الرئيسيةعريقبحث

موسيقى كلاسيكية

الموسيقى النموذجية لأي ثقافة ولأي شعب أو نمط من الموسيقى أو أسلوب التأليف الموسيقي انتشر في أوروبا ما بين القرنين 17و 19.

☰ جدول المحتويات


الموسيقى الكلاسيكية عمليا يمكن أن نميز معنيين لمصطلح الكلاسيكية (كلمة لاتينية تعني النموذجي، واللنمط الذي يحتذى به).[1][2][3]

  • هي الموسيقى النموذجية لأي ثقافة ولأي شعب، فمن خلال الزمن والقناعة العامة تصنف الشعوب أعمالها الفنية على أنها كلاسيكية عندما يكون جمالها وروعتها يصلح لكل الأزمنة.

بالتالي الموسيقى الكلاسيكية الأوربية (التي على سبيل المثال يمكن أن تصف مؤلفات موتسارت 1756-1791 وباخ 1685-1750 وشوستاكوفيتش 1906-1975..إلخ) مختلفة عن الموسيقى الكلاسيكية العربية (التي على سبيل المثال يمكن أن توصف أغنية الأطلال لأم كلثوم).

  • هي نمط من الموسيقى أو أسلوب التأليف الموسيقي انتشر في أوروبا ما بين القرنين 17و 19.
بيتهوفن أحد أشهر مؤلفي الموسيقى الكلاسيكية

مصطلح الكلاسيكية في الموسيقى الأوربية جاءت من فن الرسم الكلاسيكي الذي كان سائدا في تلك الفترة. لنفهم هذه الكلمة بشكل أوضح يجب أن نفهم ما تعنيه كلمة الرومانسية التي تعارض وتقابل الكلاسيكية. حيث إن المصطلحَين هما من اليونان القديمة وكانا يدلان على تناوب نوعان من أساليب الفن كما وصلنا من كتابات الفلاسفة والمؤلفين اليونان. حيث أن الكلاسيكية كانت مرتبطة بعبادة الإله أبولو إله الشمس والحقيقة، بينما الرومنسية جاءت من عبدة الإله ديونيسوس، التي جاءت تاريخيا في فترة لاحقة. المقصود من هذا أن اليونانين قالوا بتناوب أساليب الموسيقى والفن ما بين العقلاني والعاطفي. من الواضح أن الكلاسيكية تجسد الفن العقلاني وكانت آلتها المميزة هي ما يشبه القيثارة بينما الرومنسية هي موسيقا وفن العاطفة وآلتها المميزة هي المزمار. بالتالي على مر الزمن كان هناك كثير من الفترات الكلاسيكية تناوبت مع الرومنسية ولكن بسبب الجدل الذي انتشر في فرنسا وبسبب مقالات الكاتبة السويسرية الفرنسية Mme de Staël التي كانت تعرف التغير الذي صار في الموسيقى الرومانسية في الأعوام 1813 وما بعدها صارا هذين المصطلحين يدلان على موسيقا تلك الفترة من تاريخ أوروبا. لتصبح الموسيقى الكلاسيكية تعني الموسيقى التي سادت ما بين القرن 17 وبداية 19، ونشأت بتأثير الفلسفة العقلانية الديكارتية وغيرها، وكذلك من استطيقيا عصر النهضة، التي رأت في الفن الإغريقي القديم ذروة من ذرى البشرية التي يجب أن نسموا باتجاهها. جوهر الفكر الكلاسيكي يكمن في القناعة العميقة في أن الحياة منطقية ومنسجمة مع الطبيعة، والتأكيد على (النظام) الأوحد الذي يدير العالم. من هنا يمكننا أن نفهم المتطلبات التي أرادها الفانون من الفن نفسه، على أنه أحد أكبر نتاج للذكاء البشري، الذي في جوهره _الذكاء طبعا _ يوجد أساس الهارمني الداخلي والنظام والعمومية في التعبير. من الناحية المنهجية تقسم الفترة الكلاسيكية إلى قسمين، القرن 17 تأسيسها وتعارضها مع الباروك، ومرحلة الازدهار في القرن 18 وعلاقتها مع الثورة الفرنسية وتأثيرها على باقي أوروبا. الكلاسيكية نشأت في فرنسا التي كانت تخضع لحكم ملكي مطلق، هي التي أعطت الكلاسيكية قواعدها وقوانينها، بداية في الأدب والمسرح (لافونتين، بوالو، كورني، راسين) ومن ثم في الموسيقى. المؤسس لكلاسيكية في المسرح الموسيقي (الأوبرا) كان لوللي، الذي أحدث النمط المسمى (التراجيديا الغنائية) (Lyric Tragidy) القريبة من التراجيديا الفرنسية المسرحية. من مميزات أوبرات لوللي المواضيع الأسطورية، البطولة العالية، الأسلوب الرفيع في بناء الأوبرا، الوضوح المنطقي، الالتزام بقواعد صارمة، التوجه للريتشيتاتيف الدرامي المرن، والتطور الموسيقي. رغم أننا نجد اثار الباروك واضحة لدى أوبراته من خلال الزخرفة الكبيرة. الكلاسيكية في القرن 18 مرتبطة بالتيار التنويري الذي انطلق من فرنسا وموسوعيتها (روسو، ديدرو...) وفلاسفة من أمثال (ليسينغ، هيردر). من أهم ما يميز الفكر الكلاسيكي صار تقليد الطبيعة، العفوية والفطرة والبساطة صارت أكثر طلبا وإلحاحا. الكلاسيكية صارت أكثر قربا إلى الواقعية. في فرنسا الصراع كان على الأوبرا، ولكن فقط (غلوك) الألماني استطاع أن يجدد الأوبرا ويعلن (إصلاح الأوبرا سيريا -الأوبرا الجديّة-) مصدرا مؤلفات تتميز بالبساطة والوضوح والرقي الموسيقي. في ذلك الوقت استمرت الكلاسيكية بالتطور بين أساليب أخرى محيطة بها، كالباروك والغالانت، كل هذا حضر إلى ذروة جديدة في التطور الموسيقي، مدرسة فينا (أعمال هايدن وموتسارت وبيتهوفن) التي امتصت كل التأثيرات الفنية التي كانت تسود أوروبا، وتقاطعت مع مدرسة فايمار الكلاسيكية الأدبية مجسدة بكل من غوته وشيللر. لمدرسة فينا تدين كثير من الأنماط الموسيقية بالظهور والتطور كالسيمفوني والسوناتا والرباعي. نظرة الكلاسيكية للعالم تتسم بالعقلانية والعدالة، والتفاؤل بالمستقبل، كل هذا نراه في أعمال موتسارت وهايدن حيث الهارمني الواضح يعكس نظرتهم للحياة (واضحة، عمومية، خالية من الشخصية وردود الفعل). علاقة التيما بالقالب كانت متوحدة. فاللحن أبدا لم يكن مستقلا أو حياديا، على العكس كان يتميز بالنفور والوضوح الشكلي، ولذلك يؤثر فورا في المستمع ويحفظ بسرعة. مع ذلك فالألحان كانت دائما عمومية، تصف وتعبر عن الأحداث والمواقف العامة لكل إنسان، ولا تتوقف عند خصوصياته أو حالاته النادرة، على العكس هي تحاكي المشاعر المشتركة لجميع أفراد الناس. ولهذا السبب نجد أن موسيقا كلاسيكي فينا تتمتع بشعبية عالمية كبيرة.

