مملكة كوكو (حوالي 1515-1638)، مملكة بربرية في العصور الوسطى التي حكمت جزء كبير من منطقة القبائل الكبرى، والتي أسسها سيدي أحمد بالقاضي. امتدت سيادة المملكة من جبال الأطلس إلى السهول الجنوبية لمدينة الجزائر. كانت عاصمتها قرية كوكو، التي تستقر على الرعن، مع حوالي 15,000 نسمة. وكان لدى المملكة قوات تتألف من 5000 جندي، و1500 فارس.[1][2]
سلطنة كوكو | ||||||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
Tagelda n Kuku | ||||||||||||
مملكة جرجرة | ||||||||||||
علم | ||||||||||||
خريطة الجزائر في القرن 18
| ||||||||||||
عاصمة | اورير ايت منقلات | |||||||||||
نظام الحكم | ملكي | |||||||||||
اللغة | العربية | |||||||||||
الديانة | الإسلام | |||||||||||
سلطان | ||||||||||||
| ||||||||||||
التاريخ | ||||||||||||
|
الموقع
تاريخ "مملكة كوكو" هو جزء من حركة المعارضة السياسية لإيالة الجزائر في بعض مناطق الجزائر (سلطنة بني عباس في بلاد القبائل الصغرى، سلطنة تقرت واتحادات الصحراء والهضاب العليا) خلال فترة إيالة الجزائر.
وقرية كوكو هي قرية قبائلية من بلدية أيت يحي من دائرة عين الحمام، من ولاية تيزي وزو الجزائرية. تبعد حوالي 54 كم جنوب شرق مدينة تيزي وزو.
موقعها على الطريق الوطني رقم 71 بين بلدية عين الحمام وبلدية عزازقة.
بسبب موقعها بجبال جرجرة المعروفة بقمة لالة خديجة بارتفاع 2308م، فإن هذه القرية تطل على حوض وادي مسويا و واد سيباو و هذا ما جعلها تشرف على كل المنطقة الواقعة بين ايلولا ايمولا وواقنون و جعل منها موقعا عسكريا استراتيجيا وقد جعل منها أحمد ثم عمار من اسرة أوالقاضي القبائلية مركزا لامارة كوكو في القرن 16.
وقد اشتق اسم "مملكة كوكو" من المكان الذي أسست فيه.
تاريخ
تعود قصة المملكة إلى زمن بعيد وبالضبط إلى القرن الخامس عشر ميلادي،[3]حيث تأسست هذه المملكة على يد أحمد الغبريني الذي أرسله أبوه إلى المشرق العربي ليتزود بالعلوم الشرعية في إحدى جامعاتها ولقب بأبي العباس الغبريني. وبعد عودته إلى الجزائر عمل مدرسا في إحدى زوايا بجاية، سمع به أحد ملوك الحفصيين فاستدعاه طالبا منه تولي شؤون القضاء بهذه السلطنة فأصبح قاضي دولة الحفصيين ومنه لقب بآث القاضي نسبة إلى القاضي الغبريني ببجاية المشهور. وبعد انهيار المملكة توجه أحد هؤلاء المستشارين وهو بربري الأصل يدعى "سي اعمر" والذي ينتمي إلى عرش آث القاضي، إلى كوكو فتقلد زمام حكم جيوش القبائل، وكانت تمتد رقعة هذه السلطنة من وادي الصومام إلى الناصرية التي كانت تابعة لتيزي وزو، وقد دامت مدة حكمه حقبة زمنية طويلة قبل أن يقتل من طرف أخيه "سي احمد" الذي استولى على السلطة وكل إرثه. وبعد وفاة "سي اعمر"، دفن بقرية تزيط وأصبح ضريحه قبلة للزوار الذين يقصدونه من كل مكان ولاسيما في المناسبات، بعدها سافرت أرملة "سي اعمر" إلى اهلها بتونس بعد وفاة زوجها وهي تحمل جنينها في بطنها، وبعد ان استقرت بتونس انجبت طفلها (حند) وقد تزوجت بعدها من أحد وزراء الباي التونسي الأصل ليتعلم حند تحت إمارته أصول الحرب، وعندما بلغ سن الرشد رجع إلى جرجرة لينتقم لوالده ويأخذ مكانه في السلطة، حيث طلب من زوج أمه تزويده بترسانة عسكرية ليسترجع مملكة أبيه المغتال وبعدها رحل من "كوكو" إلى آث غبري قرب منطقة عزازڤة وحكم فيها مدة زمنية، ولما استقر به المقام قام وخيّر أتباعه من الجيش التونسي بين البقاء معه في المملكة وبين العودة إلى موطنهم الأصلي، اختاروا البقاء إلى جانبه واستوطنوا قرية تسمى ب"المقنية" التي لازالت باقية إلى يومنا هذا، وهو ما يؤكد حسب ما اوضحه لنا الخبير في التاريخ على مستوى القصبة بن مدور أن سكانها هم من أصل تونسي لينقسم عرشه إلى قسمين بعد وفاته.
