الآنسة جولي (بالسويدية Fröken Julie)، هي عمل مأساوي من مشهد واحد، ألفها الكاتب المسرحي السويدي أوغست ستريندبرغ عام 1888، بالتحديد في إحدى ليالي الصيف، في أواخر القرن التاسع عشر في بلدة سويدية صغيرة، العمل يتناول قضايا التفاعل بين مختلف الطبقات الاجتماعية وبين الذكر والأنثى، التفاعل الذي يؤدي إلى صعوبة فهم المشاعر والأحاسيس بعمق. كان ذلك العمل يمثل قضية مثيرة في المجتمع البيوريتاني في ذلك العصر.[1]
الآنسة جولي | |
---|---|
(بالسويدية: Fröken Julie)، و(بالويلزية: Miss Julie) | |
النوع الفني | تراجيديا |
المؤلف | أوجست ستريندبرج |
أول عرض | يوليو– أغسطس 1888 |
بلد المنشأ | السويد |
لغة العمل | السويدية، والويلزية |
بطولة | الأنسة جولي 25 عام جون الخادم، 30 عام كريستين، الطباخة، 35 عام |
IBDB | 2781، و6136 |
العمل الدرامي يروي واقعة تشهدها جولي، الفتاة ذات الخامسة والعشرين من عمرها وابنة أحد النبلاء (كونت) فبينما كانت تقضي مساء عيد القديس سان جوفاني في عيد العبيد، لم يكن والدها حاضرا. حاولت إغراء الشاب الخادم جون الذي صرح بحبه لها، ولكن عندما رآهم الخدم قررا الهروب خوفا على سمعة الفتاة، ولكن عندما رأتهم كريستين الطباخة لم ينجحا في محاولة الهرب. عندما عاد الكونت شعر جون بأنه مذنب وصرح بأن الاحترام والخضوع الذي يؤديه تجاهه، يمنعه من إثارة غضبه واستيائه. اقترح على الفتاة الانتحار معطيا لها آلة حادة تصيب بها الهدف.
على الرغم من صعوبة تمثيلها في عالم بيوريتاني مثل ذلك العالم السويدي في أواخر القرن التاسع عشر، ولكن عند صدور العمل (الآنسة جولي) أصبح الكاتب المسرحي ستريندبرغ معروفا أمام الرأي العام العالمي.[2]
الخطة أو المؤامرة
تدور الواقعة في إحدى ليالي منتصف صيف أواخر القرن التاسع عشر، يفتتح النص بعنوان توضيحي لمشهد يصف الأجواء بطريقة طبيعية، حيث أننا في مطبخ الفيلا يضع المؤلف على اليسار حائط بخزانتين أو أرفف مزينة بالورق المجعد، ومليئة بأدوات المائدة المصنوعة من النحاس والحديد، على العكس من ذلك يوجد على اليمين باب زجاجي يمكن للمرء أن يرى الحديقة من خلاله، التي يتوسطها نافورة تظهر مع تمثال من الكيوبيد ومن شجيرات أزهار الزنبق. كانت كريستين الطباخة مشغولة في عملها في المطبخ عندما دخل عليها خطيبها جون، خادم الكونت الذي بدأ الكلام معها، حكى لها عن الآنسة جولي وكم كانت فتاة مجنونة بسبب رقصها مع بستاني الحديقة، منادية إياه أيضا وهي ملوحة له بيدها، ثم انتقل الحديث عن العشاء التي اعدته كريستين، في حين بدا جون في الأكل قرر ان يشرب زجاجة من الخمر الفاخر الذي ينتمى للكونت. تحكى أيضا كريستين عن انها كانت تطبخ السم لإجهاض ديانا، الكلبة الملكية للآنسة جولي التي ظلت حاملا، تدخل الآنسة جولي في المشهد وهي تدعو جون للرقص معها، وعلى الرغم من انه لم يكن يرغب في ذلك لكي لايعرض سمعة الفتاة النبيلة إلى الخطر بسبب التنوع الاجتماعي، إلا انه شعر بانه مضطرا للموافقة. بعد الرقص عاد جون إلى المطبخ موضحا جنون الآنسة جولي التي تعرض نفسها بتلك الطريقة لكلام وثرثرة المجتمع عليها، ولكن كريستين أوضحت له ان افعالها الغريبة تحدث لان "الشهرية" على وشك على ان تأتي لها، مما يعنى بوضوح "الدورة الشهرية"[3]. تقطع الآنسة جولي المشهد باتهامها جون بهروبه