الرئيسيةعريقبحث

اقتصاد روسيا


☰ جدول المحتويات


اقتصاد روسيا هو اقتصاد ذو دخل متوسط مرتفع[1] مختلط انتقالي، يتميز بزيادة ملكية الدولة في المجالات الاستراتيجية للاقتصاد. خصخصت إصلاحات السوق في التسعينيات جزءًا كبيرًا من الصناعة والزراعة الروسية، مع استثناءات ملحوظة لهذه الخصخصة، حيث لم تشمل قطاعي الطاقة والدفاع.

تعد الجغرافيا الشاسعة في روسيا عاملاً محددًا مهمًا لنشاطها الاقتصادي، حيث تقدر بعض المصادر أن روسيا تحتوي على أكثر من 30 في المائة من موارد العالم الطبيعية.[2][3][4] يقدر البنك الدولي القيمة الإجمالية للموارد الطبيعية في روسيا بـ 75 تريليون دولار أمريكي.[5][6] تعتمد روسيا على عائدات الطاقة لدفع معظم نموها. تمتلك روسيا وفرة من النفط والغاز الطبيعي والمعادن النفيسة، والتي تشكل حصة كبيرة من صادرات روسيا. اعتبارا من 2012، يمثل قطاعا النفط والغاز 16٪ من الناتج المحلي الإجمالي، 52٪ من عائدات الميزانية الفيدرالية وأكثر من 70٪ من إجمالي الصادرات.[7][8] تعتبر روسيا "قوة عظمى في مجال الطاقة"،[9][10] حيث لديها أكبر احتياطي غاز طبيعي مؤكد في العالم وتعتبر أكبر مصدر للغاز الطبيعي. كما أنها ثاني أكبر مصدر للنفط.

تمتلك روسيا صناعة أسلحة كبيرة ومتطورة، قادرة على تصميم وتصنيع معدات عسكرية عالية التقنية، بما في ذلك طائرة مقاتلة من الجيل الخامس، وغواصات تعمل بالطاقة النووية، والأسلحة النارية، وصواريخ باليستية قصيرة المدى/طويلة المدى. بلغت قيمة صادرات الأسلحة الروسية 15.7 مليار دولار في عام 2013 - ما يجعلها في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة. تشمل أهم الصادرات العسكرية من روسيا الطائرات القتالية وأنظمة الدفاع الجوي والسفن والغواصات.[11][12]

تعد التنمية الاقتصادية في البلاد متفاوتة جغرافيا، حيث تساهم منطقة موسكو بحصة كبيرة للغاية من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. هناك ارتفاع كبير في عدم المساواة في الثروة في روسيا منذ عام 1990 (أكثر بكثير من الصين وغيرها من بلدان أوروبا الشرقية).[13] وصف كريدي سويس عدم المساواة في الثروة في روسيا بأنه متطرف جدا بالمقارنة مع البلدان الأخرى لدرجة أنه "يستحق أن يوضع في فئة منفصلة."[14][15] وتقدر إحدى الدراسات أن "ثروة الأغنياء الروس التي يحفظونها في الخارج تبلغ حوالي ثلاث أضعاف صافي الاحتياطيات الأجنبية الرسمية، وتماثل تقريبا إجمالي الأصول المالية للأسر الروسية المحفوظة في روسيا."

التاريخ الاقتصادي

الاتحاد السوفييتي

التحول إلى اقتصاد السوق (1991-1998)

بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، مرّت روسيا بتحول جذري، وانتقلت من اقتصاد مخطط مركزيًا إلى اقتصاد سوقي متكامل عالميًا. حوّلت عمليات الخصخصة الاعتباطية والفاسدة ملكية الشركات الكبرى من الدولة إلى «الأقلية» ذات الصلة السياسية القوية، الأمر الذي أسفر عن ترك ملكية الأسهم في حالة من التركز الشديد.

سرعان ما أصبح برنامج الإصلاح الجذري الداعم للسوق يلتسن يُعرف باسم «العلاج بالصدمة». فقد كان يعتمد على السياسات المرتبطة بإجماع واشنطن، وتوصيات صندوق النقد الدولي ومجموعة من كبار الاقتصاديين الأمريكيين بمن فيهم لورانس سامرز. نتيجةً للفساد المزمن الذي طرأ على هذه العملية، كانت النتيجة كارثية، إذ انخفض الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بأكثر من 40% في عام 1999، وأدى إلى الانتشار السريع للتضخم المفرط الذي قضى على المدخرات الشخصية، والجريمة والفقر المدقع. ترافق هذا بانخفاض في مستوى المعيشة، بما في ذلك الارتفاع المفاجئ في التفاوت الاقتصادي والفقر، إلى جانب الزيادة المفرطة في معدل الوفيات والانخفاض في متوسط العمر المتوقع.[16][17][18][19][20][21][22]

