يشير مصطلح هدم الكنائس من قبل الدولة الفاطمية إلى عملية هدم الكنائس المسيحية والمعابد اليهودية وتدنيس المخطوطات وغيرها من القطع الأثرية والمباني الدينية المسيحية واليهودية في مدينة القدس وحولها، بناءًا على أمر الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله في 28 سبتمبر 1009 للميلاد، وتوجت عملية الهدم حرق وهدم كنيسة القيامة في مدينة القدس وهي أقدس المواقع المسيحية. أدت هذه الأعمال إلى إطلاق "الخليفة المجنون"[1] أو "نيرون الإسلام"[2] على الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله.
تسامح الخُلفاء الفاطميين الأوائل مع أهل الكِتاب، قيل بأنَّهم كانوا يُشجعون إقامة الكنائس والبيع والأديار، بل ربما تولوا إقامتها بأنفسهم أحيانًا.[3] تغيَّر وضعُ اليهود والنصارى مع تولّي الحاكم بأمر الله شؤون الخِلافة، فقسا عليهم في المُعاملة، ويُحتمل أن يكون ذلك بسبب ضغط المُسلمين بعامَّةً الذين ساءهم أن يتقرَّب الخُلفاء من غير المُسلمين ويُعينوهم في المناصب العُليا، فأصدر الحاكم أمرًا ألزم أهل الذمَّة بلبس الغيار، وبوضع زنانير مُلوَّنة مُعظمها أسود، حول أوساطهم، ولبس العمائم السود على رؤوسهم، وتلفيعات سوداء،[4] وذلك لتمييزهم على المُسلمين. وفي وقتٍ لاحق منعهم من الاحتفال بأعيادهم، وأمر بهدم بعض كنائس القاهرة، كما صدر سجل بهدم كنيسة القيامة في بيت المقدس.[5] تشير مصادر مختلفة أن اضطهاد الأقباط قد انتقل إلى أقصى حد في عهد الحاكم بأمر الله مع هدم الكنائس والتسارع في التحويل القسري إلى الإسلام.[6][7][8][9][10]
وكان هدم كنيسة القيامة أقدس المواقع المسيحية على الأطلاق أحد الأسباب الرئيسية لنشوء الحملات الصليبية.[11] أدّى هدم كنيسة القيامة إلى حالة من الغضب في العالم المسيحي. وكان السبب الرسمي المعلن للحملات الصليبية الصعوبات التي تعرض لها الحجاج المسيحيين في الوصول إلى الأماكن المسيحيّة المقدسة وهدم كنيسة القيامة.[12] غير أنه كانت أيضًا دوافع الحملات الصليبية متعددة منها دوافع دينية، واقتصادية، وتوسعيّة، واجتماعية.
مراجع
- Jerome Murphy-O'Connor (23 February 2012). Keys to Jerusalem: Collected Essays. OUP Oxford. صفحات 245–. . مؤرشف من الأصل في 25 يناير 2020.
- John Joseph Saunders (11 March 2002). A History of Medieval Islam. Routledge. صفحات 109–. . مؤرشف من الأصل في 25 يناير 2020.
- مجلَّة الراصد، العدد الأربعون شوَّال 1427هـ: العُبيديّون الفاطميّون يُعلون من شأن اليهود والنصارى. تاريخ التحرير: الأحد 22 أكتوبر 2006م - تصفح: نسخة محفوظة 11 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- المقريزي، تقيُّ الدين أحمد بن عليّ بن عبدُ القادر; تحقيق الدكتور جمالُ الدين الشيَّال (1416هـ - 1996م). اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء، الجزء الرَّابع (الطبعة الثانية). القاهرة - مصر: المجلس الأعلى للشؤون الإسلاميَّة. صفحة 72.
- الأنطاكي، يحيى بن سعيد بن يحيى; تحقيق: عُمر عبد السَّلام تدمُريّ (1990). تاريخ الأنطاكي، المعروف بصلة تاريخ أوتيخا (الطبعة الأولى). طرابلس - لُبنان: جروس برس. صفحة 252.
- Schneider, Carolyn (2017). The Text of a Coptic Monastic Discourse On Love and Self-Control: Its Story from the Fourth Century to the Twenty-First. Liturgical Press. .
.In this period of al-Hakim's rule, conversion to Islam accelerated because of fear. ..
- Swanson, Mark N (2010). The Coptic Papacy in Islamic Egypt (641-1517). American Univ in Cairo Press. .
. By late 1012 the persecution had moved into high gear with demolitions of churches and the forced conversion. ..
- ha-Mizraḥit ha-Yiśreʼelit, Ḥevrah (1988). Asian and African Studies, Volume 22. Jerusalem Academic Press.
. Muslim historians note the destruction of dozens of churches and the forced conversion of dozens of people to Islam under under al-Hakim bi-Amr Allah in Egypt ...These events also reflect the Muslim attitude toward forced conversion and toward converts..
- Skutsch, Carl (2013). Encyclopedia of the World's Minorities. Routledge. .
.Some of the most horrendous periods of persecution came from the hands of Caliph al-Hakim bi-Amr Allah . But by that time Arabization and forced conversion to Islam were well underway and clearly visible....
- Lyster, William (2008). The Cave Church of Paul the Hermit at the Monastery of St. Paul, Egypt. Yale University Press. .
. Al Hakim Bi-Amr Allah (r. 996—1021), however, who became the greatest persecutor of Copts.... within the church that also appears to coincide with a period of forced rapid conversion to Islam ...
- الحملات الصليبية - تصفح: نسخة محفوظة 9 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- النور البهي، المطبعة الكاثوليكية، القدس 1997، ص.159