الرئيسيةعريقبحث

أنظمة إدارة التعليم


المقدمة يعتبر التعليم أحد المجالات التي تأثرت بالتقنيات الحديثة، و التي لطالما استفادت من مختلف أشكال التطور، فعندما ظهرت خطوط السكك الحديدية ظهر مفهوم التعلم عن بعد Distance learning لحل المصاعب التي تواجه بعض الناس في الحضور للجامعات وإتاحة الفرصة لهم للتعلم عن طريق التراسل. أما اليوم، فشبكة الإنترنت تعتبر الوسيط بين المتعلمين والمؤسسات التربوية، حيث قادت التطورات المتلاحقة إلى بروز أشكال جديدة لم تكن معروفة مُسبقاً. إن الابتكارات تحدث بصورة مستمرة وسريعة في العالم الرقمي، لدرجة أن الجامعات تكافح من أجل تلبية المتطلبات التي يحتاجها المتعلمون اليوم، الذين لديهم الإمكانية للوصول إلى مقدار هائل من المعلومات (Mukerjee, 2014). وبما أن المتعلمين يحصلون على معلومات كثيرة ومتنوعة في مختلف مجالات الحياة، فإنهم يتوقعون الحصول على نفس المقدار من تلك المعلومات في مجال التعليم (Prensky, 2005) فالمتعلمون من الجيل الحالي يفضلون التعلم في البيئات النشطة و التعاونية، ومعرفة تفضيلات المتعلمين يساعد في تحقيق أفضل النتائج.

التطور التاريخي في نهاية القرن العشرين ظهرت دراسات أيدت الاتجاهات الإيجابية نحو المحاضرات المسجلة عن طريق الفيديو، كونها تعطي نفس نتائج المحاضرات التقليدية (Cohen, Ebeling, & Kulik, 1981)، ثم قدم جي ويسلي بيكر (J. Wesley Backer) ورقته البحثية (قلب نظام الفصل الدراسي باستخدام أدوات إدارة المقرر الدراسي عبر الشبكة) عام 2000 في المؤتمر الدولي الحادي عشر حول التدريس والتعليم (Baker, 2000). ثم توالت الدراسات وتطرقت لإيجابية الواجبات الإلكترونية، كما هو حال الواجبات الورقية وأنها تعطي نفس النتائج (Bonham, Deardorff, & Beichner, 2003) وأعقب ذلك المزيد من الدراسات التي أكدت عدم وجود فروق جوهرية بين الدروس التي يقدمها المعلمون مباشرة وبين الدروس المقدمة عن طريق الحاسب (VanLehn, 2011).

ويمكن اعتبار قيام معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في عام 2011 بإتاحة جميع مواده التي يقوم بتدريسها في كل البرامج بصورة مجانية عبر الإنترنت فيما تم تسميته Open Courseware OCW “MIT OpenCourseWare” 2016 أنه البداية الحقيقية لتوجه جديد ستعقبه مبادرات أخرى مماثلة، فقد أتاح معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا جميع مواده بصورة مجانية عبر الإنترنت في الوقت الذي يدفع فيه الطالب تكاليف دراسية تقارب 24 ألف دولار في العام الدراسي الواحد (“Tuition and Fees 2016-2017,” 2016).

و على مدى السنوات التالية استمرت المبادرات بالظهور بشكل متوازٍ مع ظهور عدد من الأدوات المجانية، والتي تعتمد في نجاحها على الاستفادة من بيانات المستخدمين ومعرفة اتجاهاتهم وتحليلها لقراءة سوق التقنية، وفي نفس الوقت الانتفاع بالإعلانات المجانية التي تظهر على بعض أو كل صفحاتها، وفي مطلع 2005 تم الإعلان بصورة رسمية عن إطلاق موقع يوتيوب YouTube وهو موقع لتداول الفيديوهات عبر الإنترنت، فقد كان تداول الفيديوهات بين المستخدمين عبر الإنترنت يتسم بالصعوبة نظراً لحجم تلك الملفات وحاجتها لبرامج خاصة للتشغيل، بالإضافة إلى أن عرض الفيديوهات على صفحات الشبكة لم يكن أمراً متاحاً في ذلك الوقت وهذا يفسر الانتشار السريع الذي حظي به الموقع حيث يتجاوز عدد الحسابات المسجلة في الموقع حسب إحصائيات الموقع نفسه أكثر من 1 مليار مستخدم (“YouTube Statistics,” 2016).

