أولغا توفنل (ولدت في السادس والعشرين من شهر كانون الثاني عام 1905 –توفت في الحادي عشر من شهر نيسان عام 1985) هي عالمة آثار بريطانية ساعدت في التنقيب عن مدينة تل لاخيش القديمة في الثلاثينيات من القرن الماضي. لم تملك توفنل أي تدريب رسمي في علم الآثار، لكنها عملت كسكرتيرة لدى فليندرز بيتري لعدة سنوات قبل حصولها على مهمة ميدانية. ثم انتقلت توفنل للانضمام إلى جيمس ليزلي ستاركي في البعثة الهادفة إلى العثور على مدينة تل لاخيش في عام 1929، وظلت جزءاً من الفريق في المواسم التالية.
أولغا توفنل | |
---|---|
(Olga Tufnell) | |
معلومات شخصية | |
الميلاد | 26 يناير 1905 |
الوفاة | 11 أبريل 1985 (80 سنة)
[1] لندن |
مواطنة | المملكة المتحدة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا (–12 أبريل 1927) |
الحياة العملية | |
المهنة | عالمة آثار |
اللغات | الإنجليزية |
مجال العمل | علم الآثار |
موظفة في | بي بي سي عربي، وهيلدا بيتري، وفلندرز بيتري، وصندوق ويلكم |
أعمال بارزة | حفريات |
تأثرت بـ | فلندرز بيتري |
الجوائز | |
زمالة جمعية الآثار (1951) زمالة جمعية الآثار |
عندما قُتل ستاركي عام 1938، أنهى الفريق الموسم ثم أغلق الموقع. وتطوعت أولغا لكتابة تقرير الحفر وقضت الـ 20 عاماً التالية في البحث وكتابة غالبية تقارير عمليات الحفر. يُعتبر عمل أولغا بمثابة “كتاب مرجعي بارز حول الآثار الفلسطينية”. وبمجرد نشر التقرير، أولت اهتمامها إلى فهرسة الجعران الفرغونية والأختام الأخرى.
حياتها المبكرة
ولدت أولغا توفنل في السادس والعشرين من شهر كانون الثاني من عام 1905 في سودبوري، سوفولك لعائلة ملّاك بارزة[2][3]. حيث كان والدها بوشامب لو فيفر توفنيل ملازماً ثانياً في الكتيبة الرابعة لفوج إسكس[4]. كما امتلكت والدتها، بلانش، مجموعة واسعة من العلاقات مع الطبقة المثقفة[5]. بالإضافة إلى العمل مع الجمعية الأنجلو-تشيكية[6]. كانت أولغا الطفلة الوسطى بين شقيقين هما جوليف جيلبرت توفنل ولويس دو سوماريز توفنل[7]. وقضت حياتها المبكرة في قرية ليتل والذام، وتعلمت في مدارس لندن وبلجيكيا قبل الذهاب إلى مدرسة الإنهاء في إيطاليا[6].
وعندما أكملت أولغا المدة المطلوبة في مدرسة الإنهاء في عام 1922، ذهبت لمساعدة صديقة والدتها المقربة هيلدا بيتري وزوجها السير فليندرز بيتري، في المعرض المخصص لاكتشافاتهما الأخيرة في كلية لندن الجامعية، وذلك قبل توليها وظيفة السكرتارية في المدرسة البريطانية للآثار في مصر[6]. كما شغلت منصب سكرتيرة هيلدا بيتري لمدة خمس سنوات، رغم أنها وصفت العمل عندها، وهو جمع التبرعات، بـ “الممل والرتيب” [8]. لكنها قضت أيضاً بعض الوقت في رسم وإصلاح الفخار[6]. من الواضح أن عمل أولغا أثار إعجاب السير فليندرز الذي قدم لها في نهاية عام 1927 فرصة لمساعدته في العمل الميداني عام 1928.[8]
البعثات الاستكشافية
لم ينضم السير فليندرز إلى الحملة الاستكشافية حتى عام 1929، لكنه بعث أولغا مع مجموعة من علماء الآثار الآخرين إلى قرية العثمانية، حيث أمضوا شهرين يسجلون النقوش المرسومة على قبور الحكام القدماء [6]. ثم انضمت أولغا مع عدد قليل من الزملاء، بمن فيهم جيرالد لانكستر هاردينغ، إلى البعثة الاستكشافية الأولية لذاك الموسم، والتي قادها جيمس ليزلي ستاركي في فلسطين. وخلال تلك الفترة، لم تشرف أولغا على عمل الفريق فحسب، بل كانت تدير عيادة مسائية للعمال والعائلات العربية أيضاً، فضلاً عن السكان المحليين الآخرين. وكانت عموماً تساعد نحو أربعين شخصاً يومياً إن تعرضوا لإصابات طفيفة أو آلام في المعدة [9]. انضم السير فليندرز إلى المجموعة في عام 1930، وسمح لأولغا بنشر اسمها بعد مراجعة عملها[6] وفي عام 1931، أثناء رحلة بيتري إلى تل العجول، اكتشفت أولغا مقبرة للهكسوس تحوي على مدفن للأحصنة[6].
