الرئيسيةعريقبحث

اعتلال العظام

العلاج بتقويم العظام هو فرع من مهنة الطب. و كلمة الاستيوباثي مشتقه من الكلمتين اليونانيين "أستيو" ὀστέον بمعني عظام و "باثي" -πάθεια بمعنى مرض.

تقويم العظام أو الاعتلال العظمي هو نمط من الطب البديل الذي يهتم بالمنابلة الفيزيائية لأنسجة العضلات والعظام.[1][2] يُشار إلى ممارسي تقويم العظام باسم اختصاصيي اعتلال العظام.[3][4][5] اشتُق هذا الاسم من الكلمات اليونانية القديمة «العظمة bone» (ὀστέον) و «الحساسية تجاه» أو «الاستجابة إلى» (-πάθεια).[6][7][8]

منابلة تقويم العظام هي المجموعة الأساسية من تقنيات تقويم العظام.[9] لا تملك أقسام مجال تقويم العظام مثل العلاج القحفي العجزي أي قيمة علاجية، وصُنفت على أنها علم زائف.[10][11] تعتمد التقنيات على أيديولوجية ابتكرها أندرو تايلور ستيل (1828-1917) والتي تفترض وجود «استمرارية اللفافة العضلية» - وهي عبارة عن طبقة نسيجية «تربط كل جزء من أجزاء الجسم بكل جزء آخر». يحاول اختصاصيو تقويم العظام تشخيص وعلاج ما كان يطلق عليه في الأصل «آفة الاعتلال العظمي»، والذي يُطلق عليه الآن «الخلل الوظيفي الجسدي» عن طريق منابلة عظام الشخص وعضلاته. تُستخدم تقنيات «أو إم تي» بشكل شائع لعلاج آلام الظهر ومشاكل الجهاز العضلي الهيكلي الأخرى.[12]

في الولايات المتحدة، تعادل درجة التدريب الذي يقوم به أطباء تقويم العظام (الذين يمارسون طب تقويم العظام وليس اعتلال العظام) في القرن الحادي والعشرين تدريب أطباء الدكتوراه في الطب.[13][14]

رغم أن منابلة اعتلال العظام ما زالت مدرجةً في المناهج الدراسية لأطباء تقويم العظام، وثابتةً باعتبارها جانبًا منفردًا من تدريب «دي أو» (الدكتور في تقويم العظام)، وُصف هذا بأنه مجرد «تدريب إضافي على ممارسات العلوم الزائفة». تعرضت كليات الطب التقويمي للانتقادات باعتبارها أضعف في مجال البحث من كليات الطب فيما يتعلق بالبحث وفهم الاستقصاء العلمي. يُتاح لخريجي كليات الطب التقويمي في الولايات المتحدة خيار الحصول على مقعد في كل من امتحان الترخيص الطبي الشامل الخاص باختصاصيي تقويم العظام واختبار الرخصة الطبية الأمريكي.[15]

تاريخه

أُسس طب تقويم العظام من قبل أندرو تايلور ستيل، وهو طبيب أمريكي من القرن التاسع عشر، وجراح في أثناء الحرب الأهلية، ومشرع ولاية كانساس والمشرع الإقليمي. عاش قرب مدينة بالدوين، كانساس في وقت الحرب الأهلية الأمريكية، وهناك أسس ممارسة اعتلال العظام. زعم ستيل أن المرض البشري متجذر في مشاكل الجهاز العضلي الهيكلي، وأن المنابلة التقويمية يمكن أن تحل هذه المشاكل عن طريق تسخير إمكانيات الجسم للإصلاح الذاتي. منع ستيل مرضاه من العلاج بالطب التقليدي، وكذلك من الممارسات الأخرى مثل شرب الكحول. هذه الممارسات مستمدة من الاعتقاد الشائع في أوائل القرن التاسع عشر بين أنصار الطب البديل (الذي سمي آنذاك «الطب غير النظامي» أو «الطب غير الأرثوذكسي») أن الحالة الطبيعية للجسم تميل نحو الصحة وتملك بطبيعتها القدرة على مكافحة أي مرض. [16][17][18][19]

