الرئيسيةعريقبحث

يوهانس فيرمير

رسام هولندي

☰ جدول المحتويات


يوهانِس فيرمير والمعروف باسم فيرمير (بالهولندية: Johannes Vermeer) (1632-1675م) هو رسَّام هولندي في الفترة الباروكية،[3] ولد في بلدة دلفت الهولندية. يعتبر من أكبر فناني القرن الـ17 الميلادي في أوروبا.[4] كان متخصصًا في رسم المشاهد الداخلية المنزلية لحياة الطبقة الوسطى. يُعتبر يوهانس رسامًا محليًا ناجحًا نوعًا ما، ومن الواضح أنه لم يكن ثريًا، فقد ترك زوجته وأطفاله غارقين في الديون عند وفاته، وربما يعود سبب ذلك لإنتاجه عددًا قليلًا نسبيًا من اللوحات الزيتية.[5] عمل فيرمير ببطء واهتمام شديدين، وكثيرًا ما كان يستخدم الأصباغ باهظة الثمن. اشتُهر بشكل خاص بمعالجته الفريدة واستخدامه للضوء في أعماله.[6]

يوهانس فيرمير
(بالهولندية: Johannes Vermeer)‏، و(بالفرنسية: Johannes Vermeer)‏ 
Cropped version of Jan Vermeer van Delft 002.jpg

معلومات شخصية
اسم الولادة (بالهولندية: Johannes Vermeer)‏ 
الميلاد 31 أكتوبر 1632
دلفت
الوفاة 15 ديسمبر 1675 (43 سنة)
دلفت
المعمودية 31 أكتوبر 1632 
الإقامة دلفت 
مواطنة هولندا 
الديانة كاثوليكية
الحياة العملية
المهنة رسام،  وجامع تحف 
اللغات الهولندية[1] 
مجال العمل تصوير 
أعمال بارزة خادمة الحليب[2]،  وفتاة ترتدي قرطا من اللؤلؤ 
تأثر بـ كاريل فابريتيوس،  وغبرييل ميتسو 
التيار الرسم في العصر الذهبي الهولندي 
التوقيع
Vermeer autograph.png

رسم فيرمير في معظم لوحاته مشاهد منزلية داخلية، «ومن الواضح أن جميع المشاهد في لوحاته جرت في غرفتين صغيرتين ضمن منزله في دلفت، إذ يظهر نفس الأثاث والديكورات في ترتيبات مختلفة، وكثيرًا ما صور نفس الأشخاص وكان معظمهم من النساء».[7] عُرف خلال حياته في دلفت ولاهاي، لكن شهرته المتواضعة أفسحت مجالًا للغموض بعد وفاته. لم يُذكر إلا بالكاد في كتاب المصدر الرئيسي لأرنولد هوبراكن في القرن السابع عشر (المسرح الكبير للرسامين الهولنديين والفنانات النساء)، وهكذا فقد حُذف من الدراسات الاستقصائية اللاحقة للفن الهولندي لما يقارب قرنين من الزمن.[8][9] اكتُشف فيرمير من قبل غوستاف فريدريك واغن وثيوفل ثوري برغر، عندما نشرا مقالًا يحتوي على 66 صورة لفيرمير على الرغم من أن 34 لوحة فقط تُنسب إليه اليوم. اتسعت شهرة فيرمر منذ ذلك الحين ليصبح معروفًا بصفته واحدًا من أعظم الرسامين في العصر الذهبي الهولندي. لم يسافر فيرمر إلى الخارج قط، وكذلك فعل العديد من الفنانين الهولنديين في العصر الذهبي أمثال رامبرانت وفرانز هالزن، وكان فيرمير كما رامبرانت تاجرًا ومقتنيًا متعطشًا للأعمال الفنية.

حياته

لم يُعرف الكثير عن حياة فيرمير حتى وقت قريب، إذ يبدو أنه كرس حياته من أجل فنه حيث عاش في مدينة دلفت، وحتى القرن التاسع عشر كانت المصادر الوحيدة للمعلومات المتعلقة به هي عبارة عن بعض السجلات والوثاق الرسمية وتعليقات لفنانين آخرين، ولهذا فقد أسماه ثوري برغر «سفنكس من دلفت».[10] أضاف جون مايكل مونتياس تفاصيل عن الأسرة كان قد حصل عليها من أرشيف مدينة دلف إلى دراسته الاجتماعية والاقتصادية للقرن السابع عشر (1982).

