معارضة الدين هي معارضة لأي نوع من أنواع الدين، وقد استخدم هذا المصطلح لوصف المعارضة للدين المنظم أو الممارسات الدينية أو المؤسسات الدينية. استخدم هذا المصطلح أيضًا لوصف المعارضة لأشكالٍ معينة من العبادة أو الممارسات الروحية سواء كانت منظمة أو غير منظمة.[1][2][3] تجتاز المعارضة للدين مرحلة كره الرب حيث تختلف معارضة الدين عن المواقف الخاصة بالألوهيات مثل الإلحاد (إنكار الإيمان بالآلهة) وعدم الإيمان (معارضة الإيمان بالآلهة)؛ على الرغم من أن المعارضين للدين قد يكونوا أيضًا ملحدين أو غير مؤمنين.
المنظورات التاريخية
عُبِّر عن شكلٍ مبكر من معارضة جماهيرية للدين خلال فترة التنوير في وقتٍ مبكر من القرن السابع عشر. لم يهاجم كتاب Baron d'Holbach الذي نشر في عام 1761 المسيحية فقط ولكن الدين بشكلٍ عام كعقبة أمام التقدم الأخلاقي للإنسانية.[4]
كان كريستوفر هيتشنز معارضًا معروفًا للدين وناقدًا له في القرن العشرين حيث تبنّى معارضته للدين مجادلاً أن حرية التعبير والاكتشاف العلمي يجب أن يحلّان محل الدين كطريقة لتعليم الأخلاق وتعريف الحضارة الإنسانية.[5][6]
تبنّى الاتحاد السوفيتي الأيديولوجية السياسية للماركسية اللينينية واعتبر الدين مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالجنسية الأجنبية. وجّه الاتحاد السوفياتي كمياتٍ متفاوتة من الجهود المضادة للأديان اعتمادًا على التهديد الذي تشكله للدولة السوفياتية واستعدادها لإخضاع نفسها للسلطة السياسية. وجِّهت هذه الحملات المضادة للدين إلى جميع الأديان بما في ذلك الديانات المسيحية والإسلامية والبوذية واليهودية والشامانية.
في ثلاثينيات القرن الماضي خلال الفترة الستالينية، دمرت الحكومة مباني الكنائس أو حولتهم إلى مكانٍ علماني (كمتاحفٍ للدين والإلحاد أو لنوادي أو لمرافق التخزين)، أعدمت رجال الدين وحظرت نشر معظم المواد الدينية كما أجريت محاولات أقل عنفًا للحد من تأثير الدين أو القضاء عليه في المجتمع في أوقاتٍ أخرى في التاريخ السوفياتي. على سبيل المثال، كان من الضروري عادةً أن تكون ملحداً من أجل الحصول على أي منصب سياسي مهم أو أي وظيفة علمية مرموقة؛ وهكذا تحول الكثير إلى ملحدين من أجل التقدم في حياتهم المهنية.[5][7][8]
في سنوات 1921-1950، يقدر البعض أن 15 مليون مسيحي قُتلوا في الاتحاد السوفيتي، وتعرض ما يصل إلى 500000 مسيحي أرثوذكسي روسي للإضطهاد من قبل الحكومة السوفياتية. [9]
استهدفت جمهورية مولدوفا السوفياتية الاشتراكية العديد من رجال الدين لاعتقالهم واستجوابهم كأعداءٍ للدولة، وتحولت العديد من الكنائس والمساجد والمعابد إلى أماكن علمانية. كان لجمهورية ألبانيا الشعبية هدف في القضاء على جميع الديانات في ألبانيا بهدف إنشاء دولة ملحدة، وأعلنت أنها قد حققتها في عام 1967. في عام 1976، طبّقت ألبانيا حظرًا دستوريًا على النشاط الديني. حُظِر الأدب الديني وتحاكم العديد من رجال الدين والمؤمنين وتم تعذيبهم وإعدامهم. طُرد جميع رجال الدين الرومان الكاثوليك الأجانب في عام 1946 وكانت ألبانيا هي الدولة الوحيدة التي حظرت الدين رسميًا.[10]
أبرز الشخصيات المعارضة للأديان
المثقفون
- لوكريتيوس (99 قبل الميلاد - 55 قبل الميلاد).
