الرئيسيةعريقبحث

إمبراطورية بحر الشمال

مملكة تاريخية حكمها كنوت العظيم

☰ جدول المحتويات



إمبراطورية بحر الشمال أو الإمبراطورية الأنغلو-إسكندنافية مصطلحان يستخدمهما مؤرخون للإشارة إلى اتحادٍ شخصيّ بين إنغلترا والدنمارك[a] وأحياناً النرويج في معظم الفترة ما بين عامي 1013 و 1042 في عصر الفايكنغ.[1] كانت هذه الإمبراطورية الشمالية التي زالت بسرعة إمبراطوريةً بحرية، أجزاؤها مرتبطة ومعتمدة على البحر.[2]

إمبراطورية بحر الشمال
Nordsøveldet
Nordsjøveldet
إمبراطورية بحر الشمال
اتحادٌ شخصيّ بين الدنمارك، والنرويج، وإنغلترا
→ [[ملف:Wessex dragon.svg|وصلة=مملكة إنغلترا|border|30px]]
 
→
[[ملف:Raven Banner.svg|وصلة=مملكة الدنمارك|border|30px]]
 
→ [[ملف:Raven Banner.svg|وصلة=مملكة النرويج (872–1397)|border|30px]]
1013 – 1042 [[ملف:Wessex dragon.svg|وصلة=إنجلترا الأنجلوسكسونية|border|30px]] ←
 
[[ملف:Raven Banner.svg|وصلة=تاريخ الدنمارك|border|30px]] ←
 
[[ملف:Raven Banner.svg|وصلة=مملكة النرويج (872–1397)|border|30px]] ←
إمبراطورية بحر الشمال
راية الغراب التي استخدمها كنوت العظيم كالعديد من القادة الإسكندنافيين
إمبراطورية بحر الشمال
شعار
Cnut lands.svg
الأراضي الخاضعة لكنوت العظيم الأراضي النرويجية: يمتلاند، وهريدالن، وإيدره، وسيرنا، غير مُدرجة في هذه الخريطة.

عاصمة ريبه، الدنمارك
نظام الحكم اتحاد شخصي ملكي
اللغة الرسمية الدنماركية 
لغات مشتركة الشمالية القديمة، الإنغليزية القديمة
الديانة النصرانية، الوثنية الشمالية
الملك
التاريخ
الفترة التاريخية عصر الفايكنغ
سوين فوركبيرد يحتلُ إنغلترا 1013
معركة أساندون، وكنوت العظيم يصبحُ ملك إنغلترا 1016
كنوت العظيم يُصبحُ ملك الدنمارك 1018
معركة هيلغه-أُوه 1026
موت هارديكانوت 1042

كان سوين فوركبيرد أول ملكٍ وحّدَ جميع الممالك الثلاث، عندما احتل إنغلترا في 1013، وكان ملك الدنمارك منذ سنة 986 وملك النرويج منذ سنة 1000. توفيَ في السنة التي تلت سنة احتلاله إنغلترا وانقسمت مملكته. حازَ ابنه كنوت العظيم على إنغلترا في سنة 1016، وعلى الدنمارك عام 1018، وعلى النرويج عام 1028. تُوفي سنة 1035 وانقسمت مملكته مرةً أخرى؛ لكن خليفته في الدنمارك هارديكانوت ورِثَ إنغلترا عام 1040 وحكمها حتى وفاته. عندما حكم كنوت العظيم الممالكَ الثلاث (1028–1035) في أوج قوته، كان أقوى حاكمٍ في أوروبا الغربية بعد الإمبراطور الرومانيّ المقدس.[b]

تشكيل الدولة

إنغلترا

كنوت الابن الأصغر سوين فوركبيرد. عندما ماتَ أبوه في 3 شباط 1014 أثناء اقتحام إنغلترا، كنوت الذي تُركَ في قيادة الأسطول في نهر الترينت هلل الدنماركيون له، في حين أن سوين كان في جنوب إنغلترا. رغم أن الإقتحام فشل، لم يكن رجال مملكة ليندسي - الذين وعدوا بتوفير خيول لغارةٍ تكتيكية - مستعدين قبل أن أعاد النبلاءُ الإنغليز تنصيب الملك إثيلريد، الذي أُرسلَ سابقاً إلى المنفى، بعد إجباره أن يحكم بصرامةٍ أقل.[4]