كان هذا معارضًا للممارسين الأرثوذكس، الذين اعتبروا أن تدخل الطبيب ضروري لاستعادة صحة المريض. في الوقت الذي أسس فيه ستيل قواعد اعتلال العظام، شكل الانقسام بين الطب غير النظامي والطب النظامي صراعًا كبيرًا استمر لعقود. تعود أسس هذا الاختلاف إلى منتصف القرن الثامن عشر، عندما بدأ التقدم في علم وظائف الأعضاء (الفسيولوجيا) يحدد أسباب وطبيعة الأمراض في أعضاء وأنسجة معينة. بدأ الأطباء بتحويل تركيزهم من المريض إلى الحالة الداخلية للجسم، ما أدى إلى نشوء مشكلة دُعيت «المريض المتواري». ثم نشأت حركة أقوى نحو الطب التجريبي والعلمي.[20]

من وجهة نظر الأطباء غير الأرثوذكسيين، تُرك التعاطف والشمولية اللذان كانا جزءًا لا يتجزأ من الطب سابقًا. أصبح الطب البطولي بمثابة عرف لعلاج المرضى، وأصبحت الممارسات العدوانية مثل إراقة الدم ووصف المواد الكيميائية مثل الزئبق في مقدمة العلاجات.[21]

بدأ الطب البديل في بدايات القرن التاسع عشر عندما بدأ ظهور ممارسات لطيفة مقارنة بالطب البطولي. مارس المعالجون بالطب التجانسي والطومسونيون والمعالجون بالماء أشكالًا غير تقليدية للشفاء، وربما كان لها جاذبية قوية عند المرضى بسبب ممارساتهم المخففة.[22]

مع نمو الطب البديل ليشمل المزيد من الأتباع، استمر الطب الأرثوذكسي في إلقاء اللوم والسعي إلى إبطال «الممارسات غير النظامية» كما أسماها الممارسون الأرثوذكس في الطب البطولي. بدأ الانقسام يظهر نفسه في الساحة الطبية عندما سعى كل جانب إلى الدفاع عن ممارسته، إذ حاول كل من الممارسين غير النظاميين والنظاميين تشويه سمعة الآخر. تذرع غير النظاميين - أولئك الذين يشار إليهم الآن باسم ممارسي الطب البديل - أن النظاميين بالغوا في ممارسة النهج الميكانيكي في علاج المرضى، وعالجوا أعراض المرض بدلًا من الأسباب الأصلية، ولم يلقوا بالًا إلى الضرر الذي تسببوا فيه لمرضاهم. كان لدى الممارسين النظاميين حجة مماثلة، حيث قالوا إن الطب غير التقليدي لا أساس له، وله آثار سلبية، وخطير على المصاب بالمرض. هذه هي البيئة الطبية التي سادت طوال القرن التاسع عشر، وهذه هي الأوضاع التي انخرط فيها ستيل عندما بدأ في تطوير فكرته حول تقويم العظام.[23]

بعد تعرضه لفقدان زوجته وبناته الثلاث بسبب التهاب السحايا الشوكية، وملاحظة أن النظام الطبي الأرثوذكسي الحالي لم يتمكن من إنقاذهن، ربما تشجع ستيل على تشكيل مواقفه الإصلاحية تجاه الطب التقليدي. خطط ستيل لإصلاح المشهد الطبي الأرثوذكسي وتأسيس ممارسة لا تلجأ بسهولة إلى الأدوية والمسكنات والعلاجات الغازية القاسية لعلاج الشخص الذي يعاني من المرض على غرار عقلية غير النظاميين في أوائل القرن التاسع عشر. يُعتقد أنه تأثر بشخصيات روحانية مثل أندرو جاكسون ديفيس وأفكار الشفاء المغناطيسي والكهربائي. بدأ ستيل بممارسة عمليات المنابلة التي تهدف إلى استعادة الانسجام في الجسم. على مدى السنوات الخمس والعشرين التالية، جذب ستيل الدعم لفلسفته الطبية التي رفضت الطب الأرثوذكسي وشكل فلسفته حول تقويم العظام. تضمنت مكونات هذه الفلسفة فكرة أن البنية والوظيفة مترابطتان، وتكمن أهمية كل جزء من الجسم في تناغم الوظائف لكامل الجسم.[24][25]

