الرئيسيةعريقبحث

إعمار المدن في عهد الخديوي إسماعيل


عمران المدن في عهد إسماعيل.

كان إسماعيل أثناء دراسته بباريس ميالاً إلي علوم الهندسة، ومن هنا اتجهت ميوله إلي تنظيم المدن وتخطيطها وتجميلها، وقد وجه جل عنايته في هذا الصدد إلي القاهرة والإسكندرية.

اعمار القاهرة

فمن أعماله في القاهرة إزالة تلال الأتربة التي كنت تحيط بها، والتي بدأ محمد على في إزالتها ن وتخطيط شوارع وميادين جديدة، كشارع الفجالة الجديد، وشارع كلوت بك، وشارع محمد علي، وشارع عبد العزيز، وشارع عابدين. وانشأ أحياء بأكملها، كحي الإسماعيلية، والتوفيقية، وعابدين، وميدان الأوبرا، ونظم جهات الجزيرة، والجيزة، بعد أن أنشأ بها القصور العظيمة، وأنشأ حديقة النبات بالجيزة. وكان لفتح الشوارع والميادين والأحياء الجديدة فضل كبير في توسيع المدينة وتجميلها، وتوفير الهواء النقي وتدبير الوسائل الصحية للسكان، وارتفاع قيمة الأراضي والمباني وازدهار العمران.

وأهم الأحياء التي أنشأها حي (الإسماعيلية)، وقد سمي باسمه، لأنه هو الآمر بإنشائه، وكانت جهاته من قبل أراضى خربة تحتوى على كثبان من الأتربة وبرك المياه، وأراضي سباخ، فخططها وأنشأ فيها الشوارع والحارات على خطوط مستقيمة، وأغلبها متقاطع علي زوايا قائمة، ودكت شوارعها وحاراتها بالحجر (الدقشوم)، ونظمت علي جوانبها الأرصفة، ومدت في أرضيها أنابيب المياه، وأقيمت فيها أعمدة المصابيح لإنارتها بغاز الاستصباح، فأصبحت كما يقول العلامة على باشا مبارك "من أبهج أخطاط القاهرة وأعمارها، وسكنها الأمراء والأعيان ".

وبنى مسرح الكوميدي ومسرح الأوبرا، ونسق حديقة الأزبكية تنسيقاً جميلاً. وانشأ كوبري قصر النيل البديع ليصل الجزيرة بمصر، وتم إنشاؤه على يد شركة فيف ليل vives lille الفرنسية سنة 1872، وتكلف 108.000 جنيه، والكوبري المسمى الكوبري الإنجليزي أو كوبري البحر الأعمى (كوبري الجلاء الآن) لوصل الجزيرة بالجيزة، وقامت بإنشائه شركة إنجليزية وتكلف 40.000 جنيه وتم إنشاؤه أيضاً سنة 18720 وردم بركة الرطلى وأنشأ بها الشوارع المستقيمة.

وأنشأ الطريق المعبد بين القاهرة والأهرام (شارع الهرم)، ورصفه بالحجارة، وكان إنشاؤه سنة 1869 لمناسبة زيارة الإمبراطورة أوجينى مصر لحضور حفلات افتتاح قناة السويس.

ومد أنابيب المياه في أحياء المدينة لتوزيع مياه النيل العذبة في البيوت بعد أن كان يحملها السقاءون في القرب.

وعنى بتعميم الكنس والرش في شوارع القاهرة، وأدخل نظام الإنارة بغاز الاستصباح، فاكسب المدينة بالليل بهجة وجمالاً وبهاء، وساعدت الأنوار على حفظ الأمن ليلاً. وهو أول من شرع في إقامة تماثيل العظماء في الميادين العامة تخليداً لذكراهم، فأمر بصنع التمثالين الكبيرين الذين يزينان أهم ميادين القاهرة والإسكندرية الأول لمحمد علي، وقد نصب في الإسكندرية والثاني لإبراهيم باشا وقد نصب في القاهرة سنة 1873. وعمر المسجد الحسيني، وأصلح ميدان الرميلة، الواقع بجانب القلعة، ووسعه وغرس به الأشجار وأوصله بشارع محمد علي فصار أفسح ميادين القاهرة. وأمر ببناء حمامات حلوان لما تبين من مزايا مياهها المعدنية الكبريتية، وعنى بعمران هذه المدينة وشيد بها قصراً فخماً وهو المعروف بقصر الوالدة على النيل، وخطط طريقاً معبداً من النيل إلي حلوان، ورغب إلي السرة سكناها، وأنشأ السكة الحديدية التي تصلها بالقاهرة وبلغ عدد سكان العاصمة في ذلك العهد 350,000 نسمة.

اعمار الإسكندرية

تكلمنا عن عمران الإسكندرية في عهد محمد علي، وقد ازدادت عمراناً في عهد إبراهيم وعباس، ثم في عهد سعيد الذي كان يحب الإقامة فيها، ويؤثرها على عاصمة البلاد، وقد جدد بها مسجد البوصيرى بالميناء الشرقي، وبلغ عدد سكانها في عهده نحو مائه ألف من السكان. وازداد عمرانها في عهد إسماعيل فاختط فيها شوارع جديده وأحياء جديدة، كشارع إبراهيم الممتد من مدرسة السبع بنات إلي ترعة المحمودية، وشارع الجمرك، وشارع المحمودية، وفتح ستة شوارع أخرى ممتدة بين سكة باب شرقي والطريق الحربي الذي كان يحيط بالمدينة.

وأنيرت أحياؤها بغاز الاستصباح بواسطة شركة أجنبية وأنشئت بلديتها للاعتناء بتنظيم شوارعها وللقيام بأعمال النظافة والصحة والصيانة فيها، وتم تبليط كثير من شوارع الإسكندرية، وعملت المجارى تحت الأرض لتصريف مياه الأمطار وغيرها، وعهد الخديوي إلي إحدى الشركات الأجنبية توصيل المياه العذبة من المحمود يه إلي المدينة وتوزيعها بواسطة وأبور مياه الإسكندرية.

وعمرت جهة الرمل في عهده عمراناً كبيراً، واتصلت بالمدينة بخط حديدى، وأنشأ بها الخديوي عدة قصور له ولذويه للإقامة بها في الصيف، واليه يرجع الفضل في جعلها مصيف القطر المصري، وفتح شارعاً عظيماً يبتدئ من باب رشيد وينتهي إلي حدود الملاحة بزمام (المندرة) ماراً بالسراي الخديوية بالرمل، طوله من باب شرقي إلي السراي 400 متر في عرض 12 متراً ومن السراي إلي الملاحة 4000 متر عرض ثمانية أمتار، ومد طريقاً من الملاحة إلي ترعة المحمودية. وأنشأ حديقة النزهة على ترعة المحمودية، وجعلها متنزهاً عاماً، وبنى سراي الحقانية التي أنشئت بها المحكمة المختلطة، وأصلح ميناء الإسكندرية، وبلغ عدد سكان المدينة في عهده 212,000 نسمة.

مراجع

موسوعات ذات صلة :