رئيس نيكاراغوا : (الفترة الأولى : 1 يناير ، 1937 م - 1 مايو ، 1947 م) .
(الفترة الثانية : 21 مايو ، 1950 م - 29 سبتمبر ، 1956 م) .
أناستاسيو سوموزا | |
---|---|
معلومات شخصية | |
اسم الولادة | اناستاسيو سوموزا غارسيا |
الميلاد | 1 فبراير ، 1896م سان ماركوس ، نيكاراغوا |
الوفاة | 29 سبتمبر ، 1956م ليون ، نيكاراغوا |
سبب الوفاة | اغتياله بطلقات المسدس |
مكان الدفن | ماناغوا |
الجنسية | نيكاراغوي |
المذهب الفقهي | كاثوليكي |
الزوجة | سلفادورا ديبايل |
أبناء | لويس ، أناستاسيو سوموزا الابن |
مناصب | |
رئيس نيكاراغوا (21 ) | |
في المنصب 1 يناير 1937 – 1 مايو 1947 |
|
الحياة العملية | |
المهنة | سياسي |
الحزب | الحزب الليبرالي الحاكم |
اللغات | الإسبانية[1] |
الخدمة العسكرية | |
الرتبة | فريق أول |
الجوائز | |
سوموزا ديكتاتور نيكاراغوا على مدى 22 عاماً ، صنيعة الولايات المتحدة الأمريكية ، مات لدى نقله إلى المشفى إثر إصابته بطلقات مسدس . لقد كان الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت يقول عنه : إنه ابن كلبة ، ولكنه - على كل حال - ابن كلبتنا ، لذلك نراه نافعاً .
ربما لم ينطق الرئيس الأمريكي هذه الكلمات ، وربّما روّجها سوموزا ذاته ، فهو يريد إرهاب شعبه وإظهار المزيد من القسوة وإشاعة فكرة أنه ربيب الولايات المتحدة الأمريكية .
لقد دعمته واشنطن طوال الوقت ، وأغمضت عيونها عن جرائمه وتجاوزاته فيما يخص حقوق الإنسان وسحق الديمقراطية ، إذ كل ما يهمّ واشنطن تحقيق مصالحها وكفى ، فإذا كنت قويا بدرجة كافية وتحقيق مصالح واشنطن ، فأنت جيد ، فإذا ضعفت قبضتك ستتخلّى عنك واشنطن ببساطة . أما في حالة سوموزا فقد دعمته بحجّة أنّه معادٍ للشيوعية ، ولو كان ابن كلبة .
لقد تمكنت الحركة الساندينية أخيراً من إنجاح الثورة ضد آل سوموزا فبدأت واشنطن بتشكيل قوات الكونترا الإرهابية خلال عقد الثمانينيات ، وصارت نيكاراغوا مثل فيتنام وكوبا في رفض الهيمنة . قال وليم كيسي : إن رجال الكونترا مقاتلون من أجل الحرية ، ولما سُئل عن الفدائيين الفلسطينيين ولماذا لا يعاملهم بالطريقة نفسها قال : هناك فارق كبير ؛ الكونترا يدافعون عن وطنهم ، والفلسطينيون ليس لهم وطن !..
ولادته ونشأته
ولد أناستاسيو سوموزا في سان ماركوس في 2/1 /1896م ، لأبيه مُزارع البن أناستاسيو سوموزا وأمّه جوليا غارسيا . درس الفتى في قريته ثم في فيلادلفيا حيث التقى سلفادورا ديبايل التي تنتمي إلى أسرة نيكاراغوية ثريّة ، وتزوّجها .
عاد سوموزا وزوجته إلى نيكاراغوا ، حيث جرّب خوض تجربة ممارسة التجارة ، ثم سلك طريق السياسة .
ومن حيث الجوّ السياسي ، قامت الولايات المتحدة في نهاية القرن التاسع عشر بالتدخل في الحرب الأهلية الإسبانية في كوبا ، ورسّخت سيطرتها على بنما بهدف شق قناة هناك ، وقد عرضت نيكاراغوا فكرة شق بديلة لوصل المحيط الأطلسي مع المحيط الهادئ ، لكن نيكاراغوا افتقدت الاستقرار الذي يشجع على الاستمرار .
في عام 1909 م قام الفريق خوان إيسترادا بانقلاب مدعوم من شركات أمريكية كبرى ، ولكن قوات الرئيس زيلايا تفوّقت عدديًا وطلبت تدخّل الحكومة الأمريكية . وتحت قناع حماية الرعايا الأمريكيين جاءت أعداد من قوات المشاة البحرية المارنيز إلى نيكاراغوا لكنها فشلت امام قوّات زيلايا ، وهنا لجأت واشنطن إلى الضغط السياسي والاقتصادي إلى أن اضطرت زيلايا إلى التنازل عن رئاسة البلاد .
