الرئيسيةعريقبحث

ابن الطيب البوشيخي البكري


☰ جدول المحتويات


ابن الطيب البوشيخي البكري
معلومات شخصية
الميلاد سنة 1780 

اسمه ونسبه

هو المجاهد أبو الشهداء، الشيخ بن الطيب البوشيخي البكري[1] (و الشيخ اسمه وليس لقبا له) [2] جده السادس هو الشيخ عبد القادر بن محمد السماحي المتوفى سنة 1025 هـ مؤسس الطريقة الشيخية بـ فجيج بالمغرب[3]، ينتهي نسبه إلى الصحابي الجليل أبي بكر الصديق رضي الله عنه..

تاريخ ومكان الميلاد والوفاة

ازداد الشيخ بن الطيب البوشيخي سنة 1780م بـ الشلالة الظهرانية (ولاية النعامة -الجزائر-) وتوفي في 15 يوليوز 1870م بمكان يسمى وزدات جنوب عين بني مطهر بشرق المغرب.

جهاده

يعتبر الشيخ بن الطيب مُفجر ثورة أولاد سيدي الشيخ الشهيرة ضد الاحتلال الفرنسي فهو أول من أطلق رصاصة البداية لثورة ستمتد لما يقرب من ستة عقود تعاقب على قيادتها عدة زعماء ينتمون كلهم إلى قبيلة أولاد سيدي الشيخ[4]، هذه القبيلة التي أرغمت الاحتلال الفرنسي على تجنيد العديد من فيالقه العسكرية لمجابهتها وحفزت الكثير من كتابه للبحث في تركيبتها وتتبع كل صغيرة وكبيرة عنها، فكان لها الحظ الأوفر من حيث الكتابات التي صدرت عن حركات المقاومة في شمال أفريقيا وذلك لطولها ولكثرة الأحداث والعمليات العسكرية التي صاحبتها[5].

الطريقة الشيخية

كان إشعاع الطريقة الشيخية الصوفية يغطي غرب الجزائر وشرق المغرب منذ بدية القرن العاشر الهجري، وبعد وفاة مؤسسها الشيخ عبد القادر بن محمد السماحي (1025هـ)استمرت مشيخة الزاوية في ابنه الحاج أبي حفص، ثم أخيه الحاج عبد الحكم، ثم انتقلت المشيخة في حفدته، إلا أن خلافا نشب بينهم جعل الزاوية الشيخية تنقسم إلى اثنتين الزاوية الشيخية الشرقية وشيوخها من ذرية الحاج ابي حفص والزاوية الشيخية الغربية وشيوخها من ذرية الحاج عبد الحكم، وهكذا وصلت مسؤولية الزاوية الشيخية الغربية إلى الشيخ بن الطيب سنة 1818م بعد مرورها بآباءه وأجداده[6].

النشاط السياسي والجهادي

كانت قبيلة أولاد سيدي الشيخ من القبائل المغربية التابعة لسلاطين المغرب، وكانت أراضيهم ضمن الأراضي المغربية وكانت قبائل كثيرة مجاورة لهم تربطهم بها وشائج روحية إذ كان أغلبهم من أتباع الطريقة الشيخية، ولما أخضع الاحتلالُ الفرنسي شمال الجزائر له، زحف سنة 1845 م إلى جنوبها فاستعد له أولاد سيدي الشيخ والقبائل الحليفة لهم وهم قبيلة الطرافي، حميان، العمور، أولاد جرير، ذوي منيع، بني قيل، وغيرهم[7].

و كانت معركة الشريعة في 2 ماي 1845م أول معركة بزعامة الشيخ بن الطيب يخوضها أولاد سيدي الشيخ ضد جيوش الاحتلال الفرنسي بقيادة الجنرال Gerry جيري[8].

معاهدة لالة مغنية

كانت هذه المعركة تعبيرا عن رفض أولاد سيدي الشيخ لبنود معاهدة لالة مغنية بين فرنسا والمغرب (18 مارس 1845م)و التي جاءت بعد هزيمة المغرب في معركة إيسلي (14 غشت 1844م)وهي المعاهدة التي ابتزت بها فرنسا حقوق المغرب في أراضيه ومواطنيه، ووضعت بذلك حجر الأساس لاقتطاع ما شاءت من أراضي المغرب وإلحاقها بالجزائر التي كانت تعتبرها مقاطعة فرنسية، وكان أولاد سيدي الشيخ أول الضحايا فقد قسمتهم المعاهدة إلى قسمين مغاربة وجزائريين، وكان على أولاد سيدي الشيخ الغرابة (أي المغاربة) أن يُهَجَّرُوا من أرضهم التي أصبحت جزائرية وهو بمعنى آخر أن يُعَرَّضُوا لـ التهجير القسري[9].

