إدمون صبري (1921 ـ 28 مارس 1975) قاص وكاتب مسرحي عراقي، برز في خمسينيات وستينيات القرن العشرين.
إدمون صبري | |
---|---|
معلومات شخصية | |
تاريخ الميلاد | سنة 1921 |
تاريخ الوفاة | 28 مارس 1975 (53–54 سنة) |
سبب الوفاة | حادث مرور |
الحياة العملية | |
المدرسة الأم | جامعة بغداد |
المهنة | كاتب قصص قصيرة |
حياته
ولد إدمون صبري عام 1921 في بغداد لأسرة متوسطة الحال. وتعرف في بواكير حياته على أدب جبران والمنفلوطي و عبد الرحمن بدوي, و قرأ بالإنكليزية لكبار الأدب العالمي أمثال هيجو, زولا. غير أن عمالقة الواقعية الروسية مثل غوغول , غوركي , دوستوفسكي و سواهم كان لهم الأثر الأكبر في منهج إدمون صبري وأسلوبه.
عمل إدمون صبري في الصحافة العراقية بضع سنوات قبل أن ينشر أولى قصصه بعنوان (ماكو شاغر ) عام 1948 ,ثم يحصل على ليسانس التجارة والاقتصاد من جامعة بغداد عام1951 . نشر أول مجموعة قصصية عام 1952 بعنوان حصاد الدموع، لتتعاقب خلفها المسرحيات والقصص، فينشر عام 1957 قصة ( شجار) المأخوذ عنها فلم سعيد أفندي المختار كأفضل فلم عراقي، أخرجه كاميران حسني قام ببطولته يوسف العاني وعبد الواحد طه و أعقبها عام 1958 بقصة فلم ( من المسؤول ).
ويتواصل العطاء حتى شباط 1963 حيث يتعرض إدمون صبري للاعتقال والفصل من وظيفته في البنك المركزي العراقي على يد السلطة الشوفينية الانقلابية، ويتوقف عن النشر حتى عام 1967 ليعود و يسطر معاناته وأمثاله من المرغمين على العطالة في مسرحية بعنوان (أيام العطالة), قدمت لاحقا على قاعة المسرح القومي في بغداد, حيث كان في حينها قد عاد للعمل في قسم الترجمة في وزارة الإعلام، وليواصل إنتاجه الإبداعي حتى وفاته في 28 آذار عام 1975. في سنة 1952، أصدر صبري مجموعته القصصية الأولى "حصاد الدموع"، ومنذ ذلك الحين صار تقليدًا لديه أن ينشر مجموعة أو مجموعتين في العام، ثم انقطع عن النشر سنة 1963 ولمدة أربع سنوات، قبل أن يستأنف النشر سنة 1967. وكان صبري يغطي نفقات الطبع (أو بعضها) من الإعلانات التي ينشرها داخل كتبه.[1]
إدمون صبري الأنسان
حمل إدمون صبري هموم المسحوقين و المقهورين من الناس ودافع بحماس وبصدق غاليي الثمن عن حقوقهم بحياة كريمة حرة، فسخر قلمه ولأكثر من ثلاثين عاما في نشر الوعي بين الفقراء والمستغلين باعتبارهم أداة التغيير وغايته و ملقيا بالمسؤولية على سلطة الإستبداد والقمع باعتبارها حصن الإستغلال الطبقي ومصدر قوته. فإعتمد لغة انسيابية سلسة لنقل صورة الواقع البائس وإنتقى شخوصه من ذات البيئة ليقدم للقارئ مشهدا طريفا تارة، ومؤلما في أخرى، لكنه إستفزازي ومحرض دائما للرفض والمعارضة، وللثورة أحيانا. كما يظهر جليا في ( حكايات عن السلاطين) المنشورة بجزئين عام 1969 وعام 1973.
رغم العزلة الإعلامية و الضغوط السياسية و الصعوبات الإدارية التي فرضت عليه فقد ظل إدمون صبري وفيا لقرائه، أمينا لنهجه، بعيدا عن حلقات الرياء و المجاملة، باذلا شتى التضحيات ليقدم أدبا نزيها ورصينا
مجموعاته القصصية
- حصاد الدموع (1952): وهي مجموعته الأولى.[2]
- المأمور العجوز (1953)
- قافلة الأحياء (1954)
- كاتب وارد (1955)
- خيبة أمل (1956)
- شجار (1957)
- الخالة عطية (1958): قصة طويلة
- في خضم المصائب (1959)
- هارب من الظلم (1960)
- ليلة مزعجة (1960)
- خبز الحكومة (1961)
- زوجة المرحوم (1962): قصة طويلة
- عندما تكون الحياة رخيصة (1968)
- حكايات عن السلاطين (1969)
- أقاصيص من الحياة (1970)
- إدمون صبري: دراسة ومختارات: مجموعة مختارة من قصصه صدرت بعد وفاته عن دار الحرية ببغداد.