نصبت واشنطن حكومة مناسبة في نيكاراغوا فترة من الوقت ، ثم خلعت الفريق إيسترادا ونصبت أدولفو دياز ودعمته بالألوف من جنود مشاة البحرية المارينز عام 1912م لقمع المعارضة المطالبة بالديمقراطية ، وظلّت القوات هناك عشرين سنة كاملة ، وحصلت واشنطن على إقرار بحصر حقوق شقّ قناة نيكاراغوا بالولايات المتحدة الأمريكية .
.
يوم 24 /11 / 1928م رتّبت واشنطن أول انتخابات حرّة في تاريخ نيكاراغوا ، وفاز خوزيه ماريا مونكادا الليبرالي ، فيما بدأ ساندينو حرب عصابات واسعة في الجبال والغابات .
صار سوموزا مديراً للضرائب ، ثم محافظاً لمنطقة ليون ، ثم وزيراً لدى كوستا ريكا ، ثم وزيراً للعلاقات الخارجية .
في عام 1932م فاز الزعيم الليبرالي خوان ساكاسا الانتخابات ، وفي بداية عام 1923م قررت واشنطن اتباع سياسة جديدة ، بحيث تسحب قوّاتها من نيكاراغوا بعد تأمين مصالحها في تلك البلاد . ومن أجل عمل ذلك ، قام الفريق كالفين ماثيو قائد قوات الحرس القومي القادم مع القوات الأمريكية بتعيين أناستاسيو سوموزا رئيساً للحرس الوطني ، وهو تنظيم حربي أنشأته واشنطن للسيطرة في نيكاراغوا .
ومنذ اليوم الأول ، قال سوموزا : سأمنح بلادي جوّ من الاستقرار والوحدة الوطنية إذا سهّلت لي واشنطن قتل كل أنسان نيكاراغوي يحاول الوقوف في طريقي .
سيطرته على الحزب الليبرالي الحاكم
بدأ الدكتاتور يبسط السيطرة على الحزب الليبرالي الحاكم وشدّد قبضته على الحرس القومي . وعندما عقد ساندينو سلماً مع الحكومة ، لم يرضَ سوموزا بذلك ، وفي يوم 21 / 2 / 1934 م أمر رجال الحرس القومي باغتيال ساندينو . لقد وصلت قسوة سوموزا إلى درجة تقارب الأسطورة ، وقد عُرف أنّه يقتل الناس بقذفهم أحياء في قلب فوهة بركان متفجّر نشيط وهو بركان ماسايا ، وسلّط رجاله مرة لقتل نزلاء أحد السجون وهم عزّل .
توليه منصب رئاسة نيكاراغوا
توجهت أنظار سوموزا نحو منصب الرئاسة ، فقرر إزاحة عمّه الرئيس ساكازا عن كرسي الحكم ، وتحقق له ذلك عام 1936م عندما نفي عمّه ، وأجرى انتخابات أوصله إلى منصب الرئيس ، وعدّل الدستور ليصبح على مقاس سوموزا تماماً .
نشبت الحرب العالمية الثانية ، وشعرت واشنطن بالحاجة إلى القواعد عسكرية في نيكاراغوا ، وقدم سوموزا التسهيلات لتحقيق ذلك ، ونشأت صداقة وطيدة بينه وبين واشنطن .
ولكن بعد انتهاء الحرب سقطت الأنظمة الدكتاتورية في غواتيمالا والسلفادور وفنزويلا ، وهنا شعرت واشنطن بضرورة التخلّي عن سوموزا ، فأرسلت نيلسون روكفلر مساعد وزير الخارجية لشؤون القارة الأمريكية إلى السفير الأمريكي في نيكاراغوا لإقناع سوموزا أن إعادة انتخابه عام 1947م سيضّر بالعلاقات بين البلدين .
خضع سوموزا واقترح ترشيح ليوناردو ارغويلو عمره 70 سنة ، كمرشح عن الحزب الليبرالي ، وفاز ليوناردو في الانتخابات ، لكن سوموزا أمر الحرس القومي باختطاف الرئيس وإزاحته عن سدة الحكم ، ثم خرج يقول للناس :( لم استخدم العنف الثوري بعد) .
مرة أخرى ، مارست واشنطن ضغوطا وجعلت سوموزا يتنحى لصالح فيكتور ما نويل رومان رييس الذي مات بعد ذلك بشعر واحد فقط .
عدّل سوموزا الدستور للمرة العاشرة بحيث يضمن فوزه في انتخابات ونصّب رئيساً يوم 1/ 5 / 1951 م .
في بداية عام 1953م، صار دوايت ايزنهاور رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية ، وانتشر الخوف من المدّ الشيوعي ، ومّرة أخرى روّج سوموزا نفسه كمقاتل في وجه الشيوعية وصديق للولايات المتحدة الأمريكية ، وقد ساعدها في الإطاحة بالحكومة الشيوعية القائمة في غواتيمالا .
