الميجانا هي من أنواع الزجل أي الشعر الغنائي التراثي الشعبي المنتشر التي لها مكانة مرموقة في الغناء الشعبي الشامي واللبناني و الفلسطيني على وجه الخصوص. ويرددها العامة في كل مناسبة مثل الفرح والسمر والأنس. وعادة ما تكون مصاحبة للعتابا.
أصل التسمية
مثل كل التراث المنقول، اختلف في معنى وأصل الميجانا. ذكر مارون عبود إلى أن اصله منحوت من (يا ما جانا) أي "ما أكثر ما أصابنا". كما ذكر لحد خاطر أنها عبارة "يا ماجنة" من المجون بمعنى أيتها العابثة المستهترة. أما أنيس فريحة فيردها إلى أصل سرياني من جذر "نجن" الذي يعني "الغناء". وذكر أيضا أنها "يا ما جنى" أي "ما أكثر ما ظلم"، و"ميجانة" وهي كلمة متحوّلة من "مرجانة" كما ذكر أن "ميجانا" و"عتابا" هما بنتين لأمير كانتا تتغّنيان بمواضيع عاطفية. أما مالك جندلي فيردها إلى أصل فينيقي التي تعني كرامة. وقيل أن أصلها باللغة الكوردية وتعني (روحي) وقد اخذت من قبل الموارنة والدروز الذين كلاهما قدموا من جبل الكورد - مدينة عفرين في شمال غربي حلب.كما قيل أنها العصا الغليظه التي كان يستخدمها الفلاح الفلسطيني في دق القمح ودق اعمدة الخيمة ويستخدمها أيضا في الدفاع النفس وأصبحت رمزا للرجولة ويتغنى بها ورد في المعجم الوسيط ما يلي:الميجنة:المئجنة(من الفعل أجن) و المئجنة هي مِدَقَّةُ القَصَّار (أو القَصَرَةُ و هي قطعة من الخشب) و القصار هو من يُقَصِّرُ الثياب أو النسيج فيزيل لونه أو يخففه
للميجانا مكانة عالية في الغناء والطرب اللبناني وهي توأم العتابا إذ كثيرا ما يقرن بينهما فيقال اطلع عتابا واكسر ميجانا.
أسلوبها
تبدأ الميجانا بكسرة حسب التعبير العامي الشائع وهو المطلع ويكون عبارة عن بيت شعري صدره أو شطره الأول "يا ميجانا يا ميجانا يا ميجانا" وعجزه يعود إلى هذه القافية ومستقلا بالمعنى، يكون صدر وعجز البيت الأول وصدر البيت الثاني على قافية واحدة وعجز البيت الثاني على قافية المطلع (نا)، أما الدور فهو مؤلف من أربع أشطر كما في العتابا تنتهي الأشطر الثلاثة الأولى إما جناس أو مقفاة ويعود الشطر الرابع للقافية العامة. أما الميجانا فتأتي على الوزن اليعقوبي الذي تتألف دعامتيه من 24 حركة صوتية 12 في كل شطر.
أمثلة
يا ميجانا يا ميجانا يا ميجانا | اعطينا عيونك تا نسـل سيوفنا | |
قد الحلو ما يوم قدامي خطر | الا ما حبو مر عَ بالي وخطر | |
وشو هم حبو يكون مرصود بخطر | ما دام كل الحب تعتير وهنــا | |
قلبي انا كيف شكل فيني احملو | وكل ما حلو قبالي مرق بشعلو | |
وحتى اذا بنوم الهنا بيبصر حلو | بيشعل حريق الحب بنوم الهنا |
مقالات ذات صلة
المراجع
- مارون عبود، "الأعمال الكاملة"، الناشر: دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع، تاريخ النشر: 01/01/1982
- لحد خاطر، "العادات والتقاليد اللبنانية"، الطبعة رقم: 1، الناشر: دار لحد خاطر.