اثناء الرقص بكل غضب منه، وبعد جدال قصير بدا الرجل يحكي لها قصة حياته، موضحاً كيف تعلم الفرنسية عندما كان يعيش في بلدة لوشيرنا في سويسرا. لقد نامت كريستين والآنسة جولي لم تسمع لنصائح الرجل في كيفية التعامل مع الناس من مختلف الطبقات الاجتماعية وعن الأقاويل التي تنشأ من ثقتهم، دعته لتخرج معه لالتقاط بعض زهور الزنابق، عندما عادت جولي حاولت إغوائه على الرغم من تراجعه للوراء إلا انه حاول تقبيلها، أوقفته جولي موبخة إياه وسألته إذا كان قد احب قبل ذلك، فاعترف لها جون بحبه لها ولكن بسبب الفارق الاجتماعي المفرط بينهما حتى انه فكر في قتل نفسه. استمرت في الحديث على الرغم من ان جون طلب منها الرحيل لان الناس على وشك ان تدركهم، بمجرد وصول الخدم، بدأوا ينشدون أغنية متهمين الكونتيسة بانها ترافق الخادم، ولذا قرر الاثنان بأن يختبئا في غرفة جون دون ان يراهم أحد، عندما عاد إلى المطبخ واجه الشاب مشكلة استحالة استمرار العيش سويا في ذلك واقترح الهرب إلى سويسرا أو إلى بحيرة كومو حيث يمكنه فتح فندق، حلم ظل تحت النظر لعدم وجود أموال مع كلتيهما. كانت جولي تخشى وقوع شئ أو اندلاع مشادة كلامية اثناء ما تحكى قصتها لماضى الام وكيف اجبرها والدها على ان تتزوجه، وكيف ولدت بدون رغبة الوالدين، وأسوأ من ذلك انها ولدت كإبنة غير شرعية. وبعد نقاش طويل اقنعها جون بالاستعداد للرحيل معه بسرقة خزانة والدها وتهرب معه. وبقي جون وحيدا ينتظرها، وعندما عاد إلى مشهد كريستين في المطبخ عندما اكتشفت ماحدث، وبخته ودعته ليذهب معها إلى الكنيسة وإلى الاستقالة في اقرب وقت ممكن. بينما كريستين تجهز نفسها لترحل، تعود جولي وهي مرتدية ملابسها ومستعدة للرحيل مع الطائر الذي يريد أن يحمل معها، اقنعها جون ألا تفعل ذلك، ولكن على الرغم من تصريحات الفتاة انها تفضل رؤيته ميتًا على ألا تراه في أيدي الآخرين، فقتله جون. كانت الآنسة جولي خائفة جدا من ان تنكشف عندما رجعت كريستين التي اكتشفت خططهم، فحاولت جولي إقناعها بان تأتي معهم، ولكن الطباخة تشاجرت مع جون بسبب محاولته الهرب، وبعد جدال قررت الفتاة ان تنتحر كحل وحيد، ولكن جون حاول ان يصرفها عن تلك المحاولة، عندما أذيع نبأ وصول الكونت، وضح جون كيف يعاني سلطة وهيمنة هؤلاء، وكيف انه لا يريد غضبه أو استيائه على الرغم من احترامه له، عندما طلبت جولي منه المساعدة لكي تخرج من ذلك الموقف التي وجدت نفسها فيه، جذب اليها آلة حادة. شكرته الآنسة جولي وخرجت من المشهد الذي سيقتل فيه.[4][5][6]
الأصول والجذور
الكاتبة فيكتوريا Benedictsson، تمت كتابة هذه المأساة من قبل سترندبرغ في سن التاسعة والثلاثين من عمره، بين نهاية يوليو و10أغسطس عام 1888، كان في حوزة Skovlyst قرب هولت، في حين أن التمهيد لهذه الدراما كانت الصيغة النهائية للعمل تمتد ما بين 10 و 15 من الشهر نفسه، وبعد ذلك ذهب إلى كوبنهاغن لأول مرة إلى الأب، في نوفمبر الماضي، وكان سترندبرغ استقر مع زوجته وثلاثة أطفال في قرية Lyngby التي كانت ليست بعيدة عن المدينة، استقروا لفترة معينة من الوقت في غرف خالية في احدى القلاع التي تنتمي لسيدة غريبة الأطوار لديها حوالي أربعين عاما من العمر، وتلقب نفسها بالكونتيسة Frankenau حتى وإن لم يكن لها اصل نبيل. كانت القلعة تدار من قبل كاتبها وموثقها لودفيج