تم خصخصة غالبية الشركات والمؤسسات الحكومية وسط خلاف كبير وأصبحت فيما بعد مملوكة للمطلعين بشؤونها  بأقل بكثير مما كانت تساوي قيمتها. على سبيل المثال، غالبًا ما كان مدير مصنع في النظام السوفييتي يصبح مالكًا لنفس المؤسسة. حدث تلاعب مالي جسيم، تحت غطاء الحكومة أسفر بدوره عن تشكيل مجموعة محدودة من الأفراد في مراكز صنع القرار في الحكومة والقطاع التجاري لثروات طائلة. استثمر العديد منهم وعلى الفور ثرواتهم الحديثة في الخارج مشكّلين هروب رأس مال كبير خارج البلاد.[23][24]

أدت الصعوبات في جمع الإيرادات الحكومية وسط الاقتصاد المنهار والاعتماد على الاقتراض القصير الأمد لتمويل العجز الحاصل في الميزانية لحدوث الأزمة المالية الروسية في عام 1998.

في تسعينيات القرن الماضي، كانت روسيا «المستدين الأكبر» من صندوق النقد الدولي مع قروض بلغ مجموعها نحو 20 مليار دولار. كان صندوق النقد الدولي موضعًا للانتقاد بسبب إقراضه الكثير من المال لروسيا في حين أنها لم تُقدم سوى القليل من الإصلاحات الموعودة للحصول على المال كما أن جزءًا كبيرًا من هذه الأموال من الممكن أن تكون قد «استُخدمت في غير غرضها المقصود وأُدرجت ضمن تدفقات رأس المال التي أُخرجت من البلاد بطريقة غير شرعية».[25][26]

الانتعاش والنمو الاقتصادي (1999-2008)

تعافت روسيا من الانهيار المالي الذي حصل في عام 1998 بسرعة مذهلة. ومن الأسباب الرئيسية التي كانت وراء ذلك تخفيض قيمة الروبل، ما زاد بدوره بشكل كبير من قدرة المنتجين المحليين المنافسة على الصعيدين الوطني والدولي.

بين عامي 2000 و 2002، كان حجم الإصلاحات الاقتصادية المشجعة للنمو كبيرًا بما في ذلك الإصلاح الضريبي الشامل، الذي فرض ضريبة دخل ثابتة بنسبة 13%؛ والجهد واسع النطاق في سبيل نزع القيود الأمر الذي حسّن الوضع بالنسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة.[27]

بين عامي 2000 و2008، حصل الاقتصاد الروسي على دعم كبير ناجم عن رفع أسعار السلع. ونما الناتج المحلي الإجمالي بمتوسط 7% سنويًا. ازداد الدخل المتاح أكثر من الضعف وقُدّرت الزيادة مقومةً بالدولار بثمانية أضعاف. بين عامي 2000 و2006 ارتفع حجم الائتمان الاستهلاكي 45 مرة، ما أسفر بدوره عن حدوث طفرة في الاستهلاك الخاص. كما انخفض عدد الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر من 30% في عام 2000 إلى 14% في عام 2008.[28][29][30][31]

معرض صور

  • Gdpercapita Russia IMF.png
  • Russiaunemployment.png
  • Countries by GDP (PPP) Per Capita in 2015.svg