سعى ستيل إلى إنشاء مدرسة طبية جديدة يمكنها إنتاج أطباء مدربين بموجب هذه الفلسفة، ومستعدين للتنافس مع الأطباء الأرثوذكس. أسس المدرسة الأمريكية لتقويم العظام في 20 مايو عام 1892 في كيركفيل، ميزوري، مع 21 طالبًا في الصف الأول.[26]

وصف ستيل أسس تقويم العظام في كتابه «فلسفة والمبادئ الميكانيكية في تقويم العظام» عام 1892. أطلق على كلية الطب الجديدة اسم «تقويم العظام» ، معتبرًا أن «العظم، أو وحدة العظم، هي نقطة البداية التي يتحقق من خلالها من سبب الحالات المرضية». وادعى أخيرًا أنه يمكنه أن «يهز الطفل ويوقف الحمى القرمزية والخانوق والدفتيريا ويعالج السعال الديكي في ثلاثة أيام عن طريق ثني رقبته».[27]

عندما مُنحت ولاية ميسوري الحق في منح درجة دكتوراه في الطب، بقي غير راضٍ عن محدوديات الطب التقليدي واختار بدلًا من ذلك الإبقاء على تميز درجة «دكتور في تقويم العظام». في أوائل القرن العشرين، سعى اختصاصيو اعتلال العظام في جميع أنحاء الولايات المتحدة إلى تأسيس قانون من شأنه إضفاء الشرعية على درجتهم الطبية وفقًا لمستوى الطبيب الحديث. كانت العمليات شاقة ولم تخل من الصراع. استغرق الأمر في بعض الولايات سنوات لتمرير السندات القانونية. غالبًا ما تعرض اختصاصيو تقويم العظام للتهكم وقبض عليهم في بعض الحالات، ولكن تمكن اختصاصيو تقويم العظام في كل ولاية من تحقيق الاعتراف القانوني والإجراءات التي خططوا لمتابعتها. في عام 1898 أطلق المعهد الأمريكي لتقويم العظام «مجلة تقويم العظام» وبحلول ذلك الوقت اعترفت أربع ولايات بتقويم العظام على أنه مهنة.[28]