هانسن ذلك الرجل الذي يبدو كالغجر والذي يبدو انه على علاقة حب معها. استوحى الكاتب المسرحي من هذا الوضع إلى جوهر القصة التي ينبغي أن تكون في العمل سنيورينا جولي، على الرغم من أنه في وقت لاحق تم اكتشاف أن الاثنين لم يكونا على علاقة حب، لكنهم كانوا إخوة طبيعيين، حيث إن الرجل كان الابن غير الشرعي من والدها ولكنه ظل مختبأ حتى ذكرى والده المتوفى، وثمة نقطة أخرى من يجب ان تذكر مع قصة العمل الدرامي والشعور بالدونية الاجتماعية التي كان يحاول سترندبرغ ان يذكرها لزوجته سيري، في ذلك الوقت لتعارف الاثنين حيث انه في الواقع كانت سيري سيدة من طبقة البارون، بينما كان الكاتب المسرحي ابنًا لخادمة، انتابه طوال حياته شعور الاستياء والسخط ضد الطبقات العليا، ولإلقاء الضوء أكثر فيما يشبه مأساة النادل جون، وبالإضافة إلى ذلك يبدو انه من بين العناصر التي أسهمت في بناء العمل هو الانتحار من اجل فيكتوريا Benedictsson الكاتبة السويدية.
السياق التاريخي
تقع احداث المأساة (التراجيديا) في السويد المعاصرة للمخرج ستريندبرغ، في احدى فيلات الطبقة النبيلة في القرن التاسع عشر، ذات طراز نيوكلاسيكي. السياق الاجتماعي الذي تنص عليه الرواية، يقوم أساسًا على التفاوت بين المجتمع الإسكندنافي في القرن التاسع عشر، أو من جانب المواقف المتناقضة احيانا نجد الأرستقراطية التي بدأت تضعف، وعلاقاتها مع الطبقة المتوسطة الدنيا التي تريد ان تصل إلى البورجوازية.
التعليق
الشخصيات
« Jag älskade min far، men jag tog parti för min mor، emedan jag icke kände omständigheterna Av henne hade jag lärt hat mot mannen - ty hon hatade manfolk efter vad ni hört - och jag svor henne، att aldrig bli en mans slavinna. »
(عربي)
كنت أحب والدي ولكني أخذت كثيرا من والدتي، لأنني لم أكن أعرف طبيعة علاقتهما مع بعض، أخذت منها ان اكره الرجال وألا اثق بهم، حيث كانت أمي تكره الرجال، لذا أقسمت ألا أكون عبدة لأي رجل. (الآنسة جولي 2-13)
جولي هي بطلة العمل الدرامي الذي يحمل اسمها، الكونتيسة تلعب دور غاوية جون الشاب الخادم، في الإصدار الأول لستودنترسافوندت في في 14 مارس عام 1889، كان دورها لزوجة ستريندبرج (سيريفون أيسن) الممثلة السابقة للمسرح الملكي في السويد، حيث أدت الدور باللغة السويدية، كان تمثيلها باردا مقارنة بدور الغاوية الذي لعبته الآنسة جولي، فالبطلة التي لا تحمل العواطف والاحاسيس المطلوبة تنتهي بالموت، وفقا لتحليل ستريندبرج نفسه، كما هو محدد في مقدمته التمهيدية (الآنسة جولي)، فان الشخصية تشكل رمزان ومعنيان ومظهران أساسيان تتكون منهم الشخصية. الأول هو ان تكون نصف امرأة وتكره الرجال وهذا طبقا للمؤلف سيكون مرادفا للفساد، تلك المرأة التي قد تشعر بالاختلاف الذي تتمسك به بعيدا عن سلطة الذكر .[7][8] أما الجانب الثاني ان ستريندبرغ وجد في جولي مايجده في نبل المحارب القديم، كضحية نتيجة تاثير والدتها عليها، وأيضا ضحية لمشكلات عصرها وللظروف المحيطة بها، وذلك كما قال المؤلف: انه يرجع إلى مفهوم القدر ولـ"قانون الكون" وبالضبط مع ذلك الجانب الذي يبينه الفصل الأخير الذي قامت به المرأة وهو "الانتحار" مثل هارا كيري: فعلى الرغم من جون الخادم يمكنه الاستمرار في العيش إلا ان الفتاة لا تستطيع العيش بدون شرف.
