وقّع الاتحاد السوفياتي معاهدة عدم اعتداء مع ألمانيا النازية في 23 أغسطس 1939. تضمنت المعاهدة بالإضافة إلى شروط عدم الاعتداء، بروتوكولًا سريًا يقسم مناطق رومانيا وبولندا وليتوانيا ولاتفيا وإستونيا وفنلندا بين ألمانيا والاتحاد السوفياتي «كمناطق نفوذ»، طرفا المعاهدة تطلعا إلى «إعادة ترتيب إقليمية وسياسية» محتملة لهذه البلدان. في أكتوبر ونوفمبر 1940، جرت محادثات ألمانية - سوفيتية في برلين حول إمكانية انضمام الاتحاد السوفيتي إلى دول المحور (انظر محادثات محور ألمانيا والاتحاد السوفيتي)، ولم يتوصلوا إلى أي نتيجة من المحادثات بما أن هدف هتلر الأيديولوجي هو ليبنسراوم (مساحة العيش) في الشرق.[2]
غزت ألمانيا بولندا في 1 سبتمبر 1939 بادئةً بذلك الحرب العالمية الثانية، انتظر ستالين حتى 17 سبتمبر ليبدأ بغزوه لبولندا.[3] ضُم جزء من منطقتي كاريليا وسالا في فنلندا إلى الاتحاد السوفيتي بعد حرب الشتاء. وأعقب ذلك الضم العسكري السوفيتي لإستونيا ولاتفيا وليتوانيا وأجزاء من رومانيا (بيسارابيا، بوكوفينا الشمالية ومنطقة هيرتزا). كُشف في محاكمات نورنبيرغ عن وجود بروتوكول سري لميثاق سوفيتي ألماني فيما يتعلق بالتقسيمات المخططة لهذه المناطق. انتهك غزو بوكوفينا اتفاق مولوتوف-ريبنتروب (معاهدة عدم الاعتداء)، إذ تجاوز هذا الغزو نطاق النفوذ السوفيتي المتفق عليه مع دول المحور.[4]
في 22 يونيو 1941، بدأ هتلر بغزو الاتحاد السوفيتي. كان ستالين واثقًا من أن آلة الحرب لمجموع دول الحلفاء ستوقف في نهاية المطاف ألمانيا،[5] ومع قانون الإعارة والاستئجار من الغرب، أوقف السوفييت الفيرماخت على بعد نحو 30 كم (أو 18.6 ميل) من موسكو. على مدار السنوات الأربع التالية، صد الاتحاد السوفيتي هجمات دول المحور، على سبيل المثال ما حدث في معركة ستالينغراد ومعركة كورسك، ومضى قدمًا نحو الانتصار في الهجمات السوفيتية الكبيرة، مثل هجوم فيستولا - الأودر.
وقع الجزء الأكبر من القتال السوفيتي على الجبهة الشرقية –بما في ذلك الحرب المستمرة مع فنلندا– لكنه غزا إيران أيضًا (في أغسطس 1941) بالتعاون مع البريطانيين وفي أواخر الحرب هاجم اليابان (في أغسطس 1945) التي خاض معها نزاعًا حدوديًا في وقت سابق حتى عام 1939.
التقى ستالين مع ونستون تشرشل وفرانكلين روزفلت في مؤتمر طهران وبدأوا في مناقشة الحرب على جبهتين ضد ألمانيا ومستقبل أوروبا بعد الحرب. سقطت برلين أخيرًا في أبريل عام 1945. لقد تطلبت مواجهة الغزو الألماني والضغط من أجل النصر في الشرق تضحيات هائلة من قبل الاتحاد السوفياتي، الذي عانى من أعلى الخسائر في الحرب، حيث فقد أكثر من 20 مليون مواطن.
