كتاب الأشباه و النظائر في النحو، الفه أبو الفضل عبد الرحمان بن الكمال أبو بكر جلال الدين السيوطي، يذكر السيوطي - رحمه الله - في مقدمة الكتاب، أن فنون العربية على اختلاف أنواعها هي أول فنوني، و مبتدأ الأخبار التي كان في أحاديثها سمري و شجوني، طالما أسهرت في تتبع شواردها عيوني، وعملت فيها بدني إعمال المجد ما بين قلبي و بصري و يدي و ظنوني.
الأشباه و النظائر | |
---|---|
الأشباه و النظائر | |
معلومات الكتاب | |
المؤلف | جلال الدين السيوطي |
اللغة | اللغة العربية |
الموضوع | علم النحو |
العنوان | 📖 الأشباه والنظائر في النحو |
سبب تأليفه الكتاب
قال: و اعلم أن السبب الحامل لي على تأليف ذلك الكتاب الأول، إني قصدت أن أسلك بالعربية سبيل الفقه فيما صنّفه المتأخرون فيه و ألفوه من كتب الأشباه و النظائر. قال: و الفت كتاب الأشباه و النظائر، مرتبا على أسلوب آخر يعرف من مراجعته، و هذا الكتاب الذي شرعنا في تجديده في العربية، يشبه كتاب القاضي تاج الدين الذي ألّفه الفقه، فإنه جامع لأكثر الأقسام، و صدره يشبه كتاب الزركشي من حيث أن قواعده مرتبة على حروف المعجم.
ما اشتمل عليه الكتاب
قال: و هذا الكتاب بحمد الله مشتمل على سبعة فنون:
- الأول: فن القواعد و الأصول التي تُرد إليها الجزئيات و الفروع و هو مرتب على حروف المعجم و هو معظم الكتاب و مهمه، و قد إعتنيت فيه بالاستقصاء و التتبع و التحقيق، و أشبعت القول فيه، و أوردت في ضمن كل قاعدة ما لأئمة العربية فيها من مقال و تحرير و تنكيت و تهذيب، و اعتراض و انتقاد و جواب و إيراد، و طرزتها بما عدوه من المشكلات من إعراب الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية و الأبيات الشعرية و تراكيب العلماء في تصانيفهم المروية، و حشوتها بالفوائد، و نظمت في سلكها فوائد القلائد.
- الثاني: فن الضوابط و الاستثناءات و التقسيمات، و هو مرتب على الأبواب لاختصاص كل ضابط ببابه، و هذا هو أحد الفروق بين الضابط و القاعدة، لأن القاعدة تجمع فروعا من أبواب شتى و الضابط يجمع فروع باب واحد. و قد تختص القاعدة بالباب و ذلك إذا كانت أمرا كليا منطبقا على جزئياته، و هو الذي يعبرون عنه بقولهم: قاعدة الباب كذا، و هذا أيضا يذكر في هذا الفن لا في الفن الأول، وقد يدخل في الفن الأول قليل من هذا الفن، و كذا من الفنون بعده لاقتضاء الحال ذلك.
- الثالث: فن بناء المسائل بعضها على بعض، و قد ألفت فيه قديما تأليفا لطيفا مسمى ( بالسلسلة ) كما سمى الجويني تأليفه في الفقه بذلك، و ألف الزركشي كتابا في الأصول كذلك و سماه ( سلاسل الذهب ).
- الرابع: فن الأفراد و الغرائب.
- الخامس: فن الألغاز و الأحاجي و المطارحات و الممتحنات، و جمعتها كلها في فن، لأنها متقاربة، كما أشار إليه الأسنوي في أول ألغازه.
- السادس : فن المناظرات و المجالسات و المذاكرات و المراجعات و المحاورات و الفتاوى و الواقعات و المراسلات و المكاتبات.
- السابع: فن الأفراد و الغرائب. و قد أفردت كل فن بخطبة و تسمية؛ ليكون كل فن من السبعة تأليفا مفردا، و مجموع السبعة و هو كتاب ( الأشباه و النظائر ) فدونه مؤلفا تُشد إليه الرحال، و تتنافس في تحصيله فحول الرجال، و إلى الله سبحانه الضراعة أن ييسر لي فيه نية صحيحة، و أن يمنّ فيه بالتوفيق للإخلاص، و لا يضع ما بذلته فيه من تعب الجسد و القريحة، فهو الذي لا يجيب راجية، و لا يرد داعية.