الرئيسيةعريقبحث

الأزمة الإيرانية في 1946


☰ جدول المحتويات


الأزمة الإيرانية 1946، وتعرف باسم الأزمة الإيرانية–الأذرية، هي صراع سياسي وعسكري أعقب نهاية الحرب العالمية الثانية ونتج عن رفض الاتحاد السوفيتي التخلي عن الأراضي الإيرانية المحتلة على الرغم من التأكيدات المتكررة بالتخلي عنها. في عام 1941، غزت قوات الحلفاء إيران حيت احتل الجيش الأحمر السوفيتي الشمال، فيما احتلت القوات البريطانية الوسط والجنوب. استخدمت إيران من قبل الأمريكيين والبريطانيين كطريق لنقل وتوفير الإمدادات الحيوية لحلفاء الاتحاد السوفيتي خلال الحرب. وكان الحلفاء (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد السوفياتي) قد وافقوا على الانسحاب من إيران بعد ستة أشهر من انتهاء أعمال العدوان، ولكن عندما جاء هذا الموعد النهائي في بداية عام 1946 ، بقى السوفييت في إيران وأعلن الإيرانيون الموالون للاتحاد السوفياتي انفصالهم تحت ما يعرف بجمهورية أذربيجان الشعبية . قادت المفاوضات التي قام بها رئيس الوزراء الإيراني أحمد قوام والضغوط الدبلوماسية على السوفيت من قبل الولايات المتحدة إلى الانسحاب السوفياتي. واعتبرت الأزمة وكأنها واحدة من الصراعات المبكرة فيما عرف لاحقًا بالحرب الباردة التي أخذت في النمو منذ ذلك الحين.

الأزمة الإيرانية 1946
جزء من الحرب الباردة وانفصال الأكراد في إيران
Republic of mahabad and iranian azerbaijan 1945 1946.png
جمهورية أذربيجان الشعبية وجمهورية مهاباد في 1945–1946.
معلومات عامة
التاريخ نوفمبر 1945 – 15 ديسمبر 1946
الموقع جمهورية أذربيجان الشعبية وجمهورية مهاباد، إيران
النتيجة انتصار إيراني حاسم
المتحاربون
إيران البهلوية
بدعم من:
 الولايات المتحدة
 المملكة المتحدة
Azerbaijan people's government flag.svgجمهورية أذربيجان الشعبية
جمهورية مهاباد[1]
بدعم من:
 الاتحاد السوفيتي
القادة
محمد رضا بهلوي
علي رزم آرا[1]
Azerbaijan people's government flag.svg جعفر بيشاوري
Azerbaijan people's government flag.svg أحمد كورداري  (أ.ح)
قاضي محمد Skull and Crossbones.svg
مصطفى البارزاني[1]
أحمد البرزاني

الاتحاد السوفيتي صلاح الدين كاظيموف[1]

القوة
الجيش الإيراني ميليشيات أذرية
12,750 من المشاة والخيالة من البيشمركة[1]
  • قبائل كردية[1]
الخسائر
غير معروف

مئات القتلى
(تقارير كردية)[1]

غير معروف

المجموع: 2000 قتيل[2]

بُعيد ذلك انخرطت القوات الكردية والقوات الأذربيجانية الشعبية، بدعم أسلحة الاتحاد السوفيتي وتدريباته، في قتال القوات الإيرانية الذي أدى إلى 2,000 ضحية إجمالًا. في نهاية المطاف أدت مفاوضات أحمد قوام (رئيس الوزراء الإيراني في ذلك الوقت) وضغط الولايات المتحدة دبلوماسيًّا على الاتحاد السوفيتي إلى انسحاب الاتحاد، وحل الدولتين الكردية والأذربيجانية المنفصلتين. [3][4]

خلفية

بعدما خرقت ألمانيا اتفاقها مع السوفيتيين وغزت الاتحاد السوفيتي في شهر يونيو من عام 1941، اشترك الاتحاد السوفيتي والمملكة المتحدة في احتلال إيران الحيادية في إجراء وقائي بدأ في 25 أغسطس من عام 1941، وبرّرا الغزو بحاجتهما إلى استعمال إيران بوصفها بوابة لتوصيل إمدادات الإعارة والاستئجار من الهند البريطانية إلى الاتحاد السوفيتي. كانت إيران لفترة طويلة تفصل بين مناطق النفوذ المتزامنة التابعة لكل من بريطانيا وروسيا، لكنها تمكنت حتى ذلك الوقت من البقاء مستقلة رغم التدخلات الأجنبية العديدة، وهذا باستغلال حالة التنازع القائمة بين القوتين المتنافستين. لكن بعد وقوفهما معًا أخيرًا ضد ألمانيا، لم يبق ما يحُول دون احتلال رسمي مشترك لإيران. نتيجة هذا أُجبر رضا بهلوي على التنازل عن العرش في 16 من سبتمبر عام 1941،[4] ونُفي إلى موريشيوس؛ وصار ابنه، محمد رضا بهلوي ولي العرش، الملك الجديد. أعلنت المعاهدة الثلاثية التي أُبرمت في يناير عام 1942 أن وجودهما العسكري في إيران لم يكن احتلالًا، وأن إيران حليفة لهما، وتعهد كل منهما فيها بسحب قواته في غضون ستة أشهر من انتهاء الحرب. [5]

طول فترة الحرب المتبقية استعملت المملكة المتحدة والولايات المتحدة أراضي إيران بوصفها خط إمدادات مهمًّا لجهود الحرب السوفيتية ضد ألمانيا النازية. وفد إليها 30 ألف جندي أمريكي غير مقاتل لنقل الإمدادات، ولهذا سُمي النقل عبر إيران في ما بعد «جسر النصر». في مؤتمر طهران الذي عُقد في عام 1943 قدّم كل من الدول الثلاثة الكبار ضمانات إضافية بخصوص مستقبل إيران وكرامة أراضيها، إلى جانب التعهد بالمشاركة في جهود إعادة الإعمار والتنمية التي ستكون بعد الحرب. [5]

