موجز عن الكنيسة الإنجيلية البروتستانتية (المشيخية) الوطنية في العراق
بالإمكان القول أن بدايات العمل الإرسالي الإنجيلي في العراق تعود إلى عام 1824 عندما أوفدت جمعية لندن التبشيرية جوزيف وولف إلى العراق عبر سوريا مرورًا بقضاء سنجار ثم إلى الموصل حيث أمضى فيها أسبوعين ثم إلى أربيل فكركوك وصولاً إلى بغداد في 8/4/1824 حيث مكث فيها شهرًا وأنتقل من هناك إلى البصرة حيث قام بأنشاء مدرسه كان معظم طلابها من المسيحيين الأرمن وأنتقل من هناك إلى بو شهر في إيران ولا يستطيع أحد اليوم أن يذكر نوع العقيدة التي كان يحملها جوزيف، لكن تلاه في عام 1829 مرسل من جماعة الأخوة البلايموث وهو الطبيب أنتوني نورس غروفز الذي أقام في بغداد مدة 4 سنوات. كما وصل عام 1840 إلى الموصل عيسى أنطوان الذي عرف فيما بعد باسم كريستيان رسام وكان كريستيان قد ولد في الموصل عام 1808 وغادر في ريعان شبابه إلى روما لدراسة اللاهوت عن طريق القاهرة الا انه وهو في القاهرة قرر عدم مواصلة سفره وأنتمى هناك إلى الكنيسة الأنكليكانية وعاد إلى الموصل وهو مرسل من الكنيسة الأنكليكانية. ومنذ ذلك التاريخ بدأ العمل الإنجيلي في العراق ألا أن الإرساليات التي اشرفت على هذا العمل كانت تتغير بين مدة وأخرى حيث تعاقبت كل من ارسالية مجلس الوكلاء الأمريكية التي تأسست في ولاية ماساشوستس في الولايات المتحدة الأمريكية وكانت الكنيسة المشيخية الأمريكية عضوآ فيها، ثم ارسالية الكنيسة الأسقفية في الولايات المتحدة الأمريكية ومن بعدها الأرسالية الآثورية القادمة من أورميا في إيران ثم الأرسالية المشيخية في الولايات المتحدة التي قامت بأرسال القس مكداويل في عام 1888 إلى الموصل. ثم جاءت نقلة أخيرة في العمل المرسلي في العراق عندما أجتمعت في 8/11/1923 في نيويورك اللجنة المشتركة والمؤلفة من ممثلين عن الكنسية المشيخية والكنسية المصلحة في الولايات المتحدة وأتفقت على تأسيس الأرسالية المتحدة فيما بين النهرين والتي عرفت فيما بعد بالأرسالية المتحدة في العراق وثم تغير اسمها بعد أن تغير نظام الحكم في العراق من الملكية إلى الجمهورية عام 1958 إلى الجمعية الخيرية الأمريكية في شمال العراق. وفي عام 1957 وضعت الأرسالية تحت أشراف مندوب يمثل الكنيسة المشيخية في الولايات المتحدة في مركز العراق وهو القس ر. بارك جونسون.
إن الطائفة الإنجيلية في العراق معترف بها رسميآ منذ عام 1850 بموجب فرمان صادر عن السلطان العثماني عبد الحميد باشا ثم في عام 1854 صدر فرمان ثاني من الباب العالي موجهآ إلى والي الموصل لحماية الطائفة البروتستانتية. وبتعاقب أنظمة الحكم كانت الطائفة البروتستانتية معترفآ بها وآخر وثيقة رسمية تؤيد ذلك هو ملحق نظام رعاية الطوائف الدينية رقم 32 لسنة 1981 الصادر في جريدة الوقائع العراقية الرسمية عدد 2867 في 18/01/1982. هذه خلاصة سريعة عن النقاط البارزة في العمل المرسلي ونشأة الكنيسة الإنجيلية البروتستانتية المشيخية في العراق تاريخيآ واذا ماتركنا التاريخ وعدنا إلى الحاضر سنجد اليوم في العراق 5 كنائس إنجيلية تتبع النظام المشيخي وتحمل العقيدة الكالفينية المشيخية المحافظة وأدناه خلاصة موجزة عن كل منها:
كنيسة الموصل
وهي أول كنيسة إنجيلية في العراق أنشأت وتأسست عام 1840 وتعاقب على رعاية هذه الكنيسة عدة رعاة كانوا في البداية من المرسلين الأجانب ثم قسس وطنيين ثم ولظروف العراق في النصف الأول من القرن الماضي من حروب ومشاكل سياسية وأقتصادية أضطرت الكنيسة لأستخدام قسس من مصر ليخدموا المنبر وأبناء الكنيسة ولا تزال الخدمة تقام فيها برعاية ابنائها الغيورين. علمآ بأن أغلب أعضاء الكنائس الإنجيلية الأخرى في العراق تعود جذورهم إلى هذه الكنيسة العريقة أما مبنى الكنيسة فقد تم تدشينه عام 1840
كنيسة كركوك