المعاهدة مع أدولف هتلر
في أغسطس 1939، قبل ستالين اقتراح هتلر في معاهدة عدم اعتداء مع ألمانيا، تفاوض عليها وزراء الخارجية فياتشيسلاف مولوتوف لصالح السوفييت ويواخيم فون ريبنتروب لصالح الألمان.[6] تُوصل رسميًا إلى معاهدة عدم الاعتداء فقط، وأيضًا بروتوكول سري ملحق في 23 أغسطس، البروتوكول قسم كل أوروبا الشرقية بين مناطق النفوذ الألمانية والسوفيتية.[7][8] ووُعد الاتحاد السوفيتي بالجزء الشرقي من بولندا، الذي استوطن آنذاك من قبل الأوكرانيون والبيلاروسيون في المقام الأول، وذلك في حالة تفككه، واعترفت ألمانيا بلاتفيا وإستونيا وفنلندا كأجزاء من منطقة النفوذ السوفيتي، مع إضافة ليتوانيا في البروتوكول السري الثاني في سبتمبر 1939.[9] بند آخر من المعاهدة هو أن تُضم بيسارابيا، التي كانت جزءًا من رومانيا، إلى جمهورية مولدوفا الاشتراكية السوفيتية، وتصبح جمهورية مولدوفا الاشتراكية السوفيتية تحت سيطرة موسكو.[8]
تُوصل إلى الاتفاق بعد يومين من انهيار المحادثات العسكرية السوفيتية مع الممثلين البريطانيين والفرنسيين في أغسطس 1939 حول تحالف محتمل بين فرنسا وإنجلترا والاتحاد السوفيتي.[10][11] عُلقت المناقشات السياسية في 2 أغسطس، عندما صرح مولوتوف بأنه لا يمكن استئنافها حتى يُحرز تقدم في المحادثات العسكرية في أواخر أغسطس،[12] بعد أن توقفت المحادثات بسبب ضمانات لدول البلطيق،[13][14] في حين أن المحادثات العسكرية التي أصر عليها مولوتوف بدأت في 11 أغسطس.[15] في الوقت نفسه، جادلت ألمانيا –التي بدأ السوفييت معها مفاوضات سرية في 29 يوليو–[16][17][18][19] بأنها يمكن أن تقدم للسوفييت شروطًا أفضل من بريطانيا وفرنسا، مع إصرار ريبنتروب بقوله: «لا توجد مشكلة بين (دول) بحر البلطيق و(دول) البحر الأسود لا يمكن حلها بيننا».[20][21] صرح المسؤولون الألمان أنه على عكس بريطانيا، يمكن لألمانيا أن تسمح للسوفييت بمواصلة نموه (تطويراته أو تنميته) بدون تدخل (مساس)، وأن «هناك عنصر واحد مشترك بين الأيديولوجيا الألمانية والإيطالية والسوفيتية: وهو معارضة الديمقراطيات الرأسمالية في الغرب».[22] بحلول ذلك الوقت، كان مولوتوف قد حصل على معلومات بشأن المفاوضات الأنجلو (الإنجليزية) -ألمانية وتقرير متشائم من السفير السوفيتي في فرنسا.[16]
بعد خلاف حول مطالبة ستالين بنقل قوات الجيش الأحمر عبر بولندا ورومانيا (وهو ما عارضته بولندا ورومانيا)، في 21 أغسطس، اقترح السوفييت تأجيل المحادثات العسكرية مستخدمين ذريعة غياب كبار الموظفين السوفييت عن المحادثات التي تداخلت مع مناورات الخريف للقوات السوفيتية، مع أن السبب الرئيسي كان التقدم المحرز في المفاوضات السوفيتية الألمانية. في نفس اليوم، تلقى ستالين تأكيدًا بأن ألمانيا ستوافق على البروتوكولات السرية لمعاهدة عدم الاعتداء المقترحة التي من شأنها أن تمنح السوفييت أرضًا في بولندا ودول البلطيق وفنلندا ورومانيا،[23] وبعد ذلك قام ستالين بإرسال برقية لهتلر في تلك الليلة بأن السوفييت كانوا على استعداد لتوقيع الاتفاقية وأنه سوف يستقبل ريبنتروب في 23 أغسطس.[24] فيما يتعلق بقضية الأمن الجماعي (المشترك) الكبرى، يذكر بعض المؤرخين أن أحد الأسباب وراء قرار ستالين التخلي عن قناعاته (مبادئه) هو تشكيله لوجهات نظره عن فرنسا وبريطانيا عند انضمامهما إلى معاهدة ميونيخ والفشل اللاحق في منع الاحتلال الألماني لتشيكوسلوفاكيا.[25][26][27] ربما كان ستالين قد رأى في الاتفاق كسبًا للمزيد من الوقت من حرب في نهاية المطاف مع هتلر وذلك من أجل تعزيز الجيش السوفيتي وإزاحة الحدود السوفيتية إلى الغرب، الأمر الذي سيكون مفيدًا عسكريًا في هكذا حرب.[28][29]
قضى ستالين وريبنتروب معظم ليلة توقيع الاتفاقات في تبادل القصص الودية حول الشؤون العالمية وإطلاق النكات (وذلك أمر نادرًا ما يفعله ريبنتروب) حول ضعف بريطانيا، وحتى مزح الاثنان حول كيف يخيف «حلف مناهضة الكومنترن» بشكل أساسي «أصحاب المتاجر البريطانية». قاموا بعد ذلك بتبادل الأنخاب، مع اقتراح ستالين نخبًا لدوام صحة هتلر، وريبنتروب مقترحًا نخبًا لدوام صحة ستالين.[30]
مراجع
- McNab, Chris (2017). German Soldier vs Soviet Soldier: Stalingrad 1942–43. Osprey PUBLISHING. صفحات Page 66. .
