وصلها الإسلام إلى بشكيريا (أو بشكرتوستان) مبكراً فلقد وصل الإسلام إلى بلاد الخزر في النصف الأول من القرن الهجري الأول ، وذلك بعد فتح مدينة باب الأبواب ، وأصبحت ثغراًإسلامياً هاماً ، واستمر التوسع في انتشار الدعوة الإسلامية في العصرين الأموي والعباسي ، فوصل إلي بلاد الصقالبة في حوض نهر الفالجا ، وقد أرسل الخلفاء العباسيون الدعاة إلى هذه المنطقة لتفقيه أهلها في الدين ، ووصل إليها ابن فضلان الجغرافي المشهور ، وظل الباشكير محافظين على عقيدتهم عندما تعرضوا لغزو المغول ، وجند المغول الباشكير في جيوشهم ولكنهم ظلوا على عقيدة الإسلام وهاجر بعضهم إلى العالم العربي ، وجند المماليك عدداً منهم ، وظل الباشكير على علاقة بالدولة العثمانية .
الباشكير في عهد روسيا القيصرية
احتل الروس أرض الباشكير في سنة (965 هـ - 1557 م ) في عهد امبراطور روسيا إيفان الرابع والذي عرف (بإيفان الرهيب ) وحاول الروس زعزعة عقيدة الإيمان في قلوب الباشكير ، فقاموا بعدة ثورات في سنة (1187 هـ - 1773 م ) ، واضطهد المسلمون يصفة عامة والباشكير بصفة خاصة في عهد الامبراطورة كاترين ، ، فلقد أصدرت عدة قوانين في سنة (1192 هـ - 1778 م ) لتقيد حرية العبادة ، وإرغام السكان على اعتناق المسيحية ، ولكن الباشير قاوموا هذا التحدي ، ونشطوا في نشر الدعوة الإسلامية بصورة سرية ، فأسلمت قبيلة الشيريميس ، هذا رغم القوانين التي كانت تعاقب هذا التحول ، وهاجر العديد من الباشكير إلى قري الشيريميس لإقامة المساجد ذلك أن القوانين الروسية كانت تحرم على معتنقي الإسلام الجدد بناء المساجد ، ولما صدر قانون التدين في روسيا القيصرية في سنة (1323 هـ - 1905 م ) نشط الباشكير في الدعوة الإسلامية علانية . وكانت بلاد الباشكير تضم ألف مسجد وأكثر من ستة مدرسة إسلامية .
الباشكير في عهد السوفيات
عندما استولى السوفيات على الحكم أعلنوا قيام جمهورية باشكيريا في سنة (1338 هـ - 1919 م ) ، وهدموا العديد من المساجد ، والغيت المدارس الإسلامية ، وقاوموا الباشكير هذا التحدي ، وأمام مواقفهم الصلبة أصبحت مدينة أوفا مقراً للإدارة الدينية لمسلمي القسم الأوروبي من الاتحاد السوفيتي ومسلمي سيبريا منذ سنة 1943 م .
الصحوة الإسلامية
نتيجة للصحوة الإسلامية التي في الاتحاد السوفياتي في الآونة الأخيرة واتباع حرية الأديان ، ظهرت حركة إسلامية نشطة في الإدارة الدينية بسيبريا والقسم الأوروبي ، واقيمت عدة مشاريع ، منها بناء مجمع مدرسي ، بناء مساجد في القري والمدن ، بناء مراكز إسلامية ، إنشاء مزارع لتربية الدواجن والحيوانات .
المصدر
- الأقليات المسلمة في آسيا وأستراليا – سيد عبد المجيد بكر.