ التراسليّ) وكأن يُساعد كذلك على تدقيق إطار السرد وتطوير الحبكة. هذا فضلا عن وظيفة رابعة تُناط بعهدته عادة وهي أن يكون الناطق بالعبرة من العمل.

المراجع: عبيد، علي: "المروي له في الرواية العربية" ـ دار نشر محمد علي الحامي، صفاقس، تونس،2004 عبيد، علي، معجم السرديات، إعداد مجموعة من الأساتذة الجامعيين بإشراف أ.د. محمد القاضي، انظر مادة مروي له، الرابطة الدولية للناشرين المستقلين، دار محمد علي للنشر، ط:1، تونس،2010.

  • Prince, Gérald : Introduction à l’étude du narrataire : Poétique 14 – 1973
  • Rousset, Jean : La question du narrataire (in) colloque de cerisy : Problèmes actuels de la lecture – Paris, Edition Clancier - Guénaud 1er trim. 1982 .
  • Schuerewegen, Franc : Réflexions sur la narrataire:Quidam et quilibet, Poétique 70 , Avril 1987.
  • Genette, Gérard : Figures III - Paris – Editions du seuil 1972.
  • Genette , Gérard :Nouveau discours du récit – Paris – Editions du seuil 1983

تحرير: د.علي عبيد

مراجع

  1. علي عبيد: المروي له في الرواية العربية، دار محمد علي للنشر، ط1،صفاقس، تونس، 2003،ص.ص58 ـ161
  2. علي عبيد، المروي له في الرواية العربية، م.ن.ص164ـ 236.
  3. معجم السرديات، إعداد مجموعة من الأساتذة الجامعيين بإشراف أ.د. محمد القاضي، الرابطة الدولية للناشرين المستقلين،2010، انظر مادة مروي له إعداد علي عبيد،ص.ص386ـ387.
  4. علي عبيد، المروي له في الرواية العربية، م.ن، ص.ص238ـ264.