المراجع

  1. Snyder, John (2014). "Osteopathy in the NICU: False Claims and False Dichotomies". مؤرشف من الأصل في 06 أبريل 202028 مارس 2017. So other than a lower admissions standard and the focus on a pseudoscientific belief system, there is no difference between the two educational systems. So why should this two-tiered system even exist? It is time to rid ourselves of this pre-scientific, dual system of medical education.
  2. "Osteopathic Manipulative Treatment". NYU Langone Medical Center. 23 July 2012. مؤرشف من الأصل في 24 مارس 202005 سبتمبر 2012.
  3. "House of Delegates Resolution H-301 – RE: H229-A/05 Osteopath & Osteopathy – Use of the Terms". مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 20 مارس 2016.
  4. Crosby, J (3 September 2010). "Promoting DOs: Words and medium change, but message stays the same". DO Magazine. مؤرشف من الأصل في 12 أكتوبر 2013.
  5. "Style Guide for Reporting on Osteopathic Medicine". American Osteopathic Association. مؤرشف من الأصل في 06 أبريل 202017 ديسمبر 2012.
  6. The word 'osteopathy', Tucker EE, Osteopath 1904, May:194–196.
  7. The Theory of Osteopathy, E.E. Tucker and P.T. Wilson, Kirksville, Missouri, 1936.
  8. Exposition of Still's thought: the word "osteopathy", Chila AG., J Am Acad Osteopath 2003, 13(2):2.
  9. Howell, Joel D. (1999). "The Paradox of Osteopathy". New England Journal of Medicine. 341 (19): 1465–8. doi:10.1056/NEJM199911043411910. PMID 10547412.
  10. Vincent C, Furnham A (1997). Manipulative Therapies: Osteopathy and Chiropractic. Complementary Medicine: A Research Perspective. John Wiley & Sons. صفحة 15.  . مؤرشف من الأصل في 06 أبريل 2020.
  11. "Dubious Aspects of Osteopathy". www.quackwatch.org. مؤرشف من الأصل في 06 أبريل 202029 أكتوبر 2016.
  12. "Why Cranial Therapy Is Silly". www.quackwatch.com. مؤرشف من الأصل في 06 أبريل 202029 أكتوبر 2016.
  13. Gorski, David (14 November 2011). "Defining what a 'physician' is". مؤرشف من الأصل في 06 أبريل 202028 أبريل 2019.
  14. Dennis L. Kasper, Eugene Braunwald, Anthony S. Fauci, Stephen L. Hauser, Dan L. Longo, J. Larry Jameson, and Kurt J. Isselbacher, Eds.Chapter 10. Complementary and Alternative Medicine - تصفح: نسخة محفوظة 2013-12-24 على موقع واي باك مشين. Harrison's Principles of Internal Medicine, 16th Ed. 2005. McGraw-Hill.
  15. Salzberg, Steven (27 October 2010). "Osteopathic Physicians Versus Doctors". فوربس. مؤرشف من الأصل في 06 أبريل 202018 سبتمبر 2013.
  16. "Medical Registration for Macon County, MO as of March 27, 1874, Missouri Digital Heritage, Secretary of State of Missouri". مؤرشف من الأصل في 8 يوليو 201813 نوفمبر 2011.
  17. "Medical registration for Adair County, MO dated 28 July 1883". Missouri Digital Heritage, Secretary of State of Missouri. مؤرشف من الأصل في 8 يوليو 2018.
  18. "Six Survivors of First Free State Legislature in Kansas, Topeka Daily Capital, Missouri's Digital Heritage, Secretary of State of Missouri". Cdm.sos.mo.gov. مؤرشف من الأصل في 1 أبريل 201713 نوفمبر 2011.
  19. "Charles E. Still (son) – Letters to Edith Mellor, DO. Missouri's Digital Heritage, Secretary of State of Missouri". Cdm.sos.mo.gov. مؤرشف من الأصل في 26 نوفمبر 201813 نوفمبر 2011.
  20. Whorton, James C. (2002). Nature Cures: The History of Alternative Medicine in America. New York: Oxford University Press, Inc. صفحات 8.  . مؤرشف من الأصل في 6 أبريل 2020.
  21. Whorton, James C. (2002). Nature Cures: The History of Alternative Medicine in America. New York: Oxford University Press. صفحات 15.  . مؤرشف من الأصل في 6 أبريل 2020.
  22. Whorton, James C (2002). Nature Cures: The History of Alternative Medicine in America. New York: Oxford University Press. صفحات 4.  . مؤرشف من الأصل في 6 أبريل 2020.
  23. Gevitz, Norman (2014-01-01). "A Degree of Difference: The Origins of Osteopathy and First Use of the "DO" Designation". The Journal of the American Osteopathic Association. 114 (1): 30–40. doi:10.7556/jaoa.2014.005. ISSN 0098-6151. PMID 24384971.
  24. Andrew Taylor Still, Discoverer of the Science of Osteopathy; Founder and President of the American School of Osteopathy (1892). The philosophy and mechanical principles of osteopathy (full text) ( كتاب إلكتروني PDF ). KANSAS CITY, Mo.: HUDSON-KIMBERLY PUB. CO. This edition 1902; copyright 1892. Chapters: Preface; Introduction; I. Important Studies; II. Some Substances of the Body; III. Divisions of the Body; IV. Head, Face, and Scalp; Chapter V. The Neck; VI. The Thorax; VII. The Diaphragm; VIII. The Abdomen; IX. The Pelvis; X. Fevers; XI. Biogen; XII. Smallpox; XIII. Obesity; XIV. Ear-Wax and Its Uses; XV. Convulsions; XVI. Obstetrics.
  25. Webster, D.O., George V. (1919). "Concerning Osteopathy". Early American Manual Therapy. مؤرشف من الأصل في 5 ديسمبر 2010.
  26. "Osteopathic Virtual Museum". مؤرشف من الأصل في 16 مارس 201213 نوفمبر 2011.
  27. Booth, Emmons Rutledge (1905-01-01). History of Osteopathy: And Twentieth-century Medical Practice (باللغة الإنجليزية). Press of Jennings and Graham. مؤرشف من الأصل في 06 أبريل 2020.
  28. "General Notices". Popular Science Monthly: 710. Mar 1898. مؤرشف من الأصل في 06 أبريل 202014 مايو 2013.


موسوعات ذات صلة :