أصبحَ هارالد الثاني أخ كنوت ملكَ الدنمارك؛ لكن بمساعدة من إريك هوكونسون النرويجي، شنَّ كنوت حملةً بحرية بنفسه وعادَ إلى إنغلترا في صيف 1015. تقسّم الإنغليز بمؤامرة من الملك وابنه ونبلاءٍ آخرين، في غضون 4 أشهر أعلنَ أحد أبناء إثيلريد ولاءَهُ لكنوت وسيطر على وسكس، القلبُ التاريخي للملكة. تُوفي إثيلريد في 23 نيسان 1016 قبل خوض المعركة الحاسمة من أجل لندن. اختارَ اللندنيون إدموند مليكاً لهم، في حين أن معظم النبلاء التقوا في ساوثهامبتون وأقسموا الولاء لكنوت. حاصرَ كنوت لندن؛ لكنه اضطر لفك الحصار ليتزود بالمؤن، وهُزم على يد إدموند في معركة أُتفورد، ورغم أنه لاحقَ الدنماركيين بما أنهم أغاروا على إسكس، إلا أنه هُزم في معركة آساندُن. عقدَ إدموند مع كنوت إتفاقاً، احتفظَ بموجبه بوسكس ويحكم كنوت كل إنغلترا شمال نهر التايمز. لكن إدموند توفيَ في 30 أيلول 1016، تاركاً كنوت مَلِكَ إنغلترا.[5]

رسّخ سلطته في صيف 1017 من زواجه بإيما أرملة إثيلريد، رغم أنه تزوج سابقاً امرأةً إنغليزية نبيلة، إلفغيفو من نورثامبتون.[6] في عام 1018، حمّل أسطوله بالمال - خصوصاً من سكان لندن - وحصل على الاعتراف الكامل لملكه على إنغلترا.[7]

الدنمارك

توفيَ الملك هارالد بلا عقب في سنة 1018 أو 1019، تاركاً البلاد بلا ملك. كان كنوت وليَ عهد أخيه وذهبَ إلى الدنمارك في عام 1019 للمطالبة بها. بينما كان في الدنمارك، أرسلَ خطاباً إلى رعاياه في إنغلترا قالَ فيه أنه مسافر ليتجنب "خطراً" غير محدد،[8] وعادَ فقط لقمع التمرددات في مهدها.[9] تذكرُ إحدى السرديات الإخبارية الدنماركية أن الدنماركيين خلعوا هارالد سابقاً لصالح كنوت، ثم أعادوا هارالد بسبب غيابات كنوت المتكررة، إلا أن أصبح كنوت ملكاً في نهاية المطاف بعد وفاة أخيه.[10]

رأى ملكُ السويد أنوند يعقوب وملكُ النرويج أولاف الثاني المملكةَ الأنغلو-دنماركية تهديداً، فاستغلا وجود كنوت في إنغلترا لمهاجمة الدنمارك في سنة 1025 أو 1026، واشترك معهما وصي عرش كنوت في الدنمارك أولف يارل، وأخيه أيضاً. استولى كنوت على أسطول أولاف على حين غرة ونقل المعركة إلى الأسطول السويدي في معركة نهر هيلغه.[11] نتائج المعركة بدقة محل خلاف؛ لكن كنوت خرج بشكلٍ أفضل، وهرب أولاف وأُبعد الخطر عن الدنمارك.[12][13]

في عام 1027، سافرَ كنوت إلى روما، لكيفر عن ذنبه بقتل يارل أولف في عيد الميلاد المجيد السابق، ولحضور تتويج كونراد الثاني إمبراطوراً رومانياً مقدساً وإظهار أهميته حاكماً. حصل على إعفاء من الرسوم المفروضة على الحجاج الذين يسافرون إلى روما من شمال أوروبا، ومن الرسوم البابوية على المطارنة الإنغليز الحاصلين على الباليوم (صدرية دينية)، وبدأ أيضاً بعلاقاتٍ مع كونراد أدت إلى زواج هنري ابن الإمبراطور وغونهيلدا بنت كنوت، قبل ذلك، تنازل الإمبراطور للدنمارك عن شلسفيغ وعن قطاعٍ من الأراضي الدنماركية التاريخية بين هيديبي وإيدر التي كان قد احتلها الألمان لتكون منطقةَ عازلة في وجه الدنماركيين.[14][15]