واصل الشيخ بن الطيب مقاومته رافضا هذا الواقع المجحف، وكرد فعل فرنسي على هذا التحدي، هاجم الجنرال كافينياك لويس أوجين كافينياك قرى أولاد سيدي الشيخ الغرابة ونفذ مذبحة وصفها الطبيب المرافق له الدكتور فليكس جاكو وأثبت في كتابه ما قام به جنود كافينياك من قتل وحرق وتخريب خصوصا في قرية أم قرار التحتانية يوم 27 أبريل 1847م وكرد فعل قام به أبو الفضل عبد الرحمن بن هشام ملك المغرب فقد عين في مطلع 1849م الشيخ بن الطيب خليفة للسلطان بالمناطق الشرقية الجنوبية المغربية وهو تعبير واضح من السلطان بصفته أمير المؤمنين عن الإذن لزعيم أولاد سيدي الشيخ الغرابة الشيخ بن الطيب بإعلان الجهاد ومقاومة المحتلين [10].

أوفد الشيخ بن الطيب ممثلين عنه إلى السلطان لتوضيح أمر الأراضي والقرى التي اقتطعتها معاهدة لالة مغنية من أولاد سيدي الشيخ الغرابة وألحقتها بالجزائر، إلا أن الضغوط الفرنسية الهائلة التي تعرض لها السلطان وهو مِنْ مكان ضعف نظرا لترهل الدولة اقتصاديا وعسكريا وسياسيا، ونظرا للمكانة التي كانت تحتلها فرنسا إذاك كدولة عظمى في جميع المجالات إذ كانت في أوج نهضتها، كل ذلك جعل توقيع المعاهدة أمرا مفروضا[11].

دعم السلطان مولاي عبد الرحمان للمقاومة

عاد الشيخ ابن الطيب إلى المقاومة بدعم من السلطان مولاي عبد الرحمان، ولما رأى الاحتلال أن أولاد سيدي الشيخ والقبائل الموالية لهم يقفون سدا منيعا أمام تقدمه، ضغط بالطرق الدبلوماسية على السلطان طالبا منه بإلحاح إلقاء القبض وسجن الشيخ بن الطيب الذي اتهمته السلطات الفرنسية بأنه يعكر الأجواء وينغص حسن الجوار بين الدولتين الفرنسية والمغربية، وتحت الضغوط الهائلة استدعى السلطان الشيخ بن الطيب في أواخر سنة 1849م إلى فاس ووضعه تحت الإقامة الجبرية، وبعد هدوء العاصفة اطلق سراحه بعد أن أخذت منه الوعود على التزام الحياد.

بعد عودته ألى الحدود المغربية الجزائرية عاد الشيخ بن الطيب إلى المقاومة، فألقى المخزن المغربي القبض على ثلاثة من أبنائه بـ وجدة بالمغرب وأخذهم كراهن للضغط عليه حتى ينصاع إلى الأوامر بالتخلي عن المقاومة، في هذه الأثناء اندلعت ثورة أبناء عمومته أولاد سيدي الشيخ الشراقة(التابعين للجزائر) في 8 أبريل 1864م بقيادة سليمان بن حمزة زعيم أولاد سيدي الشيخ الشراقة وشيخ الزاوية الشيخية الشرقية[12].

انطلقت الثورتان واتسعت رقعة العمل الجهادي واتقدت الحمية في جل القبائل، والتقت الثورتان في عدة معارك مشتركة بينهما، إلا أن خلافات قديمة كانت تحول دون التحامهما واتحادهما.

بعد وفاة السلطان مولاي عبد الرحمان بن هشام بويع ولي عهده سيدي محمد الرابع (علوي) سلطانا للمغرب، وكان أن جدد تعيين الشيخ بن الطيب خليفة له على المناطق الشرقية، في إشارة إلى أنه كان داعيا وداعما لمقاومة الاحتلال الفرنسي الذي احتل التخوم الشرقية المغربية، إلا أن السلطات الفرنسية عاودت الضغوط الدبلوماسية على السلطان لوقف مقاومة أولاد سيدي الشيخ الغرابة بزعامة الشيخ بن الطيب ويقول الضابط نويل في أحد تقاريره " لما قلد السلطان مولاي محمد سيدي الشيخ بن الطيب قيادة البدو المغاربة الموجودين بالحدود الشرقية، كان واعيا بأن إعطاء هذه المهمة لهذا الشخص بالذات، المعروف بعداءه لنا، هو موقف يخالف مصالحنا، وما فتئت عواقب هذا التعيين أن طفت على سطح الأحداث، خصوصا عندما تسلم الخليفة السلطاني الجديد لائحة أسماء القبائل التي ستكون تحت إمرته ومن بينها احميان الجنبة والعمور الذين يعدون مغاربة حسب اتفاقية لالة مغنية، ولكنهم في الواقع تابعون لنا منذ عدة سنوات، وبقي سيدي الشيخ بن الطيب عدونا القديم الذي يقف ضد النفوذ الفرنسي وبقي اسمه جاذبا ومستقطبا لكل الأشرار والمخربين في الجنوب الوهراني"[13].