لم ترغب واشنطن أن تكون الخطّة علنية ، فاضطرت إلى إيقاف الغزو فاكتأب ، سوموزا وقال : ما الفائدة من الصداقة مع واشنطن ؟ إنهم يعاملونني كأني زوجة قديمة ، وانا أفضّل أن يعاملوني كخليلة صبيّة .
ومن أجل الإنصاف ، أجرى سوموزا بعض الإصلاحات ، فاستورد الجرارات تراكتورات وبدأ حملة لاستصلاح الأراضي ، واستقدم محاصيل زراعية جديدة مثل القطن والرز ، ولكنه في غمرة ذلك لم ينس نفسه ، فامتلك مزارع البن والمواشي ، وفي عام 1956م تجاوزت ثروته مجموع قيمة الميزانية السنوية لكل نيكاراغوا ، فقد امتلك عشرة بالمئة من المزارع ، ومصالح في 430 ملكية أخرى ، بينما كان متوسط الدخل السنوي للفرد في نيكاراغوا 245 دولاراً فقط ، وفي سياق الدكتاتورية ، أكثر سوموزا من الظهور في الأماكن العامة ليشيع أمام العالم الخارجي أنه محبوب في أوساط شعبه ، وفي ليلة 21 / 9 / 1956م كان يحضر حفلًا أقيم على شرفه في نادي العمّال .
اغتياله
في وسط الزحام ، وقف ريغوبيرتو لوبيز بيريز ، والذي كان يمارس بيع أقراص تسجيل الفوتوغراف في السلفادورالمجاورة ، وهو المعروف بين أصحابه بكراهيته للدكتاتورية .
كان الرجل يحمل مسدسا من عيار 38 ، (نوع سميث وفيسين) ، وقد شقّ طريقه بين الجموع ، أما سوموزا وحراسه فقد انغمسوا في المجون والموسيقى والرقص . اقترب الرجل من سوموزا وأطلق عليه أربع رصاصات قبل أن يتلقّى بدنه 20 طلقة من أسلحة الحراس .
انتشر الصراخ والعويل في المكان ، وقد أصيب سوموزا في ذراعه اليمنى ، وكتفه الأيمن وفخذه الأيمن ، أما الطلقة الرابعة فقد اخترقت القسم العلوي من فخذه الأيمن ثم استقرت في أسفل الحبل الشوكي .
انتشرت آلام فظيعة في بدن الديكتاتور ، ولكن تنفسه ظل طبيعياً . وعندما اتصل السفير الأمريكي بالبيت الأبيض ، قام الرجال في واشنطن بإرسال تعليمات إلى إدارة منطقة قناة بنما لإرسال الأطباء إلى نيكاراغوا بواسطة الطائرة .
في الوقت نفسه ، أرسل الرئيس الأمريكي ايزنهاور طائرة تحمل ليونارد هيتون ، كبير الجراحين في طاقم الرئاسة لإنقاذ سوموزا .
بعد صراع امتد أربع ساعات لاستخراج الرصاصة من جسم سوموزا ، فشل العمل الجراحي ، ومات الدكتاتور يوم 29 / 9 / 1956م .
العواقب المباشر لاغتيال أناستاسيو سوموزا
تسلّم ولدا سوموزا أمور البلاد ، فقد كان لويس سوموزا نائباً للرئيس ، فصار الآن رئيساً للبلاد ، أما أناستاسيو سوموزا الابن فقد استلم قيادة الحرس القومي ، وأمر رجاله باعتقال الألوف من معارضي ذلك النظام الدكتاتوري .
لم يتغيّر شيء في نيكاراغوا عقب الاغتيال بل استمر النهج الدكتاتوري ، وتعاقب لويس على الحكم مع شقيقه أناستاسيو ، واستمر الشعب يعاني عقوداً من الفقر والاضطهاد والذل والرعب والحرمان ، وفي النهاية انفجر الشعب بشكل دراماتيكي .
وفي يوم 23 / 12 / 1972م انتهى نظام عائلة سوموزا ، ووصلت الجبهة الساندينية للتحرير الوطني ، إلى قيادة البلاد ، وعندها تحرّكت الولايات المتحدة لتزلزل الارض تحت نيكاراغوا باسم حركة الكونترا ، التي تضم من سماهم مدير المخابرات المركزية الأمريكية ، المحاربين من أجل الحرّية .
لقد موّلت واشنطن العاصمة ، النشاطات الإرهابية لعصابات الكونترا في نيكاراغوا ، وانتشرت الرائحة مع فضيحة إيران - كونترا في عهد الرئيس رونالد ريغان .
وفي يوم 17 / 9 / 1980م تمّ اغتيال أناستاسيو سوموزا الابن في حادث تفجير سيارة في المنفى ، بعد 24 سنة من اغتيال والده .
[2]
مراجع
- http://data.bnf.fr/ark:/12148/cb123563290 — تاريخ الاطلاع: 10 أكتوبر 2015 — الرخصة: رخصة حرة
- عشرون أغتيالاً غيرت وجه العالم - لي ديفيز .