(sv)
Det finns skrankor mellan oss ännu، så länge vi vistas i detta hus - det finns detför det finns greven - och jag har aldrig träffat någon person، som jag har sådan respekt för - jag behöver bara se hans handskar ligga på en stol، så känner jag mig liten - jag behöver bara höra klockan däroppe، så far jag ihop som en skygg häst - och när jag nu ser hans stövlar stå där så raka och kavata، så drar det i ryggen på mig! )
(عربي)
"مازالت هناك حواجز بيننا لكي نقيم في ذلك البيت، حيث يوجد الماضي ويوجد الكونت، ولم ارى أبدا احدا يحترم مثله، يكفيني رؤية قفازاته على الكرسي، فأشعر بأنني صغيرة، ويكفيني سماع صوت الجرس من اعلى وأعطيه فارقا كالحصان الذي يتملكه الخوف، وعندما ارى حذائه السميك والفاخر اشعر بانحناء ظهري. (جون-الآنسة جولي 2-17)
جون هو خادم المنزل وخطيب كريستين، لعب دوره في البداية الممثل الدانماركي فيجوشيوى الذي اداه باللغة الدانماركية، في مقابل فون أيسن التي أدت الدور باللغة السويدية. يحتفظ بأحاديث ودوافع تعكس السيرة الذاتية لستريندبرغ، جون العاشق لجولي طلب منها ان يهرب معها ولكنه يحمل عبء الفرق الاجتماعي الذي بينهم وخوفه الشديد من والدها.
(SV) « Jag har alltid haft så mycket aktning för mig själv--- [...] -Så att jag aldrig sänkt m under mitt stånd. Kom och säg att grevens kokerska haft något med ryktaren eller svindrängen! Kom och säg det! »
(عربي)
"ولكن بالنسبة لي فإنني املك احترام من .......، الا اقلل من نفسي تحت ظروفي، فنحاول القول بان طباخة الكونت ذهبت مع العريس أو مع ابن الخنازير، فلنحاول"(كريستين-الآنسة جولي 2-19)
كريستين هي طباخة المنزل، والتي قامت بتأدية دورها في البداية هي الممثلة آنا بيو، حيث شخصيتها التي تحمل تعارض كبير تجاه نفس جون الغير هادئة بدون ملامح، تعرف ان مصيرها مرتبط بالطبقة الاجتماعية التي نشأت فيها.
(كريستين-الآنسة جولي 2-19 )
(المذهب الطبيعي الأدبي الشائع في فرنسا)
للتعمق، انظر المذهب الواقعى في الأدب، ان تركيز العمل في مشهد واحد يجعله قصير ومباشر ويرجع ذلك إلى الدراسة الطبيعية من قبل أميل زولا، ويرجع أيضا إلى كتابة هنريك ابسن الدراسية والقراءة المتأنية لشعر أرسطو، ومن بين الأسس النظرية للطبيعة كان هناك تصور ان النفس البشرية ينبغى ان ينظر اليها بنفس طريقة الظواهر الطبيعية، لانهم يحدثون بنفس أسبابهم ونتائجهم، وتتبلور هذه الأهداف أو هذه الأسس في مناقشة الأغراض الاجتماعية والأخلاقية للفن، ولكن هذه النظرية تعتبر ضرورية لتطوير المجتمع استنادا إلى البحث عن الحقيقة. كان يتعارض مذهب الطبيعة مع الطريقة الروحانية للفترة الرومانسية لانها تستند على افتراضات اجبارية التي كانت الأساس للفلسفة الوضعية، والسبب لاهتمام اتباع المذهب الطبيعي به حيث يعتبر هذا المذهب ان الطبيعة هي الجانب الإلهي للمجتمع كما انه يحقر من قيمة الإنسان مسببا بذلك ضررا كبيرا.
