معن بن زائدة، كان من أمراء متولي العراقين يزيد بن عمر بن هبيرة، فلما تملك آل العباس جَدَّ المنصورُ في طلبه، وجعل لمن يحمله إليه مالاً. فاضطرر لشدّة الطلب إلى أن تعرّض للشمس حتى لوحت وجهه، وخَفَّفت عارضه، ولبس جبـّة صوف، وركب جملاً، وخرج متوجهًا إلى البادية ليقيم بها، فاختفى معن مدة، والطلب عليه حثيث، فلما كان يوم خروج الريوندية والخراسانية على المنصور، وحمي القتال، وحار المنصور في أمره، ظهر معن، وقاتل الريوندية فكان النصر على يده، وهو مقنع في الحديد، فقال المنصور: ويحك، من تكون؟ فكشف لثامه، وقال: أنا طلبتك معن. فسر به، وقدمه وعظمه، ثم ولاه اليمن وغيرها. ولمعن أخبار في السخاء، وفي البأس والشجاعة، وله نظم جيد.[1]
معن بن زائدة | |
---|---|
معلومات شخصية | |
تاريخ الوفاة | سنة 769 |
مواطنة | الدولة العباسية |
الحياة العملية | |
المهنة | عسكري |
نســبه
هو معن بن زائدة بن عبد الله بن مطر بن شريك بن عمرو بن قيس بن شراحيـل بن مرة بن همام بن مرة بن ذهـل بن شيـبان بن ثـعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل . وخاله هو الزنديق الدجال ابن ابي العوجاء الذي قتله الخليفة المهدي لزندقته وتحريفه للدين، حيث هو يقول بدسه الاحاديث المفتراة وتحليله الحرام وتحريمه الحلال ويقول صومتكم وفطرتكم كيف اشاء..
كرم معن بن زائدة
عرف عن معن بن زائدة القائد العربي الشهير انه من أوسع الناس حلما وصفحا وعفوا عن زلات الناس . فعندما ولاه أبو جعفر المنصور على اليمن، تذاكر جماعة فيما بينهم أخبار معن وحلمه وسعة صدره وكرمه وبالغو في ذلك وكان من بينهم أعرابي أخذ على نفسه أن يغضبه فأنكروا عليه ذلك ووعدوه 100 بعير إن أغضب معن وفعل ذلك. فعمد الأعرابي إلى بعير فسلخه وارتدى جلده وجعل ظاهره باطن وباطنه ظاهر، ودخل على معن ولم يسلم فلم يعره معن انتباهه
فأنشأ الرجل يقول:
أتذكر إذ لحافك جلد شاة وإذ نعلاك من جلد البعير
قال معن: أذكره ولا أنساه والحمد لله
فقال الأعرابي:
فسبحان الذي أعطاك ملكا وعلمك الجلوس على السرير
فقال معن: سبحانه وتعالى
فقال الأعرابي:
فلست مسلما ماعشت حيا
على معن بتسليم الأمير
فقال: ان سلمت رددنا عليكَ السلام، وإن تركت فلا ضَيْرَ عليك
فقال الأعرابي:
سأرحل عن بلاد أنت فيها ولو جار الزمان على الفقير
فقال معن: إن جاورتنا فمرحبا بالإقامة وإن جاوزتنا فمصحوبا بالسلامة
فقال الأعرابي:
فجد لي يابن ناقصة (أم الأمير اسمها زائدة) بمال فإني قد عزمت على المسير
فقال معن: أعطوه ألف دينار تخفف عنه مشاق الأسفار
فأخدها وقال:
قليل ما أتيت به وإني لأطمع منك في المال الكثير
فثن قد آتاك الملك عفوا بلا رأي ولا عقل منير
فقال معن: أعطوه ألفا ثانية ليكون عنا راضيا
فتقدم الأعرابي إليه وقال:
سألت الله أن يبقيك دهرا فما لك في البرية من نظيرِ
فمنك الجود والإفضال حقا وفيض يديك كالبحر الغزير
فقال معن: أعطيناه لهجونا ألفين أعطوه لمديحنا أربعة
فقال الأعرابي: بأبي أيها الأمير ونفسي فأنت نسيج وحدك في الحلم ونادرة دهرك في الجود فقد كنت في صفاتك بين مصدق ومكذب فلما بلوتك صغر الخُبر الخَبر وأذهب ضعف الشك قوة اليقين، وما بعثني على مافعلت إلا 100 بعير جعلت لي على إغضابك
فقال له الأمير: لا تثريب عليك فوصى له ب 200 بعير 100 للرهان و100 له
فانصرف الأعرابي داعيا له ذاكرا بهباته معجبا بأناته
وفـاته
قُتِل غيلةً سنـة 768 م.
المراجع
- Patricia (2003-10-30). Slaves on Horses: The Evolution of the Islamic Polity (باللغة الإنجليزية). Cambridge University Press. . مؤرشف من الأصل في 17 يونيو 2019.