نادي السفاري (Safari club) هو تحالف أجهزة إستخبارات، تشكل النادي في فترة الحرب الباردة عام 1976، لقتال الشيوعيين في قارة أفريقيا. أعضاؤه الرسميون كانوا إيران، ومصر، والمملكة العربية السعودية والمغرب، وفرنسا، والتحالف لديه اتصالات وعلاقات بالولايات المتحدة. قام النادي بعملية تدخل عسكرية ناجحة في زائير رداً على الغزو من أنغولا. كما زود النادي الصومال بالسلاح في حرب أوغادين ضد إثيوپيا. كما قام النادي بأنشطة دبلوماسية سرية لمكافحة الشيوعية في أفريقيا، وينسب للنادي الفضل في بدء عملية السلام بين إسرائيل ومصر التي أسفرت عن معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية في عام 1979.
نادي السفاري | |
---|---|
المقر الرئيسي | القاهرة، مصر |
تاريخ التأسيس | 1976 |
تاريخ الحل | 1983 |
حلها | 1983 |
النوع | تحالف أجهزة إستخبارات، قوات عسكرية |
الاهتمامات | أفريقيا، آسيا |
العضوية | السعودية، فرنسا، مصر، إيران، المغرب، |
اللغات الرسمية | العربية، الفرنسية، الفارسية، الانجليزية |
يضم التحالف الاستخبارات العامة السعودية، والمخابرات العامة المصرية، ومنظمة الاستخبارات والأمن الوطنية الإيرانية، مديرية مراقبة التراب الوطني المغربية، ومصلحة المخابرات الخارجية الفرنسية. وقام ألكساندر مارانش مدير مصلحة المخابرات الخارجية الفرنسية بمراسلت أربع دول أخرى وجميعهن رفضن الاشتراك.[1] ومن بين الدول التي تمت مراسلتها الجزائر لكن الرئيس هواري بو مدين لم يستجب للمحاولة ورفضها.[2]
المنظمة
الميثاق الأصلي تم توقيعه في 1976، من قبل زعماء ورؤوساء أجهزة إستخابرات البلدان الخمس،[3][4] وهم: ألكسندر دي مارنش مدير مصلحة المخابرات الخارجية الفرنسية، وكمال أدهم رئيس الاستخبارات العامة السعودية، وأشرف مروان رئيس المخابرات العامة المصرية، وأحمد الدليمي مدير مديرية مراقبة التراب الوطني المغربي، وقائد الجيش المغربي، ونعمت الله نصيري رئيس منظمة الاستخبارات والأمن الوطنية الإيرانية. وقد جاء في مقدمة نص الاتفاق الذي وجدت نسخة منه في أرشيف منظمة الاستخبارات والأمن الوطنية الإيرانية، مايلي:
" | لقد أثبتت الأحداث الأخيرة في أنغولا وفي الأجزاء الأخرى من أفريقيا، أن القارة ستكون مسرحاً للحروب الثورية التي يحرض عليها ويديرها الاتحاد السوفييتي، الذي يقوم باستغلال الأفراد والتنظيمات التي تتحكم فيها الإيديولوجية الماركسية أو يتعاطفون معها. | " |
تم تسمية التحالف ب"نادي السفاري" ويقول محمد حسنين هيكل هيكل:"أنه بعد الاجتماع الأول الذي تم في المملكة العربية السعودية ظهر إلى الوجود ما أطلق عليه (نادي السفاري)، وقد اختير هذا الاسم لأنه بدا للمشاركين في الاجتماع أن له نكهة خاصة تتلاءم مع روح أفريقيا وعالم المغامرات.[5] ويعتقد أنها التسمية فكرة ألكسندر دي مارنش.[6] ويدير النادي تاجر الأسلحة السعودي عدنان خاشقجي، وهو أيضا صديق للإستخبارات العامة السعودية.[7]
ولذلك الغرض من إنشاء النادي لمعارضة النفوذ السوفياتي، والخطر الشيوعي.[6][8] وتحدثت الاتفاقية بعد ذلك في أساليب وطرق وقف التهديد السوفياتي. والخطر الشيوعي، مؤكدة أن مشروع التصدي لابد أن يكون عالمياً في مفهومه،[9] يتبعه مركز للعمليات مؤهل لتقييم مجريات الأمور في أفريقيا، والتعرف على مناطق الخطر، والتوجيه بطرق وأساليب التعامل معها. ويضم المركز ثلاثة أقسام هي: قسم للسكرتاريا لمتابعة الشؤون الجارية وقسم للتخطيط وقسم للعمليات. واختيرت القاهرة مقراً للمركز، وتحديد موعد بناء المركز في 1 سبتمبر 1976.[9] بينما تكفلت فرنسا بتزويد المركز بالمعدات الفنية للاتصالات والأمن. وقد أعد للنادي مركز للاتصالات بباريس، ضم قاعة اجتماعات سرية ومركز اتصال دولي أسفل مطعم فاخر من مطاعم الدرجة الأولى، لكي يكون ستاراً لدخول وخروج الشخصيات المهمة بحرية وأمان.[1] وعقد التحالف عدة اجتماعات في السعودية، وباريس وكذلك في مقر المركز بالقاهرة. وقد أنفقت مبالغ طائلة للحصول على مبنى المركز وملحقات له وفي إقامة شركات واجهة (للتمويه)، وفي تركيب الخطوط الساخنة والأجهزة الحساسة الأخرى وغير ذلك من وسائل التقنية.[10]
