الرئيسيةعريقبحث

اختبار رورشاخ


هرمان رورشاخ.

اختبار رورشاخ هو اختبارٌ نفسي تُسجًّل فيه تصورات الأشخاص عن بقع من الحبر ثم تحليلها باستخدام التفسير النفسي، أو الخوارزميات المعقدة، أو كليهما. يستخدم بعض علماء النفس هذا الاختبار لفحص خصائص شخصية الشخص وأدائه الانفعالي. إذ وظِّف في كشف الاضطراب الكامن في التفكير، خاصة في الحالات التي يعزف فيها المرضى عن وصف عمليات تفكيرهم بوضوح. سُميَّ الاختبار على اسم مبتكره، عالم النفس السويسري هرمان رورشاخ. يمكن اعتبار اختبار رورشاخ فحص القياس النفسي للباريدوليا (إيهام الخيالات المرئية)، وهي تصورٌ مشوه نشط تجاه المنبهات البصرية. في ستينيات القرن العشرين، كان اختبار رورشاخ الاختبار الاسقاطي الأكثر استخدامًا.

رغم ادعاء نظام النقاط لإكسنر (المنشأ منذ الستينيات) بأنه قد عالج العديد من الانتقادات الموجهة لنظام الاختبار الأصلي وأنه كثيرًا ما دحضها باستخدام مجموعة كبيرة من الأبحاث، يواصل بعض الباحثين طرح الأسئلة. تشمل مجالات الخلاف موضوعية الفاحصين، وموثوقية الإحالة التبادلية، وقابلية تحقق وصحة الاختبار وصلاحيته العامة، والتحيز في مقاييس الاختبار الباثولوجية نحو أعداد أكبر من الاستجابات، والعدد المحدود من الحالات النفسية التي يشخصها بدقة، وعدم القدرة على تكرار أمثولات الاختبار، واستخدامها في التقييمات التي أمرت بها المحكمة، وانتشار صور بقع الحبر العشر، مما قد يؤدي إلى إبطال الاختبار لأولئك الذين تعرضوا لها.

تاريخه

استخدام تفسير الفرد لـ«تصاميم مبهمة» في تقييم شخصيته هي فكرة تعود إلى ليوناردو دافنشي وبوتيتشيلي. كان تفسير بقع الحبر محورًا للعبة، وهي جوبولينكس (Gobolinks)، منذ أواخر القرن التاسع عشر. ومع ذلك، كان رورشاخ أول مقاربة منهجية من هذا النوع. إذ رسم رورشاخ بقع الحبر بيده.

اقتُرح أن استخدام رورشاخ لبقع الحبر قد يكون مستوحى من الطبيب الألماني جوستينوس كيرنر الذي نشر عام 1857 كتابًا مشهورًا من القصائد، كل منها مستوحى من بقعة حبر عارضة (غير مقصودة). جرب عالم النفس الفرنسي ألفريد بينيه أيضًا بقع الحبر بصفتها اختبارًا للإبداع، وبعد نهاية القرن، تضاعفت التجارب النفسية حيث كانت بقع الحبر تستخدم، بأهداف مثل دراسة الخيال والوعي.

بعد دراسة 300 مريض نفسي و100 حالة كمجموعة ضبط، كتب رورشاخ كتابه التشخيص النفسي عام 1921، والذي كان لتشكيل أساس اختبار بقع الحبر (بعد تجربة عدة مئات من بقع الحبر، اختار مجموعة من عشرة لقيمتها التشخيصية)، لكنه توفي في العام التالي. رغم شغله لمنصب نائب رئيس الجمعية السويسرية للتحليل النفسي، واجه رورشاخ صعوبة في نشر الكتاب ولم يجتذب الكثير من الاهتمام عندما ظهر للمرة الأولى.

عام 1927، اشترت دار نشر هانز هوبر التي كانت قد أسست حديثًا كتاب رورشاخ التشخيص النفسي من قائمة مخزون إرنست بيرشر. ظل هوبر ناشر الاختبار والكتاب المتعلق به، مع رورشاخ بصفتها علامة تجارية مسجلة للناشر السويسري فيرلاج هانز هوبر، هوغريفا إيه جي. وصف العمل بأنه «قطعة مكتوبة بشكل مكثف ومصاغة باستخدام مصطلحات علمية جافة.»

