الهيئة الصحية الإسلامية
مستشفى الشهيد صلاح غندور-الهيئة الصحية الإسلامية
في العام 2000 تحررت بنت جبيل، وحررت معها مستشفى البلدة وأطلقت عليها اسم الشهيد صلاح غندور الذي نفذ عملية استشهادية فيها.
منذ تلك اللحظة وجدت الهيئة الصحية أن هذه المستشفى لا تليق بتضحيات وجهاد أبناء المنطقة فوضعت خططا مستعجلة، وعلى مراحل لتطويرها وتحسين خدماتها.وكانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية سباقة في بادرة كريمة لتحّمل كلفة المشروع.
واقع المستشفى غداة التحرير
استلم الإخوة في الهيئة الصحية الإسلامية مستشفى بنت جبيل صبيحة يوم الثلاثاء في 23-5-2000 بعد أن كان خاليا من المرضى والأطباء والموظفين. وتبين نتيجة الآثار فيه بأنه كان يستقبل المرضى في اليوم السابق على أبعد تقدير، وفورا تم جرد المستشفى واستكشاف إمكانياته الطبية، فتبين أنه يضم على المستوى التمريضي والطبي : قسم طوارئ –قسم عيادات خارجية –قسم عمليات –قسم إنعاش وعناية –قسم جراحة –القسم الداخلي (استشفاء)-قسم توليد ونسائي –قسم المختبر –قسم الأشعة-قسم استعلامات –مكتب إدارة وسكرتاريا-مكتب إدارة ومحاسبة –قسم المطبخ –قسم الغسيل –غرفة صيانة –مستودع طبي –غرفة اوكسيجين –مغسل موتى –مولدان كهربائيان-غرفة صيدلية- غرفة عيادة أسنان – كافيتيريا- غرف استراحة في كل قسم - منامة للعاملين.
وتقع مستشفى الشهيد صلاح غندور في مدينة بنت جبيل التي تبعد عن العاصمة بيروت 122 كلم وتبلغ مساحة البلدة 770 هكتار وتتميز بآثارها التي تعود إلى العصر الحجري الأول وبأنفاقها المنحوتة في الصخر ومدافنها المصنوعة من الأحجار القديمة وتضم البلدة ستة مساجد وثلاث حسينيات وهي مركز القضاء الذي يتبعه 36 قرية. احتلها الصهاينة في العام 1978 وفي العام 2000 تحررت بنت جبيل، وحررت الهيئة الصحية الإسلامية معها مستشفى البلدة وأطلقت عليها اسم الشهيد صلاح غندور الذي نفذ عملية استشهادية في البلدة قرب المستشفى. منذ تلك اللحظة وجدت الهيئة الصحية أن هذه المستشفى لا تليق بتضحيات وجهاد أبناء المنطقة فوضعت خططا مستعجلة وعلى مراحل لتطويرها وتحسين خدماتها. وكانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية سباقة في بادرة كريمة لتحّمل كلفة المشروع.
تشغيل المستشفى
تم بدء العمل في المستشفى بعد ساعات قليلة من استلامها واقتصر العمل على الطوارئ بشكل أساسي، إضافة إلى الأشعة وعيادات الاختصاص والصيدلية والمختبر وكل الخدمات وكذلك الأدوية التي قدمت مجانا وبلغ عدد الحالات خلال أسبوع واحد بعد التحرير (أي منذ 23-5الى 30-5) 994 مريضاً ووحدات الدواء 1892وحدة، أما بالنسبة للأطباء فان متوسط عددهم بلغ 4 أطباء إضافة إلى جراح وطبيب صحة عامة، أما الكادر التمريضي فقد بلغ 10 متطوعين في وقت واحد والطاقم الإداري والفني بلغ 23 شخص بما فيهم موظف الأشعة والمختبر والصيانة. و في العام 2001 تقدمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بمبادرة كريمة لتطوير وتجهيز المستشفى حيث تضمن المشروع إضافة بناء جديد بغية التوسعة وشراء تجهيزات جديدة ومتطورة وتم الافتتاح بشكل رسمي في الذكرى السنوية الثانية لتحرير الجنوب وأصبحت اليوم تتسع ل 42 مريض وتحتوي الأقسام التالية : الطوارئ –العمليات –التوليد –التصوير الإشعاعي والمحوري الطبقي –العيادات –الجراحة –الاستشفاء – المختبر – الصيدلية. والجدير ذكره أن المستشفى تعمل حاليا بكامل طاقتها الاستيعابية.ولم يتوقف المستشفى طيلة عملية التأهيل عن تقديم خدماته في كافة الأقسام وتحمل العاملون والأطباء وزر هذه الورشة بصبر وأناة. بعد بضع سنوات على التحرير تعتبر مستشفى الشهيد صلاح غندور المستشفى الوحيد في المنطقة، لذا وضعت إدارة الهيئة الصحية الإسلامية خططا مدروسة لتحسين أدائها وذلك كون المستشفى عانت منذ انطلاقتها الإرباك وعدم وضوح في المصير أضف إلى ذلك حداثة الخبرات الإدارية الموجودة والضعف النسبي في القدرات الفنية وصعوبة إيجاد أفراد من ذوي الخبرة والكفاءة في شتى المجالات نظرا للظروف الصعبة التي عانت منها المنطقة وقد باشرت الهيئة ورشة إعمار للبناء رافقها تقديم الخدمات الطبية في ظروف صعبة واستمرت في تطوير أعمالها، اليوم وبعد الانتهاء من هذه المرحلة الصعبة تنتقل المستشفى إلى المرحلة الأكثر جدية والتي ترتبط بالتخطيط وتثبيت الموازنة المقترحة للمستشفى والتي ترتكز بشكل أساسي على ضرورة إحداث التغيير الداخلي وتطوير وتفعيل التواصل مع المحيط، لذا إن عملية مراقبة وقياس مراحل تنفيذ وتطبيق الأهداف المرسومة يعتبران جزءا من عملية السعي المستمر لتطوير وتحسين الأداء العام فيها. والجزء الأساس من الخطط تمحور حول إنجاز ملف التصنيف لما له من أهمية وشمولية على المستوى الإداري والفني والتنظيمي وهو بمثابة خطة كاملة للتغيير النوعي في المستشفى.
