الرئيسيةعريقبحث

أزمة الحبشة


☰ جدول المحتويات


أزمة الحبشة هي أزمة دبلوماسية حدثت في فترة ما بين الحربين العالميتين نشأت بسبب حادث والوال وكانت هذه الحادثة نتجت بسبب الصراع المستمر بين مملكة إيطاليا والإمبراطورية الأثيوبية. وكان من نتائج هذه الحملة تقويض مصداقية عصبة الأمم وشجعت الفاشية الإيطالية بالتحالف مع ألمانيا النازية. وقد جلبت نهاية الأزمة السلام في أوروبا، وبنهاية 1937 ظهر أن أوروبا مقسمة إلى قسمين.

الخلفية

كانت كل من إيطاليا وأثيوبيا دولتين عضوتين في عصبة الأمم، ففي حين انضمت أثيوبيا إلى العصبة في 28 سبتمبر 1923، كانت إيطاليا من المؤسسين للعصبة في سنة 1919.

ووفق المادة العاشرة من ميثاق عصبة الأمم وقعت كل من أثيوبيا وإيطاليا معاهدة صداقة في 2 أغسطس من سنة 1928ن وقد تضمنت المعاهدة صداقة لمدة عشرين سنة بين البلدين.

وقعت الدولتان في 27 أغسطس من نفس العام على ميثاق بريان كيلوج وهي معاهدة كانت تهدف إلى نبذ الحرب كأداة سياسية.

الزحف الإيطالي والصدام

بنت إيطاليا حصناً في والوال وهي واحة في أوغادين في سنة 1930وشكل الحصن انتهاكاً واضح لمعاهدة الصداقة الإيطالية الحبشية. وكان من الواضح أن بناء القلعة كان جزءاً من الزحف تدريجيا على الأراضي الإثيوبية.

وفي 29 سبتمبر من سنة 1934 أصدرت كل من أثيوبيا وإيطاليا بياناً مشتركاً لرفض أي عدوان من قبلهما على الآخر.

حادثة والوال

عسكرت قوة أثيوبية بتعداد ألف رجل مع ثلاث قادة عسكرية بالقرب من أوال أوال وطلبت من حامية أيطالية من الجنود الأفارقة تعدادها 60 شخص بالانسحاب من تلك المنطقة.[1] رفض قائد الحامية الصومالي الانسحاب وأبلغ القيادة في أواردر البعيد 20 كم من أوال أوال.[2] في اليوم التالي، وصلت لجنة الحدود لمسح الحدود بين الصومال البريطاني وأثيوبيا إلى والوال. لكن لجنة التحقيق واجهة قوة إيطالية في والوال. احتج أعضاء لجنة ترسيم الحدود البريطانية لكنهم انسحبوا لتفادي وقوع حادث دولي. بقي أعضاء لجنة الحدود الإثيوبية في الوالوال..[3]

ولأسباب غير واضحة وفي الفترة الواقعة بين 5 ديسمبر و7 ديسمبر وقعت مناوشات بين الحامية من الصوماليين كانوا في الخدمة الإيطالية وقوة مسلحة إثيوبية. وفقا للإيطاليين، هاجم الإثيوبيون الصوماليين بالرشاشات والبنادق.[4] لكن وفق الأثيوبيين أن الإيطاليين هاجموا قواتهم وكانت القوات الإيطالية مدعومة بدباتين وثلاث طائرات.[5] وفي نهاية المناوشات قتل 107 أثيوبي وجرح 40 شخص في حين قتل 50 أيطالي وصومالي

الاستجابة الدولية والجهود اللاحقة

يوم 6 ديسمبر، 1934، احتج الإمبراطور هيلا سيلاسي الأثيوبي على العدوان الإيطالي في الوالوال. وطالب باعتذار إيطاليا في 8 ديسمبر، وفي 11 ديسمبر، تبع هذا الطلب بطلب للحصول على تعويضات مالية واستراتيجية.

