الرئيسيةعريقبحث

الإمبراطورية السامانية


☰ جدول المحتويات


كانت الإمبراطورية السامانية (وتُعرف أيضًا باسم إمبراطورية سامانيان، أو السلالة السامانية، أو الإمارة السامانية، أو ببساطة السامانيون) إمبراطورية إيرانية إسلامية سنية امتدت منذ عام 819 وحتى 999.[1] تمركزت الإمبراطورية في خراسان الكبرى وبلاد ما وراء النهر،[2] وشملت الإمبراطورية في أقصى اتساع لها ما يُعرف اليوم باسم أفغانستان، وأجزاء واسعة من إيران، وطاجكستان، وتركمنستان، وأوزبكستان، وقيرغيزستان، وأجزاء من كازاخستان، وباكستان.[3]

أسس الأشقاء الأربعة: نوح، وأحمد، ويحيى، وإلياس الدولة السامانية- وحكم كل منهم أرضه الخاصة تحت السيطرة العباسية. عام 892، وحد إسماعيل الساماني (892- 907) الدولة السامانية تحت راية حاكم واحد، بالتالي، وضع نهاية فعالة للنظام الإقطاعي الذي يتبعه السامانيون. أصبحت الدولة السامانية مستقلة عن السلطة العباسية في عهده أيضًا.[4]

تُعتبر الإمبراطورية السامانية جزءًا من فترة النهضة الفارسية، التي شهدت إنشاء الحضارة والهوية الفارسية التي نقلت الخطاب والتقاليد الإيرانية إلى مشهد العالم الإسلامي. قاد ذلك لاحقًا إلى تشكيل الثقافة التركية الفارسية.

شجع السامانيون الفنون، ما أدى إلى تطور العلوم والأدب، بالتالي، أدى ذلك إلى جذب العلماء، مثل الرودكي، وأبو القاسم الفردوسي، وابن سينا. في فترة السيطرة السامانية، كانت بخارى ندًا لبغداد في أوج تألقها. يلاحظ العلماء أن السامانيين أحيوا اللغة والثقافة الفارسية أكثر من الدولتين البويهية والصفارية، مع استمرار اللغة العربية في رعاية العلوم والدراسات الدينية أيضًا. اعتبروا أنفسهم أسلاف الإمبراطورية الساسانية.[5] في أحد المراسيم المشهورة، أعلنت السلطات السامانية «أن اللغة الفارسية هي السائدة في المنطقة، وأن الملوك الفرس هم ملوك هذه المملكة».[6]

الثقافة

البناء

شُكل نظام الدولة السامانية على غرار النظام العباسي، الذي شُكل بدوره على غرار النظام الساساني. حكم الأمير الدولة، بينما حكم المقاطعات حكام معينون أو حكام إقطاعيات محلية. كانت مسؤولية الحكام والحاكمين المحليين جمع الضرائب وتزويد الحاكم الساماني بالجنود عند الحاجة. كانت خراسان أهم مقاطعة في الإمبراطورية السامانية، وحكمها في البداية أحد أقرباء الحاكم الساماني أو أمير إيراني محلي (مثل عائلة مهتجد)، لكن نُقل الحكم لاحقًا إلى أحد أكثر عبيده موثوقية. كان يحكم خراسان عادة الأسفهسلار (القائد العام).[7]

على غرار الخلافة العباسية، بإمكان العبيد الأتراك استلام مناصب عليا في الدولة السامانية، ما منحهم قوة كافية أحيانًا لتسيير الحاكم تقريبًا.[7]

الجهود الثقافية والدينية

أحيا السامانيون الثقافة الفارسية برعاية الرودكي، وأبو علي البلعمي، وأبو منصور الدقيقي الطوسي. صمم السامانيون على نشر الإسلام السني، وقمعوا الإسلام الشيعي، ولكنهم كانوا أكثر تساهلًا مع الشيعة الاثنا عشرية. نشر السامانيون العمارة الإسلامية والثقافة الفارسية الإسلامية موغلة في آسيا الوسطى. بعد إنهاء أول نسخة مترجمة إلى الفارسية من القرآن، خلال القرن التاسع، بدأت الشعوب التي تعيش تحت راية الإمبراطورية السامانية تتقبل الإسلام بأعداد كبيرة.[8]

عن طريق العمل التبشيري المتعصب، اعتنق قاطنو نحو 30000 خيمة من الأتراك الإسلام، ولاحقًا خلال حكم الغزنويين، اتبع أكثر من 55000 المدرسة الفكرية الحنفية. أدى اعتناق الأتراك الكبير للإسلام في النهاية إلى تأثير متزايد للغزنويين، الذين حكموا المنطقة لاحقًا.[9]

شكلت الزراعة والتجارة الأساس الاقتصادي للدولة السامانية. عمل السامانيون بشكل كبير في التجارة- حتى مع أوروبا، وتشهد على ذلك آلاف العملات المعدنية السامانية التي وجدت في بلدان البلطيق واسكندنافية.[10]

يُعتبر الفخار المعروف باسم البضاعة السامانية ذات النقوش إسهامًا خالدًا آخر قدمه السامانيون إلى تاريخ الفن الإسلامي، ويتضمن: أطباقًا، وأوعية، وأباريق فخارية مطلية بالأبيض ومزينة بكتابات بالخط العربي فقط، عادة ما تكون مكتوبة بشكل أنيق ومتناغم. تكون العبارات العربية المستخدمة في هذا النوع من التزيين عبارة عن أمنيات طيبة عامة، أو تعليمات إسلامية لآداب المائدة.

