النجف الأشرف والمسيرة العلمية
كانت النجف منذ زمن بعيد مهداً للعلم والمعرفة إذ حوت بين جنبيها باب علم النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) كانت ولا تزال محوراً للحركات الثقافية والاجتماعية والسياسية، يذكر المؤرِّخون حول نشأة النجف الأشرف وبداية تاريخها وتمصيرها أنّها تتردد بين سنة (155هـ) وسنة (170هـ) وذلك حينما شيدت أول عمارة على قبر الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) التي كانت العامل الوحيد والرئيس في نشأت المدينة وفي توسعها وتطورها، يقول الشيخ آل محبوبة في هذا الخصوص: (فنشأت العمارة حول المرقد المقدّس سنة 170هـ وقطن النجف بعض العلويين والخاصة من الشيعة ثم توسعت البلدة وتلاحقة العمارة بتوالي الأعوام وأخذت بحظ وافر من العمران حتى لم ينقض القرن الرابع الهجري إلّا وفي النجف من السادة العلوية ألف وتسعمائة عدا غيرهم من الشيعة).
وهي أول بقعة عبد الله عليها، كما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث قال: (أول بقعة عبد الله عليها ظهر الكوفة، لما أمر الله الملائكة أن يسجدوا لآدم فسجدوا على ظهر الكوفة [1]
وهي التي اشتراها إبراهيم الخليل (عليه السلام) من أهلها واتخذها مسكنا[2]
وهي التي استوت عليها سفينة نوح (عليه السلام) ، و فيها ادخر قبرا لعلي (عليه السلام) ، كما كتب على ساجة بالسريانية عثر عليها عندما أرادوا دفنه (عليه السلام) : ( بسم الله الرحمن الرحيم هذا قبر ادّخره نوح النبي (عليه السلام) لعلي وصي محمد قبل الطوفان بسبعمائة عام
وهي المدينة التي كانت ومنذ زمن بعيد مهداً للعلم والمعرفة، منذ أن حطَّ رِحاله فيها شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي (رحمه الله) قبل ألف سنة تقريباً، وأسَّسَ فيها الحوزة العلمية المباركة وأقبل عليها طلاب العلم من جميع أنحاء الدنيا فازدهرت وكثرت مكتباتها وشيِّدت فيها المدارس وأصبحت من أهم المدن العلمية حتى غدت قبلة العلماء ومقصد طلاب المعرفة.
وامتازت هذه المدينة المقدّسة بحوزاتها ومدارسها الدينية ومكتباتها المتعددة والمختلفة نذكر منها على وجه الإجمال:
- مكتبة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) .
- مكتبة الإمام الحكيم.
- مكتبة كاشف الغطاء.
- مكتبة أُسرة آل حنوش.
- مكتبة المدرسة الشبرية.
- مكتبة جامعة النجف الدينية.
- مكتبة الإمام الحسن (عليه السلام) .
- مكتبة الإمام الصادق (عليه السلام) .
- مكتبة أبو سعيدة الوثائقية.
- المكتبة الأدبية.
- مكتبة كلية الفقه/جامعة الكوفة.
أسماء مكتبة الروضة الحيدرية:[1][3]
عند تصفح الكتب التي ترجمت النجف والعتبة العلوية المقدسة، نرى انّ لهذه المكتبة أسماء متعددة بعضها تعييني وبعضها تعيّني، فقد سميت باسم:
ـ الخزانة الغروية.
ـ الخزانة العلوية.
ـ خزانة الصحن.
ـ خزانة أميرالمؤمنين(عليه السلام).
ـ مكتبة الصحن العلوي.
ـ المخزن العلوي.
ـ المكتبة العلوية.
ـ المكتبة الحيدرية.
ـ وأخيراً مكتبة الروضة الحيدرية.
ولكن أقدم هذه الأسماء وأكثرها شيوعاً وتداولاً هو الخزانة الغروية.