تاريخ النشر والخطوات الاولية في المشهد
بعد ان استكمل ستريند عمله الذي يدعى الأب جاء اندرى انتويته، الموظف بإحدى بشركة الغاز باريجينا الذي قدم لنا العمل ذاته في المسرح التجريبي في بيجالي المعروف باسم المسرح الحر، محققا بذلك ما كان يتمناه ستريندبرغ، كان يهدف انتوينه من عمل جيل جديد من الدراميين وكتاب المسرح حيث يقول: "هناك حاجة شديدة لعمل جيل جديد من الفنانين والفنان لايكرر أبدا الجمل ونكته في العالم القديم لانه يجب عليه ان يقدم جملا جديدة، وربما اصبح الحدث الدرامي أكثر سهولا بسبب العودة إلى الحقيقة وإلى الإيماءات الطبيعية. ومن المهم ملاحظة ان هذه الثورة الظاهرة هي فقط العودة إلى أشعة كبيرة، ولا يمتلك MOLIERE نفسه في حالتين أو في الثلاث حالات وذلك نظرا لان هناك ضرورة للفنان ان يتصرف في الكلام". لقد قامت افكار انتوينه ومسرحه التجريبي بتاثير كبير من ستريند بيرج، وكما يلاحظ المرء في مقدمة عمل الآنسة جوليا حيث كلا العملين يوجد بهما كثير من افكار انتوينه ذاته، ولقد اكد انتوينه انه يريد ان يرى الفنان من الخلف في احدى المشاهد المهمة، وكان ذلك مايميز انتوينه عن غيره من المؤلفين انتوينه حيث يقوم الممثل بعمل حركات من الخلف ليستمتع الجماهير بذلك لفترة طويلة دون ملل، وهذا لم يكن شائع في تلك الفترة من الزمن لذلك لم يكن من الصدفة ان المسرح الحر يمتلك اسم كناية عن ذلك وهو "خلف أحمد". لقد أرسل ستريندبرغ النص الأدبي الأول وهو الأب إلى انتوينه الذي قام بالرد عليه مباشرةً مؤكدًا له انه سوف ينتج هذا العمل سريعا. ولكن تاريخ قصة الآنسة جوليا كان أكثر تعقيدا من تاريخ عمل الأب بدءًا من اغسطس عام 1888 أرسل المنتصر "ستريندبرغ" رسالة إلى ناشره في ستوكهولم المدعى بونير قائلا له: "لقد تم السماح لي بان اقدم لك هنا أول تراجيديا طبيعية للمسرح السويدي وأنا ارجوك ألا ترفضها قبل ان تفكر كثيرا وإلا ستندم عن ذلك كثيرا مؤخرا وكما قال الالمانى ceci: هذا العمل سيبقى في التاريخ لابد وان عمل الآنسة جوليا سيصبح أول سلسلة من التراجيديات الطبيعية". بعد 11 يوم يستقبل ستريندبرغ رد بونير: "هذا العمل خطير جدا وطبيعي للغاية لنا ونحن نفضل ألا ننشره، وأنا اعتقد انه سوف يكون صعب جدا الحصول على حق نشر عمل مثل هذه الأعمال".