- توماس بين (1737-1809)، مؤلّف وكاتب ديني إنكليزي أمريكي كتب نقدًا لاذعًا عن الدين في كتابه الشهير "عصر العقل".[11]
- كارل ماركس (1818-1883)، فيلسوف وعالم اجتماع ألماني اشتراكي، وهو مشهور بآرائه المعادية للأديان.[12]
- فريدريك فيلهيلم نيتشه (1844-1900)، الفيلسوف الألماني والناقد الثقافي والشاعر والملحّن والباحث اللاتيني واليوناني. كتب العديد من النصوص النقدية حول الدين والأخلاق والثقافة المعاصرة والفلسفة والعلوم، وأظهر ولعًا للمجازى والسخرية.[13]
- جون ديوي (1859-1952)، فيلسوف براغماتي أمريكي، لم يكن يعتقد أن الدين ولا الميتافيزيقيا يمكن أن يوفّران قيمًا أخلاقية أو اجتماعية مشروعة.
- برتراند راسل (1872-1970)، المنطقي والفيلسوف الإنكليزي الذي يعتقد أن الفلسفة الأصيلة لا يمكن متابعتها إلا من خلال أساس إلحادي "لليأس الذي لا يلين". في عام 1948، ناقش بشكل رئيسي الكاهن اليسوعي والمؤرخ الفلسفي الأب فريدريك كوبليستون بموضوع وجود الله.[14]
- آين راند (1905-1982)، الروائي والفيلسوف الروسي الأمريكي ومؤسس النظرية الموضوعية.
- مادلين موراي أوهير (1919-1995)، الناشطة الأمريكية الملحدة، مؤسِّسة منظمة الملحدين الأمريكية.[15]
- ريتشارد دوكينز (من مواليد 1941)، عالم أحياء إنكليزي، أحد "الفرسان الأربعة" للإلحاد الجديد. كَتب "وهم الله" منتقدًا الإيمان بالإله في عام 2006.
- كريستوفر هيتشنز (1949–2011)، مؤلف وصحفي إنكليزي أمريكي، أحد "الفرسان الأربعة" للإلحاد الجديد. كتب "الله ليس عظيم" في عام 2007 حيث علّق فيه عن كيفية تسميم الدين لكل شيء.
- ستيفن بينكر (مواليد 1954)، العالم المعرفي الكندي الأمريكي الذي يعتقد أن الدين يحرّض على العنف.[16]
سياسيون
- فلاديمير لينين (1870-1924)، الزعيم السوفييتي من عام 1917 حتى عام 1924، الذي يعتقد مثل معظم الماركسيين أن جميع الأديان هي "أجهزة تفاعلية بورجوازية تُستخدم لحماية الاستغلال وسوء الطبقة العاملة ".[17]
- جوزيف ستالين (1878-1953)، زعيم الاتحاد السوفياتي من 1922 إلى 1953 الذي اضطهد الأديان بشكل نشط.
- نيكيتا خروتشوف (1894-1971)، الزعيم السوفييتي في 1953-1964 الذي بدأ الحملة السوفيتية المناهضة للدين منذ عام 1958 حتى عام 1968.
- بيريار راماسامي، سياسي تاميلي بين 1938-1973، مروّج لمبادئ العقلانية واحترام الذات وحقوق المرأة والقضاء على الطبقات في جنوب الهند.
- ماو تسي تونغ (1893-1976)، الزعيم الشيوعي الصيني.[18][19]
- أنفر هوكسا (1908-1985)، الزعيم الشيوعي الألباني بين عامي 1944 و 1985 الذي حظر الدين في ألبانيا.[20][21]
- بول بوت (1925-1998)، كان سياسيًا وثوريًا كمبوديًا قاد الخمير الحمر الذين حظروا الدين في كمبوديا.
آخرون
- [[بيل مار[[، الذي قام بكتابة وتأليف فيلم Religulous، وهو فيلم وثائقي أُخرج في عام 2008 ينتقد ويسخر من الدين.[22]
- ماركوس بريجستوك، الممثل الكوميدي البريطاني.
- جيمس راندي، متمرّس في السحر، ومؤسس مؤسسة جيمس راندي التعليمية.
- فيليب روث، الروائي الأمريكي اليهودي المعاصر.
- يشارك مات ديلاهونتي، صاحب تجربة The Atheist Experience والرئيس السابق لجماعة Atheist Community of Austin.
المراجع
- "Anti-religion". Merriam-Webster Dictionary. Merriam-Webster Online. مؤرشف من الأصل في 3 أكتوبر 201826 سبتمبر 2017.
- "Antireligion". Collins Dictionary. Collins Dictionary Online. مؤرشف من الأصل في 3 أكتوبر 201826 سبتمبر 2017.
- Bullivant, Stephen; Lee, Lois (2016). A Dictionary of Atheism. Oxford University Press. .
- مايكل بيرلي Earthly Powers p 96-97 (ردمك )
- Russia - The Russian Orthodox Church - تصفح: نسخة محفوظة 19 نوفمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
- "Soviet Union: Policy toward nationalities and religions in practice". www.country-data.com. May 1989. مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 201725 أبريل 2017.