ناشدت إثيوبيا عصبة الأمم للتحكيم في حادث الوالوال في 3 يناير عام 1935. لكن رد العصبة لم يكن حاسم، فبرأت لجنة التحكيم التابعة للعصبة كلا البلدين من أي تهمة.[6] لكن في واقع الأمر، دول كثيرة كانت تعمل بشكل مستقل عن العصبة من أجل الحفاظ على إيطاليا كحليف لها. وبعد وقت قصير من استئناف إثيوبيا الأولي، اجتمع وزير الخارجية الفرنسي بيير لافال وسكرتير الخارجية البريطاني صمويل هور مع بنيتو موسوليني في روما.

أسفر الاجتماع بين لافال وموسوليني في يوم 7 يناير 1935 على اتفاق بين فرنسا وإيطاليا. أعطت هذه المعاهدة إيطاليا أجزاء من أرض الصومال الفرنسية (جيبوتي حاليا) وإعادة تعريف الصفة الرسمية للإيطاليين في تونس الخاضعة لفرنسا، وأعطى إيطاليا حرية التعامل مع أثيوبيا. في مقابل هذا كانت فرنسا تأمل بالحصول على الدعم الإيطالي ضد العدوان الألماني.

قتل في 25 يناير 5 عساكر افارقة مجندين في الجيش الإيطالي على أيدي الجيش الأثيوبي.[7]

حشد موسوليني في 10 فبراير فرقتين ضد أثيوبيا.[7]

في 23 فبراير، بدأ موسوليني بإرسال أعداد كبيرة من القوات الإيطالية إلى أريتريا والصومال. كانت هذه المستعمرات الإيطالية تحد إثيوبيا منالشمال الشرقي والجنوب الشرقي على التوالي. ولم يشهد هذا الحشد احتجاج دولي يذكر.

طلبت إثيوبيا مرة أخرى التحكيم وأشارت إلى تراكم الحشود العسكرية الإيطالية في يوم 8 مارس،. وفي 13 مارس، وافقت إيطاليا وإثيوبيا على إنشاء منطقة محايدة في أوغادين. وفي 17 آذار ناشدت إثيوبيا مجددا العصبة على استمرار إيطاليا في الحشد. أثمرت الضغوط الإيطالية على عصبة الأمم في قضية التحكيم في الحادث الوالوال في يوم 22 مارس،. ولكن في يوم 11 مايو، احتجت إثيوبيا ومرة أخرى على الحشود الإيطالية المستمرة.

عقدت عصبة الأمم جلسة خاصة لمناقشة الازمة في إثيوبيا بين 20 و21 مايو. وفي يوم 19 يونيو طلبت إثيوبيا مراقبين محايدين.

حاولت المملكة المتحدة تهدئة الأزمة في 23-24 يونيو، وبعث وكيل وزارة الدولة لشؤون الخارجية أنتوني إيدن للتوسط لإحلال السلام. لكن فشلت البعثة. بعد ذلك، اعلنت بريطانيا حظرا على الأسلحة على كل من إيطاليا وإثيوبيا في يوم 25 يوليو. يعتقد كثيرون أن هذا كان نتيجة مباشرة لضغوط إيطاليا مما سيمنع إثيوبيا من التزود بالسلاح. وسحبت بريطانيا سفنها الحربية من البحر الأبيض المتوسط، مما سمح للمزيد من القوات الإيطاليا بالوصول دون عائق.

التقى مسؤولون إيطاليون والإثيوبيون في يوم 25 يونيو، في لاهاي لمناقشة التحكيم وهذه المناقشات انهارت في 9 يوليو.

نادت أثيوبيا في 12 أغسطس على رفع حظر بيع الأسلحة. وعرضت فرنسا وبريطانيا على إيطاليا امتيازات كبيرة في إثيوبيا في 16 آب لتجنب الحرب لكن إيطاليا رفضت هذه العرض. أكدت بريطانيا في 22 أغسطس استمرار حظر التسلح.