النرويج

وسعَ أولاف الثاني سلطته عبر النرويج، بينما كان اليارلُ إريك مع كنوت في إنغلترا.[16] ترجع عدواته تجاه كنوت إلى الماضي: كان إثيلريد عائداً إلى إنغلترا في أسطولٍ زوده أولاف.[17] في سنة 1024، عرض كنوت على أولاف أن يدعه يحكم النرويج على أن يكون تابعاً له؛[18] لكن بعد نهر هيلغه، بدأ كنوت تقويض حكم أولاف الذي لم يكن يحظى بشعبية من خلال الرشوة، وفي سنة 1028 انطلق مع 50 سفينة لإخضاع النرويج. إنضمت إليه مجموعةُ سفنٍ كبيرةٌ، وانسحب أولاف إلى خليج أوسلو، بينما أبحر كنوت على طول الساحل، أرسى سفنه في أماكن مختلفة وتلقى أيمان الولاء من شيوخ القبائل المحليين. في نهاية المطاف، في نيداروس (تروندهايم الآن)، أُعلن ملكاً في إيراثينغ (Eyrathing)، وخلال شهورٍ قليلة فرّ أولاف إلى السويد.[19][20][21]

في سنة 1030، حاولَ أولاف العودة؛ لكن الشعب في منطقة ترودنهايم لم يرغب بعودته، ثم هُزم وقُتل في معركة ستيكلستاد.

حواشي

  1. Denmark at the time included parts of what is now السويد.
  2. As one historian put it: "When the 11th century began its fourth decade, Canute was, with the single exception of the Emperor, the most imposing ruler in Latin Christendom. ... [H]e was lord of four important realms and the overlord of other kingdoms. Though technically Canute was counted among the kings, his position among his fellow-monarchs was truly imperial. Apparently he held in his hands the destinies of two great regions: the British Isles and the Scandinavian peninsulas. His fleet all but controlled two important seas, the North and the Baltic. He had built an Empire."[3]

مراجع

  1. Andreas D. Boldt, Historical Mechanisms: An Experimental Approach to Applying Scientific Theories to the Study of History (Routledge, 2017), pp. 125 and 196.
  2. Terence R. Murphy, "Canute the Great", in F. N. Magill, ed., Dictionary of World Biography, Volume 2: The Middle Ages (Routledge, 1998), pp. 201–205.
  3. Laurence Marcellus Larson, Canute the Great: 995 – c. 1035 and the Rise of Danish Imperialism During the Viking Age, New York: Putnam, 1912, ممرإ 223097613, p. 257. "Canute+the+Great"&cd=6 نسخة محفوظة 27 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
  4. Frank Stenton, Anglo-Saxon England, 3rd ed. Oxford: Clarendon, 1971, (ردمك ), p. 386.
  5. Stenton, pp. 388–93.
  6. Stenton, p. 397.
  7. Stenton, p. 399: "It is with the departure of the Danish fleet and the meeting at Oxford which followed it that Cnut's effective reign begins".
  8. Stenton, p. 401.
  9. Palle Lauring, tr. David Hohnen, A History of the Kingdom of Denmark, Copenhagen: Høst, 1960, ممرإ 5954675, p. 56.
  10. Edward A. Freeman, The History of the Norman Conquest of England: Its Causes and its Results, Volume 1 Oxford: Clarendon, 1867, p. 404, note 1. نسخة محفوظة 27 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
  11. Stenton, pp. 402–04.
  12. Jim Bradbury, The Routledge Companion to Medieval Warfare, London: Routledge, 2004, (ردمك ), p. 125. نسخة محفوظة 27 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
  13. Philip J. Potter, Gothic Kings of Britain: The Lives of 31 Medieval Rulers, 1016–1399, Jefferson, North Carolina: McFarland, 2009, (ردمك ), p. 12. نسخة محفوظة 27 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
  14. Stenton, pp. 407–08.
  15. Viggo Starcke, Denmark in World History, Philadelphia: University of Pennsylvania, 1962, p. 282.
  16. Stenton, pp. 402–03.
  17. Herbert A. Grueber and Charles Francis Keary, A Catalogue of English Coins in the British Museum: Anglo-Saxon Series, Volume 2, London: Trustees [of the British Museum], 1893, p. lxxvii. نسخة محفوظة 27 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
  18. Starcke, p. 284.
  19. Stenton, p. 404.
  20. Starcke, p. 289.
  21. Karen Larsen, A History of Norway, The American-Scandinavian Foundation, Princeton, New Jersey: Princeton University, 1948, repr. 1950, ممرإ 221615697, p. 104.

موسوعات ذات صلة :