بنك الاعتماد والتجارة الدولي
احتاج نادي السفاري إلى شبكة بنوك لتمويل عمليات الاستخبارات. وبمباركة رسمية من جورج هربرت بوش كرئيس لوكالة الاستخبارات الأميركية قام رئيس الاستخبارات العامة السعودية كمال ادهم بتحويل بنك تجاري باكستاني صغير هو بنك الاعتماد والتجارة الدولي إلى مكينة تبييض اموال بشراء بنوك حول العالم لخلق أكبر شبكة اموال سرية في التاريخ.[11] أيضا خدم بنك الاعتماد والتجارة الدولي بعمليات جمع المعلومات الاستخبارية بحكم اتصالاته المكثفة مع التنظيمات السرية في جميع أنحاء العالم.[12]
مشاركة الولايات المتحدة
العمليات
حرب شابا الأولى
معاهدة السلام الإسرائيلية المصرية
إثيوبيا والصومال
- مقالة مفصلة: حرب أوغادين
ساند نادي سفاري الصومال في حرب الأوجادين (1977–1978) ضد إثيوبيا بعد أن انضمت كل من كوبا والاتحاد السوفيتي إلى جانب إثيوبيا. وقد نشب النزاع حين حاولت إثيوبيا استعادة إقليم أوجادين، ذا الأغلبية من العرق الصومالي، من إثيوبيا. قبل الحرب، كان الاتحاد السوفيتي يساند البلدين عسكرياً.[13] بعد الفشل في التفاوض لوقف اطلاق النار، تدخل الاتحاد السوفيتي للدفاع عن إثيوبيا. القوات الإثيوبية المدعومة سوفيتياً—والتي يؤازرها أكثر من عشرة آلاف جندي كوبي وأكثر من ألف مستشار عسكري، ونحو 1 بليون دولار من العتاد السوفيتي—هزمت الجيش الصومالي وهددت بهجوم مضاد.[14] اتصل نادي سفاري بالزعيم الصومالي سياد بري وعرض عليه السلاح مقابل التخلي عن الاتحاد السوفيتي. وافق بري، ودفعت السعودية لمصر 75 مليون دولار لأسلحتها السوفيتية القديمة.[15] وقامت إيران بإمداد الصومال بأسلحة قديمة قيل أنها ضمت إم-48 باتون من الولايات المتحدة.[16][17]
أحداث الصومال تسببت في شقاق واضح بين السياسيات الرسمية للولايات المتحدة ونادي سفاري.[18] بعد إبرام الصفقة، ألحت إيران على الولايات المتحدة أن تدعم رسمياً الصومال. فوافق مستشار الأمن القومي زبغنيو بريجينسكي، وطلب من الرئيس جيمي كارتر أن يرسل حاملات طائرات بهدف المشاركة الجدية في صد الاتحاد السوفيتي؛ سايرس فانس، وزير الخارجية، ماطل في موضوع شحنات السلاح الأمريكية.[19] وقد انزعج كارتر مما رآه عدائية غير متوقعة من جانب الصومال،[20] فقرر ألا يدعم الصومال علناً، وأجبر شاه إيران على تبليغ الرسالة من كارتر ومفادها "يا أيها الصوماليين، إنكم تهددون بقلب موازين القوى في العالم."[21][22] ولكن في 22 أغسطس 1980، أعلنت وزارة خارجية كارتر خطة واسعة لتنمية قدرات الصومال العسكرية، بما في ذلك إنشاء قاعدة بالاضافة إلى معونات اقتصادية وعسكرية للجيش الصومالي.[19] هذه السياسة استمرت فيها إدارة ريگان.[23]
مراجع
- Cooley, Unholy Wars, p. 17.
- محيي الدين عميمور (2014-03-13). "من أرشيف التاريخ : حكاية نادي السافاري". صحيفة رأي اليوم. مؤرشف من الأصل في 03 يناير 2016.
- Heikal, Iran: The Untold Story (1982), p. 113.
- Cooley, Unholy Wars, p. 15.
- محمد حسنين هيكل، مدافع آية الله:قصة إيران والثورة (القاهرة:دار الشروق، ط،3 1983)، ص 154.
- Robert Lacey, Inside the Kingdom: Kings, Clerics, Modernists, Terrorists, and the Struggle for Saudi Arabia, London: Penguin, 2009; ; p. Google Books preview. نسخة محفوظة 04 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- Scott, The Road to 9/11 (2008), pp. 62–63. "The Safari Club met at an exclusive resort of the same name in Kenya, which in the same year, 1976, was visited and eventually bought by Adham's friend Adnan Kashoggi.