(الخزانة العلوية)
والتي باتت تعرف اليوم باسم (مكتبة الروضة الحيدرية) فهي من أقدم هذه المكتبات، ويعود تأسيس هذه المكتبة إلى القرن الرابع الهجري، حيث ذهب البعض إلى أنّ مؤسسها وواضع لبنتها الأولى هو عضد الدولة البويهي - وهو من أهم حكام الأسرة البويهية التي حكمت العراق وبلاد فارس، استمرت حكومته من سنة (338 ـ 372هـ) وكانت دولته واسعة الأطراف شملت العراق المعروف اليوم كلّه وبعض المناطق الأخرى.
وامتازت هذه المكتبة عن غيرها بما فيها من كتب ونفائس كثيرة ونادرة كــان أغلبهــا بخـط مؤلّفيهــا أو عليها خطوطهــم، فكـــانت محط أنظــار أهل العلم حتى زارهــا جماعة من المؤرّخين و الرحّالـة كإبن بطوطة (727 هـ) وغيره، وقد زارها الشيخ علي حزين اللاهيجي المتوفى سنة (1180 هـ) عندما جاء إلى النجف الأشرف ومكث فيها ما يقارب ثلاث سنوات وقال عنها: (قد اجتمع في مكتبته (عليه السلام) من كتب الأوائل و الأواخر في كل فن مالا أتمكن من عدِّهِ) [4]
وكذلك وصفها السيد عبد اللطيف الشوشتري (ت1220 هـ) عندما زارها بقوله: (أنّ فيها من نفائس العلوم المختلفة التي لم توجد في خزائن السلاطين).
ويمكن أن نوجز أهمّ الأسباب التي أدّت إلى شهرة هذه المكتبة في النقاط الآتية:
1- تشرّفها بالانتساب إلى مرقد باب مدينة علم النبي (صلّى الله عليه وآله) وحامل راية الإسلام الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) ومجاورته.
2ـ اهتمام السلاطين والأُمراء والوزراء برفدها، حيث كانوا يهدون إليها أنفس ما بحوزتهم من مخطوطات ونفائس تقرّباً إلى الله تعالى وتكريماً لصاحب الروضة.
3ـ اهتمام العلماء والمؤلّفين بها، وذلك من خلال:
أ: رفدها بالكتب والمكتبات الخاصة، فإنّ صدر الدين الكفّي الآوي لمّا قام بتأسيس المكتبة من جديد بعد احتراقها، بدأ بشراء الكتب والمكتبات الخاصة من بغداد حيث أُصيبت بغلاء وقحط فبيعت خزائن الكتب للغلة.
ب: وقف الكتب والمكتبات، حيث أوقف ابن العتائقي الحلّي (ت 790 هـ) وكذلك جلال الدين بن شرفشاه الحسيني كتبهم وتأليفاتهم على مكتبة الخزانة الغروية ولا تزال أغلب الكتب التي ألّفها أو نسخها ابن العتائقي (رحمه الله) بخطّه موجودة في خزانة المخطوطات إلى الآن.
4ـ وجود الحوزة العلمية.
5ـ وجود المدرسة العلوية داخل العتبة المقدسة، وفي ذلك يقول الاُستاذ الشيـخ علي الشرقي (ت1964م):
(إنّ الجاليات والرواد الهابطين على المدرسة النجفية من بلاد إيران والهند وآذربيجان وما وراء النهر والقوقاز وعاملة والخليج وبعض نواحي اليمن، كانوا يفدون على النجف بثرواتهم المادية والأدبية وأهمها أُمّهات الكتب المخطوطة من كتب الفلسفة والرياضيات والأدب والفلك والتاريخ والمسالك والممالك، وقد كان رواد العلم وطلّابه يسكنون على الأغلب المدرسة العلوية الكبرى (الصحن) ومنهم المقيم في غيرها من المدارس والدور الخاصة، وكانت في المدرسة العلوية خزانة كتب نفيسة تجمعت ممّا يحمله المهاجرون، وكانوا بعدما يتزودون بزاد العلم ويعتزمون العودة إلى أوطانهم يتركون ما حملوه من نفائس الكتب، وما ألّفوه من رسائل وأطاريح في خزانة المدرسة العلوية محبسةً على طلابها
وهذه المدرسة زارها ابن بطوطة في رحلته عام (727 هـ) ووصفها بقوله: (ويدخل من باب الحضرة إلى مدرسة عظيمة يسكنها الطلبة والصوفية من الشيعة ولكلّ وارد عليها ضيافة ثلاثة أيّام من الخبز واللحم والتمر، ومن تلك المدرسة يدخل إلى باب القبّة)
ويرى بعض أنّ هذه المكتبة كانت تحتوي على أربعمائة ألف كتاب، إلّا أنّها تعرّضت للتلف والنهب تارة و للحريق تارة أخرى.