بعد وفاة رورشاخ، حُسّن نظام نقاط الاختبار الأصلي بواسطة صموئيل بيك، وبرونو كلوبفر وغيرهم. لخص جون إي إكسنر بعض هذه التطورات اللاحقة في النظام الشامل، محاولًا في الوقت نفسه جعل تسجيل النقاط أكثر صرامة من الناحية الإحصائية. تستند بعض الأنظمة على مفهوم التحليل النفسي للعلاقة بين الأشياء. لا يزال نظام إكسنر شائعًا جدًا في الولايات المتحدة، بينما في أوروبا تهيمن أحيانًا على أساليب أخرى، مثل تلك الموصوفة في كتاب إيفالد بوم الدراسي، وهي أقرب إلى نظام رورشاخ الأصلي وتتجذر بشكل أعمق في مبادئ التحليل النفسي الأصلية.

لم يقصد رورشاخ مطلقًا استخدام بقع الحبر في اختبار عام للشخصية، لكنه وضعها (طورها) لتكون أداةً لتشخيص اضطراب انفصام الشخصية. لم يكن حتى عام 1939 أن استخدمت بصفتها اختبارًا إسقاطيًا للشخصية، وهو استخدام كان رورشاخ دائمًا متشككًا حياله. في مقابلة أجريت معها عام 2012 في فيلم وثائقي لهيئة الإذاعة البريطانية 4 بي بي سي، أشارت ريتا زيجنر، القيّمة على أرشيفات رورشاخ في برن، سويسرا، أنه بعيدًا عن كونها تصاميم عشوائية أو عرضية، فقد صممت كل مجموعة من البقع التي اختارها رورشاخ لاختباره بدقة شديدة لتكون مبهمة و «متضاربة» قدر الإمكان.

المنهج (الطريقة)

يعد اختبار رورشاخ مناسبًا لحالات دراسة يتراوح أعمارهم من سن الخامسة إلى البلوغ. يجلس المسؤول والشخص الخاضع للاختبار عادة بجوار بعضهما البعض على طاولة، مع وجود المسؤول إلى الخلف قليلًا من الشخص. يكون جلوس الفاحص بجانب الشخص لتقليل أي آثار للإشارات غير المقصودة من الفاحص له. وبمعنى آخر، يقلل الجلوس جنبًا إلى جنب من احتمالية أن يؤثر الفاحص بطريق الخطأ على استجابات الخاضع للاختبار. هذا لتيسير «بيئة مريحة ومتحكم بها». رسميًا هناك عشرة بقعٍ من الحبر، كل منها مطبوعٌ على بطاقة بيضاء منفصلة، أبعادها نحو 18×24 سم في الحجم. كل واحدة من البقع لديها تطابق شبه مثالي بين جانبيها. تكون خمسة من البقع بالحبر الأسود، واثنتان بالحبر الأسود والأحمر وثلاثة بألوان متعددة، على خلفية بيضاء.

بعد مشاهدة واستجابة الخاضع للاختبار لجميع بقع الحبر (مرحلة الارتباط الحر)، يعرضها المختبِر مرة أخرى واحدة تلو الأخرى في تسلسل محدد على الشخص: يُطلب منه ملاحظة أين رأى ما رآه أصلًا (أول مرة) وما الذي يجعلها تبدو هكذا (مرحلة التحقيق). عادة ما يُطلب من الشخص أن يحمل البطاقات وقد يدورها. قد يعرض سمات الشخصية، ويساهم عادة في التقييم كون البطاقات قد دُوِّرت أو لا، والعوامل الأخرى المتعلقة مثل ما إذا كان طلب إذنًا بتدويرها. أثناء دراسة الشخص لبقع الحبر، يكتب عالم النفس كل شيء يقوله أو يفعله، مهما بدا تافهًا. يسجل مسؤول الاختبار تحليل الاستجابات باستخدام جدولة وتسجيل النقاط، وإذا لزم الأمر، مخطط موقع منفصل.

الهدف العام للاختبار هو توفير بيانات حول الإدراك والمتغيرات الشخصية مثل الدوافع، والميول للاستجابة، والعمليات الإدراكية، والفعالية، والتصورات الشخصية/البين شخصية. الافتراض الأساسي هو أن الفرد سيصنف المنبهات الخارجية بناءً على مجموعات تصوراته الخاصة، ويضمّن الاحتياجات والدوافع الأساسية والصراعات وأن عملية التجميع هذه تمثل العملية المستخدمة في مواقف الحياة الحقيقية. تختلف طرق التفسير. وصفت أنظمة تسجيل رورشاخ أنها نظام من الأوتاد لتعليق معرفة الشخص بالشخصية. تعتمد الطريقة الأكثر استخدامًا في الولايات المتحدة على عمل إكسنر.

المصدر

موسوعات ذات صلة :