أحمد شاكر بن الشيخ سعيد الكرمي. فلسطيني ولد عام 1312 هـ / 1894 في مدينة طولكرم بالضفة الغربية، شغل منصب محرر جريدة القبلة في مكة وبعدها جريدة الكوكب في القاهرة توفي عام 1346 هـ / 1927 في دمشق.
أحمد شاكر الكرمي | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | سنة 1894 (العمر 125–126 سنة) طولكرم |
الحياة العملية | |
المدرسة الأم | جامعة الأزهر |
المهنة | كاتب |
ولد أحمد شاكر الكرمي بن الشيخ سعيد الكرمي، وشقيق الشاعر عبد الكريم الكرمي-أبي سلمى-في مدينة طولكرم مركز قضاء بني صعب في فلسطين سنة 1894 كما هو مذكور في سجل الأحوال المدنية بدمشق قنوات تعديل 205. تلقى علومه في المرحلة الابتدائية في مدارس طولكرم ثم ولى وجهه شطر القاهرة ليرتشف العلوم والمعارف من معين الأزهر الشريف وصحبه في رحلته إلى مصر والانتساب للأزهر أخوه محمود الكرمي وقد جاء في وثيقة بتوقيع الشيخ عيسى منون شيخ رواق الشوام بالأزهر مؤرخة 5 رجب 1342 ما يلي: بالكشف من سجلات رواق الشوام بالأزهر الشريف تبين أن الشيخ أحمد شاكر نجل الشيخ سعيد ألكرمي من أهالي طولكرم التابعة لنابلس بفلسطين جاء إلى الجامع الأزهر الشريف، وانتسب برواق الشوام بتاريخ 11 شوال سنة 1331 نومرو 703 واستمر إلى 9 رجب سنة 1336.
أصل أسرته من اليمن وقد ورد في أعلام الزركلي جزء 7 ص 131 في الكلام عن أحمد شاكر بأن والده الشيخ سعيد الكرمي كتب يقول: أصلنا من عرب اليمن الذين جاؤوا لفتح مصر مع عمرو بن العاص، ولما فتحت مصر وقسمت أرضها على الفاتحين بأمر عمر بن الخطاب خرج سهمهم في إقليم الشرقية الذي سكنه عدة قبائل لم يزالوا معروفين، والبلدة التي سكنها أهلنا "شنبارة" بفتح الشين وسكون النون، وبما أنه يوجد هناك قريتان بهذا الاسم فتميزت قريتنا باسم شنبارة الطنينات، ولم يزل أقاربنا فيها للآن وهم سادتها ويعرفون ببيت الدحار، وأول من جاء منهم لبلاد فلسطين جد والدي نزح كما نزح غيره من أهالي قرى مصر لأسباب اختلفوا فيها فمن قائل أن نقص النيل عن إرواء الأراضي هو السبب، ومن قائل أن التكاليف التي طلبها منهم محمد علي جد العائلة الخديوية هي التي ألجأتهم للهجرة.
أمضى الأخوان في الدراسة وطلب العلم في رحاب الأزهر نحواً من سبعة أعوام وعندما نشبت الحرب العالمية الأولى وتعذر الاتصال بين مصر وفلسطين سافر أحمد شاكر إلى الحجاز ليحرر في جريدة القبلة التي كانت تصدر في مكة المكرمة يومئذ بناء على اختيار الكاتب العربي الفذ والمجاهد الحر الأستاذ محب الدين الخطيب له بالذات لمعاونته في تحرير الجريدة سنة 1336 هـ الموافق 1917م وقد أمضى الكرمي في الحجاز سنة واحدة عاد بعدها إلى القاهرة وعمل محرراً في جريدة الكوكب الأسبوعية والتي كان يحررها محمد القلقيلي. أقبل على دراسة اللغة الإنجليزية حتى أجادها وعاد بعد ذلك إلى مدينته طولكرم فمكث بها فترة وجيزة سافر بعدها في صحبة والده إلى دمشق الذي كان يومئذ نائباً لرئيس المجمع العلمي هناك.
في سنة 1921 أسهم في تكوين أولى الجماعات الأدبية في سوريا وهي التي سميت باسم الرابطة الأدبية، وفي تحرير مجلتها التي سميت باسمها، ثم تولى تحرير مجلة الفيحاء سنة 1923 وفي سنة 1925 أنشأ مجلة الميزان التي عاشت عامين 1925 و1926. اتصل من خلال عمله بالأدباء العرب في مصر والمهاجر وجرت بينه وبينهم مراسلات، وكان يوقع مقالاته بأسماء متعددة أشهرها قدامة. تزوج ولم ينجب ثم داهمه مرض السل.
