شاي بالنعناع هو مشروب ساخن من الشاي. ينتشر بكثرة في دول المغرب العربي خاصة المغرب والجزائر و موريتانيا بمسمى "أتاي". يتواجد دائما في موائد الطعام المغاربية، وفي دواوين الشعراء وأدباء. وقد يتم استبدال النعناع بالشيبة، خصوصا في فصل الشتاء. وهو كذلك مشهور في ليبيا، خاصة في الولائم الاجتماعية كالأفراح وغيرها ويسمى بـ"شاهي العالة".
الاستهلاك
مشرفا على مضيق جبل طارق
التاريخ
بدأ انتشاره عبر المغرب العربي في منتصف القرن التاسع عشر لما صار يتعاطى التجارة مع أوروبا. وهكذا يبدو أن دخول الشاي إلى المغرب كان في عصر السلطان المولى إسماعيل حيث تلقى أبو النصر إسماعيل أكياسا من السكر والشاي ضمن مجموع الهدايا المقدمة من قبل المبعوثين الأوربيين للسلطان العلوي تمهيدا لإطلاق سراح الأسرى الأوربيين مما يدل على ندرته في البلاد المغاربية.
طريقة التحضير
طريقة تحضير الأتاي طويلة ومعقدة بعض الشيء، تضاف كمية من الشاي الأخضر إلى كمية ضخمة من النعناع الطازج (أو أي معطر آخر) و السكر، تقريبا 5 ملاعق صغيرة لكل ملعقة واحدة من الشاي. يغسل الشاي بكمية قليلة من الماء المغلي و يضاف إلى إبريق الشاي المعروف محليا ب "البراد" بالإضافة إلى السكر و الماء المغلي و يوضع على النار حتى ينضج ثم يضاف المعطر المختار عادة النعناع
طريقة تحضير الأتاي بالطريقة المغربية الصحراوية
يتم تسخين الماء في مغلي الماء"المقراش". في نفس الوقت نقوم بوضع تقريبا ملعقة ونصف كبيرة من الشاي الأخضر في الإبريق"البراد". عندما يسخن الماء نضيفه إلى البراد ثم نضعه فوق النار تقريبا 8 دقائق، ثم نرفعه من على النار. نضع النعناع ثم نضع بسرعة معه السكر لكي لايحترق النعناع، ثم نقلبه في كؤوس من الزجاج من كأس لكأس حتى تتشكل رغوة رفيعة.
طريقة تحضير الشاي في موريتانيا
لتحضير الشاي في موريتانيا لابد من تطبيق خطوات ثلاث في مقدمتها وضع الماء في الإبريق و وضعه على النار وتركه لمدة دقيقة أو دقيقتان. بعد ذلك، إضافة كمية مناسبة من الشاي الأخضر المعورف في موريتانيا "بالورك" حسب كمية الماء في الإبريق وتركه على النار لمدة دقيقة. بعدها الخطوة الأخير والتي هي طرح الإبريق على مائدة الشاي واضافة ملعقة أو معلقتان من السكر ووضع النعناع ليصبح الشاي جاهزا للشرب.
طقوس
أبدع شعوب دول المغرب العربي في تحضيره وتذوقه، وجعلوا له طقوسا احتفالية، لا تقتصر على المناسبات والأعياد فقط، بل أصبحت جزءا من الحياة اليومية، حيث يحضر طوال النهار، وفي جميع الأوقات سواء في الصباح الباكر، أو حتى في ساعة متأخرة من الليل، على الرغم من أنه يعتبر منبها قويا. والشاي عند المغاربة قبل أن يكون مشروبا يوميا، هو أيضا وسيلة للترحيب بالضيوف، إذ لا يمكن أن تدخل بيتا، إلا وسارعوا إلى إحضار صينية الشاي، إذ يعتبر من قلة الذوق أن يحل بالبيت ضيف ويذهب إلى حال سبيله من دون أن يتناول كأس شاي. في طريقة إعداد الشاي على الطريقة المغربية، هو جمالية الأدوات المستعملة لتحضيره وتقديمه، فالصينية والبراد (إبريق) مصنوعان من معدن الفضة الخالصة، أو من معدن مشابه له، والخاصية المشتركة بينهما هي اللمعان، كما أن الصينية تكون مزينة بنقوش يدوية، وكذلك الشأن بالنسبة للبراد، الذي يتخذ شكلا فريدا وشامخا، وتعد مدينة فاس المنبع الرئيسي لأدوات الشاي، حيث حافظ الحرفيون على هذه الصناعة التقليدية التي تحمل بصمة أندلسية، تدل على البذخ والفخامة. وترافق الصينية والبراد، أدوات أخرى يطلق عليها الربايع وهي ثلاث علب من نفس المعدن، تكون مخصصة للشاي والسكر والنعناع.