لمحة عامة

تختلف الموسيقى الكلاسيكية الأوروبية بشكل كبير عن العديد من أنواع الموسيقى الكلاسيكية وبعض أشكال الموسيقى الشائعة غير الأوروبية بسبب أنظمتها في التدوين الموسيقي المستخدمة منذ حوالي القرن الحادي عشر. طور رهبان كاثوليك أول أشكال التدوين الموسيقي الحديثة الأوروبية بهدف توحيد القداس في الكنائس في جميع أرجاء العالم. يستخدم المؤلفون التدوين الموسيقي الغربي لتعريف المؤدي بحدة وأزمنة القطعة الموسيقية. على عكس معظم الأنماط المعروفة التي تبنت شكل الأغنية (الأنشودة) أو أحد الأشكال المنحدرة من هذا الشكل، عُرفت الموسيقى الكلاسيكية بتطوير أشكال متطورة جدًا من الموسيقى الآلية مثل السيمفونيات، والكونشرتو، والفوغا، والسوناتا، والأصوات الغنائية الممزوجة، والأنماط المرتبطة بالآلات الموسيقية مثل الأوبرا، والكنتاتا، والقداس.[4][5][6]

لم يظهر مصطلح «الموسيقى الكلاسيكية» حتى بدايات القرن التاسع عشر، في محاولة لإبراز تميز الفترة التي ضمت كل من يوهان سباستيان باخ ولودفيج فان بيتهوفن بوضوح على أنها العصر الذهبي. المرة الأولى التي أُشير فيها إلى «الموسيقى الكلاسيكية» في قاموس أكسفورد الإنجليزي هي حوالي عام 1829.[7][8]

المميزات

نظرًا إلى التنوع الكبير في أنماط الموسيقى الكلاسيكية الأوروبية، بدءًا من الموسيقى التي تجمع عددًا من الأصوات التي كان يغنيها الرهبان، وصولًا إلى السيمفونيات الكلاسيكية والرومانسية للأوركسترا منذ القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر، وحتى المؤلفات الموسيقية اللامقامية العظيمة في القرن العشرين، من الصعب وضع قائمة بالمميزات التي من الممكن أن تنطبق على كل الأعمال المنتمية إلى هذا النمط الموسيقي. وعلى الرغم من ذلك، يُعتبر التطبيق الثابت لنظام تدوين قياسي محدد وموحد (تطور ليأخذ شكل التدوين الخطي الحديث بعد عام 1600) ميزة عالمية للموسيقى الكلاسيكية المكتوبة منذ أواخر القرن الرابع عشر موجودة في جميع المؤلفات الموسيقية وأدائها الدقيق. يُعتبر تأليف وتطوير القطع الموسيقية الفردية المعقدة ميزة أخرى (على سبيل المثال، الفوغا). أُنتجت السيمفونيات الأولى أثناء الفترة الكلاسيكية التي بدأت في منتصف القرن التاسع عشر، أصبحت الأوركسترا والمؤلَّفات من الميزات البارزة لموسيقى الفترة الكلاسيكية.[9][10]

