ولد في مدينة جوكجاكرتا سنة 1962م. وحصل على شهادة (البكالوريوس) في الهندسة -قسم التكنيك الجيولوجي سنة 1988م. ثم درس العلوم الدينية في المعهد الإسلامي (أولو الألباب) في مدينة بوغور بإشراف أحد العلماء البارزين في البلاد هو (د. ديدين حافظ الدين) من 1989م إلى 1991م. ثم حصل على درجة الماجستير في الإدارة سنة 2000م من جامعة (STIE) في جاكرتا. وهو الآن، بالإضافة إلى كونه ناطقاً رسمياً باسم حزب التحرير في إندونيسيا، يشغل مركز مدير مجمع البحث في الشريعة والاقتصاد والإدارة (SEM Institute) في جاكرتا، ومدير جامعة (HAMFARA) في جوكجاكرتا، وأستاذ في كلية الشريعة في الجامعة الإسلامية الحكومية في جاكرتا، وعضو في اتحاد العلماء المسلمين المركزي، وعضو في مجلس العلماء الإندونيسي المركزي. وهو يتكلم العربية والإنجليزية بالإضافة إلى لغة البلاد (الإندونيسية).
منذ نشأته، وقبل أن يتعرف على حزب التحرير، كان يفكّر في أمر المسلمين ويفكر بالعقيدة الإسلامية، ويفكر بالكون وبالشريعة الإسلامية، ما دفعه إلى الدراسة في معهد (أولو الألباب). ولكن هذه الدراسة لم تحل عنده المشاكل التي يراها عند المسلمين.
كان يفكر في أمور المسلمين الكبيرة وفي قضاياهم المصيرية، دون أن يعرف أن هذه هي الأمور الكبيرة والقضايا المصيرية. كان يقرأ في القرآن (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) وكان يقرأ في حديث الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): «المسلم أخو المسلم» ويقرأ: «تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» رواه البخاري. ولكنه يرى على أرض الواقع أن المسلمين ممزقون إلى بضع وخمسين مُزْقةً يسمونها دولاً!
كان يقرأ في القرآن الكريم (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ). ولكنه يرى على أرض الواقع أن المسلين لم يعودوا قادة الدنيا، ولم يعودوا يحملون الرسالة للناس، بل فقدوا ثقتهم بأنفسهم وبرسالتهم، وصاروا يقلّدون الكفار من المغضوب عليهم والضالّين!
كان يرى أن بلاد المسلمين فيها خيرات كثيرة، ولكن أعداء المسلمين ينهبون هذه الخيرات، ويبقى المسلمون في الفقر المُدْقِع.
كان يرى أن المسلمين كثير ولكن قِلَّةً من الكفار تسيطر عليهم، وتمزّق بلادهم، وتنهب ثرواتهم. ويقرأ حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا، فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمْ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ» رواه أبو داود. يقرأ هذا ويتعجّب كيف أن إندونيسيا التي فيها أكثر من 200 مليون مسلم تستطيع دولة صغيرة مثل هولندا التي لا يزيد سكانها عن 16 مليون نسمة أن تمزقها إلى قطع صغيرة وتتحكم بها!
ظلت هذه المسائل تشغل فكره إلى أن التقى بأحد شباب حزب التحرير الذي حدّثه عن الأمة الإسلامية، والخلافة الإسلامية، والقضية المصيرية للأمة الإسلامية، وكيف تعود هذه الأمة كما أرادها الله (خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)، وما أن سمع هذا الكلام حتى انشرح صدره وانبسطت أساريره، وصار يقول في نفسه: «وَجَدْتُهَا». وصار يدرس في حلقات الحزب، ويقرأ ما تصل إليه يده من كتب الحزب ومنشوراته، ويزداد اطمئناناً إلى صحة الطريق وصدق الفهم. إذ إن هذا هو ما كان يبحث عنه وقد لَقِيه. وصار من أعضاء الحزب النشيطين.
وحين حصلت انتخابات مجلس الولاية نجح وصار عضواً في هذا المجلس لسنوات عدة. وقبل بضع سنوات طلب منه أمير الحزب أن لا يترشح لانتخابات مجلس الولاية لأنه يريد أن يسند إليه مهمة أن يكون ناطقاً رسمياً باسم الحزب في إندونيسيا. وقد حصل هذا. وهو منذئذٍ ما زال يتولى هذا العمل، فيصدر التصريحات السياسية، ويصدر النشرات، ويرد على ما تكتبه بعض الصحف وما تصدره بعض وسائل الإعلام مما له علاقة بالحزب، أو مما له علاقة بالعمل الإسلامي، أو مما له علاقة بالفكر أو رعاية شؤون الناس، إذا كان في ذلك ما يحتاج إلى تصحيح فيرسم الخط المستقيم بجانب الخط الأعوج كي يظهر الحق من الباطل.
وأكثر من إصدار التصريحات والنشرات، فإنه يقوم بالاتصالات والزيارات الشخصية، ويقوم بالمناقشات الوجاهية في حمل الدعوة. وكذلك تطلب منه محطات تلفزيونية عدة إجراء مقابلات معه. وهناك مؤتمرات دولية تُعقَد في بلدان خارج إندونيسيا يدعونه إليها ليتكلم عن الحزب وبرنامجه وطريقته وهدفه. ويلبي ذلك حيث يرى خيراً في التلبية. بارك الله في أخينا إسماعيل يوسنطا، وفتح أمامه باب كل خير في الدعوة وختم له بسعادة رضى الله عنه.