ثقافة
تمت المسابقة العالمية لأحسن شاي في المملكة المغربية سنة 1992 بالدار البيضاء تحت إشراف جامعة اليونيسكو للمشروبات، تم اختيار المغرب لتنظيم هذه التظاهرة لأنه جاء في موقع استراتيجي يجاور الصحراء المعروفة بالشاي الصحراوي عند المغاربة وقد حصل الحاج عبد العاطي الجوهري مغربي الأصل على المرتبة الأولى لم تكن هناك جائزة مالية كانت أحسن من ذلك بقدر ما أنه قد نقش اسمه على أكبر مصنع بالصين أكبر بلد منتج للشاي وقد أعطة شركة مغربية للشاي اسم عرق أو أصله الذي كان من مدينة الصويرة (شاي الصويري).
في الأدب
يحتل الشاي مكانة مرموقة في الأدب المحلي بحكم تعلق المحليين به و نجدة حاضرا في عدة أشكال من الأدب كا "الأرجوزة الفائقة المستعذبة الرائقة فيما يحتاج الأتاي إليه ويتوقف شربه وإقامته عليه" هي أرجوزة من نظم الفقيه عبد السلام الزموري يمدح فيها الأتاي،[1] ويوجز فيها بعض الخصائص والعادات التي ترافق إقامته، وفوائده، وما يحسن مراعاته عند شربه وأوقاته. وشرح هذه المنظومة الشيخ المكي البطاوري في كتاب عنوانه "شرح الأرجوزة الفائقة المستعذبة فيما يحتاج الأتاي إليه ويتوقف شربه وإقامته عليه"، في ما يقارب مائتي صفحة اشتمل على فوائد وأشعار ونوادر وأخبار [2]
" | مِثْل الأَتَاي الوَنْدَرِيزِ مَذْهَبَهْ * عَلَى صَفَا صِينِيَّةٍ مُلْتَهِبَهْ
تَطَايَرَ الهَمُّ لَدَيْهِ وَ انْشَرَحْ * صَدْرُ الَّذِي يَشْرَبُهُ مِنَ الفَرَحْ |
" |
ومن الأغاني الشعبية التي تغنت بالشاي الأخضر، مجموعة راينا راي الجزائرية من خلال أغنية يا زينة ديري لاتاي:
" | يا زينة ديري لاتاي ديري لاتاي... ومن القابسة للبراد ... يا زينة رِيبِي للواد رِيبِي للواد ... وجيبي نعناع جديد | " |
وأغنية الصينية لمجموعة ناس الغيوان:
" | آْه يَا الصِّينِيَّة . . .
أَيَا نْدَامْتِي وْلِيعَة بْرَّادِي فِينْ غَادِي يْتْشْحَّرْ ؟ أَيَا نْدَامْتِي وُحِيرَةْ بْرَادِي جَايْبِينْ جُوجْ مْجَامْرْ مْجْمْرْ عَامَرْ بِالْفَاخْرْ وُمْجْمْرْ بِاللّْظَى الْهَاجْرْ َفَاخْرْ صَارْ رْمَادُه لْقْلْبِي الْمْحْرُوقْ بْ لْبْعَادْ . . . آشْنُه ذَنْبْ الْبْرَّادْ آهْ يَا الصِّينِيَّة . . . |
" |
كما أن عددا من الشعراء الموريتانيين تغزلوا بالشاي، ومنهم الشاعر الشيخ سيدي، الذي يقول:
يُقيمُ لنا مولايُ والليلُ مقمرٌ | وأضواءُ مِصباح الزجاجة تُزْهِرُ | |
وقد نسَمَت ريحُ الشمال على الرُّبى | نسيما بأذيال الدجى يتعَثرُ | |
كؤوسًا من الشاي الشهيِّ شهيةً | يطيب بها ليل التمام فيقصُرُ |
كما كتب الشاعر الموريتاني أبو مدين الديماني في الشاي شعرا، منه:
ألا فاسقني كاساتِ شايٍ ولا تَذَرْ | بساحَتِها مَنْ لا يُعِينُ علَى السَّمَرْ | |
فوقْتُ شَرابِ الشَّايِ وقْتُ مَسَرَّةٍ | زُولُ به عن قلْبِ شاربِه الكَدَرْ |
ومن بين من كتبوا شعرا في الشاي أيضا الشاعرُ الأديب محمد ولد أحمد يوره:
أتايُنا منْه فمُّ المَرْءِ يَحْتَرِقُ | قد طابَ سُكَّرُهُ والمَاءُ والورَقُ | |
باتَ المُبارَكُ يَسْقِينَا علَى مَهَلٍ | واللَّهْوُ مُجْتَمِعٌ والهَّمُّ مُفْتَرَقُ | |
خِلْتُ الجُمَانَ عَلَى جِبَاهِ فتْيَتَنَا | كلٌّ تَحَدَّرَ منْ جَبِينُهُ العَرَقُ! |
انظر أيضاً
مراجع
- المكتبة السكيرجية التجانية--> مؤلفات العلامة سيدي أحمد بن الحاج العياشي سكيرج رضي الله عنه--> كتاب: رفع النقاب الربع الرابع --> 448- ومنهم عبد السلام الزموري الفاسي نسخة محفوظة 13 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- - الطبعة الأولى : 1365هـ= 1946م - مطبعة الأمنية : شارع المامونية - الرباط