أسلوب التحليل الفني الحديث (Modern Technical Analysis)، هو أسلوب حديث النشأة، وهو يعتبر شكل جديد من التحليل الفني رغم أنه امتداد طبيعي التحليل الفني المعروف سابقا، ويرتكز على أغلب مبادئ تشارلز داو (1902 - 1851) Charles Dow مؤسس علم التحليل الفني التقليدي (Traditional Technical Analysis)، والذي وضع مبادئه الأساسية في مقالات نشرت عام 1903م. مثل دراسة موجات اليوت أو دراسة القمم والقيعان أو التحليل الكلاسيكي من نماذج فنيه وغيرها.. وظهر هذا الأسلوب الحديث بسبب الحاجة الماسة لمجاراة التطور السريع الحاصل في حركة أسواق المال والبورصة، نظرا لقصور التحليل الفني التقليدي عن توقع الكثير من الانهيارات التي عصفت بالأسواق العالمية في فترة التسعينات وبداية الألفية الثالثة.
ومن أبرز مميزات علم التحليل الفني الحديث هو تقديمه تبريرات منطقية لجميع حركات الشارت، مثل تقديمة للأسباب الفنية لحدوث الانهيارات أو الطفرات السعرية في أسواق المال والبورصة، في الوقت الذي فشل فيه علم التحليل الفني التقليدي بشكل كبير في تقديم مبررات فنية مقبولة لحصول تلك الأزمات الاقتصادية نظرًا لاعتماده على دراسات مالية ( البائع – المشتري ) و فنية ( موجات – نماذج ) سطحية تدرس المسببات الآنية وتغفل المسببات الحقيقية الاشمل لتلك الظواهر .
فلسفة التحليل الفني الحديث: تعتمد فلسفة التحليل الفني الحديث على فكرة تبدو معقده نوعا ما، وهي تفترض أن جميع حركات الكون وعناصره المختلفة تسير وفق حركة منتظمة محدده رغم أنها تبدو في ظاهرها حركة عشوائية فوضوية، ذات أسباب مفاجئة موجهه لتلك الحركة، بينما يفترض التحليل الفني الحديث أن جميع تلك الحركات الثانوية والرئيسية والانعطافات المفاجئة ليست إلا حركات منتظمة مقررة مسبقا ومحكومة بقوانين ثابتة (ولكنها مرنه) غير قابلة للتغير أو التعديل في جميع حركات عناصر الكون. ويكفي دمج واختصار جميع العناصر الأساسية المؤثرة على حركة (أي جسم) في ثلاث عناصر رئيسية على الرسم البياني، ليمكن وضع تصور دقيق لحركة المستقبلية وبذلك يمكن توقع وتفسير جميع ما يطلق عليه لفظ (حركة) من نشوء الأمم والحضارات وفنائها، ونشؤ النجوم و وأفولها، و حركة أسواق المال طفراتها وانهياراتها. وحتى رد فعل النفس البشرية يمكن توقعه بشكل دقيق إذا تم تحديد ودمج جميع المؤثرات النفسية الرئيسية (ثلاث عناصر) وتقدير قوتها وشدتها وأزمنتها المتفاوتة على مدى كامل عمر الإنسان.
مميزات التحليل الفني الحديث
1) الشمولية : لا يغفل اسلوب التحليل الفني الحديث بدراسته العناصر المالية الأساسية مثل السعر العادل أو مكرر الأرباح والقيمة الدفترية للسهم
بالإضافة لاهتمامه الشديد بدراسة العناصر الفنية الرئيسية مثل النماذج الفنية أو الشموع اليابانية و تحليل الكميات.
2) التخصصية : يهتم اسلوب التحليل الفني الحديث بدراسة العناصر المالية الأساسية فقط مثل مكرر الأرباح والسعر العادل ودراسة العناصر الفنية الأساسية فقط بشكل معمق مثل القمم والقيعان وموجات اليوت والنماذج الفنية الرئيسية ودراسة الكميات،
مع إغفال دراسة جميع المؤشرات الثانوية (الحسابية) بشكل كامل مثل مؤشر الماكد (macd) ومؤشر القوة النسبية (rsi),
وغيرها من المؤشرات الحسابية، حيث يعتبر ذلك نوع من أنواع التشتيت الفكري وضياع الوقت بعتبار أن جميع تلك العناصر الثانوية يتم احتسابها بطريقة حسابية من العناصر الرئيسية،
لذلك لا يرى حاجة لدراسة المزيد من العناصر طالما كانت العناصر الرئيسية تفي بالغرض الفني تماما.
3) الواقعية : يتم التحليل الفني الحديث بتقديم تبريرات مقبولة لجميع الأهداف المستقبلية بغض النظر كونها أهداف لأسعار عالية ومرتفعه جدا (قمم)، أو أسعار دنيا ومنخفضة جدا (قيعان)، فألا هداف المستقبلية المرتفعة يجب أن تبررها مناطق تجميع قوية وكافية، وأهداف أسعار الهبوط المنخفضة يجب أن يسبقها مناطق تصريف قوية وكافية وتنفرد مناطق القيعان عن مناطق القمم بشرط وحيد أنها يجب أن تكون مبررة ومقبولة من ناحية التحليل المالي الأساسي.
4) الأستباقية : التحليل الفني الحديث يمنح نظرة استباقية لتوجه السوق في المراحل اللاحقة والمستقبلية، نظرا لشموليه عناصر الدراسة التي يتطلبها من المحلل الفني أو المتداول العادي، ورغم أن توقع الأحداث المستقبلية في حركة أسواق المال بشكل دقيق يبدوا أمر مستحيلا، ألا أن اسلوب التحليل الفني الحديث يمنح المتداول نظرة قريبة من الواقع وهو يعتبر العلم الأميز حاليا من هذه الناحية مقارنة بجميع الدراسات الأخرى الفنية والمالية والخاصة بدراسة أسواق المال.
5) الدراسة المنهجية والعلمية : تتميز الدراسات التي يتم دراسة بتطبيق مبادئ التحليل الفني الحديث، بالمنهجية والعلمية في دراسة جميع العناصر المالية والفنية ولا يكون للعاطفة أي دور في تحديد أنجاه السوق أو البورصة أو السهم مستقبلا.
أهم عيوب اسلوب التحليل الفني الحديث
يتركز أغلب الانتقاد الموجة لهذا الاسلوب من أصحاب المدارس التحليلية الأخرى هو تجاهله للكثير من أساسيات العلوم الأخرى مثل بعض أساسيات التحليل الأساسي أو التحليل المالي في القول بتوازن العرض والطلب بسوق الأسهم والاستعاضة عن ذلك بمبدأ التصريف والتجميع، وتجاهل الكثير من المؤشرات الفنية المعتمدة بالتحليل الفني، بل يصل الي عدم الاعتراف بتأثير بعض المعارف والمدارس التحليلية الأخرى مثل التحليل النفسي للمتداولين، بالإضافة الي صعوبة تعلمه وتطبيقه نظرا لوجود الكثير من المبادئ والشروط الواجب توفرها في الدراسة والتي يجب أن تتم بالشكل الصحيح.'
موسوعات ذات صلة :
'