الأميرة أسما أبي اللمع (1879 - 1959)، مربية ومعلمة لبنانية.
ولدت الأميرة أسما أبي اللمع في العام 1879 ببلدة بيت مري، وتلقت علومها الابتدائية في مدرسة راهبات المحبة ومدرسة رأس بيروت، ثم انتقلت إلى مدرسة الشويفات حيث حصلت عل شهادتها العالية في العام 1902، وأسما أبي اللمع هي شقيقه الأديبة نجلاء أبي اللمع والأمير رئيف أبي اللمع سفير لبنان السابق في البرازيل . قدم اللمعيون إلى لبنان من الجبل الأعلى وهم ينتمون إلى بني الفوارس وظلوا حتى معركة عين دارة عام 1711 ويعرفون بالمقدمية، بعد هذه المعركة أنعم عليهم الأمير حيدر الشهابي بلقب الإمارة لبلائهم الحسن فيها، ثم تمكنت أواصر القربى بينهم وبين الشهابيين عن طريق المصاهرة، وكانت منازهم في كفرسلوان والمتين وفالوغا ورأس المتن وصليا وبرمانا. كما كانوا يتنازعون الزعامة مع المقدمين من بني الصواف الذين كانوا يسكنون بلدة الشبانية .
درّست أسما أبي اللمع في عدة مدارس منها راهبات الزيارة والمقاصد الخيرية، وزهرة الإحسان، ثم تولت في النهاية إدارة مدرسة الشويفات مدة نصف قرن من الزمان بدون انقطاع. كما خدمت في العديد من الجمعيـات الخيرية، منها: تهذيب الفتاة، إغاثة البائس، الرحمة المستترة، الاجتهاد الروحي، اتحاد الشابات، وجمعية متخرجات الشويفات .
كذلك كتبت في عدة مجلات ك«فتاة الشرق»، «الحسناء»، «فتاة لبنان»، «مدرسة التهذيب»، «الفجر»، وكان لها جولات في مجال الخطابة والمحاضرات، ولقد ظلت الأميرة أسما دؤوبة على العطاء حتى نهاية حياتها، وقد عاشت حتى الاحتفال بيوبيلها الذهبي الذي اقيم لها تكريما لخمسين عاما متتابعة في حقول التربية والاجتماع. وقد أنعمت عليها الحكومة اللبنانية في ذلك الاحتفال بوسام الاستحقاق اللبناني المذهب للمعارف.
ومن الطرائف في حياتها، أن تلميذاتها كن حين يتزوجن وينجبن يرسلن بناتهن إليها ليتربين على يديها وهؤلاء يفعلن الشيء ذاته حتى جاء وقت أصبحت فيه الجدة والأم والحفيدة من تلميذاتها على التوالي، أي أنها خرجت في المدرسة المعروفة ثلاثة أجيال متلاحقة، الأمر الذي يكفي للتدليل على طويل رحلتها ونبل عطائها في هذا المضمار والمكانة التربوية الرفيعة التي تمتعت بها في رحلة عطائها الطويلة. في العام 1959، أفل نجم هذه الأميرة والمربية الكبيرة، وقد أنعمت علي مدرسة الشويفات، التي درست فيها ورعتها نصف قرن من الزمن ممثلة بشخص رئيسها شارل سعد بإطلاق إسمها عل بناء جديد شيد بعد رحيلها عرفانا منه بجميلها وتقديرا لخدماتها الجليلة ليظل اسمها راسخا في الصرح العلمي الذي أعطته ذوب أيامها ولياليها عشرات السنين.
مصادر
- مجلة دنيا المرأة، العدد الخمسون 1959، وقد رثاها العلامة عجاج نويهض بكلمة رائعة جديرة بأمثالها
- مقابلة مع السيدة ليلى سعد، أعطتني الكثير لأنها درست خمسين سنة في مدرسة شارل سعد في الشويفات