حين إذاً يقرر ستريندبرغ ان يقدم تلك التراجيدية إلى منتج اخر وهو joseph كاتبا له الآتي: "لقد قضيت عشرة سنوات منذ انتاج أول رواية طبيعية سويدية في مطبعتك بنتائج نعرفها جميعا، والان اقدم لك أول دراما طبيعية سويدية مكتوبة كما ينبغي ومثلما كتبت في صفحاتي الأولى". لقد وافق سليجمان على هذا العمل بشرط ان يكون له حق الرقابة عليه. على الرغم من هذه الاحتياطات إلا ان هذا العمل قوبل بنقد شديد الذي وصفه النقد بانه "عمل غير اخلاقي"، ولكن بمساعدة هانس الذي كان قد انتج من قبل ونظم عمل الأب هو وآخرين نجح ستريندبرغ في الحصول على مصادر لتمويل مسرحه التجريبي الاسكاندينافو. كلا الشخصين اشترا مسرح داجمار الصغير الموجود في كوبنهاغن بالدنمارك بهدف افتتاحه في يناير، حيث يبدأ بتقديم عرض عمل الآنسة جوليا وتقديمه في الافتتاح، وعلى الرغم من التجهيزات والبروفات الكثيرة وقد استمرت كثيرا إلا ان في اليوم السابق لافتتاح قررت الشرطة الدنماركية إغلاق المسرح ووقف العرض، وذلك بأوامر من الرقيب الدنماركي. لم ييأس ستريندبرغ وقرر عرض عمله في الاتحاد الطلابي لكوبنهاغن، ونجح في تقديمه أمام 150 طالب وامام أكثر من مجموعة من النقاد وذلك في 14 مارس 1889. لا نندهش حينما نعرف ان هذا العرض لم يلقى نجاحا أو رواجا بين الناس، وبعد ثلاث سنوات في 12 ابريل عام 1892 تم عرض ذلك العمل مرة جديدة في برلين، ولكن الناس احتجت على العمل وقوبل بالاعتراض بعد عرض جزء واحد منه، وقرر صاحب المسرح ان يوقف العرض ويمنعه من الاستكمال. بعد عام من ذلك حقق انتوينه حلم وهدف ستريندبيرغ أي قدم العمل في مسرحه الحر، وعلى الرغم ان هذا العرض قوبل ببعض الاعتراضات من قبل بعض النقاد ولكن في النهاية نتيجة العرض التي كان يرغبها انتوينه كانت قد تحققت بالفعل حيث يقول انتوينه في هذا الشأن الآتي: "لقد خلق عمل الآنسة جوليا شهرة كبيرة وترك انطباعا رائعا عند الناس أو الجمهور فقد كان هذا العمل رائعاً من حيث الموضوع، وعلى الرغم انه كان قد استمر هذا العمل لمدة ساعة ونصف ولكن كان يمتلك دراما تساوي تراجيديا طويلة باكملها. وبدون شك لقد قوبل هذا العمل باحتجاجات ولكن المرء يجد أمام هذا العمل شيئا حقا جديدا ممتعا للغاية".
تمثيل العمل ومدى ملائمته للواقع وأهم عروضه
منذ بداية القرن 20 قد بدأ ذوق الجماهير يتغير اتجاه هذا العمل الرائع لدرجة انه تم السماح لعمل الآنسة جوليا بالعرض في عده مدن ألمانية، وأمثلة على ذلك في عام 1902 تم عرض ذاك العمل وتمثيله في المدينة الألمانية شتوتغارت، وفي عام 1903 تم عرضه أيضا في مدينة هامبورغ، بينما في عام 1904 انتج الشاب ماكس RIENHARDT هذا العمل وعرضه في العاصمة الألمانية برلين، وفي نفس العام أي بعد 16 عاما من كتابة هذا العمل الشيق تم عرضه وتمثيله اخيرا في السويد، وفي عام 1905 وصلت تراجيديا هذا العمل إلى نيويورك ولكن باللغة الروسية، وفي عام 1906 وصلت هذه التراجيديا أيضا إلى مدينة سان بتربرج، وفي نفس ذاك العام حمل هذه التراجيديا اغسطس فلاك إلى عدة مدن ومقاطعات سويدية حتى ان وصل إلى ستوكهولم وبذلك حقق هدفه، وفي عام 1907 تم عرض وتمثيل هذا العمل في المسرح الشخصي لستريندبيرج حيث تم عرض بداخل هذا المسرح 134 عرض مسرحي لهذا العمل الرائع، وفي عام 1908 نسخ الكاتب نسخة خاصة لجورج برنارد شو الذي كان أحد رجال الدولة المرموقين، وفي عام 1912 تم عرض وتمثيل هذا العمل في العاصمة البريطانية لندن وتم تمثيله في مسرح صغير يدعى بالإنجليزية "ADELPHI THEATRE DA OCTAVIA KENMORE " ولقد شهدت العاصمة البريطانية من بعد ذلك العمل الأدبي حتى عام 1990 ستة عشر عمل أدبي، وبعضم كانوا رائعين ومن أمثال ذلك: ما تم عرضه في العاصمة البريطانية 1965 باسم OLD VIC وما تم عرضه عام 1971 من قبل شركة رويال شكسبير التي أنتجت عملا اخر لها في عام 1983 باسم "DUKE OF YORK" . وفي يوليو عام 2006 تم انتاج ترجمة جديدة لهذا العمل " الانسة جوليا " من قبل فرانك الذي عرضه في مسرح "ROYAL DI BATH" وتم إنتاجه وتنظيمه من قبل مدير المسرح السيد "RACHEL O'RIODAN".
