دعوني احترق من اجل الرب. شعار اطلقة هنري مارتن في عام 1811 . لتبدا معه حركة التبشير الحديثة في الخليج العربي و شبه الجزيرة العربية ، وهذه الحركة التي كانت ترى بل تؤمن بضرورة التبشير ( التنصير ) في منطقة الخليج العربي انطلاقاً من عدة دوافع من اهمها الدوافع التاريخية وهو ماشار إليه صموئيل زويم و جيمس كانتين عندما ذكرا: ( ان من بين الدوافع للعمل في الجزيرة العربية اولاً، الاسباب التاريخية... ان للمسيح حقاً في استرجاع الجزيرة العربية، وقد أكدت الدلائل التي تجمعت لدينا في الخمسين سنة الاخيرة أن المسيحية كانت منتشرة في هذه البلاد في بداية عهدها. وهناك دلائل آثارية واضحة على وجود الكنيسة المسيحية هناك ولهذا فإن من واجبنا ان نعيد هذه المنطقة إلى احضان المسيحية) . وانطلاقا من هذه الدافع بالإضافة إلى دوافع اخرى من بينها - ان النجاح المسيحي في الجزيرة العربية سيكون نقطة تحول في العمل التبشيري المسيحي. وهذه الفكرة كانت تفترض ان نجاحهم سيكون منطلقاً لفتح أبواب المنطقة بأكلمها امام التبشير المسيحي - انطلقة الحركة التبشيرية في منطقة الخليج العربي ممثلة في الارسالية الأمريكية العربية ليبدا عصر التبشير الأمريكي في الخليج العربي
النشاة و النهاية
هي إرسالية أمريكية بروتستانتية ، اسسها الدكتور لانسنج وثلاثة من مساعديه من نيوبرونزيك ، وكانت هذه الإرسالية ذات اهداف تبشيرية في منطقة الخليج العربي و شبه الجزيرة العربية . ولكنها فيما بعد ونظراً لافتقارها ألى المبشرين فقد اقتصر نشاطها جغرافيا على منطقة الخليج العربي. وكانت العاصمة اللبنانية بيروت أول محطة انتقالية للعمل الميداني للإرسالية العربية في المنطقة كلها. وبعد بيروت ذهبة الإرسالية إلى البصرة وبدأت بإقامة أول محطة ميدانية عام 1891 ، حيث أصبحت هذه المحطة فيما بعد مركزاً وقاعدة لعمليات الارسالية الأمريكية العربية في منطقة الخليج العربي، ومن البصرة بدأ عمل الإرسالية بتغطية معظم أراضي الخليج العربي وبعض أجزاء شبه الجزيرة العربية. وقد قام المبشرون بزيارة إلى موانئ الخليج والمناطق الداخلية في عمان ومناطق اخرى من شبه الجزيرة العربية مبتدئين بـ مسقط ثم البحرين و الإحساء و الكويت ، ولقد أسست الارسالية العربية بصفة مستقلة في عام 1889 ،كما تم تبني الإرسالية العربية من قبل كنيسة الإصلاح في عام 1894 . وكانت جهود الإرسالية على طول ساحل الخليج العربي تهدف إلى تطويق شبه الجزيرة العربية ، ومن ثم التغلغل داخلها، ولكن هذا الهدف الرئيسي لم يتحقق بالرغم من كل جهود المضنية التي بذُلت. وفي عام 1973 وبعد خمس وثمانين سنة من عمل الإرسالية في الخليج العربي تم حلها وصارت كل واحدة من مؤسساتها تدار محليا..
المراجع
صدمة الاحتكاك حكايات الإرسالية الأمريكية في الخليج و الجزيرة العربية 1892- 1925.. خالد البسام،.. بيروت.. دار الساقي 1995، ص.5
التبشير في منطقة الخليج العربي دراسة في التاريخ الاجتماعي و السياسي.. خلف التميمي.. ط. العين. مركز زايد للتراث و التاريخ.. ص.2000
أمارات الساحل المتصالح في انطباعات طبيب أمريكي عام 1918 . موزة عويص علي الدرعي.. ابوظبي. ط دار كتَاب للنشر و التوزيع. 2012
المصادر
http://www.alkhaleej.ae/supplements/page/6661ed72-d61d-4d5b-b057-25d2339f77ac