- chathamhouse.org, 2011 - تصفح: نسخة محفوظة 30 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- Goldman 2012، صفحات 163–64.
- Brackman, Roman. The Secret File of Joseph Stalin: A Hidden Life (Psychology Press, 2001) p. 341, (ردمك )
- Pearson, Clive (December 2008). "Stalin as War Leader". History Review 62. History Today. مؤرشف من الأصل في 21 يونيو 2018December 5, 2017.
- Roberts 1992، صفحات 57–78
- Encyclopædia Britannica, German-Soviet Nonaggression Pact, 2008
- Text of the Nazi-Soviet Non-Aggression Pact, executed 23 August 1939 نسخة محفوظة 14 نوفمبر 2014 على موقع واي باك مشين.
- Christie, Kenneth, Historical Injustice and Democratic Transition in Eastern Asia and Northern Europe: Ghosts at the Table of Democracy, RoutledgeCurzon, 2002, (ردمك )
- Roberts 2006، صفحات 30–32
- Lionel Kochan. The Struggle For Germany. 1914–1945. New York, 1963
- Shirer, William L. (1990), The Rise and Fall of the Third Reich: A History of Nazi Germany, Simon and Schuster, صفحة 504,
- Watson 2000، صفحة 709
- Michael Jabara Carley (1993). End of the 'Low, Dishonest Decade': Failure of the Anglo-Franco-Soviet Alliance in 1939. Europe-Asia Studies 45 (2), 303–341.
- Watson 2000، صفحة 715
- Watson 2000، صفحة 713
- Fest, Joachim C., Hitler, Houghton Mifflin Harcourt, 2002, (ردمك ), page 588
- Ulam, Adam Bruno,Stalin: The Man and His Era, Beacon Press, 1989, (ردمك ), page 509-10
- Shirer, William L., The Rise and Fall of the Third Reich: A History of Nazi Germany, Simon and Schuster, 1990 (ردمك ), page 503
- Fest, Joachim C., Hitler, Harcourt Brace Publishing, 2002 (ردمك ), page 589-90
- Vehviläinen, Olli, Finland in the Second World War: Between Germany and Russia, Macmillan, 2002, (ردمك ), page 30
- Bertriko, Jean-Jacques Subrenat, A. and David Cousins, Estonia: Identity and Independence, Rodopi, 2004, (ردمك ) page 131
- Murphy 2006، صفحة 23
- Shirer, William L., The Rise and Fall of the Third Reich: A History of Nazi Germany, Simon and Schuster, 1990 (ردمك ), pages 528
- Max Beloff The Foreign Policy of Soviet Russia. vol. II, I936-41. Oxford University Press, 1949. p. 166, 211.
- For example, in his article From Munich to Moscow, إدوارد هاليت كار explains the reasons behind signing a non-aggression pact between USSR and Germany as follows: Since 1934 the U.S.S.R. had firmly believed that Hitler would start a war somewhere in Europe: the bugbear of Soviet policy was that it might be a war between Hitler and the U.S.S.R. with the western powers neutral or tacitly favourable to Hitler. In order to conjure this bugbear, one of three alternatives had to be envisaged: (i) a war against Germany in which the western powers would be allied with the U.S.S.R. (this was the first choice and the principal aim of Soviet policy from 1934–38); (2) a war between Germany and the western powers in which the U.S.S.R. would be neutral (this was clearly hinted at in the برافدا article of 21 September 1938, and Molotov's speech of 6 November 1938, and became an alternative policy to (i) after March 1939, though the choice was not finally made till August 1939); and (3) a war between Germany and the western powers with Germany allied to the U.S.S.R. (this never became a specific aim of Soviet policy, though the discovery that a price could be obtained from Hitler for Soviet neutrality made the U.S.S.R. a de facto, though non-belligerent, partner of Germany from August 1939 till, at any rate, the summer of 1940)., see E. H. Carr., From Munich to Moscow. I., Soviet Studies, Vol. 1, No. 1, (June, 1949), pp. 3–17. Taylor & Francis, Ltd.
- This view is disputed by Werner Maser and Dmitri Volkogonov
- Yuly Kvitsinsky. Russia-Germany: memoirs of the future, Moscow, 2008 (ردمك ) p.95
- Watson 2000، صفحات 695–722
- Shirer, William L., The Rise and Fall of the Third Reich: A History of Nazi Germany, Simon and Schuster, 1990 (ردمك ), pages 541