الصعوبة

غالبًا ما تُظهر المؤلفات الكلاسيكية صعوبة في استخدام التوزيع الآلي (الأوركسترالي)، والطباق، والانسجام، والتطوير الموسيقي، والإيقاع، والصياغة، والبنية، والشكل. بينما تُكتب معظم الأنماط المشهورة على شكل أغانٍ، تتميز الموسيقى الكلاسيكية بتطوير أنماط موسيقية آلية متطورة للغاية، مثل الكونشرتو، والسيمفونيات، والسوناتات. تُعرف الموسيقى الكلاسيكية أيضًا باستخدام أشكال آلات موسيقية/غنائية متطورة، مثل الأوبرا. في الأوبرا، يغني مغنون منفردون أو جوقات أعمالًا درامية على المسرح وبرفقتهم فرقة موسيقية. عادًة ما تقسم الأعمال الموسيقية الآلية الأطول إلى قطع مكتفية ذاتيًا تُدعى الحركات، ويصحبها عادة رموز أو مقامات متباينة. على سبيل المثال، تُقسم السيمفونيات المكتوبة أثناء الفترة الكلاسيكية عادة إلى أربع حركات:

  1. مقطوعات افتتاحية سريعة جدًا على شكل سوناتا.
  2. حركة بطيئة.
  3. منويت أو سكيرتزو (قطعة موسيقية مرحة) (في ميزان موسيقي ثلاثي مثل 34)
  4. مقطوعة موسيقية نهائية سريعة جدًا.

يمكن تقسيم هذه الحركات إلى تسلسل هرمي لوحدات أصغر حجمًا: أولًا فقرات، ومن ثم أزمان دورية، وأخيرًا جمل موسيقية. الأداء

يُقال أن المؤدين ممن درسوا الموسيقى الكلاسيكية بشكل مكثف «دُربوا بشكل كلاسيكي». من الممكن أنهم حصلوا على هذا التدريب من أساتذة غناء أو آلات في دروس خاصة أو عن طريق إكمال برنامج رسمي يقدمه معهد أو كلية أو جامعة، على سبيل المثال، شهادة جامعية أو درجة ماجستير في الموسيقى (يتضمن كلاهما دروسًا فردية مع أساتذة). في الموسيقى الكلاسيكية، يُعتبر «التعلم والتدريب الموسيقي الرسمي المكثف، وصولًا إلى الدراسات العليا (درجة الماجستير)» مطلوبًا.

المصادر

  1. "معلومات عن موسيقى كلاسيكية على موقع nytimes.com". nytimes.com. مؤرشف من الأصل في 1 يوليو 2019.
  2. "معلومات عن موسيقى كلاسيكية على موقع vocabularies.unesco.org". vocabularies.unesco.org. مؤرشف من الأصل في 14 ديسمبر 2019.
  3. "معلومات عن موسيقى كلاسيكية على موقع britannica.com". britannica.com. مؤرشف من الأصل في 22 مايو 2016.
  4. Harvard Dictionary of Music (2nd edition, 1972): Neume, Staff
  5. Bent, Ian D. (2019). "Musical notation". مؤرشف من الأصل في 25 ديسمبر 201923 مايو 2019.
  6. Johnson 2002، صفحة 63
  7. Rushton, Julian, Classical Music, (London, 1994), 10
  8. The Oxford English Dictionary (2007). "classical, a." The OED Online. مؤرشف من الأصل في 15 فبراير 202010 مايو 2007. 1829 V. Novello Diary 26 July in V. Novello & M. Novello Mozart Pilgrimage (1955) 181 This is the place I should come to every Sunday when I wished to hear classical music correctly and judiciously performed.
  9. Laurence Elliot Libin. "Symphony, music". موسوعة بريتانيكا. مؤرشف من الأصل في 25 ديسمبر 201920 مايو 2019.
  10. Willi Apel. "The notation of polyphonic music, 900–1600". Cambridge, Massachusetts: Mediaeval Academy of America. مؤرشف من الأصل في 15 فبراير 202020 مايو 2019.
  • تاريخ الموسيقى الغربية (Б.Левик)الطبعة الثانية 1980 موسكو.
  • تاريخ الموسيقى الأوربية Ф.Конан)) الطبعة الثالثة 1976 موسكو.
  • الثقافة الموسيقية للدول الغربية (В.Галацкая)الطبعة الثالثة 1983 موسكو.
  • تاريخ الموسيقى (Th. Finney) نيويورك 1962.

قاموس موسوعة الموسيقى Г.В.Келдыш.

  • الموسوعة Кругосвет.
  • الموسوعة البريطانية.
  • الموسوعة السوفيتية.

انظر أيضاً

موسوعات ذات صلة :