اقبال ناجي قارصلي..[1] هي فنانة سورية من رائدات الفن التشكيلي السوري والعربي عموماً، كانت من أوائل النساء السوريات اللواتي اقتحمن عوالم الفن التشكيلي الذي كان حكراً على الذكور حصراً حينها، لذلك فهي حفرت لاسمها مكانة كبيرة جداً في عوالم الفن التشكيلي السوري والعربي عموماً. ولدت الفنانة الكبيرة اقبال في دمشق عام 1925 وسميت باسم اقبال تيمناً باسم الشاعر الهندي الباكستاني الكبير محمد اقبال، لأن والدها المربي محمد ناجي كان مولعاً بالشعر و الفنون عموماً. الفنانة الراحلة إقبال ناجي قارصلي لم تدرس الفنون دراسة أكاديمية، ولم تدر حين تزوجت في الخامسة عشرة من عمرها أن حياتها لن تنتهي كما انتهت حيات بنات جيلها مقتصرة على الاهتمام بالزوج والبيت والأولاد، وظل حلم آخر يراودها إلى أن انخرطت فيه، حلم مشاغبة محدودية اليومي ومراوغة القدر المحتوم والبحث عن الجمال. وفي حياة قصيرة، مليئة ومبدعة رصدت إقبال ناجي قارصلي، على طريقتها، طبيعة بلادها.. ساعدها في ذلك اضطرار والدها المعلم للتنقل بين قرى ومدن الريف السوري، وبعدها زوجها حيث عاشت معه في تدمر أحد عشر عاماً 1940 ـ 1950 وقد أكدت في أعمالها على خصوصية تلك الطبيعة بأسلوب يعتمد على واقعية مباشرة تقترب في أحيان كثيرة من الانطباعية في الألوان المشرقة وفي رغبة الرسم خارج الأستُوديو مستخدمة ألواناً سميكة بواسطة السكين أو فراشي الرسم ومؤكدة على تصوير حياة الناس من حولها أينما ارتحلت. ورغم معاندة الظروف ثقفت نفسها عن طريق القراءات الفنية والأدبية المكثفة، وانتسبت وهي في دمشق لمعهد الجواهري في مصر للدراسة بالمراسلة بين عامي 1956 ـ 1958 وكانت الفنانة الأولى في سوريا التي تقيم معرضاً فردياً العام 1964 في صالة الفن الحديث العالمي. وهي تنتسب إلى زمن رواد الفن التشكيلي في سوريا الذين بدؤوا المشوار الصعب حين كانت كل خطوة محسوبة على الصعيد الاجتماعي وحيث كان العمل بالفن التشكيلي مرافقاً لتضييع الوقت في ما لا ينفع، وكان لديها الشجاعة لخوض مغامرة البحث عن الجمال ومعنى الوجود وقدرة التعبير الفني المتناسبة مع مرحلتها التاريخية في رحلة غنية وقصيرة انتهت في دمشق العام 1969. إقبال ناجي قارصلي ـ ولدت بدمشق 1925. ـ عاشت مع زوجها في تدمر في الفترة بين 1940 ـ 1950. ـ انتسبت للدراسة بالمراسلة في معهد الجواهري في مصر 1956 ـ 1958. ـ شاركت في جميع المعارض الجماعية داخل وخارج سوريا 1954 ـ 1969. ـ المعرض الفردي الأول بصالة الفن الحديث العالمي بدمشق 1964. ـ المعرض الفردي الثاني بالمركز الثقافي العربي بدمشق 1966. ـ المعرض الفردي الثالث بمدينة روستوك ومدينة غرايغز والد في ألمانيا الديموقراطية 1968. ـ المعرض الفردي الرابع بمدينة الطبقة ـ سوريا 1969. ـ توفيت في دمشق بعد مرض ناتج عن تسمم مزمن بالرصاص الموجود في الألوان الزيتية فكانت نهايتها رومانسية درامية مشابهة لشغفها الكبير في الفنون والرسم 1969. ـ منذ العام 1963 وحتى وفاتها دأبت على عرض لوحاتها في غاليري «وان» في بيروت.
الدكتور "سهيل الملاذي" مدير الثقافة
في "دمشق" سابقاً قال عنها: «لقد أضيف اسمها بجدارة إلى قائمة رواد الفن التشكيلي العربي، وأصبحت علماً من أعلامه، ولعلها المرأة الأولى في جيل الرواد، حين ودعت الحياة مبكرة عام 1969 في الرابعة والأربعين من عمرها وكانت قد رسمت أكثر من 750 لوحة، توزعت في العالم بعد أن شاركت بها في العديد من المعارض الفردية والجماعية، ونالت على مدى خمسة عشر عاماً الكثير من الجوائز، في طفولتها تنقلت بين "دمر، الزبداني، دوما، دمشق وغوطتها" وعاشت في أحضان الجمال، واختزنت ذاكرتها الفنية والطبيعة بمناظرها المتعددة فأحبتها، وتفاعلت معها وتعلقت بالوطن وعشقته، وقد أتاح لها زواجها المبكر وهي في الخامسة عشرة من عمرها جواً أسرياً متفهماً، تجاوب مع طموحاتها الفنية، فقد قضت عشر سنوات في "تدمر" حيث التاريخ والتراث، وحيث وهج الصحراء العربية وتزلقها، فاختزن خيالها مزيداً من الصور والإيحاءات المعبرة عن عمق الانتماء، وأضافت إليها بعض التأثيرات المستمدة من فنان فرنسي، أقام في المنزل الذي استأجره زوجها في "تدمر"، وترك فيه عند عام 1946 رسوماً جدارية ولوحات له ولعدد من الفنانين الأوروبيين. من أهم الأعمال التي تناولت حياتها هي رواية الكاتب السوري الكبير خيري الذهبي " لو لم يكن اسمها فاطمة ..الصادرة في القاهرة 2005 ، والتي تتناول قصة حياتها بشكل غير مباشر.
أولادها: الفنان التشكيلي السوري: وليد قارصلي . المخرج السينمائي: محمد قارصلي .
مراجع
- إقبال قارصلي الفنانة التي أكلتها الألوان - تصفح: نسخة محفوظة 30 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.