مراجع

  1. [1], البنك الدولي نسخة محفوظة 9 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  2. Kevin M. Korabik, Russia's Natural Resources and their Economic Effects, Penn State College of Earth and Mineral Sciences, 1 December 1997 نسخة محفوظة 20 يوليو 2019 على موقع واي باك مشين.
  3. "India Partner Country at INNOPROM-2016 Show: Russia: (11-14 July 2016, Yekaterinburg, Russia)" ( كتاب إلكتروني PDF ). EEPC India. July 2016. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 21 مارس 201904 يناير 2017.
  4. "Pre-empting Russia's Year of Ecology". Ocean Unite. مؤرشف من الأصل في 15 سبتمبر 2017.
  5. "Russian natural resources". European Parliamentary Research Service Blog. مؤرشف من الأصل في 12 ديسمبر 2019.
  6. Russell, Martin (March 2015). The Russian economy: Will Russia ever catch up? ( كتاب إلكتروني PDF ). European Parliamentary Research Service. doi:10.2861/843676.  . مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 11 يوليو 201904 يناير 2017.
  7. "World Development Indicators: Contribution of natural resources to gross domestic product". البنك الدولي. مؤرشف من الأصل في 22 أكتوبر 201421 يوليو 2014.
  8. "Russia - Analysis". EIA. 12 March 2014. مؤرشف من الأصل في 24 مارس 201421 يوليو 2014.
  9. "How Russia's energy superpower status can bring supersecurity and superstability. Interview with Leonid Grigoriev". Civil G8. 2006. مؤرشف من الأصل في 26 ديسمبر 201705 فبراير 2012.
  10. How Sustainable is Russia's Future as an Energy Superpower?, by the Carnegie Endowment for International Peace, 16 March 2006 نسخة محفوظة 12 يوليو 2016 على موقع واي باك مشين.
  11. "Putin says Russia must boost arms exports: RIA news agency". Reuters. 7 July 2014. مؤرشف من الأصل في 16 أكتوبر 201521 يوليو 2014.
  12. "Arms Exports Thrive Amid Military Revamp". The Russian Business Digest. 7 July 2014. مؤرشف من الأصل في 02 أبريل 201521 يوليو 2014.
  13. Novokmet, Filip; Piketty, Thomas; Zucman, Gabriel (August 2017). "From Soviets to Oligarchs: Inequality and Property in Russia, 1905–2016" ( كتاب إلكتروني PDF ). doi:10.3386/w23712. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 26 مايو 2019.
  14. "Inequality and the Putin Economy: Inside the Numbers". pbs.org. Frontline. مؤرشف من الأصل في 21 نوفمبر 201514 يناير 2015.
  15. "Global Wealth Report 2014". Credit Suisse. Research Institute. مؤرشف من الأصل في 14 فبراير 201514 يناير 2015.
  16. Appel, Hilary; Orenstein, Mitchell A. (2018). From Triumph to Crisis: Neoliberal Economic Reform in Postcommunist Countries. مطبعة جامعة كامبريدج. صفحة 3.  . مؤرشف من الأصل في 4 فبراير 2020.
  17. "Nuffield Poultry Study Group — Visit to Russia 6th–14th October 2006" ( كتاب إلكتروني PDF ). The BEMB Research and Education Trust. 2007. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 07 أغسطس 200727 ديسمبر 2007.
  18. "How Harvard lost Russia". Institutional Investor. 27 فبراير 2006. مؤرشف من الأصل في 5 يوليو 201424 يوليو 2014.
  19. "GDP growth (annual %)". البنك الدولي. مؤرشف من الأصل في 28 يونيو 201626 يوليو 2014.
  20. "Members". APEC Study Center; City University of Hong Kong. مؤرشف من الأصل في 10 أغسطس 200727 ديسمبر 2007.
  21. Scheidel, Walter (2017). The Great Leveler: Violence and the History of Inequality from the Stone Age to the Twenty-First Century. دار نشر جامعة برنستون. صفحة 222.  .
  22. Ghodsee, Kristen (2017). Red Hangover: Legacies of Twentieth-Century Communism. Duke University Press. صفحات 63–64.  . مؤرشف من الأصل في 7 ديسمبر 2019.
  23. Page, Jeremy (16 May 2005). "Analysis: punished for his political ambitions". The Times. UK. مؤرشف من الأصل في 1 يونيو 201027 ديسمبر 2007.
  24. "Russia: Clawing Its Way Back to Life (int'l edition)". BusinessWeek. مؤرشف من الأصل في 30 مارس 201927 ديسمبر 2007.
  25. 23 September 1999 (23 September 1999). "Business: The Economy Russia: The IMF's biggest failure". BBC. مؤرشف من الأصل في 2 أغسطس 201910 مايو 2015.
  26. "Facts About IMF Lending to Russia". International Monetary Fund. 13 September 1999. مؤرشف من الأصل في 29 مايو 201710 مايو 2015.
  27. An Assessment of Putin's Economic Policy, by Anders Aslund, Peterson Institute for International Economics, July 2008 نسخة محفوظة 22 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  28. "Investing in Russia" ( كتاب إلكتروني PDF ). كيه بي إم جي. April 2013. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 28 ديسمبر 201321 يوليو 2014.
  29. Russia’s economy under Vladimir Putin: achievements and failures وكالة أنباء نوفوستي Retrieved on 1 May 2008 نسخة محفوظة 3 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  30. "Основные Социально-Экономические Индикаторы Уровня Жизни Населения". Gks.ru. مؤرشف من الأصل في 15 يوليو 200612 نوفمبر 2011.
  31. "CIA – The World Factbook – Russia". Cia.gov. مؤرشف من الأصل في 13 نوفمبر 201912 نوفمبر 2011.

وصلات خارجية

موسوعات ذات صلة :