"إفقيرن نْ إداولتيت" أو (فقراء ولتيتة) عبارة عن تقليد صوفيّ وتظاهرة دينية موسمية كبيرة تنظمها في جولات عبر أنحاء جزولة
وغيرها وفود وهي أساساً من قبائل "إداوسملال"(سملالة) و "إداكارسموكت (رسموكة)" و "إداوبعقيل (بَعقيلة)"، وتنضمّ إليها وفود أخرى في المحطات التي تمر عبرها، وهي أزيد من ثلاثين محطة.. وطول تلك الجولات تحيى الأمسيات الدينية وحلقات العبادة والذكر، بالمساجد الدينية والعلمية العتيقة التابعة للقبائل المذكورة.. وبتنقّلات هذه الطائفة وعلمائها يساهمون بنشر أمور الدين وتنوير العامة والخاصة بأمورهم الدينية، كما يساهمون في خلق وتكريس روح التضامن والتآزر وصلة الأرحام، والعلاقة الوثيقة التي تربط هذه الطائفة بالمدارس الدينية والعلمية العتيقة، ورغم ان الطائفة لا تتوفر على زاوية معينة خاصة بها إلا أنها جد منظمة وتتوفر على استقلالية تضمن لها تحركها الواسع بالمنطقة، حيث يقوم "لامين" (الأمين أو أمين المال) والذي كان يشرف على ما يسمى قديما "تاولكت" (كيس المال بالأمازيغية السوسية)، وهي بمثابة صندوق تموين لأنشطة هذه الطائفة... لابد من الإشارة إلى أن أعداد من ينضوون تحت لواء طائفة إفقيرن نْ إداولتيت (فقراء ولتيتة)، تناقص بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، بعد وفاة العديد من فقهائها وعلمائها وشيوخها البارزين، والذين يشهد لهم بدور بارز في الحث على محاربة الفساد والجهل ولكن في مقابل هذا التناقص يلاحظ تزايد في أعداد من يحضرون ويواكبون أنشطتها في المواسم واللقاءات التي تنظمها بمختلف قبائل المنطقة.