اللغة

بدأ كل من فرغانة، وسمرقند، وبخارى تصبح فارسية اللغة في المناطق الخوارزمية والصغدية الأصل خلال فترة الحكم الساماني. انتشرت اللغة الفارسية وأدت إلى انقراض اللغات الإيرانية الشرقية مثل اللغة الباخترية والخوارزمية، وبقي عدد ضئيل من متحدثي اللغة اليغنوبية المنحدرين من السلالة الصغدية بين السكان الطاجيكيين القاطنين في آسيا الوسطى. حدث ذلك بسبب الحقيقة التي تقول إن الجيش العربي الإسلامي الذي غزا آسيا الوسطى كان يحتوي على بعض الفرس ممن حكموا المنطقة لاحقًا مثل السامانيين. جلب السامانيون اللغة الفارسية إلى آسيا الوسطى.[11]

الحياة الفكرية

في القرنين التاسع والعاشر، بلغت الحياة الفكرية في بلاد ما وراء النهر وخراسان مستوى عاليًا. قال نعمان نيغماتوفيتش نيغماتوف، «كان من المحتم أن تقوم السلالة السامانية المحلية، التي تسعى للحصول على دعم الطبقات المتعلمة، برعاية التقاليد الثقافية، والتعلم، والأدب والترويج لها.

أصبحت البلدات السامانية الرئيسية- بخارى، وسمرقند، وبلخ، ومرو الشاهجان، ونيسابور، وخجنده، وبونجيكاث، وفوسي، وترمذ وغيرها، المراكز الثقافية الرئيسية في الدولة. اجتمع العلماء، والشعراء، والفنانون، ورجال علم آخرون من العديد من البلدان الإسلامية في بخارى عاصمة الدولة السامانية، حيث أنشئت أرضية خصبة لازدهار الفكر الإبداعي، بالتالي أصبحت أحد المراكز الثقافية الأكثر تميزًا في العالم الشرقي. أُنشئت مكتبة تُعرف باسم صيوان الحكمة في بخارى، وتُعرف بغناها بأنواع عديدة من الكتب.

الفنون

الحرف

بسبب الحفريات المكثفة في نيسابور، في إيران في منتصف القرن العشرين، يظهر الفخار الساماني بشكل واضح في الفن الإسلامي حول العالم. تُصنع هذه الأواني الخزفية من الفخار بنسبة كبيرة، وتتميز إما بنقوش خطية لأمثلة عربية، أو زخارف مجردة ملونة. عادة ما تخاطب الأمثال العربية قيم ثقافة «الأدب»، والضيافة، والكرم، والتواضع.[12]

يعود الوعاء الذي يحمل النقوش العربية في الصورة إلى الفترة السامانية خلال القرن العاشر في إيران. وهو مطلي باللون الأبيض، ويحمل زخارف باللون الأسود تحت طلاء شفاف. يحمل زخرفة خطية في جميع أرجائه. تطول هذه الزخرفة في بعض النقاط، وتقصر في نقاط أخرى، لتصل إلى درجة تبدو فيها وكأنها اختفت. ثمة نقطة سوداء في مركز الوعاء. في حال ألقيت نظرة عن كثب على الوعاء، توجد شقوق وعلامات اكتسبها الوعاء على مر الزمن. ما كان ذات يوم وعاءً أبيض، تلطخ ببقع صفراء في أجزاء منه الآن. يبدو الخط مدروسًا ومخططًا بشكل جيد، والمسافات بين الأحرف جيدة، ويتوزع القول بشكل مثالي على جميع أطراف الوعاء. قد يعود سبب ذلك إلى عادة الفنان في التدرب على الورق قبل الوعاء. يُترجم القول إلى التالي: «يقي التخطيط قبل العمل من الندم، ويعطي الرخاء، والسلام».

المراجع

  1. Frye 1975، صفحة 151.
  2. Frye 1975، صفحة 164.
  3. Taagepera, Rein (1997-01-01). "Expansion and Contraction Patterns of Large Polities: Context for Russia". International Studies Quarterly. 41 (3): 475–504. doi:10.1111/0020-8833.00053. JSTOR 2600793. مؤرشف من الأصل في 8 مايو 2020.
  4. Canfield L., Robert (2002). Turko-Persia in Historical Perspective. Cambridge University Press. صفحة 12.  .
  5. Frye 1975، صفحة 145-146.
  6. The History of Iran by Elton L. Daniel, pg. 74
  7. Frye 1975، صفحة 143.
  8. T.W. Arnold, The Preaching of Islam: A History of the Propagation of the Muslim Faith, (Archibald Constable & Co, 1896), pp. 179-180 and [1] on pp 161 نسخة محفوظة 24 أكتوبر 2019 على موقع واي باك مشين.
  9. The Wiley Blackwell Companion to Zoroastrianism, eds. M. Stausberg & Y. S.-D. Vevaina, 2015, pp. 112
  10. History of Bukhara, By Narshakhi trans. Richard N. Frye, pg. 143
  11. Litvinsky 1998، صفحة 97.
  12. Grube, Ernst J. (February 1965). "The Art of Islamic Pottery". The Metropolitan Museum of Art Bulletin. 23 (6): 209–228. doi:10.2307/3258167. ISSN 0026-1521. JSTOR 3258167.

موسوعات ذات صلة :