على الرغم من أن احتلال إيران كان مقرَّرًا انتهاؤه بعد الحرب في مؤتمر بوتسدام عقب استسلام ألمانيا، فإن ستالين اعترض على اقتراح تشرشل بانسحاب الحلفاء من إيران مبكرًا قبل الموعد الذي كان قد اتُّفق عليه في مؤتمر طهران.[6] عقب يوم الانتصار على اليابان في سبتمبر من عام 1945، سحبت الولايات المتحدة قواتها أولًا، ثم المملكة المتحدة ثانيًا، في المدة المنصوص عليها في المعاهدة. وأما الاتحاد السوفيتي فلم يخالف الموعد النهائي المحدد في 2 مارس وحسب، وإنما كان بحلول ذلك الوقت قد وسع وجوده العسكري جنوبًا. وفي منتصف شهر ديسمبر عام 1945 كان الاتحاد السوفيتي قد استعان بقواته وشرطته السرية لإقامة «جمهوريتين ديمقراطيتين شعبيتين» في الأراضي الإيرانية: الجمهورية الشعبية الأذربيجانية تحت قيادة سيد جعفر، وجمهورية مهاباد الكردية تحت قيادة الرئيس قاضي محمد. وهذا من عدة أمثلة على تبني الاتحاد السوفيتي للطموحات الجيوسياسية الخاصة بالإمبراطورية الروسية، فقبل 35 عامًا من هذه الأحداث احتلت الإمبراطورية الروسية المنطقة المتنازع عليها في الغزو الروسي لمدينة تبريز في عام 1911.

جمهورية أذربيجان الشعبية

تَشكل الحزب الديمقراطي الأذربيجاني في سبتمبر عام 1945، برئاسة جعفر بيشوري الذي كان زعيمًا للحركة الثورية في غيلان لفترة طويلة. توسع الحزب الديمقراطي الأذربيجاني في جميع أنحاء أذربيجان الإيرانية، وشن انقلابًا محليًّا بمساعدة الجيش السوفيتي، الذي حال دون تدخل الجيش الإيراني.[7] في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر عام 1945، أعلن الحزب الديمقراطي الأذربيجاني نفسه حاكمًا لأذربيجان الإيرانية، وتعهد بإصلاحات ديمقراطية ليبرالية، وحلّ الفرع المحلي لحزب توده الإيراني الشيوعي. [8][9]

بعد ذلك في سبتمبر عام 1945، أذن الحزب الديمقراطي الأذربيجاني في مؤتمره الأول في تشكيل ميليشيا قروية، وكانت هذه الميليشيا بحلول منتصف نوفمبر من العام نفسه قد استولت على جميع المراكز الحكومية المتبقية، و«صارت أذربيجان الإيرانية جمهورية مستقلة، تحت إشراف لجنة وطنية من 39 عضوًا بلا رئيس».[10] رئيس الوزراء الوحيد لهذه الجمهورية القصيرة الأجل كان أحمد كرداري.

في البداية أيّد الاتحاد السوفيتي الكيان المستقل الجديد، وحال بين الجيش الإيراني واستعادة السيطرة الحكومية على تلك المنطقة، لكن هذا الوضع لم يستمر طويلًا. فبعد انحساب القوات السوفيتية، اقتحمت القوات الإيرانية المنطقة في شهر ديسمبر عام 1946، وفر بيشوري ومجلس وزرائه إلى الاتحاد السوفيتي. [11][12]

مراجع

  1. Mechael G. Lortz. (Chapter 1, Introduction). "The Kurdish Warrior Tradition and the Importance of the Peshmerga". pp.27–29. نسخة محفوظة 29 أكتوبر 2013 على موقع واي باك مشين.
  2. systemicpeace.org. نسخة محفوظة 22 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
  3. Michael G. Lortz. (Chapter 1, Introduction). The Kurdish Warrior Tradition and the Importance of the Peshmerga. pp.27–29. "Archived copy" ( كتاب إلكتروني PDF ). مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 29 أكتوبر 201316 أكتوبر 2014.
  4. Sebestyen, Victor (2014). 1946: The Making of the Modern World. Pan Macmillan.  .
  5. George Lenczowski, American Presidents and the Middle East, (1990), p. 7-13 "Iran-Azerbaijan+Crisis" نسخة محفوظة 30 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  6. هاري ترومان, Memoirs, Vol. 1: Years of Decision (1955), p.380, cited in Lenczowski, American Presidents, p.10
  7. Ervand Abrahamian. "Communism and Communalism in Iran: The Tudah and the Firqah-I Dimukrat", International Journal of Middle East Studies, Vol. 1, No. 4. (October 1970), p. 291
  8. Sepehr Zabih. The Communist Movement in Iran, Berkeley, 1966, p. 99
  9. Ervand Abrahamian. Iran between Two Revolutions, Princeton, 1982, pp. 217–218
  10. Fred H. Lawson. "The Iranian Crisis of 1945–1946 and the Spiral Model of International Conflict", International Journal of Middle East Studies, Vol. 21, No. 3. (August 1989), p. 316
  11. Azerbaijan Crisis (1947–1948) - تصفح: نسخة محفوظة 26 يوليو 2019 على موقع واي باك مشين.
  12. Iran in World War II - تصفح: نسخة محفوظة October 16, 2009, على موقع واي باك مشين.

مقالات ذات صلة

موسوعات ذات صلة :