مهرجان فارتبورغ (بالألمانية: 'Wartburgfest') الأول في 18 أكتوبر 1817 كان حدثاً هاماً في تاريخ ألمانيا وقد أقيم في قلعة فارتبورغ بالقرب من مدينة أيزنباخ.[1]
بعد حرب التحرير ضد فرنسا ونابليون، أحس أناس كثيرون بمرارة بعد تحطم أحلام الوحدة الألمانية إثر مؤتمر فيينا. تجمدت الإصلاحات الديمقراطية، واتخذت الحكومات إجراءات صارمة ضد حرية الصحافة والحق في تكوين الجمعيات.
في عام 1815 أسس الطلاب من يينا منظمة الشباب التوتونية من أجل تشجيع الوحدة الألمانية في الجامعة. وقد شارك كثير منهم كجنود متطوعين في ساحات القتال ضد نابليون، على سبيل المثال في فيلق لوتسو الحر بألوانه السوداء والحمراء والذهبية التي اعتمدت كعلم لألمانيا. تظاهر الطلبة الألمان من أجل إقامة دولتهم الوطنية ودستورٍ ليبرالي وأدانت القوى الرجعية في الدول الألمانية الناشئة حديثاً.
بمناسبة الذكرى المئوية الثلاثة لتعليق مارتن لوثر لأطروحته، والذكرى الرابعة لمعركة الأمم الدامية في لايبزش، نظمت جماعات طلابية مهرجاناً في فارتبورغ. كانت هذه القلعة ملجأً لمارتن لوثر. لترجمته الكتاب المقدس هناك واضعاً بالتالي معايير للغة الألمانية، باتت رمزاً للقومية الألمانية.
كان الحدث الرئيسي إحراقاً للكتب استهدف الأعمال الأدبية الرجعية، وتحطيم رموز النابليونية. وقد استخدم هذا القانون مبرراً ليحرق النازيون الكتب في عام 1933.
كما تم استخدام الحدث نفسه كمبرر لقمع المزيد من القوى الليبرالية، مثل مراسيم كارلسباد الصادرة سنة 1819.
في عام 1832، أقيم مهرجان هامباخ بطريقة مماثلة. وانعقد مهرجان ثاني في فارتبورغ خلال ثورات عام 1848 في الدول الألمانية.
مراجع
- (Clark 2008, p. 437-438)