هونير (بالنرويجية القديمة: Hœnir)، في الأساطير الإسكندنافية، أحد الآلهة، والذي اكتسب منزلة كبيرة بين الكهنة من خلال الصمت والأفعال الطقسية التي كانوا يقومون بعا تجاهه، وقد برزت منزلته من خلال قصتي الخلق والدمار، ومقارنته بكل من أودين ولوكي، من ناحية ثانية فإن الروايات عنه لا تعطينا صورة واضحة وجلية عنه.
الشهادات
قصائد إيدا النثرية
هونير، أحد آلهة الإيسر في الأساطير الإسكندنافية، قام بالتجوال في هذا العالم في بداية الخلق مع صديقية أودين ولودور أو لوكي.
في قصة الخلق في قصيدة فولوسبا، وصل الثلاثة إلى شاطئ البحر وهناك وجدوا جزعي شجرة، ومنها قاموا بخلق أولى البشر، أسك وإمبلا. فبعث فيهما أودين التنفس، وبعث هونير فيهما الروح، وبعث لودور فيهما الدماء وأعطاهما الشكل الحسن.[1]
في القصتين الأخريتين فإن هونير، سلبيا وصامتا في الظهور. ففي قصيدة إيدا النثرية (هاوستلونغ)، والتي تتحدث عن العملاق ثيازي، أرادت الآلهة الثلاثة أن تطبخ ثورا، ولكن ثيازي، الذي من المفترض أن يقدم الثور كضحية لهم، قام بالمشاركة في الطعام. فحمي عضب هونير عليه، لأنه تجرأ على تدنيس المقدسات.[2] أما في قصيدة رينفيسمال فقد ذكرت بأن هونير كان عبارة عن إله مرتحل برفقة كل من أودين ولوكي، حيث كانوا برفقة هرايدمار، الذي قُتل على يد ابنه أوتور سابقا[3]
قصائد إيدا الشعرية
في هايمسكرينغلا إحدى قصائد إيدا الشعرية، فقد ذكرت أنه وبعد انتهاء الحرب بين الإيسر والفانير، تبادلت العشيرتين الرهائن، فأرسل الإيسر كلا من هونير والعملاق ميمير إلى الفانير، فقام الفانير بتنصيب هونير رئيسا عليهم، ولكنه لم يكن يعطي رأيا في المسائل المطروحة بل كان جوابه دائما (دعوا الآخرون يقررون)، فظن الفانير أنهم قد خُدعوا فقاموا بقطع رأس ميمير وأرسلوه إلى الإيسر.[4][5]
أما في فولوسبا، فإن هونير كان أحد الآلهة التي ستظهر وتحكم هذا العالم من جديد بعد أن ينتهي هذا العالم، بعد معركة راغناروك.[6]
مصادر أخرى
هناك عدة مصادر أخرى تتحدث عن هونير ففي إحداها تذكر بأن هونير كان أحد الآلهة الثلاثة، الاثنان الآخران كانا أودين ولوكي، الذين ساعدوا المزارع على استعادة ابنه الذي خُطف على يد عملاق، واستعان بهم ليعيدوه.[7]
الأبحاث
إن الأبحاث التي تقييم هونير معقدة، فهذا الإله لا يظهر بصورة جلية وواضحة، وكل الروايات التي تتحدث عته إما مبهمة أو نادرة. ولهذا السبب حاول الباحثين فك اسمه للوصول إلى جوهره. فأدى ذلك إلى العديد من التفسيرات المتضاربة جزئيا قي طبيعتها، ولم يستطيعوا الوصول إلى رأي حاسم، ومن ناحية ثانية فإنها تبقى تفسيرات مستندة فقط على بعض الأساطير التقليدية[8]
أصل الاسم
إن اسم هونير مظلم، وقد وضع العلماء أمام لغز محير. فبالرغم من أن التأمل في الاسم كان يعطي صورة واضحة عن الإله إلا أن النتائج هنا كانت بعيدة عن بعضها البعض. فهونير ظهر كإله للماء، الشمس الغابات، وكذلك الإله الروحي للمادة. وكانت النتيجة الفعلية عن تفسيرات هشة سعت لإدخال الشكل الأسطوري عن طريق معنى الاسم.[8]
الأساطير
على الرغم من أنه لم يُذكر كثيرا في الأساطير، إلا أن ذلك لا يعني أن وجود الإله هونير ضئيل.[1][8] بل يكفي معرفة أنه كان على قدم المساواة مع أودين ولوكي (أو لودور). وهم من الشخصيات البارزة في الأساطير الإسكندنافية. بل إنهم (أي الثلاثة) يظهرون معا كثالوث إسكندنافي مقدس كما هو مبين في الجدول التالي.
الثالوث | الأساطير | المصادر |
---|---|---|
أودين، هونير، لودور | خلق أوائل البشر أسك وإمبلا | قصائد إيدا الشعرية، فولوسبا. |
أودين، هونير، لوكي | قتل أوتور وسرقة كنز أندفاري | قصائد إيدا الشعرية، رينغيسمال. قصائد إيدا النثرية، سكالدسكابامال. |
أودين، لوكي، هونير | ثيازي يخطف ربة الشباب الدائم إيدون | قصائد إيدا النثرية، هاوستلونغ، سكالدسكابامال. |
أودين، هونير، لوكي | إنقاذ ابن المزارع من يد العملاق | قصة لوكي (من التقاليد الشعبية) |
وبما أنه بدا صامتا وسلبيا في كل من أسطورتي أوتور وثيازي، فإن أغلب الباحثين اعتبروا أنه كان الرهينة الأساسية التي تم تبادلها مع الفانير بعد حرب الإيسر والفانير، وخاصة بسبب طبيعته الضعيفة بالنسبة إلى الإلهين الآخرين.
المصادر
- هنريك بيك، هونير. (ألماني)
- قصائد إيدا النثرية، هاوستلونغ
- قصائد إيدا النثرية، ريغنيسمال
- قصائد إيدا الشعرية، ملحمة ينغلينغا.
- قصائد إيدا الشعرية، هايمسكرينغلا
- قصائد إيدا الشعرية، فولوسبا
- قصة لوكي، فوريسد كويبر، كوبينهاغين (1851)
- قصائد إيدا النثرية، سنوري ستورلسون (ترجمة جان دي فرايز)