مسرحياته
- هارب من المقهى (1955): مجموعة مسرحيات قصيرة، تعد أقرب إلى القصص الحوارية منها إلى العمل المسرحي.
- الست حسيبة (1959)
- محكوم بالإعدام (1960): مسرحية طويلة
- أديب من بغداد (1962): مسرحية طويلة.
آراء في أدبه
يرى الدكتور عمر الطالب أن إدمون صبري يقف في الصفوف الامامية من كتاب القصة القصيرة من حيث الكم، إلا أنه ـ وفقًا للطالب ـ لا يحتل المكانة نفسها من حيث الجودة الفنية ولانجد تطورًا واضحًا عبر قصصه الكثيرة؛ فهي على نمط واحد من حيث الرتابة والشكل والمضمون، والعرض السردي هو الشكل الغالب، وشخصيات قصصه طليقة الملامح تحكمها الأقدار وتستسلم للأزمة التي تمزقها وللحدث الذي يسحقها دون أن تقاوم أو تحول دون تحطيمها له.[2]
أما عن مسرحياته، فيرى عمر الطالب أن مسرحياته أقرب إلى القصص الحوارية منها إلى العمل المسرحي، وأن مسرحيتيه الطويلتين "محكوم بالإعدام" و"أديب من بغداد" ضعيفتان من حيث الشكل والمضمون وتلعب الصدفة دورًا هامًا في تسيير أحداثهما، ويشيع فيها جو ميلودرامي يختفي معه منطق الأحداث وتقدُّم الروابط السبيبة لتمهيد السبيل أمام المفاجآت والوقائع المؤثرة. كما يرى الطالب أن مسرحياته تسود فيها مفاجآت مستنكرة ووقائع رهيبة تجافي الواقع وتتنكر للحياة الإنسانية، وأن شخصياته تتحول إلى مجرد أنماط من السلوك وضروب التصرف التي يسعى المؤلف إلى إبرازها لإظهار مساؤئ المجتمع وأخطائه، كما لا يعني إدمون صبري ـ على حد تعبير الطالب ـ بالصراع الداخلي، فتأتي تصرفات شخصياته مصطنعة ومتكلفة.[2]
رغم غزارة إنتاجه القصصي والمسرحي، لم يتمتع إدمون صبري بالعناية النقدية الواجبة، ويرجع ذلك في رأي بعض المختصين إلى عدم اهتمامه إلا بالرسالة الاجتماعية للقصة دون استغراق في تفاصيل الصنعة الفنية.[1]
يعد الأديب العراقي الرائد إدمون صبري واحدا من أبرز أعلام الأدب العراقي في القرن العشرين، لما قدمه خلال مسيرته الأدبية الطويلة من نتاجات غزيرة في مجال القصة والمسرح، ثم الترجمة، أثرت الحياة الأدبية العراقية و حازت إعجابا واهتماما محليا و عالميا رغم التعتيم والإقصاء[3]
وفاته
توفي إدمون صبري في 28 مارس 1975، في حادث وقع على الطريق تكريت بين الموصل وبغداد،[1] أثناء سفره إلى شمال العراق ليطلع فيها على أثار اتفاقية الجزائر المجحفة على الشعب الكردي، تاركًا تراثًا كبيرًا من القصص لم ينشر بعد.[2]
المراجع
- ياسم عبد الحميد حمودي: إدمون صبري: قاص الأجيال الماضية. ملاحق جريدة المدى اليومية. نسخة محفوظة 12 يونيو 2018 على موقع واي باك مشين.
- عمر الطالب: إدمون صبري (1921 ـ 1975). ملحق جريدة المدى اليومية. نسخة محفوظة 12 يونيو 2018 على موقع واي باك مشين.
- "إدمون صبري". www.goodreads.com. مؤرشف من الأصل في 4 أبريل 201918 ديسمبر 2018.