في التاسع من تشرين الأول –أكتوبر- سنة 1927 انطفأت شعلة حياته ودفن في مقبرة "باب الصغير" بدمشق وكتب على قبره: هنا يرقد أحمد شاكر بن الشيخ سعيد الكرمي، مات غريباً إلا من إخوانه، وتحت هذه الكلمة كتب هذين البيتين من الشعر للشاعر السوري المشهور محمد البزم:
ثوى تحت هذا الثرى أحمد فأشعل في القلب نيرانه
وأسرع يبغي رضا ربه وتاريخه ود غفرانه
أدبه
أحمد شاكر الكرمي أديب فذ، وكاتب نابغة، وناقد شجاع، ومترجم مجيد، واسع الثقافة، متنوع المعرفة، كتب العديد من الأبحاث والمقالات في الأدب والنقد وقد طفر بنصيب موفور من الشهرة التي تجاوزت حدود بلاده، ونوه به وبأدبه وبموهبته عدد من الأعلام الذين أطروا فكره، وقرظوا وملائمة هذا الفكر لروح العصر.
من أول الآثار الأدبية التي خلقها "الكرميات"وهي مجموعة من المقالات تناولت ثلاثة عشر موضوعاً في الأدب والتاريخ والفلسفة والأخلاق والاجتماع والترجمة وقد نشرها الأستاذ محيي الدين رضا في القاهرة سنة 1921 وكتب لها مقدمة قرر فيها أن الكرميات تهدف إلى ثلاثة أغراض:
- ترقية اللغة الكتابية ويظهر ذلك جلياً من أسلوبها المنسجم الذي يميل إلى السهولة والمتانة فقد طارد كاتبها الأساليب القديمة.
- التهذيب الخلقي فقد علم صاحب الكرميات أن النفوس أصبحت مقفرة من المكارم نفورة عن الفضائل، تعشقت الشرور، وركبت لها كل مركبة فأبرز لنا حقائق لو اتبعها الناس لاستراحوا وأراحوا، وانصرفوا إلى الخير....
- إن هذه الدنيا ما هي إلا مسرحٌ تعرض عليه الأعمال كما هي، والناس يتلقفون ما يرونه ذا صلة بنفوسهم.
وصفه أديب العربية محمد إسعاف النشاشيبي بالنابغ الناقد مازنى الشام وعقاده وفي سنة 1964 كتب الأستاذ فؤاد الشايب مقدمة طويلة لكتاب أحمد شاكر الكرمي الذي أصدرته وزارة الثقافة والإرشاد القومي. مديرية التأليف والترجمة قال فيها عن الكرمي ما يلي :-
عربي النفس والطيب أزهري الدراسة والتربية، إنساني الثقافة والشوق بما تيسر له من إطلاع على الأدب الغربي عن طريق إتقانه اللغة الإنجليزية هذه هي ملامح الصورة التي صعدت حولها أنظار الدمشقيين، وعلقت بها عام 1920 عندما حط على روضهم هذا الطائر العربي النادر صاحب الجناحين الملويين والمنقار الكاسر، لم يكن فلسطينياً، ولا حجازياً ولا مصرياً، ولا شاميا ًهذا الفتى العربي الجريء الذي ما لبث أن تصدر صحن الدار الشامية وكأنه ولد فيها مع ليمونتها، أو نقش كبيت شعر على صدر قاعتها....
نظراته
في الكتاب الذي أصدرته مديرية الترجمة بوزارة الثقافة والإرشاد القومي في الجمهورية العربية السورية سنة 1964 قسم أبو سلمى آثار أخيه أحمد شاكر إلى الأقسام السبعة الآتية:
1)مفكرة المحرر.
2)آراء أحمد شاكر الكرمي.
3)المعرض العام.
4)النقد.
5)الشعر الغربي.
6)القصص.
7)أقوال ورسائل.
نموذج من أدبه
- قال أحمد شاكر الكرمي في إهداء كتابه الكرميات إلى الأستاذ محيي الدين رضا "ما الملك العظيم في سلطانه والظالم المستبد بين حراسه وأعوانه والغني الكبير بين غلمانه إلا مظاهر باطلة من مظاهر الحياة.وقد درج الناس منذ القدم على أن يحرقوا ذكاءهم بخوراً أمام هذه الجنائز الثلاث أما أنا فإن لي طريقاً آخر أسير فيه. لا أهدي كتابي للملوك والظلام لأنني أبغضهم ولا أقدمه للأغنياء والمترفين لأنني أحتقرهم ولكني أرفعه لك يا محيي الدين يا صديقي العزيز ليكون ذكرى لصداقتنا الوثيقة واعترافنا بأدبك وفضلك.
آثاره
- الكرميات، مجموعة مقالات وقصص-القاهرة-1921.
- مي أو الخريف والربيع، معربة عن الإنجليزية 1922.
- مجلة الميزان 1925-1926.