برئت العصبة كل من الدولتين في 14 سبتمبر على أن كل من الدولتين كانت تعتبر الوالوال تابعة لها[3]

الحرب والاحتلال

في يوم 3 أكتوبر من سنة 1935، غزت القوات المسلحة الإيطالية اريتريا بعد فترة وجيزة من تبرئة كلا الطرفين من حادث الوالوال، اعلانت إثيوبيا حالة الحرب. ردا على ذلك.

أعلنت عصبة الأمم إيطاليا على انها الدولة المعتدية في يوم 7 أكتوبر، وبدأت عملية بطيئة لفرض عقوبات. ومع ذلك، فإن هذه العقوبات لم تشمل مواد حيوية عديدة، مثل النفط ولم تنفذ من قبل جميع أعضاء العصبة. على وجه التحديد، فإن المملكة المتحدة وفرنسا لم تتخذ أي إجراءات جادة ضد إيطاليا (مثل منع وصول الإيطالي لقناة السويس).

اقترح هور ولافال خطة من شأنها وضع حد للحرب في ديسمبر 1935 ولكنها سمحت لإيطاليا بالسيطرة على مناطق واسعة من إثيوبيا. وافق موسوليني على هذه الخطة، لكنها تسببت في ضجة كبيرة في بريطانيا وفرنسا بعد تسربها إلى وسائل الإعلام. واتهم هور ولافال بخيانة الحبشة، واستقال كليهما. وفي النهاية تم التخلي عن هذه الخطة، ولكن انتشر التصور بان بريطانيا وفرنسا ليست جادة بشأن مبادئ العصبة. بعد فشل الخطة، واصل وموسوليني الحرب وتحول إلى الحلف مع أدولف هتلر.

أسقطت كل العقوبات التي وضعتها العصبة على إيطاليا بعد احتلال إيطاليا العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في يوم 5 مايو 1936. ثم اندمجت إثيوبيا مع المستعمرات الإيطالية الأخرى لتصبح شرق أفريقيا الإيطالية.

النتائج

انتهت المستعمرات الإيطالية في أفريقيا بسرعة خلال الحرب العالمية الثانية، في وقت مبكر من عام 1941 وذلك كجزء من الحملة على شرق أفريقيا، وشنت قوات الحلفاء الأعمال الهجومية ضد المستعمرة الإيطالية المعزولة. في يوم 5 مايو 1941، دخل الإمبراطور هيلا سيلاسي بعد خمس سنوات من الاحتلال الإيطالي إلى عاصمته أديس أبابا موكب انتصاري.

المصادر

  • Barker, A.J. (1971). Rape of Ethiopia, 1936. New York: Ballantine Books. صفحات 160 pages.  .
  • Marcus, Harold G. (1994). A History of Ethiopia. London: University of California Press. صفحة 316.  .
  • Mockler, Anthony (2002). Haile Sellassie's war. New York: Olive Branch Press.  .
  • Nicolle, David (1997). The Italian Invasion of Abyssinia 1935-1936. Westminster, MD: Osprey. صفحات 48 pages.  .
  • Quirico, Domenico (2002). Lo squadrone bianco. ميلانو: Mondadori. .
  • Shinn, David Hamilton, Ofcansky, Thomas P., and Prouty, Chris (2004). Historical dictionary of Ethiopia. Lanham, Maryland: Scarecrow Press. صفحة 633.  .

المراجع

  1. Lo squadrone bianco. . pag. 267
  2. Lo squadrone bianco. . pag. 271
  3. Shinn, p. 392
  4. Lo squadrone bianco. . pag. 272
  5. Barker. The Rape of Ethiopia 1936. Pg. 17.
  6. "Yearbook of the International Law Commission" ( كتاب إلكتروني PDF ). مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 03 يوليو 201222 يوليو 2010. p. 184:"... these first incidents, following on that at Walwal, were accidental in character, while the others were for the most part not serious and not at all uncommon in the region in which they took place. In the circumstances, the Commision[sic] is of the opinion that there are no grounds for finding any international responsibility for these minor incidents."
  7. Shin, p. 392

موسوعات ذات صلة :