كانت الأممية الموقفية حركة ثورية في الميادين السياسية والفنية في النصف الثاني من القرن العشرين، مع جذور في الماركسية، واللاسلطوية ، والطليعية الفنية في مطلع القرن العشرين. تشكلت عام 1957، وبقيت نشطة في أوروبا حتى سنة 1972 وكانت تطمح إلى التحولات الاجتماعية والسياسية الكبرى.
من أكبر طموحات الحركة نقد الرأس مالية في القرن العشرين وجذورها الفكرية. لاحظت الحركة، أن الرأس مالية تغيرت كثيرا بعد كتابات كارل ماركس الا ان التحليل الذي قدمه عن نظم الإنتاج الرأس مالية لم يتغير بل ظل صحيحا و لهذا حاولوا إعادة شرح أفكار ماركس والتوسع في العديد منها، مثل "نظرية الـتغريب". عبرت الحركة، عبر توسعهم في نظرايات ماركس، على أن مأساة "التغريب الاجتماعي" و "شهوانية المنتجات" قد انتشرت واتسعت فشملت كل جوانب الثقافة والحياة. رفضوا فكرة أن ظواهر نجاح الرأس مالية (التقدم التكنولوجي، والزيادة في الدخل و الرفاهية) تستطيع التغلب على الخراب و التدهور الاجتماعي الذي تتسبب به في الحين ذاته.[1]
أهم نظرية لدى حركة الموقفية أو "الموقفيين الدولية" هي "نظرية الـمشهد"، تشمل هذه النظرية نقدا ملموما للـ"رأس مالية المتقدمة" حيث الاهتمام مركز على الازدياد الملحوظ في التعبير الاجتماعي عن طريق الأشياء(المنتجات) الناجم عن الرأس مالية. امنت الحركة بأن الانحراف عن التعبير الفردي عن طريق التجارب و العيشة الحقيقية التي بدورها تشبع الرغبات الأصيلة بطريقة مباشرة، إلى التعبير الفردي الغير مباشر عن طريق تبادل أو استهلاك المنتجات "التغريب"، يؤدي إلى تأثير سلبي و اختلال في نوعية الحياة الإنسانية، للفرد و المجتمع.[1] أيضا من أهم نظريات الحركة، صناعة "المواقف" أو لحظات حياتية مصنوعة عمدا لكي تتم عملية إعادة ايقاظ للرغبات الأصيلة لدى الفرد وللمغامرة. عن طريق هذه المواقف من الممكن التغلب على ظاهرة "المشهد" و بهذا يحرر الإنسان في حياته اليومية.[2]
عندما أسست هذه الحركة تم التركيز على الفن، و بالذات على أفكار مثل "الـجيوغرافية النفسية".[1] تدريجيا تغير التوجه الفني نحو النظريات الثورية و السياسية. وصلت الحركة قمتها بين سنة 1967 و سنة 1968 حيث تم كتابة أهم كتابين لهم من قلم جوي ديبورد و راول فانيجم. قامت هذه الكتابات السياسة بالتأثير على الشباب وكانت شعاراتهم،و مقتبساتهم متداولة وبشدة مابينهم في انتفاضة باريس في مايو 1968.
خلال الستينات انقسمت إلى مجموعات مختلفة، بما في ذلك الموقفية باوهاوس والأممية الموقفية الثانية. الأممية الموقفية الأولى انحلت عام 1972.
مصادر وحواشي
- Plant, Sadie (1992). The Most Radical Gesture. New York: Routledge.
- Guy Debord (1958) Definitions. Internationale Situationniste #1 (Paris, June 1958). Translated by Ken Knabb.