حياته المهنية

ليس من الواضح أين ومع من تدرب فيرمير ليصبح رسامًا، إلا أن هناك بعض التكهنات التي تشير إلى أنه ربما كان تلميذًا لدى كاريل فابريتيوس، بناءً على التفسير المثير للجدل لنص كتبه آرنولد بون في عام 1668، ولم يجد مؤرخو الفن دليلًا قاطعًا يدعم ذلك. تعامل الخبير ليونرت برامر مع فيرمير بصفته صديقًا له، ولكن أسلوبهما بالرسم كان مختلفًا إلى حد ما.[11] يقترح ليدتك أن فيرمر تعلم الرسم معتمدًا على نفسه ومستفيدًا من المعلومات التي حصل عليها من أحد معارف والده. يعتقد بعض العلماء أن فيرمر قد تدرب على يد الرسام الكاثوليكي أبراهام بلومارت. يتشابه أسلوب فيرمر مع أسلوب البعض من أوترخت كارافاجيستش، الذين تصوَّر أعمالهم باعتبارها لوحات داخل لوحات يمكن رؤيتها في خلفية العديد من أعماله.

أصبح فيرمير عضوًا في نقابة القديس لوك في 29 ديسمبر من عام 1653، وهي جمعية تجارية للرسامين، وتوضح سجلات النقابة أن فيرمر لم يدفع رسوم الانتساب المعتادة. لم يكن فيرمير الوحيد الذي واجه ظروفًا مالية صعبة فقد كانت سنة الطاعون والحرب والأزمة الاقتصادية، إضافة إلى معاناة المدينة في عام 1654 من الانفجار الرهيب المعروف باسم رعد دلفت الذي دمر جزءًا كبيرًا منها. لعلَّ مقتني الأعمال الفنية المحلي بيتر فان روجفين قد أقرض المال لفيرمير في عام 1657. يبدو أن فيرمير استمد إلهامه من فناني العصر الذهبي في هولندا (فاينزشيلدرز) من لايدن، وكان يرد على سوق لوحات جيرارد دو الذي باع لوحاته بأسعار باهظة. ومن الممكن أن يكون دو قد أثر على بيتر دي هوش وغبرييل ميتسو أيضًا. فرض فيرمير أسعارًا أعلى من المتوسط لأعماله التي اشتراها مقتنٍ مجهول الهوية.[12]

الأسلوب

ربما يكون فيرمير قد نفذ لوحاته لأول مرة على غرار معظم الرسامين في ذلك الوقت مستخدمًا إما ظلالًا أحادية اللون من الرمادي («غريسيل») أو لوحة ألوان خاصة من تدرجات اللونين البني والرمادي («التلوين الخامد»)، ثم طبق فوقها المزيد من الألوان المشبعة (الأحمر والأصفر والأزرق) على شكل طلاء شفاف. لم تنسب أي رسوم إلى فيرمير بشكل إيجابي، ولم تقدم لوحاته سوى القليل من الدلائل على الأساليب التحضيرية.

يعد فيرمير الفنان الوحيد من القرن السابع عشر الذي استخدم الصباغ اللازوردي باهظ الثمن (صبغة اللازورد الطبيعية) بسخاء أو في وقت مبكر من حياته المهنية. لم يستخدم فيرمير هذا الصباغ في العناصر الطبيعية التي تمتلك هذا اللون فحسب، إذ يجب فهم ألوان الأرضية البني المصفر والبرتقالي على أنها ضوء دافئ في الداخل المضاء بشدة في اللوحة، ما يعكس ألوانها المتعددة على الجدار، ومن خلال هذه الطريقة ابتكر عالمًا أكثر كمالًا من أي عالم كان قد شهده. استوحى طريقة عمله هذه على الأرجح من فهمه لملاحظات دافنشي التي تنص على أن سطح كل كائن يساهم في تشكيل لون الكائن المجاور له،[13] ما يعني أنه لا يوجد شيء يظهر بالكامل في لونه الطبيعي.

يوجد استخدام مشابه لصبغة اللازورد الطبيعية أكثر تميزًا لكنه أقل فاعلية، ويظهر في لوحة «الفتاة مع كأس النبيذ»، إذ تعتمد ظلال فستان الساتان الأحمر على صبغة اللازورد الطبيعية[14] وبفضل طبقة الطلاء الزرقاء الأساسية، يكتسب خليط صباغ اللك ومسحوق الزنجفر المطبق عليها مظهرًا أرجوانيًا باردًا ونقيًا يجعله أكثر قوة.

مواد الرسم

اعتبر اختيار فيرمير للأصباغ أحد جوانب أسلوب الرسم الدقيق الخاص به، فهو يشتهر باستخدامه المتكرر لصبغة اللازورد باهظة الثمن (فتاة الحليب)،[15] والرصاص والقصدير الأصفر (سيدة تكتب خطابًا)، والأليزارين (المسيح في منزل مارثا وماري)، ومسحوق الزنجفر. استخدم أيضًا الأزوريت والفحم العظمي والمغرة. ودُحض ادعاء استخدامه للأصفر الهندي في لوحة «امرأة تحمل ميزان» من خلال تحليل للأصبغة.[16][17][18]

اكتُشف نحو 20 صباغًا فقط في أعمال فيرمير، يوجد من بينها 7 أصباغ رئيسية استخدمها فيرمير كثيرًا في أعماله منها الرصاص الأبيض والمغرة الصفراء ومسحوق الزنجفر والأليزارين والأرض الخضراء والأمبر الخام والفحم العظمي.[19]