بدأ العمل ألإنجيلي فيها مع قدوم شركات أستكشاف النفط (حيث تعتبر مدينة كركوك من أغنى المدن بالنفط عالميا ومنذ أن حفرت أول بئر نفطية فيها عام 1927 من قبل شركة نفط العراق (آي.بي.سي) وهي أول شركة بريطانية) ابتداء فيها العمل الانجيلي حيث كان قد توافد على المدينة الكثير من أبناء مدينة الموصل للعمل مع شركة النفط ولان مدينة الموصل كانت أول مدينة عراقية بداء فيها العمل الانجيلي وذلك منذ عام 1824 م فقد كانت الكنيسة الانجيلية في الموصل من أكبر الكنائس الانجيلية في العراق من تلك المدينة اي من الموصل جاء أغلب الانجيليون الاوئل إلى كركوك وبمعونة الارسالية العاملة في العراق في ذلك الوقت وهي الارسالية المشيخية تم تاسيس هذه الكنيسة وتعاقب كذلك على رعايتها مرسلون عديدون واليوم يقوم برعايتها قس عراقي ويربو عدد أعضائها على 90 عائلة ومبنى الكنيسة الممتلك من قبل الطائفة يعود لعام 1959.إلا ان الطائفة كانت تستخدم بيتا مؤجرا في منطقة شاطرلو كمبنى للكنيسة قبل ذلك، أما المبنى الحالي فهو قائم على ارض مساحتها الف وثلاثمائة متر مربع وتحتوي هذه المساحة على المباني التالية :- 1- مبنى الكنيسة القديم ويعود لعام 1959 ويتسع ل200متعبد. 2- مسكن الراعي ويعود بنائه أيضا لعام 1959. 3- مبنى عامودي يتكون من قاعة للخدمات الكبيرة والمؤتمرات يتسع ل350 شخص مع مسرح واسع وشقتين للضيافة واستوديو للتسجيلات الصوتية وخمسة صفوف لتعليم الأطفال وغرفة لمرسلة اذاعية اف ام تغطي المدينة في البث الإذاعي ولمدة ستة عشر ساعة يوميا وغرفة لاستنساخ المحاضرات واعداد الملازم الدراسية إضافة إلى شقة صغيرة تستخدم كمكتب لاستقبال الراعي لزواره ولدراسته. وقد تم تشييد هذا المبنى في عام 1998. 4- مبنى العيادة الطبية ويتكون من طابقين وتم تشيده عام 2003. 5- مبنى المخازن والمكتبة ولجنة الشباب وتم تشيده عام 2006. 6- دار للساعور يتكون من طابقيين ب4 غرف ومنافعها.
كنيسة بغداد
وهي أكبر كنيسة أنجبلية في العراق يقوم على رعايتها قس مصري الجنسية ويربو عدد أعضائها على 200 عائلة.وكان العمل الإنجيلي قد بدأ في بغداد منذ عام 1870 الأ ان أول مبنى تم تدشينه لهذه الكنيسة كان عام 1930 في منطقة السنك في بغداد أما اليوم فللكنيسة مبنى كامل الملحقات تم تدشينه عام 1954.
كنيسة البصرة
بدأ العمل الإنجيلي في البصرة في أواخر القرن التاسع عشر وتعاقب على رعاية الكنيسة مرسلون عديدون ثم تمت رسامة قس عراقي الجنسية عام 1995 الآ أنه هاجر إلى النمسا عام 2000 واليوم لايوجد قسيس مرتسم في هذه الكنيسة الآ أن الخدمة لا تزال مستمرة فيها من قبل شيوخ وأبناء الكنيسة الغيارى وكانت الكنيسة تمتلك مبنآ أنشأ عام 1931 الآ أنه نتيجة القصف المدفعي المستمر على المدينة منذ عام 1980 ولغاية 1991 فقد تهالك المبنى مما أدى إلى هدمه وبيع الأرض ليتم شراء أرض جديدة في منطقة ذات كثافة مسيحية أعلى وتم بناء مبنى جديد عام 1997 ويبلغ عدد عوائل الكنيسة 50 عائلة.
الكنيسة الإنجيلية البروتستانتية المشيخية الآشورية في بغداد
تأسست عام 1921 على أثر مجئ المهاجرين الآشوريين من أورميا – إيران عام 1918 الذين كان من ضمنهم آشوريين إنجيليين وتعاقب على رعايتها قسس آشوريين واليوم لا يوجد قسيس في هذه الكنيسة إلا ان كنيسة بغداد تقدم الخدمات لأبناء هذه الكنيسة ويبلغ عدد عوائل الكنيسة قرابة 60 عائلة وتستخدم اللغة الآشورية في عبادتها. مبنى الكنيسة الحالي قديم جدآ تم بنائه عام 1921 وتقع الكنيسة في منطقة تجارية وشعبية مما يعيق العبادة بحرية فيها.
كانت الطائفة قد أصدرت عام 1973 نظامآ داخليآ اتفقت عليه الكنائس الخمسة وتم الأعتراف به من قبل الدولة لتنظيم العلاقة بين هذه الكنائس من ناحية وبين الدولة والمجتمع من ناحية أخرى وفي عام 2001 تم اقرار تنظيم مجمع الكنائس الإنجيلية البروتستانتية المشيخية في العراق ومقره في بغداد وبذلك تم وبعد مضي أكثر من قرن ونصف على العمل الإنجيلي في العراق وجود هيكل واضح يجمع هذه الكنائس تحت رئاسة مجمعية واحدة وينظم علاقة هذه الطائفة مع الطوائف المسيحية وغير المسيحية داخل البلد وينظم علاقة الطائفة مع الكنائس والهيئات الكنسية في الدول المجاورة وباقي دول العالم.