- Timasheff, N. S. (1941). "The Church in the Soviet Union 1917 - 1941". Russian Review. 1 (1): 20–30. doi:10.2307/125428. JSTOR 125428.
- "Revelations from the Russian Archives: ANTI-RELIGIOUS CAMPAIGNS". Library of Congress. US Government. مؤرشف من الأصل في 30 سبتمبر 201802 مايو 2016.
The Soviet Union was the first state to have as an ideological objective the elimination of religion. Toward that end, the Communist regime confiscated church property, ridiculed religion, harassed believers, and propagated atheism in the schools. Actions toward particular religions, however, were determined by State interests, and most organized religions were never outlawed.
- Емельянов Н.Е. Сколько репрессированных в России пострадали за Христа? - تصفح: نسخة محفوظة 24 ديسمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
- (بالرومانية)Martiri pentru Hristos, din România, în perioada regimului comunist, Editura Institutului Biblic și de Misiune al Bisericii Ortodoxe Române, București, 2007, pp.34–35
- q:Thomas Paine
- Marx, K. 1976. Introduction to A Contribution to the Critique of Hegel’s Philosophy of Right. Collected Works, v. 3. New York. نسخة محفوظة 31 ديسمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
- "I think all the great religions of the world – بوذية, هندوسية, مسيحية, إسلام and شيوعية – both untrue and harmful. It is evident as a matter of logic that, since they disagree, not more than one of them can be true. ... I am as firmly convinced that religions do harm as I am that they are untrue." Bertrand Russell in "My Religious Reminiscences" (1957), reprinted in The Basic Writings of Bertrand Russell [1] - تصفح: نسخة محفوظة 4 فبراير 2012 على موقع واي باك مشين.
- Many of us saw religion as harmless nonsense. Beliefs might lack all supporting evidence but, we thought, if people needed a crutch for consolation, where's the harm? September 11th changed all that. Revealed faith is not harmless nonsense, it can be lethally dangerous nonsense. Dangerous because it gives people unshakeable confidence in their own righteousness. Dangerous because it gives them false courage to kill themselves, which automatically removes normal barriers to killing others. Dangerous because it teaches enmity to others labelled only by a difference of inherited tradition. And dangerous because we have all bought into a weird respect, which uniquely protects religion from normal criticism. Let's now stop being so damned respectful! The Guardian, 2001-10-11 "Has the world changed?." The Guardian. Accessed 2006-01-29. نسخة محفوظة 24 يوليو 2008 على موقع واي باك مشين.
- Grimes, William (16 December 2011). "Christopher Hitchens, Polemicist Who Slashed All, Freely, Dies at 62". The New York Times. مؤرشف من الأصل في 25 يونيو 201815 فبراير 2015.
- "[T]he Bible, contrary to what a majority of Americans apparently believe, is far from a source of higher moral values. Religions have given us stonings, witch-burnings, crusades, inquisitions, jihads, fatwas, suicide bombers, gay-bashers, abortion-clinic gunmen, and mothers who drown their sons so they can happily be united in heaven." The Evolutionary Psychology of Religion, presentation by Steven Pinker to the annual meeting of the Freedom from Religion Foundation, [[ماديسون (مقاطعة دان)|]], October 29, 2004, on receipt of “The Emperor’s New Clothes Award.” نسخة محفوظة 25 يوليو 2015 على موقع واي باك مشين.
- "Religion is the أفيون الشعوب: this saying of كارل ماركس is the cornerstone of the entire ideology of Marxism about the religion. All modern religions and churches, all and of every kind of religious organizations are always considered by Marxism as the organs of bourgeois reaction, used for the protection of the exploitation and the stupefaction of the working class."Lenin, V. I. "About the attitude of the working party toward the religion". Collected works, v. 17, p.41. مؤرشف من الأصل في 27 سبتمبر 201809 سبتمبر 2006.
- Anti-Religious Campaigns - تصفح: نسخة محفوظة 24 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- Grossman, J. D. (1973). "Khrushchev's Anti-Religious Policy and the Campaign of 1954". Soviet Studies. 24 (3): 374–386. doi:10.1080/09668137308410870. JSTOR 150643.
- JREF - Home - تصفح: نسخة محفوظة 20 يوليو 2006 على موقع واي باك مشين.
- "Archived copy". مؤرشف من الأصل في 07 أكتوبر 200909 أكتوبر 2013.
- "I'm anti-religious ... It's all a big lie ... I have such a huge dislike [of] the miserable record of religion." The Guardian, 2005-12-14 " The Guardian. 'It no longer feels a great injustice that I have to die' - تصفح: نسخة محفوظة 29 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.