اصل سلالة ملوك كوكو
يقول محمد بن مدور إن "مملكة كوكو" تناوب عليها 9 ملوك وهم من سلالة بني القاضي، سلالة بربرية من السلاطين حكمت في منطقة القبائل الكبرى وجبال جرجرة في الجزائر من 1511 - 1750م مقرهم جبل كوكو بجبال جرجرة بتيزي وزو. ترجع هذه العائلة في نسبها إلى الصوفي سيدي محند السعيد بن القاضي الذي أسس بمنطقة الصومام الزاوية المشهورة باسمه، واستطاع ابنه أبو العباس أن يحتل مكانة كبيرة بين أهالي مدينة الجزائر العاصمة. كانت المدينة تحكمها أسرة الثعالبة (عربية)، وهؤلاء السلاطين هم أبو العباس أحمد بن القاضي (1511 - 1527)، أحمد بن القاضي بن علي بن أحمد، قتل على يد أحد أتباعه، محمد بن القاضي (1527 - 1560) أحمد بن أحمد (1560 - 1583)، محمد بن أحمد (1583) عمر بن أحمد، عمر بن عمر (1598) أحمد بن عمر التونسي (1632 - 1696)، علي بن أحمد (1696 - 1750)
كوكو والدولة العثمانية
تشير بعض المصادر التاريخية إلى أن "مملكة كوكو" تكن عداء للسلاطين العثمانيين، حيث دخلوا معهم في حروب حامية، ويذكر في كتاب بن مدور أنه ولشدة الكراهية التي طبعت علاقة كوكو بالعثمانيين فقد قيل إن معركة طاحنة بين جيش مملكة كوكو والعثمانيين أسفرت على أسر أحد جنود العثمانيين فقتلوه ودفن عند مدخل قرية تسمى "أسلوم"، وكان كل من يدخل هذه القرية يقوم ببصق قبره والتبول عليه. بعد أن احتل الإسبان مدينة جيجل ومناطق أخرى وأصبحوا يهددون مدينة الجزائر العاصمة، فوض أهالي المدينة أبو العباس وأرسل لمقابلة السلطان العثماني سليمان القانوني. بعد فترة الود القصيرة، دخل أبوالعباس في صراع مع القائد العثماني خير الدين بربروس، تمكن سنة 1520م أن يستولى على مدينة الجزائر، ولقب ملكا على البلاد. إلا أن خير الدين عاد سنة 1527م، واستطاع أن يقتل أبو العباس في نفس السنة وحكم أبناء أبوالعباس من بعده مناطق جبلية وعرة في منطقة القبائل، كان مقرهم في قلعة جبل كوكو، دخلوا في صراع مع جيرانهم (سلاطين بني عباس المقراني)، وتعرضوا لغزوات الأتراك مرات عدة، انتهى أمرهم سنة 1750م، عندما قضى عليهم داي الجزائر.
زفاف ابنة ملك كوكو إلى قائد الأميرالية علي بتشين
يقول الأستاذ بن مدور، واستنادا إلى مصادر تاريخية، إن العلاقة العدائية الموجودة بين ملوك كوكو والعثمانيين عرفت تحسنا بدليل زواج علي بتشين وهو قائد الأميرالية في العهد التركي مع ابنة أحمد الغبريني، وفي يوم زفافها فقد أتى بها موكب يجره جيش جرار ولما وصلوا إلى الجزائر العاصمة استقر بهم المقام بأعالي جبل باب الوادي أي خارج أسوار مدينة الجزائر القديمة، ومنه أخذ هذا المرتفع اسم جبل كوكو إلى وقتنا الحالي.
كوكو ضمن التراث الوطني المحمي
من أجل حماية التراث المادي وحفظه من الضياع والاندثار فقد تم تصنيف منطقة كوكو، مؤخرا، ضمن التراث الوطني المحمي، ولحماية الثروة الغابية من الحيوانات التي تعيش فيها تم إنشاء الحظيرة الوطنية لجرجرة بمقتضى مرسوم رقم 83460 المؤرخ في 23 جويلية 1983م، والتي تقدر مساحتها ب 18550 هكتار.
المراجع
-
Berber Government: The Kabyle Polity in Pre-colonial Algeria (باللغة الإنجليزية). I.B. Tauris. 2014.
165
- Histoire de l'Afrique du Nord: Des origines à nos jours (باللغة الفرنسية). Editions du Rocher. 2 juin 2016. صفحة 736. .
216
- Choueiri, Youssef M. (2008-04-15). A Companion to the History of the Middle East. John Wiley & Sons. . مؤرشف من الأصل في 10 ديسمبر 2019.
Le Djurdjura à travers l'histoire : depuis l'Antiquité jusqu'à 1830 : organisation et indépendance des Zouaoua (grande Kabylie) Auteur : Boulifa, Ammar ou Saïd (1865-1931) Éditeur : J. Bringau (Alger) Date d'édition : 1925