خاض الشيخ بن الطيب عدة معارك ضد الفرنسين وضد القبائل الموالية لهم منها ما اشترك فيها مع اخوانه أولاد سيدي الشيخ الشراقة، ومنها ما خاضها مع القبائل التابعة له ومن ذلك معركة بن حطاب في 26 أبريل 1864م (مشتركة بين الغرابة والشراقة) معركة كروز شمال فجيج في 31 مارس 1870م التي استشهد فيها ابنه مول الفرعة.

معركة عين الشعير في الجنوب المغربي في 24 أبريل 1870م وهي آخر معاركه، خاضها وهو شيخ كبير على رأس مقاتليه جنبا إلى جنب مع سكان عين الشعير الذين هاجمتهم القوات العسكرية الفرنسية في حملتها على الجنوب المغربي بقيادة الجنرال ويفن Emmanuel Félix de Wimpffen محاولة منه ضرب المقامة في قاعدتها الخلفية.

وفاة الشيخ بن الطيب

و في 15 يوليوز 1870م توفي الشيخ بن الطيب وخلَفَهُ في زعامة المجاهدين أبناؤه الاربعة الذين استشهد منهم ثلاثة تباعا بعده، فاستحق بذلك لقب " المجاهد أبو الشهداء"، كما استشهد بعده ابن أخيه سليمان بن قدور البوشيخي البكري أحد زعماء الغرابة الذي لعب دورا بارزا في أحداث تلك الحقبة من تاريخ المغرب.

عندما توفي الشيخ بن الطيب كان ابناؤه الثلاثة لا يزالون في سجن فاس على خلفية الضغوط التي كانت السلطات الفرنسية تمارسها بعناد على المخزن المغربي، وذلك لإرغام الشيخ بن الطيب على وقف المقاومة والاستسلام لشروط الاحتلال، ولما وصل نبأ وفاته إلى مسمع السلطان أمر بإطلاق سراح ابنائه معترفا بسجنهم تلبية لرغة الفرنسيين، ومثنيا على أبيهم الذي كانت له مكانة مرموقة لدى السلطان وبعث بهذه الرسالة إلى ممثله بـ طنجة لإبلاغها إلى سفير فرنسا وهذا نص الرسالة

خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش وفقك الله وسلام عليك وبعد، فإن أولاد سيدي الشيخ (أي الشيخ بن الطيب) المسجونين بفاس لم نقبضهم إلا مساعدة للفرنصيص من غير أن يرتكبوا ما يستوجب القبض عليهم، وقد عزمنا على تسريحهم إن شاء الله، وعليه فاعلم باشدور الفرنصيص بطنجة بذلك ليكون على بال وأبوهم الذي كان معتبرا توفي وبقي أولاده اعزمنا على تسريحهم لمقابلة أمور إخوانهم الصغار إن شاء الله والسلام .... 7رجب 1287 هـ

جاء تقرير سلطات الاحتلال على إثر وفاة الشيخ بن الطيب هكذا

توفي هذا الشيخ الكبير، زعيم أولاد سيدي الشيخ الغرابة، بعد أن عاش حياة غير مستقرة قضى معظم حياته على التراب المغربي، وكان يقف وراء ضروب المكائد التي حيكت ضدنا. كان ملجأ للمتمردين علينا يجدون لديه الدعامة والعون، كما كان يدفع بقبائل الجنوب إلى الوقيعة بالقبائل الموالية لنا، وباختصار، كان كله حرص دائم على خلق المتاعب لنا في هذه الناحية من الصحراء[14].

المراجع

  1. أولاد سيدي الشيخ، تأليف محمد ابن الطيب البوشيخي /مطبعة الجسور وجدة 2009
  2. أولاد سيدي الشيخ، ص 247، تأليف محمد ابن الطيب البوشيخي طبعة الجسور وجدة 2009
    <references></references>
    <references/>
  3. معلمة المغرب جزء 19 ص 6496إلى 6497 تأليف مجموعة من المؤلفين.
  4. فجيج القرن التاسع عشر ص 485 تأليف أحمد مزيان، مطبعة فجر السعادة1988م
  5. Les Ouleds sidi cheikh ,Jaques GUIBERT page 31
  6. Un soufi Sidi Cheikh ,Si Hamza boubaker page 146
  7. DPSENOA par Delamartinier et De la Croix page 792
  8. أولاد سيدي الشيخ ص 257 لمؤلفه محمد ابن الطيب البوشيخي
  9. توات في مشروع التوسع الفرنسي بالمغرب ص230 لمرلفه أحمد العماري
  10. Expedition du general Cavaignac Paris 1949
  11. معادة لالة مغنية للاستاذ العربي بولنوار جامعة الدار البيضاء
  12. DPSENOA lamartinier et Lacroix page66
  13. documents historiques sur l'annexe de l'aricha capitaine noel page101
  14. DPSENOA la martiniere et la croix page884

موسوعات ذات صلة :