وبعد ذلك بعام واحد أعلن سلمان خان Salman Khan تأسيسه لأكاديمية خان وهي مكتبة تحتوي على أكثر من 32000 ملف فيديو و 3500 تدريبا، وهدفها تقديم التعليم لأي شخص في أي مكان وبصورة مجانية. وتأثُّراً بتلك الجهود، قام البروفسور Sebastian Thrun و البروفسور Andrew Ng من جامعة ستانفورد، في عام 2011، بإتاحة مقرراتهما عبر شبكة الإنترنت، حيث سجل في مقرر الذكاء الاصطناعي أكثر من 160 ألف طالب، وفي وقت لاحق ترك البروفسور Sebastian Thrun الجامعة، وقام بتأسيس المنصة التعليمية Udacity، ثم قامت، بعد ذلك، جامعتي بنسلفانيا ومتشجن بالانضمام إلى هذه الدروس المجانية عبر الإنترنت، وقاموا بنشر بعض المقررات بصورة مجانية لمن يريد الحصول عليها. أما معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا فقد دخل في مشروع بقيمة 60 مليون دولار مع جامعة هارفرد لتطوير المحتوى المجاني الذي يتم نشره عبر شبكة الإنترنت. (Bishop & Verleger, 2013)

و في العام 2012 علق رئيس جامعة لندن المفتوحة Martin Beann على هذه التطورات ووصفها بأنها موجة قادت في تطور سريع 18 جامعة من أفضل جامعات أمريكا لتقديم مقررات عن طريق المنصات التعليمية أو باستخدام أنظمة إدارة التعلم. (Interview with Martin Bean, Vice-Chancellor The Open University, 2012)

أنواع أنظمة إدارة التعلم توجد ثلاثة أشكال من هذه الأنظمة، تتشارك في بعض الصفات والمميزات ويوجد لدى بعضها صفات مميزة قد تجعلها مناسبة لاحتياجات المستخدمين أكثر من النوعين الآخرين، واحدة من تلك الميزات المهمة هي القدرة على التعامل مع الكائنات التعليمية القابلة لإعادة الاستخدام Reusable Learning Objects والتي يشار لها اختصاراً RLO، وقبل مناقشة الأشكال الثلاثة سيكون من المفيد استعراض هذا المفهوم بصورة سريعة ليساعدنا على فهم الأفكار التالية بصورة أفضل.

الكائنات التعليمية القابلة لإعادة الاستخدام Reusable Learning Objects

يعتبر هذا المفهوم من المفاهيم الحديثة المتصلة بموضوع التصميم التعليمي Instructional Design. ظهر في أواخر القرن العشرين وهو يشير إلى الأجزاء التي يمكن نقلها وإعادة استخدامها من أي دروس يتم تقديمها بصورة رقمية، بحيث يمكن استخدامها مرة أخرى كجزء من أي عملية تعليمية يتم الإعداد لها لاحقاً، مما يغني عن إنشاء كائنات جديدة في كل مرة ويسهل إنشاء الدروس ويخفض تكلفتها ويرفع من كفاءتها.

إن الدرس الذي يُقدم بصورة رقمية يمكن تقسيم محتوياته إلى قطع صغيرة chunkss قد تكون صُورا أو ملفات فيديو أو ما شابه، وتسمى في هذه الحالة كائنات Objects يتم تخزينها في مستودع رقمي Repository بحيث يستطيع المستخدم البحث عنها أثناء تصميمه لأي محتوى جديد ويقوم بإعادة استخدامها مباشرة لتحقيق هدف المحتوى الجديد دون الحاجة لتصميم كائنات جديدة (Wiley, 2000).

موسوعات ذات صلة :