تضم المستشفى 42 سريرا وهي المستشفى الوحيدة في منطقة بنت جبيل ويعمل داخلها 70 طبيبا و 65 موظفا.أقسامها : المختبر –الأشعة –بنك الدم –الصيدلية –العيادات الخارجية –العمليات –التصوير الطبقي المحوري.
و تستقبل كافة حالات الطوارئ ويعتمد عليها أبناء المنطقة حيث تقع أقرب مستشفى من جهة الجنوب في مدينة صور، أما من جهة الشرق فمستشفى مرجعيون التي تبعد 50 كلم. يتميز الطاقم الإداري والتمريضي بدرجة جيدة جدا من الخدمات المساعدة والدقة، إضافة إلى حيازتها رضا الإدارة العامة بنسبة مهمة، إضافة إلى إدخال الجراحة التنظيرية، وبالنسبة للتصنيف فقد جهزت جميع الأقسام والملفات التي تخص هذا الملف وحاولت الإدارة تأمين كافة مستلزمات التصنيف حسب المعايير والشروط المطابقة لنظام الاعتماد والتي أعدت وأقرت من قبل وزارة الصحة العامة واستعانت بمجموعة استشارية قامت بتدريب كافة العاملين والمعنيين بملفات التصنيف (الهيئة الإدارية للمستشفى، مسؤولي الدوائر ومسؤولي الأقسام) .
دور المستشفى في تموز 2006
يروي الإخوة العاملون في المستشفى ما حصل لهم أثناء الحرب، وقد تبين أن المستشفى بقيت تعمل بما تيسر لها من طاقة حتى الأسبوع الرابع من الحرب، حيث تم استقبال مئات الجرحى، فكان يتم تضميد جراحهم ومن ثم تحويلهم إلى المستشفيات الأخرى. وقد وصل جيش العدو إلى مسافة تقرب حوالي 200 متر من المستشفى، وبقيت تعمل، حيث بقي بعض الإخوة مع مدير المستشفى، فكانوا يناوبون في مبنى قريب من المستشفى، وكانوا كلما جاءت حالة صحية إلى المستشفى يهرعون إلى استقبالها وتقديم الخدمات المتوفرة.علماً أنه حصل قصف مدمر لمحيط المستشفى، وتضرر جزء كبير من أجنحتها، وبقيت تعمل حتى نفاد آخر قطرة من الوقود، حيث أعلن مدير المستشفى عبر وسائل الإعلام أن الوقود قد نفد والمستشفى قد تتوقف. فهب بعض الصامدين في القرى المحيطة حاملين غالونات المازوت، غير آبهين بالقصف الجوي والبري، وكان هدفهم الوحيد تزويد المستشفى بالوقود ليبقى مستمراً في تقديم خدماته. ويروي مدير المستشفى الحاج فؤاد طه مشاهداته لجنود العدو الذين اقتربوا من المستشفى، وكيف حصلت المواجهات في مربع التحرير، حيث تم صد الإنزال الجوي الإسرائيلي من قبل المقاومين في صف الهوا، ثم تم صد الإنزال الثاني في منطقة معروفة باسم (غراند بلاس)، ويروي مدير المستشفى كيف رأى جنود العدو يقتربون من مبنى المستشفى لكنهم لم يجرؤوا على الوصول إلى المثلث بسبب ضراوة النيران المقاومة. ومن ناحية أخرى يشير الحاج فؤاد أنه وبعد نفد الوقود تم نقل بعض الجرحى والمرض والعجّز الذين كانوا يعالجون في المستشفى، حيث تم نقلهم على الحمالات والكراسي النقالة إلى مستشفى تبنين الحكومي، ويروي الإخوة الممرضون الذين واكبوا عملية النقل كم لاقوا من صعوبات أثناء سيرهم مشياً كل هذه المسافة الطويلة، وأنهم كانوا يتعرضوا لرشاقات قنص بين الفترة والأخرى. هذه الملحمة لا يمكن أن ينساها العاملون في مستشفى الشهيد صلاح غندور، وما زال الجرحى والمرضى يتناقلونها في أحاديثهم يوماً بعد يوم.