المواضيع

رغم قلة الأعمال التي تركها ومن أهمها لوحات مشاهد داخلية، بعض اللوحات الشخصية (بورتريهات)، ولوحتين لمشاهد مَدينية (نسبة إلى المدينة) فإنها تشهد كلها على النظرة الداخلية الباطنية التي تميز بها الفنان. كان لـ"فيرمير" اهتمام كبير بالطبيعة الجامدة للأشياء، ووَظَف لأجل ذلك موهبته في التعامل مع التأثيرات الضوئية، وطريقته المتقنة في إبراز التفاصيل والبنية المادية لأشياء ولموجودات وكذا حرصه الدائم على توافق سلم الألوان.

الأعمال

من أشهر أعماله:

  • الفتاة ذات القرط اللؤلؤي؛
  • الرجل النبيل والمرأة يحتسيان الخمر- برلين؛
  • منظر لدلفت (مسقط رأس الرسَّام)-لاهاي؛
  • صانعة المخرمات (دانتيلا) - اللوفر؛
  • الرسالة - أمستردام؛
  • الورشة، - فيينا؛
  • المرأة صاحبة الإبينيت (آلة موسيقية) - الناشيونال غاليري، لندن.

رسوماته

تعد لوحة فتاة ترتدي قرطا من اللؤلؤ من أروع ما قدم هذا الرسام، ففي هذه اللوحة بالذات تجسد إبداع يوهانس من حيت التدرج في استغلال الظلال والضوءإضافة إلى انعكاس معبر للأقراط.

مقالات ذات صلة

مراجع

  1. Identifiants et Référentiels — تاريخ الاطلاع: 22 مايو 2020 — الناشر: Bibliographic Agency for Higher Education
  2. https://www.rijksmuseum.nl/nl/search/objecten?q=melkmeisje&p=1&ps=12&maker=Johannes+Vermeer&ii=0#/SK-A-2344,0
  3. Jennifer Courtney & Courtney Sanford: "Marvelous To Behold" Classical Conversations (2018)
  4. Johannes Vermeer (1632–1675) - تصفح: نسخة محفوظة 19 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  5. "Jan Vermeer". The Bulfinch Guide to Art History. Artchive. Retrieved 21 September 2009. نسخة محفوظة 7 يونيو 2019 على موقع واي باك مشين.
  6. "An Interview with Jørgen Wadum". Essential Vermeer. 5 February 2003. Retrieved 21 September 2009. نسخة محفوظة 11 مايو 2019 على موقع واي باك مشين.
  7. Koningsberger, Hans. 1977. The World of Vermeer, New York: Time-Life Books, p. ?
  8. Barker, Emma; et al. (1999). The Changing Status of the Artist. New Haven: Yale University Press. صفحة 199.  . مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019.
  9. Vermeer was largely unknown to the general public, but his reputation was not totally eclipsed after his death: "While it is true that he did not achieve widespread fame until the 19th century, his work had always been valued and admired by well-informed connoisseurs." Blankert, Albert, et al. Vermeer and his Public, p. 164. New York: Overlook, 2007, (ردمك )
  10. "Vermeer: A View of Delft". The Economist. 1 April 2001. Archived from the original on 5 November 2012. Retrieved 21 September 2009. نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  11. Nash, J.M. (1972). The age of Rembrandt and Vermeer: Dutch painting in the seventeenth century. New York: Holt, Rinehart, and Winston. صفحة 40.  . مؤرشف من في 17 ديسمبر 2019.
  12. B. Broos, A. Blankert, J. Wadum, A. K. Wheelock Jr. (1995) Johannes Vermeer, Waanders Publishers, Zwolle
  13. Gaskell, I., M. Jonker & National Gallery of Art (US) (1998), Vermeer Studies. Washington: National Gallery of Art, p. 157. (ردمك )
  14. Kuhn, H. "A Study of the Pigments and Grounds Used by Jan Vermeer". Reports and Studies in the History of Art, 1968, 154–202
  15. Illustrated pigment analyses of Vermeer's paintings: Dutch Painters, Colourlex نسخة محفوظة 29 يونيو 2019 على موقع واي باك مشين.
  16. Kuhn, 1968, pp. 191–192
  17. Gifford, E.M., "Painting Light: Recent Observations on Vermeer’s Technique", in Gaskell, I. and Jonker, M., ed., Vermeer Studies, in Studies in the History of Art, 55, National Gallery of Art, Washington 1998, pp. 185–199
  18. Janson, Jonathan. "Vermeer's Palette". Essential Vermeer. مؤرشف من الأصل في 27 أبريل 201919 مارس 2017.
  19. In-depth discussion of "Woman Holding a Balance" from the المعرض الوطني للفنون (واشنطن) website نسخة محفوظة 05 2يناير7 على موقع واي باك مشين.

موسوعات ذات صلة :