- Miglietta, American Alliance Policy (2002), p. 20. "The Shah provided covert assistance to groups seeking to destabilize the governments of Soviet allies in the region such as Iraq and Afghanistan, as well as providing assistance to pro-Western governments such as Oman and South Vietnam. In an effort to further advance these goals, the Shah associated Iran with a group of conservative Middle Eastern and African states in an informal organization known as the Safari Club. This group was dedicated to blocking the spread of Soviet influence in the third world."
- Heikal, Iran: The Untold Story (1982), p. 114.
- محمد حسنين هيكل، مدافع آية الله:قصة إيران والثورة، ص151.
- Trento, Prelude to Terror (2005), p. 104. The Safari Club needed a network of banks to finance its intelligence operations. With the official blessing of George Bush as the head of the CIA, Adham transformed a small Pakistani merchant bank, the Bank of Credit and Commerce International (BCCI), into a worldwide money-laundering machine, buying banks around the world in order to create the biggest clandestine money network in history.
- Trento, Prelude to Terror (2005), p. 105. "They contrived, with Bush and other intelligence-service heads, a plan that seemed too good to be true. The bank would solicit the business of every major terrorist, rebel, and underground organization in the world. The invaluable intelligence thus gained would be discreetly distributed to 'friends' of the BCCI."
- Lefebvre, Arms for the Horn (1992), pp. 179.
- Gebru Tareke, "The Ethiopia-Somalia War of 1977 Revisited", The International Journal of African Historical Studies, 33(3), 2000; accessed via JStor. نسخة محفوظة 27 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
- Bronson, Thicker than Oil (2006), p. 134. "Encouraged by Saudi Arabia, Safari Club members approached Somali president Siad Barre and offered to provide the arms he needed if he stopped taking Russian aid. Barre agreed. Egypt then sold Somalia $75 million worth of its unwanted Soviet arms, with Saudi Arabia footing the bill."
- Miglietta, American Alliance Policy (2002), p. 78. "American military goods were provided by Egypt and Iran, which transferred excess arms from their inventories. وقيل أن الدبابات إم-48 الأمريكية المباعة لإيران شُحنت إلى الصومال عبر عُمان."
- Lefebvre, Arms for the Horn (1992), p. 188. "Washington had done little to control, and seemingly ahd encouraged, Egypt, Iran, and Saudi Arabia to take advantage of the more liberal policies of other Western states and make third-party arms transfers to Somalia. Reports surfaced that U.S.-made M-48 tanks,originally sold to Iran, had reached Somalia عن طريق عُمان."
- Ofira Seliktar, Failing the Crystal Ball Test: The Carter Administration and the Fundamentalist Revolution in Iran, Westport CT: Praeger, 2000; ; p. 53. "Iran became a crucial player in the Red Sea Entente—known as the Safari Club—which also included Saudi Arabia, Morocco, and Egypt. In the early seventies the shah put down a leftist rebellion in Dhofar and helped Morocco fight Polissario guerrillas in Sahara. However, when the shah moved to help Somalia in its struggle with Marxist Ethiopia, the Carter administration rebuffed his effort, signalling that the Entente was dead."
- Ioannis Mantzikos, "U. S. foreign policymaking toward Ethiopia and Somalia (1974 - 1980)", African Journal of Political Science and International Relations 4(6), June 2010. نسخة محفوظة 03 يونيو 2013 على موقع واي باك مشين.
- Lefebvre, Arms for the Horn (1992), pp. 176–177.
- Mamdani, Good Muslim, Bad Muslim (2004), p. 86.
- Miglietta, American Alliance Policy (2002), p. 78. "This led the Red Sea Entente countries of Saudia Arabia and Iran, as well as Somalia, to view Washington as having let them down and backing away from its commitments at the last moment."
- Roy Pateman, "Intelligence Operations in the Horn of Africa"; in Disaster and Development in the Horn of Africa, ed. John Sorenson; Houndmills & London: Macmillan, 1995; ; p. 61. "كان لفرنسا بعض النفوذ في الصومال، من خلال وجودها في جيبوتي المجاورة ومن خلال عضويتها في نادي سفاري، فلعبت دوراً محورياً في إقناع سياد بري بطرد السوفيت في 1978 مقابل تسليحه (Faligot and Krop 1989:257). ولبرهة من الوقت، بعد طرد السوفيت، طوّرت الولايات المتحدة الصومال كقاعدة إقليمية. وحسب القائم بأعمال السفارة الأمريكية في مقديشيو، آنذاك، ففي عشر سنوات أنفقت الولايات المتحدة 50 مليون دولار على الصومال؛ 17 مليون خـُصّصت لبناء مركز اتصالات هائل في السفارة، ومعظم الباقي على إعادة تأهيل مجمع رادار سوفيتي الصنع (Rawson:1992)."