وقد أُعيد تأهيلها وافتتاحها مجدداً بجهود حثيثة وبسعي مبارك من قبل مركز الأبحاث العقائدية وتحت إشراف ودعم المرجعية الدينية في النجف الأشرف، في العشرين من جمادى الآخر يوم المولد المبارك لسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) سنة (1426ق) الموافق (2005م).
مجموع مقتنيات مكتبة الروضة الحيدرية من الاوعية المكتبية حتى عام 2018 م.
*ويقدر مجموع الكتب لهذه المكتبة أكثر من ( 200.000 ) عنوان في مختلف مجالات المعرفة مقسمة على قاعتي مطالعة للرجال و النساء.
*المكتبة المختصة بأميرالمؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام وتحتوي على 3500 عنوان كتاب ورقي، بالإضافة 2500 كتاب رقمي قابل للتنزيل عن طريق الموقع الإلكتروني للمكتبة.
*5100 قرص ليزري في مختلف المعارف و العلوم.
*320.000 كتاب رقمي
*20.000 رسالة جامعية
*470 عنوان مجلة في مختلف المجالات
كانت النجف منذ زمن بعيد مهداً للعلم والمعرفة إذ حوت بين جنبيها باب علم النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) وكانت ولا تزال محوراً للحركات الثقافية والاجتماعية والسياسية، يشهد بذلك كثرة المكتبات والمدارس فيها والكتب الصادرة منها بالإضافة إلى الاجازات الروائية الكثيرة التي تحمّلها أرباب العلم والفضيلة من مشايخهم في هذه المدينة الكريمة الدالة على الحركة العلمية والنشاط الثقافي....للاطلاع على باقي التفاصيل التاريخية على الرابط المكتبة ..http://www.haydarya.com/hawl_almaktaba/main.htm
مكان المكتبة الحالي.
[2] [3]تقع ـ بصورة مؤقتة ـ في جنب مسجد عمران من جهة باب الطوسي في طابقين، وهناك مساعي جادة لتخصيص مكان مناسب لها لتبنى المكتبة بمواصفات ومقاييس عالمية إن شاء الله تعالى[3]مكتبة الروضة الحيدرية في النجف الاشرف وتقع ضمن الصحن المطهر للإمام علي بن أبي طالب تاريخ هذه المكتبة يمتد إلى مئات السنين، وقد أعيد افتتاحها عام 2005 بعد سقوط نظام البعث في العراق. تحوي المكتبة آلاف الكتب في مختلف العلوم، وصل تعداد كتبها أكثر من مائة ألف كتاب. أما المخطوطات، ففيها مخطوطات نادرة وقديمة يجري معالجتها وتصويرها بعد أن كانت مهملة في النظام السابق. كذلك يوجد ضمن المخطوطات نسخ نادرة وقديمة للمصحف الشريف. تمتلك اليوم هذه المكتبة موقعاً على شبكة الإنترنت وهو: [4] وبزيارتك لهذا الرابط تجد كل ما تريد معرفته حول هذه المكتبة وتاريخا في باب اسمه (حول المكتبة). كما يضم موقع الشبكة مئات الكتب عن الإمام علي، وفيها قابلية التحميل والقراءة.
وصلات داخلية
مراجع
- تفسير العياشي 1: 34، عنه البحار 11: 149.
- علل الشرائع 2: 585 ح30 ، عنه البحار 12: 77
- "العتبة العلوية المقدسة". www.haydarya.com. مؤرشف من الأصل في 22 أكتوبر 201812 أبريل 2018.
- ^ تاريخ سفرنامه حزين: 221، وانظر ماضي النجف وحاضرها 1: 150.