الرئيسيةعريقبحث

أبو جفنة القرشي

شاعر

أبو جفنة القرشي شاعر عباسي، من أهل العراق، من المترددين على ديارات ضواحي بغداد، وله شعر فيها.[1] ولم نعثر على مفصل وافي لسيرته، أو ذكر شافي لها، وكل ما تناولته المراجع عنه كانت مستندة بما عند الشابشتي في كتابه الديارات، وقد أورد ياقوت الحموي بعض من شِعره في كتابه معجم البلدان، مستنداً على ما جاء في ديارات الشابشتي ،[2] وحذا حذوه كُتّاب آخرون. وكان الشابشتي قد أشار إلى أبي جفنة القرشي في كتابه الديارات، خلال معرض كلامه عن دير مر جرجس، الواقع في ضواحي بغداد فقال: انه كان من الخلعاء ومن مدمني الشرب، والمتطرحين في الديارات و الحانات. ولم يكن يخلو من الغلمان المرد، بعضهم يخدمه، وبعضهم يغنيه:[3]


ترنم الطير بعد عجمتهوانحسر البرد في أزمته
واقبل الورد والبهار الىزمان قصف يمشي برمته
ما اطيب الأصل ان نجوت فمايلسعني هجره بحمته
ومثل لون النجيع صافيةتذهب بالمرء فوق همته
نازعتها من سداؤه ابدافي العشق والفسق مثل لحمته
في دير مر جرجس وقد نفحالفجر علينا ارواح زهرته
أريد منه وليس يمنعنيمن ذلك الشيء غير حشمته
وفيٌّ بميعاده وزورتهوكنت أوفى له بذمته

ومن مليح شعره عن سورا، وهو موضع في العراق من ارض بابل، قريبة من الحلة المزيدية، وهي مدينة السريانيين وتنسب اليها الخمر، فقال[4]:

ومعرس طلب الصبوح واننيلفتىً يوافقني الصبوح بكورا
وقرعت صافية بماء سحابةفنتجن حين قرعتهن سرورا
فشربت ثم سقيته فكأنماسبسبت فوق لهاته كافورا
وفتىً يدير عليك في طرباتهخمراً تولّد في العظام فتورا
وإذا رشفت شفتيك رضابهاكتب العقار بحسن وجهك نورا
ما زلت أشربها وأسقي صاحبيحتى رأيت لسانه مكسورا
مما تخيّرت التجار ببابلأو ما تعتّقه اليهود بسورا


وقال أيضاً :

ومزورّ وجهٍ لم ير الناس مثلهأدرت عليه الكأس لما تغضّبا
يؤاخذني إن رُمت في الخدِ قبلةويعرض عني كلما قلت:مرحبا
ولو لا الذي يرتّج تحت ازرارهلألسعته مني إذ صد عقربا
أدرت عليه قهوةً بابليةًتريك حميّاها على الكأس كوكبا
إذا شجها الساقي بماء تدرعتعلى المزج سربالاً من الدر مذهبا


المصادر

  1. كوركيس عواد، الذخائر الشرقية، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ج5، ص131.
  2. ياقوت الحموي، معجم البلدان، تحيقيق:فريد عبد العزيز الجندي، دار الكتب العلمية بيروت، ج2، ص604.
  3. الشابشتي ، الديارات ، ج1، ص15.
  4. محمد شريف سليم، مختصر تاريخ الخوارج، تحقيق: الدكتور محمد زينهم، الدار الثقافية، للنشر، القاهرة، ص117.

موسوعات ذات صلة :