المدرسة الإخبارية هي مدرسة شيعية جعفرية إثنا عشرية إلا انها تتخذ في استنباط الأحكام فقط القرآن الكريم وما ذكر أو ما خبر عن النبي محمد وآل البيت.
وهم يحرمون الاجتهاد، وسموا بالإخباريين لأنهم يقتصرون في معرفتهم للأحكام الشرعية على الأخبار أو الروايات الواردة عن أهل البيت، وأسقطوا الاستدلال بالمصادر الإجماع والعقل، ولا يستدلون بالإجماع لأنه عندهم بدعة أوجدها أهل السنة، وينكرون كذلك صلاحية العقل السليم ليكون حجة أو دليلا [1]، ويعتبر الاخبارية كل الأحاديث الورادة في كتب الحديث الاربعة بانها أحاديث قطعية الصدور عن المعصومين اي انهم يعتبروها كلها صحيحة ولاحاجة للرجوع لعلم الرجال والدراية لتحري صحتها[2].
ويقال إن مذهبهم ترجع جذوره إلى فترة طويلة وأن رئيسهم هو الشيخ الصدوق (المتوفى سنة 381 هجرية) وصاحب كتاب من لا يحضره الفقيه [3]، ومن ابرز المنتمين لهذه المدرسة الحر العاملي.
- ظهرت هذه الفرقة لاول مرة على يد شخص يدعى ملا أمين الاسترآبادي، وكان يقيم في مكة ومدينة لسنين.
يقول الشهيد مرتضى مطهرى: كنت مرة عند المرحوم السيد البروجردي – أعلى الله مقامه – و هو في بروجرد، فسمعت منه كلاما لم أسمعه من أحد لحد الآن، وكم تأسفت على عدم سؤالي عنه. كان كلامه يدور حول الاخباريين، وكان يحلل الجذور التأريخية لظهور تيارهم الفكري، وناقش احتمالاً حول خلفيات ظهوره، فقال: إني اظن أن المدرسة الاخبارية في الشرق انبثقت عن المدرسة المادية في الغرب. و ذلك إن ظهور الاخباريين تزامن مع ظهور جمع من الغربيين يقولون بالفلسفة الحسية حيث أنهم انكروا العقل كمصدر للمعرفة، وقالوا إننا لا نعتقد الا بما نشاهده أو ما نعرفه من خلال التجربة. فهم أنصار الحس ومعارضوا العقل. و كان هذا في وقت كانت العلاقات قوية جدا بين إيران الصفوية والدول الاروبية، وكذلك ظهرت عندنا في نفس تلك الفترة نهضة تندد بالعقل وتدينه، ولكن ليست با الشكل الغربي المادي، بل بشكل تأييد للاخبار، وقالوا: ليس للعقل حق في ان يتدخل في الدين بتاتا.[4]
المصادر والمراجع
- الاجتهاد في الإسلام، ص 13.
- كليات في علم الرجال//جعفر السبحاني/الفصل الثاني ص35 - تصفح: نسخة محفوظة 7 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- الاجتهاد والفتوى، ص 97.
- الاستاذ الشهيد مرتضى مطهري، الإسلام و متطلبات العصر، ص105