وهذه الترجمة الجديدة لهذا العمل تتحدث عن إيرلندا وما كان يحدث في إيرلندا في القرن التاسع عشر وعن واقعية الحياة في تلك البلد، وقد ادى ذلك إلى حدوث توتر في العلاقة بين الطبقة الكادحة العاملة الايرلندية وطبقة ملاك الأراضي البريطانية والاغنياء.
التعديلات السينمائية والفيلمية
تم تصوير عمل "الآنسة جولي" أكثر من خمس مرات، مرة في السويد في عام 1912، وأخرى في عام 1922 (مع تغيير الأبطال إلى استاتليس ووليام ديترل)، وأخرى في الأرجنتين عام 1947، وأيضا في السويد عام 1951، وفي إنجلترا عام 1973 تحت رعاية شركة رويال شكسبير. لقد قدمت أربعة إصدارات من العمل الدرامي في التلفزيون، مرة في عام 1972 بطولة هيلين ميرين في دور جولي ودونال ماكان في دور جون، ومرة في عام 1986 بطولة بوب هينى وميكائيل ونفروس التي تم تصويرها في جنوب أفريقيا في الثمانينات، العمل الدرامي يقوم أساسًا على التمثيل في مسرح باكستر في مدينة الكابو عام 1985 بطولة ساندرا برنيسلو في دور جولي وجون كانى في دور جون، حيث تم فصل الشخصيتين الرئيسيتين عن الطبقات العرقية مثل الطبقة الاجتماعية والجنس البشري، وفي عام 1987 تم إصدار اخر لميشيل سيمبسون بطولة باتريك مالاهايد في دور جون وجانيت ميكسر فيدور جولي، بينما في عام 1991 اصدر ديفيد بونتينج إصدار تلفزيوني اخر بطولة سين جالوسكا في دورجون واليانور كوميجس في دور جولي. يوجد فيلمين عن العمل الدرامي، الأول قدمه الف سيوبرج عام 1951 بعنوان "السرور والبهجة" مع الاداء المتميز لاسينابيورك ووالف بالم، الذي فاز بالجائزة الكبرى لمهرجان كان السنيمائي، حيث كان هذا الفيلم احدى أفضل الترجمات التي تمت لعمل كلاسيكي قبل ذلك. ولكن على العكس في عام 1999 قدم مايك فيجيز العمل إلى السنيما بعنوان "ميس جولي" من سيناريو وحوار جيلين كوبر وبطولة سافرون بوروس في دور جولي ونيتر مولان في دور جون .[9]
المراجع
- Info su apriteilsipario.it. URL consultato in data 11 giugno 2009.
- 2. ^ Info su railibro.lacab.it. URL consultato in data 11 giugno 2009.
- ^ Spiegato in "Michael Meyer" e "Luciano Codignola"
- 1. ^ August Strindberg, Miss Julie in Strindberg Plays:One (in inglese), Introduzione e traduzione di Michael Meyer, Methuen, 1987.
- 2. ^ August Strindberg, La signorina Julie. in Teatro Naturalistico II, A cura di Luciano Codignola, Adelphi, 1982.
- 3. ^ August Strindberg, La signorina Julie. in La signorina Julie. Il padre., Introduzione e traduzione di Franco Perrelli., BUR, 1993.
- 7. ^ August Strindberg, La signorina Julie. in Teatro Naturalistico II, A cura di Luciano Codignola, Adelphi, 1982. pag. 145-146
- 8. ^ a b August Strindberg, Miss Julie in Strindberg Plays:One (in Inglese), Introduzione e traduzione di Michael Meyer, Methuen, 1987. pagg. 95-96
- ^ a b c August Strindberg, La signorina Julie. in La signorina Julie. Il padre., Introduzione e traduzione di Franco Perrelli., BUR, 1993. pag. 16.