في عام 1932، حصل ستاركي على تمويل من تشارلز مارستون وهنري ويلكم لبدء بعثة استكشافية إلى جانب بعثة بيتري التي انضمت إليها أولغا. ركّزت بعثة ويلكم–مارستون على التنقيب عن مدينة لاخيش القديمة، وهي حصنٌ مذكور في الكتاب المقدس. وعلى مدار السنوات الست المقبلة، توصل الفريق إلى بعض الاكتشافات المهمة، بما في ذلك رسائل لاخيش. لكن العمل توقف بسبب مقتل ستاركي في وقتٍ عمل فيه على افتتاح “متحف روكيفيلر” في القدس [10]. انتهى الفريق من البعثة خلال موسم 1938-1939، ثم أغلق الموقع بعد الانتهاء، وكتبت أولغا التقرير النهائي.[11]
العودة إلى لندن
قدمت مؤسسة ويلكم لأولغا بعض الغرف في مأوى سانت جونز في ريجنت بارك في لندن، حيث أُنشأ معهد الآثار التابع لكلية لندن الجامعية مؤخراً[10]. اضطرت أولغا للتوقف عن عملها على الفور تقريباً جرّاء اندلاع الحرب العالمية الثانية، حيث انضمت وقتها إلى إذاعة بي بي سي الناطقة بالعربية بسبب ارتباطها بالشرق الأوسط. كما أصبحت مراقبة للغارات الجوية في تلك الفترة أيضاً[10].
وعند انتهاء الحرب، عادت أولغا إلى عملها في كتابة التقارير. حيث نشرت النتائج المثيرة للجدل وخلصت إلى تقدير الفترة الزمنية بين المستويين الثاني (قبل الغزو البابلي على يد نبوخذ نصر) والثالث (قبل الغزو الآشوري على سنحاريب) والتي تصل لنحو 100 عام، وليس عقداً من الزمن كما اعتقد ستاركي [12]. بالرغم من أن الأغلبية العظمى ترجح اقتراح ستاركي، لكن الحفريات اللاحقة في عام 1973 تثبت صحة رأيها.[13]
في عام 1951، أصبحت أولغا زميلة في جمعية خبراء الآثار اللندنيين. وكانت فخورة بهذا الإنجاز ووصفته بأنه واحدٌ من أعظم إنجازاتها[14]. واصلت أولغا الدراسة وكتابة تقرير لاخيش لمدة 20 عاماً[15]، وكانت الطبعة النهائة بعنوان Lachish IV في عام 1957 [14]. واضطرت أولغا للتعامل مع الطلبات المتعلقة بالتنقيب أثناء كتابة التقرير، بما في ذلك توزيع اكتشافات لاخيش وإرسال بعض “الأواني غير المرغوب فيها” إلى متحف مدرسة[14]. ووُصف التقرير ذو المجلدات العديدة بأنه “كتاب مرجعي بارز حول الآثار الفلسطينية” [14].
