الرئيسيةعريقبحث

موقع تامرحات


موقع تامرحات هو عبارة عن مخبأ تحت الصخر، يقع في الناحية الشرقية لجبل مسعادة على ارتفاع 15 كلم عن الطريق الوطني. يتراوح الارتفاع الأعلى للترسيب في هذا المخبأ ما بين 10 م إلى 15 م، وكانت بداية التنقيبات فيه عام 1929، حيث سمحت بالتعرف على المستويات الأثرية.

الستراتيغرافيا : تتكون هذه التوضعات من جزئين كما هو الحال في موقع أفالوبورمل: 1.الجزء السفلي : فهو بدون أي أثر لصناعة إنسانية هو يحتوي فقط على بقايا عظمية قليلة. هذه الطبقة متكونة من طين أحمر اللون متماسك فيما بينه ومتجانس. 2.الجزء العلوي : سمكه حوالي 5 م، متكون من رماد وحصى منتظمة على شكل طبقات، تنغمس ببضع درجات داخل المغارة، وتتضمن هذه الطبقات صناعية وحيوانية كثيرة. يبين تقسيم التوضعات الأثرية تعاقب مستويات وهي : المستوى 1 : سمكه حوالي 1.60 م، وهو رمادي اللون وكثيف نوعا ما، تكثر فيه الصناعة الحجرية، حيث تكوّن الأدوات الصغيرة الحجم حوالي 80% من مجموع الأدوات و7 % من المكاشط، كذا يكثر فيه الأقداح من الحجارة الخضراء وسنادين ومساحق المغرة ونفس الشيء بالنسبة للمستويات التي تلي. تتكون البقايا الحيوانية بكثرة من قواقع الرخويات البحرية والبرّية والبقايا العظمية للفقريات. المستوى 2 : جاء تحت المستوى 1، ويحتوي على نفس البقايا الصناعية والحيوانية وهو داكن اللون، سمكه حوالي 0.50 م. المستوى 3 : ينفصل هذا المستوى عن الذي قبله بطبقة رماد بيضاء سمكها بعض السنتمترات فقط، ويتميز عنه بنسبة أقل للنصيلات ذات الظهر المجندل 70%، والبقايا الحيوانية هي نفسها. المستوى 4 : ينفصل هذا المستوى عن الذي يسبقه بطبقة رماد بيضاء اللون ويتميز بالنقص الكبير في نسبة الرخويات البحرية، والارتفاع المحسوس في البقايا الفقرية. تبدو الصناعة الحجرية تقل مقارنة مع المستويات السابقة خاصة الصغيرة الحجم مثل النصيلات ذات الظهر المجندل. عثر أيضا في هذا المستوى على بقايا حجر الدم بكثرة. المستوى 5 : تتميز هذه الطبقة بسمك يتراوح ما بين 70 و 80 سم، قائمة مباشرة على طين أحمر الذي يكوّن أساس الصخرة، حيث تتميز عن سابقتها بلونها الأحمر الداكن. يحتوي هذا المستوي على 72.8% من النصال ذات الظهر من مجموع الأدوات، كما يحتوي على بقايا الفقريات بكثرة إذ تمثل نفس الخاصيات مع التي في المستوى 4. إضافة إلى هذا، فإنه لم يعثر على أي حجارة مصقولة ولا قطع فخارية عبر مختلف المستويات إلاّ على مكوّنات الحلي مثل حجر الدم والمغرة وقواقع معديات الأرجل إلا أن أثار الاستعمال غير واضحة بصفة جيدة على القواقع

الثروة النباتية

أول من قام بدراسة البقايا النباتية لهذا الموقع هو الباحث M. Couvert في عام 1969 بعد حفريات [1] قام الباحث M. Couvert بدراسة 16 قطعة فحمية من بينها 9 تنتمي إلى نوع السنديات دون التعرف على الأصناف و 3 تنتمي للقطلب (Arbustus unido) و 4 للصنوبر الأسود (Pins nigra).

قد لاحظ M. Couvert وجود صنف الصنوبر الأسود في موقع تمرحات وهو صنف يقتصر وجوده حاليا فيما يخص الجزائر, على تجمع واحد في منطقة جرجرة ما بين ارتفاع 1500 م و 1700 م حيث هو مختلط مع أشجار الأرز.

أما عن وجوده في موقع تمرحات بنسبة 16/4 فهذا يسمح لنا بالاعتقاد أنه كان شائع وينمو على ارتفاع أقل مما هو عليه الآن، لا يوجد بضواحي تمرحات ارتفاع يصل إلى 1500 م، أما الأشجار الأخرى فتواجدها طبيعي إذ أنها من الأنواع التي تنمو في حوض البحر المتوسط. إذن، كان الإنسان الإيبرومغربي ينقل بعيدا، بحثا عن هذا الصنف من النبات الذي يشتعل بسهولة مقارنة بالسنديان، ثم استعمله للحرق [M. Couvert، 1969، ص 49].

حسب الأصناف التي تمّ التّعرف عليها مثل الصنوبر الأسود، القطلب والبيلسان (Sureau), فهي أصناف تنمو في التربة السيلسية وفي المناطق الرطبة، أما فيما يخص السنديان، منه السنديان الفليني الذي يكوّن الآن التجمع الأكثر انتشارا في المنطقة إذا توفرت بها جميع شروط نموه في ضواحي تمرحات.

تبين لنا من خلال دراسة الوسط النباتي الإيبرومغربي أن كلّ الأصناف النباتية المعروفة في هذه الفترة ما تزال موجودة في وقتنا الحاضر، إلاّ أنّ مناطق تواجدها حاليا تختلف عن التي كانت عليه من قبل، ومن بين الأمثلة التي ذكرناها في هذه الفقرة، نجد صنف الصنوبر الأسود الذي كان معروفا في موقع تمرحات في فترة الحضارة الإيبرومغربية، والذي يقتصر وجوده حاليا على منطقة جرجرة.

كذلك بالنسبة لوجود شجرة الأرز في موقع راسل ثم بعد ذلك اختفى من المنطقة حيث تراجع إلى المرتفعات (ما فوق 1400 م) واْما بالنسبة للعرعار والسنديان الأخضر اللذان عرفا في موقع ألان، هما حاليا أصناف تنمو في المتوسطة (800 وأكثر(,.أي على ارتفاع متوسط.

إن بعد البحر أو قرب مستواه يلعب دور هام في تحديد موضع نمو هذان الصنفان المذكوران سالفا وعامل آخر وهو ظاهرة الانتقاء الطبيعي، الذي حدث بين الصنوبر الحلبي والسنديان الأخضر في جبال الجنوب الوهراني وبني سناسن أين تراجع الصنوبر الحلبي نحو الجبال التي تمثل الإقليم المفضل لنمو السنديان الأخضر, لذلك فالصنفين في صراع دائم أدى إلى تقلص عدد تجمعات أشجار الصنوبر الحلبي (S. Santa، 59 /1958، ص).

المصادر

  1. ك. براهيمي سنة 1968.

</references>

موسوعات ذات صلة :