حياتها لاحقاً
بمجرد نشر التقرير الكامل، صبت أولغا اهتمامها على دراسة الجعران الفرعونية، حيث عملت وقتها مع ويليام آيريس وارد[14]. استهجن العديد من العلماء مجال الجعران والأختام الفرعونية باعتباره “غير موثوق في التسلسل الزمني”، لكن أولغا سجلت بدقة أبعاد وأنماط القطع الأثرية. كما كانت من أوائل الداعين لاستخدام أجهزة الحاسوب لقياس الجعران، وكان من المفترض أن تقدم ورقة حول استخدام أجهزة الحاسوب بعد أيام قليلة من وفاتها في نيسان 1985[14]. وفي عام 1983، أي بعد مرور 50 عاماً على بدء الحفريات الأولى، دُعيت أولغا إلى موقع لاخيش لمشاهدة الحفريات الحديثة التي قامت بها جامعة تل أبيب، حيث استقبلها حشد مؤلف من 200 عالم آثار محلي [14] ورحبوا بها باحتفاء وحماس شديدين[16].
المراجع
- معرف المكتبة الوطنية الفرنسية (BnF): https://catalogue.bnf.fr/ark:/12148/cb12075080k — باسم: Olga Tufnell — العنوان : اوپن ڈیٹا پلیٹ فارم — الرخصة: رخصة حرة
- Burke, Bernard (1871). A genealogical and heraldic history of the landed gentry of Great Britain & Ireland. London: Harrison. صفحة 1417.
- Barnett, R. D. (1 January 1986). "Olga Tufnell". Archiv für Orientforschung. 33: 313–314. JSTOR 41662184.
- Infantry ( كتاب إلكتروني PDF ). The London Gazette. 23 January 1891. صفحة 422. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 5 فبراير 2017.
- MacDermot, John. "Olga Tufnell: Exploring Egypt and Palestine". Trowel Blazers. مؤرشف من الأصل في 9 مايو 201921 فبراير 2016.
- Drower, Margaret S. (January 1986). "Olga Tufnell, 1905–1985: an Appreciation and an Assessment". Palestine Exploration Quarterly. 118 (1): 1–4. doi:10.1179/peq.1986.118.1.1.
- Fox-Davies, Arthur (المحرر). Armorial Families: A directory of gentlemen of coat-armour (الطبعة 7th). London: Hurst & Blackett. صفحة 980.
- Tufnell, Olga (July 1982). "Reminiscences of a 'Petrie Pup". Palestine Exploration Quarterly. 114 (2): 81–86. doi:10.1179/peq.1982.114.2.81.
- "Girl's Experiences in Palestine: "Doctor" and Fairy Godmother: Looking after native helpers on expedition". Dundee Evening Telegraph. 2 August 1933. مؤرشف من الأصل في 09 ديسمبر 2019.
- Henry, Ros; Hankey, Vronwy (1 January 1986). "Obituary: Olga Tufnell (1904–1985)". Levant. 18 (1): 1–2. doi:10.1179/lev.1986.18.1.1. مؤرشف من الأصل في 06 أبريل 202021 فبراير 2016.
- Magrill, Pamela (2006). A Researcher’s Guide to the Lachish Collection in the British Museum ( كتاب إلكتروني PDF ). The British Museum. . مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 4 فبراير 201721 فبراير 2016.
- Geraty, Lawrence T. (1987). "Archaeology and the Bible at Hezekiah's Lachish". Andrews University Seminary Studies. 25 (1). مؤرشف من الأصل في 5 مارس 201621 فبراير 2016.
- Moorey, Peter Roger Stuart (1991). A Century of Biblical Archaeology (الطبعة Reprint). Westminster John Knox Press. صفحة 62. . مؤرشف من الأصل في 10 مارس 201621 فبراير 2016.
- Guttmann, William, المحرر (November 1983). "Palestine Archaeology Displayed" ( كتاب إلكتروني PDF ). Association of Jewish Refugees (AJR) Information. 38 (11): 2. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 4 فبراير 201721 فبراير 2016.
- Ussishkin, David (1978). "Lachish Renewed Archaeological Excavations: Lachish and the Previous Excavations" ( كتاب إلكتروني PDF ). Penn Museum. صفحة 18. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 11 يوليو 201721 فبراير 2016.
- "Miss Olga Tufnell". ذي تايمز. 22 April 1985. مؤرشف من الأصل في 05 يونيو 2019.